رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفنان سنان حسين: الفن أصبح إعادة تدوير والقليل لديه مشروعه الخاص.. وبمصر ذائقة مختلفة

بوابة الوفد الإلكترونية

ينتمي الفنان التشكيلي العراقي سنان حسين للمدرسة السريالية الجديدة، فهو يستمد إرثه الفني من رؤية بلاد ما بين النهرين حيث حضارة أسلافه، وغموضها، وروعة تاريخها، إلى أن يصل إلى ذلك الحاضر المرعب، الذي تطل غرائبه عبر لوحاته، ففنه ليس سوى حياة يستعيرها من الماضي ممزوجة بالحاضر .

 

يقول عنه الناقد الألماني د. جورج بوكو: "يواجه الفنان العراقي سنان حسين في لوحاته السريالية المشاهد بظروف الحياة المتناقضة، إنه مسافر بين العوالم - شخص "بلا مأوى" ترتفع حواسه ، وتكون نظرته واضحة بشكل مذهل ، وإدراكه الشامل".

 

كما قال عنه الناقد العراقي محسن رشيد الشمري: "تندرج مدونات ومحاولات (حسين) الشكلية في سياق البنية التعبيرية التجريدية التي يشكل التغريب والتركيب والتهويم أحد أهم مقوماتها البنائية في تصميم احتفالياته الشكلية التي عادة ما تشبه الحلم العميق المنقطع عن الواقع المستأثر بالغريزة الجنسية الوحوشية  والصراع من أجل البقاء ومقاومة الجاذبية والرقص في فناءات وأقبية انعدام الوزن والتواجد السائل فوق الأشياء؛ لذلك جاءت معالجاته مطابقة لحلمه في تغير سدة الواقع والدعوة للاندماج والبحث عن البدائل لعصرنة الوجود الإنساني.".

 

هو سنان حسين، عراقي أمريكي، ولد عام 1977، في سن الرابعة عشرة مارس "سنان" الفن من خلال رسم صور الأصدقاء والعائلة، وبعد عدة سنوات من الدراسة الذاتية و مع الاطلاع على المدارس الكلاسيكية والحداثية ومخالطة الفنانين المعاصرين، انضم سنان إلى أكاديمية العراق للفنون الجميلة في بغداد، فسمحت له موهبته بالترقي إلى المستوى التالي فحصل على درجة البكالوريوس في الفن . بعد فترة وجيزة من تخرجه في عام 2004 ترك بغداد بسبب الحرب والعنف الطائفي الشرس، حيث كادت أن تنتهي حياته ثلاث مرات قبل أن يقرر الرحيل عن منزله وعائلته.


وجد المأوى في الكويت و أخيرًا استقر في الولايات المتحدة. تمثل تيمات الحنين والبحث عن منزل جديد أساسًا شكّل لوحات "سنان".

 

وفي أوائل عام 2004 شارك في العديد من المعارض الهامة في الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة. وصار يقتني أعماله ولوحاته ملوك الخليج العربي، وأقيمت له معارض في كثير من بلدان العالم.

 

حول أعماله الفنية ومعارضه والعديد من المحاور أجرينا معه هذا الحوار:
 

*يحيا العالم الآن ظرفًا استثنائيًّا بتفشي فيروس كورونا ..كيف عبرت لوحاتك عن هذه الظروف؟

_ فيروس كورونا هو حالة معاصرة يمر بها العالم الآن، وبما أن أعمالي هي معاصرة، فهي تواكب هذا الحدث، حيث اشتغلت بعض الأعمال التي تحاور الواقع المعاصر بدلالة الحالة المؤثرة لإشكالية العنصر  وماهيته، استحداث مادة الشكل وتقديمه بصيغة مغايرة قد تكون سريالية بعض الأحيان لتحاور هذا التكوين الغيبي، مع استحضار شخصيات أعمالى لتكون هي بطلة هذا الحدث .

 

  * في لوحة عزل ...لماذا يظهر الحيوان وكأنه هو الضحية بينما الإنسان لا يبالي ؟ 
_ العالم مشوه لدرجة أصبح الحيوان هو الضحية، نحن مشوهون جدا، شوهتنا الحروب شوهتنا التكنولوجيا ، الانسان يضع تجاربه على الحيوان، أصبح الحيوان هو المنقذ دائما،  لأنه الضحية، أو القربان الذي يتم تقديمه لمباركة الإنسان الذي أصبح هو الإله المقدس لارضائه.

 


تجارب الفيروسات وحتى مساحيق التجميل اصبحت تجرب على الحيوان لنرى هل هي صالحة لاستخدام البشر أم لا ، لهذا السبب أجد أن الحيوان هو الضحية ويجب معالجة الإنسان من كل أمراض التشوه الذي يملكه.

 

*  للمرأة حضور طاغٍ في لوحاتك ..فهي تمثل الأم تارة والغانية تارة والضحية تارة أخرى ..إلى أي مدى يصل هذا الحضور في فنك ؟

 

_ من بدء الخليقة والمرأة هي مصدر تساؤل كبير لهذا اليوم، هي حالة معينة تمتلك الكثير من الحالات الإنسانية المفرطة وكذلك تمتلك الكثير من التناقضات، مثلها مثل الرجل هو كذلك يمتلك الكثير من التناقضات، بالنسبة لي ، لكل تساؤل يجب أن يكون هناك طرح أو شك بقضية ما، هذا بدوره هو ما يحول الفكرة لموضوع أو طرح، فلسفتي تجاه المرأة من مبدأ الوسطية، أراها بأعمالي أكثر من الرجل بل بعض الأحيان هي القائدة، وبعض الأعمال هي المستضعفة، هكذا نحن نعيش بهذا العالم المعاصر كل فرد له عدة أوجه وأدوار ، لذلك أعكس كل حالاتهن داخل عملي.

 

* بين لوحاتك عامل مشترك يبدو لي مبهمًا لكنه محسوس ...فما هو؟


_ أنا أعيد حالة الخلق للمكنونات والمحسوسات، لأجد هذا التباين الفكري ما بين الواقع والحقيقة، بين الحلم والخيال، ما بين السرد النمطي والشكل المتناثر ، تجد هذه الصياغة منحى فلسفيًّا تختلق إشكالية بناء الشكل، لذلك يخرج العمل ذا منحى حسي، بالاتفاق مع المخلوقات التي لا تتغير ، حيث تعيد خلقها كل مرة بتعدد الأشكال الضمنية  لتقودني كل مرة بمكان أتنفس من خلاله الفوضى الخلاقة، المتراكمة بمضمون الحدث المتوارث.

 

* الخوف ضيف شبه دائم على لوحاتك.. فهل لهذا سبب شخصي؟


_ الخوف قائم بحد ذاته، هو النتيجة الحتمية لبناء العمل، لانه العنصر المتكامل لبناء الحدث ، شخصيًّا قادني الخوف لإيجاد تراكمات الزمن داخل عملي، قادني نحو المخيلات المفقودة منذ الطفولة حيث السمكة الضائعة، والضفدع المصلوب، وطراوة الأرض تحت قدمي، وذلك الكابوس الذي كان يطاردني، شباكي المطل على الحديقة التي تبرعم كائنات حية، الخوف المعاصر القائم كل يوم، نعم هو المسيطر على إشكالية الحدث .

 

* تنقلك بين عدة بلدان واستقرارك الآن في بلد غربي ..هل أثر على أسلوبك ؟


_ التغرب من مكان لمكان حتى وإن كان ضمن البلد هو إضافة بصرية وفكرية، ترحالي المستمر وخاصة البلدان الحديثة أنتجت حالة من التصارع الفكري ما بين المدنية الحديثة والإرث الراصن، ليفكك كثير الصدامات الحضارية ويحيل بذلك المنطق السردي لمنطق مغاير، التغير أصبح ملموسًا داخل عملي وأسلوبي ، ولكل ترحال إضافة جديدة لعملي حتى وإن كانت ضمنية، ولكنها تجد مكانها المدلل

.

 

* كيف ترى الفارق بين فناني الشرق ونظرائهم في الغرب؟

 

_ الفن العربي له خاصيته وأسلوبه على مدار القرون السابقة، هو ناتج عن اختصار أو تبسيط ما تلتقطه العين، كذلك بعض السطوح المختلفة، ولكن ما ينتجه الغرب هو معيار لمسار الفن العربي، أما الفن الغربي له أساسياته ومبادئه وأسلوبه الخاص، وحتى هذا بدأ بالتلاشي الآن، ليس هناك فرق كبير ، هناك عامل مشترك كبير بينهما هو التناص، القليل او القلة هم من لديهم مشروعهم الخاص، الفن أصبح إعادة تدوير.



* هل حرية التعبير تختلف نسبتها بين مجتمع وآخر،  وبالنسبة إليك هل تأثرت بذلك ..وكيف؟

 

_  التعبير ليس له مساحات متوقفة، يجب أن تكون  له حرية مستيقظة، عملي ناتج عن حرية الواقع المعاصر  لم تستنفد إلى هذه اللحظة فالتأثير من الواقع الخصب يجبرني أن أضع حرية التعبير بالمسار الأول، وذلك لأن العالم الآن يدرج تحتى مسمى الانفصام السلوكي وهذا الصدام الحاد للمعاصرة الحديثة تؤهلني لأن أستنفر كل حواسي لأضع الكثير  من المستحدثات التي تغير  مسار حرية التعبير .

 

* أقمت معارض بمصر وغيرها من البلدان ، فهل ترى أن معرضًا بمصر قد يكون له مذاق مختلف؟

 

_ كل مكان له طابع خاص في نظري، فروح المكان أو البلد لها عمق مختلف عن البلد الاخر ، أما عن مصر فلها طابع مختلف جدا، فالجمهور هناك له طاقة خاصة وعين مختلفة وحب للفن بشكل متجذر، وهذا الشيء حملني عبئًا كبيرًا عند قدومي مرة أخرى لإقامة معرض آخر ، لمواجهة عقول تدرك ماهية الفن بشكل أكبر .

 

* حضرت معرض الفنان الوزير فاروق حسني
‎بمصر ..فهل تجمعكما المدرسة السيريالية ، أم أن بينكما مشتركات أخرى ؟


_ الفنان فاروق حسني هو حالة قصوى في مصر ، حيث الأسلوب والتفرد والمعاصرة التي يمتلكها، القليل من يمتلك هذه الهالة المعبرة ،   شخصيًّا جمعتي به صداقة، فهو بسيط جدا  وروحه نقية لدرجة كبيرة ، لذلك شاهدت متحفه المستدام قبل ذهابي لمعرضه وجدت هذا التدفق واستنفار روح اللون والخط وهذه المخيلة النابضة، ما يجمعنا هو الأسلوب المعاصر، ولكن لكل منا مغايرة في أسلوب الطرح، وهذا هو الجميل بحد ذاته .

 

 

* أقمت معرضًا أخيرًا في بيروت أبريل الماضي، فما الذي قدمته عبر لوحاتك من جديد يختلف عن المعارض السابقة؟ 

 

_ لكل معرض ماهيته الفكرية المختلفة عن الآخر، معرض بيروت المسمى ( حلال ) هو نتاج عميق مكثف مغاير قليلاً عن نتاجاتي السابقة، منطلق الحلال الآن يدخل بكل مفاصل الحياة البشرية، كل الأديان السماوية والأرضية لديهم مبدأ الحلال والحرام والممنوع والمسموح ، بل وأصبح هناك مادة ضرورية الرؤية والبحث بها هو شخصية الإنسان المركبة وظهرر مسميات جديدة والزج بها بنطاق عدم ملامسة العنصر التقليدي للبشر؛  لانه أصبح هو الإله الذي يركب شخصيته،  قمع شخصية الإنسان وفرض عقوبات لكلا الجنسين بمسميات الحلال ، حقوق الفكر والإنسان مدونات تحت مسميات تخدم هذه الكلمة، تلاعب رجال الدين والسياسيين بمنطق كلمة حلال وإدراجها لما يوافق مصالحهم الشخصية.

 

 

* للفنان "سنان" اتجاه وطني عروبي تخلده آراؤه تجاه قضية فلسطين وأزمتها الأخيرة، فهل ترجمت آراءك تلك من خلال فنك؟

 

_ كل أزمة في كل أنحاء العالم دونت لها أفكاري وطرحي بأعمالي، الوطنية ليست هي وطنية باتجاه مكان معين، لكن الوطنية هي مبدأ إنساني يجب الالتزام به، أما بالتحديد قضيه فلسطين فهي قضية وطنية تمس شعور أي إنسان، وليس فقط الفنان، اشتغلت الكثير من الأعمال التي تطرح هذه القضية الاستحقاقية التي أصبحت لدى البعض هي استغلال للوصول الى قضاياهم الشخصية وخاصة بعض الفنانين الفلسطينيين، أما عن نفسي فأنا أطرح هذه القضية من مبدأ وطني وأكثر الأعمال التي طرحت لهذه القضية ليست للبيع لأنها جزء من مقتنياتي الخاصة.