رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جنون المال.. طبيب يرفض نسب طفلية خوفًا علي ثروته

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

كتبت - مونيكا عياد:

القلب عندما يقسو يظلم أقرب وأحب الناس إليه، فى واقعة غريبة من نوعها، حيث عاشت أسرة تحت ظلم أب قاسٍ وأنانى يبحث عن سعادته بتدمير أبنائه الصغار، لا يهمه سوى نفسه وثروته الضخمة التى جمعها من عمله كطبيب فى أوروبا.

زوج لا يعرف المودة والرحمة يضحك على دموع زوجته، يكذب وينكص بوعوده ليدمر مستقبل أولاده، قمة سعادته هى قمة تعاستهم، فهل يستحق هذا الكائن أن يكون أباً.

البداية عندما تخرج سمير فى كلية الطب بالجامعة الأمريكية، ثم سافر إلى أوروبا لممارسة الطب واستقر بها لمدة 15 عاماً، كوّن خلالها ثروة ضخمة لم يعلم ماذا يفعل بها، فهو لم يتزوج وكرس حياته للعمل، وخشى من أن يتزوج من أجنبية تقوم بإنفاق أمواله التى كان حريصاً عليها أشد الحرص، لذلك فكر فى العودة إلي مصر وفتح عيادة فخمة تناسب مركزه الاجتماعى والعلمى، وأجرى مقابلات لاختيار ممرضة تعمل معه بالعيادة، ليختار «نبيلة» التى تتمتع بجمال طبيعى وشخصية مرحة تثير البهجة بالمكان، كما أنها تتمتع بالكفاءة فهى عملت فى أكبر المستشفيات الدولية.

وبالفعل بدأ العمل فى عيادته التى كانت تقع فى أرقى أحياء القاهرة، وبعد عامين من العمل بالعيادة، شعر بانجذاب قوى تجاه «نبيلة»، حاول أن يتجاهله بسبب فارق السن بينهما واختلاف المستوى الاجتماعى، لكنه لم يجد حوله من يشغله ويسرق قلبه سواها، فقرر الزواج منها كاسراً كل القيود الاجتماعية، لكن بعد الزواج فوجئت نبيلة بقراراته الغريبة التى لا يقبلها شرع ولا دين، حيث رفض أن يسجل أولاده باسمه خوفاً من أن يرثوه بعد وفاته، قائلاً لزوجته: «مش كفاية أنى اتجوزتك وأنت ممرضة عيشتك فى مستوى لم تحلمى به أبداً».

لم تجد نبيلة سوى محكمة الأسرة لتنصفها وتنصف أطفالهم من ظلم والدهم، ووقفت أمام القاضى تروى مأساتها، قائلة: «تزوجت من طبيب غريب الأطوار منذ 5 سنوات، وكان يبلغ من العمر آنذاك 55 عاماً، ورغم أن هناك فرقاً فى السن يصل إلى أكثر من 20 عاماً، إلا أننى وافقت به حيث لم أشعر خلال عملى معه بفارق السن فهو إنسان رياضى ويحافظ على صحته ويهتم بمظهره، كما أننى شعرت بمعاملته الراقية والرومانسية معى التى جعلتنى أقع فى حبه، فوافقت على هذا الزواج رغم اعتراض أهلى عليه، وبعد فترة من الزواج رُزقنا بولد وبنت (2-4) سنوات، إلا أنه رفض تسجيلهما واستخراج شهادة ميلاد لهما، وأخذ يماطل فى هذا خوفاً من ثروته التى كان يقدسها ويحبها أكثر من أولاده.

وتابعت: «رغم قصة الحب التى جمعتنا قبل الزواج، إلا أننى اكتشفت أنه شخص غامض غريب الفكر بعد الزواج، ففى يوم الزفاف كانت الصدمة الأولى، فحينما دخلت منزل الزوجية فوجئت بطفل عمره 3 سنوات يتواجد بالمنزل، ويخبرنى زوجى بأنه قد تبنى هذا الطفل لأنه يحبه وتعلق به، وبعد أسبوع من زواجنا قام بتسجيله باسمه، فلم أعترض وتوهمت أنه إنسان رحيم طيب القلب عطوف».

وبصوت حزين مختلط بالحسرة قالت: «لكن انقلبت هذه الصورة وظهرت الحقيقة، فبعد سنة من زواجنا رزقنا الله بطفلة، وكنت فى قمة سعادتى بها، اعتقاداً بأن هذا سيسعد قلب زوجى مثل أى أب عندما يحمل بين يديه أطفالاً من دمه وصلبه، لكن كانت الصدمة التى لم أتخيلها يوماً، حيث رفض زوجى تسجيلها واستخراج شهادة ميلاد لها، مبرراً ذلك بأنه يخشى بعد وفاته أن ترثه، وكأن هذا الشىء من المحرمات، وتملكت الأنانية والعناد قلبه، فقام بتسجيل كل ثروته باسم أخته، وثم قام بمساومتى بأن أوقع على تعهد بأنى لن أتزوج بعد وفاته مقابل تسجيل

طفلتنا، وبعدما وقعت أسقط وعده وحنث بكلامه ولم يوافق على استخراج شهادة ميلاد للطفلة.

واستكملت الزوجة قصتها المؤلمة: «وبعد عامين حدث الحمل الثانى ووعدنى بعد الولادة أنه سوف يقوم بعمل إسقاط قيد وتسجيل الطفلين معاً، لكن أقاربه وسوسوا له خوفاً على أن يذهب الميراث منهم، فعاد زوجى وخلف وعده من جديد، ورفض تسجيل أطفاله، رغم أنه يرى المعاناة التى أمر بها معهما فى أى موقف يتطلب تقديم أوراق رسمية لهما، ولأنه يعمل طبيب أطفال تولى مسئولية تطعيمهما.. لكن عند تقديم الحضانة لابنتى الكبرى رفضوا قبولها دون شهادة ميلاد.. وهنا حاول والدى التدخل لإقناع زوجى بتسجيل أولاده، وأن ما يفعله حرام شرعاً ومخالف للقانون، إلا أنه لم يستجب لأى محاولات تخاطب العقل قبل القلب، وهددنى إذا لجأت للمحكمة لإثبات نسب أطفالى سوف يأخذ أبنائى من حضنى ويحرمنى منهم للأبد.

إلا أن الزوجة لم تستسلم فى المطالبة بحق أولادها، فحاولت معه مرات ومرات وقامت بتهديده تارة أخرى بالمحكمة، لتفاجأ بقيامه بالتعدى عليها بالضرب وأقامت دعوى حملت رقم 1066 لسنة 2018 وطردها مع أطفالها من المنزل، فلم تجد الزوجة باباً آخر سوى محكمة الأسرة بالتجمع الخامس لإثبات حق طفليها فى الحياة اللذين حرما من حب وحنان الأب، فلا يجب أن توافق الأم على أن يحرمها أيضاً من حقهما فى الحياة والتعليم والحياة بشرف وسط المجتمع وأقرانهما لأن ما يفعله والدهما لا يصدقه عقل ولا تقبله التقاليد والأعراف والقانون.

تقدمت الأسرة بشكواها.. وطلبت تحليل الـDNA لطفليها لتثبت نسبهما لوالدهما حتى تمكنت من استخراج الأوراق الرسمية التى نسبت ذلك وتستطيع أن تجعلهما يمارسان حقهما فى الحياة.

دموع الأم لا تنقطع.. تشعر بالحسرة والخوف وخيبة الأمل.. تشعر بالخجل من كل الذين سمعوا قصتها.. ربما البعض يصدقها ويتعاطف مع مأساتها وآخرون ينظرون إليها نظرات كلها شك وريبة ربما يعتقدون أنها تدعى على الطبيب المشهور وتريد أن تنسب طفليها إليه طمعاً فى شهرته وثروته وربما أقامت معه علاقة غير شرعية. والأقاويل كثيرة والظنون أكثر.. تتساقط دموعها وفى داخلها صرخات مكتومة تريد أن تجعلها تدوى فى الفضاء لتشكو للجميع الظلم الذى تعيشه ويعانى منه طفلاها.. تركت المحكمة على أمل أنه يتم الفصل فى دعواها سريعاً حتى تتمكن من إلحاق طفلتها بالحضانة. نزلت درج المحكمة وطفلاها فى يديها ينظران نظرات زائغة لا يفهمان ما يحدث حولهما.