ختان ياسمين
سوهاج مظهر السقطي
ياسمين تلك الطفلة الصغيرة البريئة ذات الاثنى عشر عامًا والتي تقطن إحدى قرى جرجا جنوب محافظة سوهاج كانت تلهو أمام منزلها مع قريناتها ولم يدر بولدها ماذا يخطط لها والدها أو ما تخبئ لها الايام من محن وآلام سوف تظل عالقة بذهنها طوال حياتها وتظل كابوسا يؤرقها كلما وضعت رأسها على وسادتها محاولة النوم لتعلن يوم ولادتها وتكره انها خلقت أنثى.
خرج والدها مناديا عليها وطالبا منها الدخول إلى المنزل وطلب من والدتها بأن تقوم بتجهيزها وتغيير ملابسها فرحت ياسمين وأخذت تملأ المكان لهوا ولعبهما ظنا منها بأن والدها سوف يأخذها معه للفسحة أو لزيارة أحد الأقارب ولم تعلم بأنه سوف يسحبها إلى المجزر عفوا اقصد الوحدة الصحية ليقوم جزار الوحدة الدكتور سابقا بعملية ختان لها وعندما علمت بمقصد والدها ملأها الرعب وأخذت في الصراخ.
ثار الأب وهاج وأخذ يضربها بكلتا يديه وتدخلت والدتها وخلصتها من بين يديه بصعوبة بالغة وهدأت من روعها وشرحت لها عملية الختان بأنها سهلة وبسيطة وان بنات أعمامها وبنات اخوالها قمنا بها وكذلك كل الفتيات بالقرية وهي مهمة للفتاة ورغم سن ياسمين الصغيرة لم تقتنع بكلمات أمها ولكنها خشية بطش والدها رضخت واستسلمت للأمر الواقع وذهبت مع والدها ولكن قلبها يكاد يتوقف من الخوف وقدماها لا
وصلت ياسمين ووالدها الوحدة الصحية وهي تأخذ نفسها وتبتلع ريقها الذي جف بصعوبة وكان في استقبالهما طبيب الوحدة الذي اعتاد إجراء عمليات الختان تحت استار الظلام ودون أن يعرف أحد من العاملين في الوحدة وبعد انتهاء مواعيد العمل والوحدة خالية سوى منه وياسمين ووالدها الذي قام بتكتيفها بيديه وشل حركتها وقام الطبيب برش البنج الموضعي ووكلت هي أمرها لخالقها والدموع تملأ عينيها.
وبعد أن انتهى طبيب الوحدة من عمله حملها والدها بين ذراعيه وهي مغمى عليها وذهب بها إلى المنزل لتبدأ معاناة ياسمين وتصاب بنزيف حاد ومتواصل لمدة ثلاثة أيام ثم تدخل في غيبوبة ليسرع بها والدها ووالدتها إلى مستشفى سوهاج الجامعي لتقوم بدورها بإخطارا الجهات الأمنية بوصول طفلةمصابة بنزيف حاد وتشوهات بالجهاز التناسلى عقب إجراء عملية ختان لها بالمخالفة للقانون.