رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في ندوة بتانة : زكي عمر..شاعرٌ هُمش عمدا وأنصفه خيري حسن

بوابة الوفد الإلكترونية

قال الكاتب والإعلامي د.محمد الباز إن ما لفت انتباهي فيما حدث للشاعر الراحل زكي عمر ليس بسبب سرقة قصيدته " مدد مدد"؛ لان تلك ظاهرة منتشرة للاسف ، انما ما استرعى انتباهي هو تعمد إخفاء الأمر والإمعان في ذلك، لان زكي عمر كان يمثل بالنسبة لي الضمير بالنسبة لكل هؤلاء، فقد كان يحيا بقريته ولا تغريه المدينة ولم يبع إبداعه ولم يتكسب منه، فكان محبا لابداعه اكثر مما يحب نفسه، وهناك من هم أقل موهبة لكنهم يهتمون بتسويق أنفسهم رغم أن منجزهم قليل.

جاء ذلك في الندوة التي استضافها منتدى بتانة الثقافي مساء أمس الخميس، في ذكرى ميلاد الشاعر الراحل زكي عمر، والتي نوقش خلالها كتاب "يا صاحب المدد" للكاتب الصحفي خيري حسن، حيث يتناول خلاله قضية سرقة إحدى قصائد زكي عمر ونسبها كذبا لشاعر آخر، مستشهدا بالأدلة التاريخية والمستندات الدالة على صدق ما يقول.

قدم للندوة الناقد والشاعر شعبان يوسف، وحضرها كوكبة من كتاب وشعراء ومثقفي مصر وابنة الشاعر الراحل.


وأضاف د. الباز في كلمته أن الموضوعية في تناول تلك المشكلة هي الطريق الوحيد لإظهار الحقيقة، مؤكدا أنه منحاز للقضية منذ اللحظة الاولى وكان يمكن حل الأمر ببساطة، إلا أنها لم تكن مجرد قصيدة بعد اتجاه محمد نوح فلم يكن يستطيع تحقيق مكاسب الا باخفاء زكي عمر الذي كانت اغنيته تدعو للحرب ومواجهة العدو في ذلك التوقيت، فحولها نوح للدعوة للسلام تماشيا مع الأوضاع المستجدة.
وتابع الباز أنه كان لابد من سماع كل الأطراف ، وعندما حدث ذلك ظهر كل المخبوء، وراء تلك القضية،
فالحوار الحادث حسم المسألة لصالح زكي عمر، وما يحدث لهو أقل مما يستحق زكي عمر؛ فالأمر يحتاج لتضافر المؤسسات الثقافية، ولابد أن يكون لها دور في نشر أعماله فهو جزء من تاريخنا الادبي لا يمكن إغفاله.

وأضاف: إن الأدلة التي ساقها الكتاب والتي تتمثل في التراث النقدي والمقالات والحوارات الصحفية التي تثبت أحقية زكي عمر في تلك القصيدة، كان لابد من نشرها كاملة لإظهار الحقيقة ، الا أن الكاتب خيري حسن قد اكتفى خيري بنشر جزء بسيط منها .

وأوضح الباز أن الأمر كان مفاجأة له، أن يجد شاعرا بحجم زكي عمر ويتم التواطؤ ضده، و اكتفى المثقفون وأصدقاؤه بالشهادة بأن تلك القصيدة قصيدته فقط ولم يحارب أحد لإجلاء الحقيقة ورد الحق لأصحابه ،
فعندما تكون هناك قضايا تعمد إخفاؤها والسكوت عنها في الوسط الثقافي ،هنا يكون للصحافة والاعلام دور في اظهار تلك القضايا وإثارتها.
وحالة الاخفاء تلك المسئول الأول عنها هو الوسط الثقافي، و لا علاقة للدولة بها؛ فهناك ديوان صدر عن مكتبة الاسرة لزكي عمر، وهو دليل على عدم علاقة الدولة بالأمر .
مؤكدا أن أي مشروع إبداعي لابد له من حراس يقومون عليه وعلى الأقل تلك الأعمال المتفرقة يجب أن تجمع وتنشر من قبل هيئة قصور الثقافة مثلا.
واختتم الكاتب والإعلامي الكبير د.محمد الباز كلمته قائلا: اخشى أن يقف الأمر عند هذا الحد ولا يتم امتداد القضية ، فيجب أن تخاطب أسرة زكي عمر الجهات المسئولة حتى يتم إعادة الحق لأصحابه .
 

فيما قال الناقد والشاعر شعبان يوسف إن قضية التراث المهدور من الشعر والادب تعد قضية كبيرة؛ فلدينا العديد من الشعراء الذين تم تهميش إبداعهم مثل الشاعر أحمد عبيدة الذي انتحر في السبيعينيات وتاهت أشعاره، وقام عمه بالحجر على شعره وإخفائه .
وهناك آخرون تهاونت أسرهم في الدفاع عن إبداعهم، وكان لمصلحة آخرين الا يظهر هذا الابداع، فزكي عمر بالنسبة لي لا يقل عن أمل دنقل، فالسبعينيات عانت من الشللية والتواطؤ ضد من لا ينتمي لشلة ثقافية بعينها ، فوقع ضحية لذلك الكثير من الشعراء أمثال على قنديل ، وفؤاد قاعود، الذي يعد اعظم شاعر عامية في الستينيات والسبعينيات وقد تم تهميشه .

وأكد الناقد شعبان يوسف أنه لولا جهود الكاتب الصحفي خيري حسن في هذا الكتاب وغيره لظل الأمر مخبأ.

ثم تناول الحديث بعض من عاصروا الشاعر الراحل ، حيث أدلوا بشهادتهم حول نسب القصيدة له ، فقال محمد عبدالفتاح الهادي أحد أعضاء الحركة الطلابية في السبعينيات، والذي حبس عام ٧٣ مع زكي عمر:
في الفترة التي قضيتها في السجن مع زكي عمر وفؤاد قاعود ، ضمت القضبان وراءها الكثير من المثقفين والشعراء مثل احمد فؤاد نجم، الا أن زكي وقاعود كان هناك احساس لديهما بانهما متجاهلان وانهما يحتقران من يتجاهلهما.


متابعا أنه بعد إغلاق الزنزانة ليلا ، كنا نستمع الى اشعار نجم وقاعود وصابر زرد وزكي عمر في جلسات سمر .
مضيفا : سمعت قصيدة مدد من زكي عمر في ١٢ فبراير وهي ذكرى مذبحة ابو زعبل ١٩٧٠، والتي راح ضحيتها ٧٠ عاملا.، وكانت الذكرى الثالثة، حيث ألقى زكي عمر قصيدة مدد لأنها كانت تتماشى مع ذلك الحدث الكبير.

ويضيف: فوجئت من كلامي مع خيري حسن، ان هناك من يسمى ابراهيم رضوان ينسب القصيدة له والتي حصل عنها على جائزة كبيرة، فصدمت.
مؤكدا أن ما فعله خيري حسن في كتابه لشيء رائع، فشخصية زكي عمر وتاريخه يستحقان الكثير.
مختتما أن هذا الكتاب جهد يحيا عليه خيري حسن ، فالامر يحتاج لاكثر من جهد

.

فيما ألقى الناقد شعبان يوسف كلمة محمود عوضين المدير السابق لقصر ثقافة المنصورة والتي يؤكد فيها انه قد شهد خروج قصيدة مدد للنور ، وكذلك شاهد المسرحية الحماسية التي احتوت على الاغتية ، والتي عرضت بعدها على المسرح القومي .


أما شهادة المترجم الكبير عنان الشهاوي، فقال:
قابلت زكي عمر مرتين احداهما في الصيف في بلدته ، في الستينيات، وكنت طالبا في الثانوية، فقلت له انه لابد ان يكون متميزا عن الابنودي الذي كان يشاركه في الامسية الشعرية حينئذ، وقد أنصت لي باهتمام ودون ضجر أو تعال.
أما المرة الثانية فكانت اخر عام ٧٣، حيث كنت اعمل مدرسا وناداني اثناء خروجي من المدرسة واصر على ان يدعوني للغداء وذهبنا لبيته، وقرأ عليّ مسرحية شعرية كان قد أنجز ثلاثة فصول بها، وكنت مختلفا معه في الرؤية السياسيو للمسرحية وعندما قلت له رأيي مزق المسرحية،فكان مثالا للشاعر المتواضع المحب لإبداعه.


فيما قالت د.كريمة الحفناوي:
حكى لي د.محمد حسن خليل زوجي والذي كان محبوسا مع زكي عمر، كيف كانوا يستمعون لشعر عمر ليلا بعد غلق الزنازين.
مضيفة أنه في عام ٨٩ في الثقافة الجماهيرية كانت تعرض مسرحية ألفها زكي عمر، وكان مخرجها سلامة حسن، ويبدو ان هناك توافقا كبيرا بين المخرج وعمر ،فمخرج المسرحية كان عامل نسيج في شبرا الخيمة لكنه كان مخرجا موهوبا، فالانسان البسيط ابن الشعب سلامة حسن كان يشبه زكي عمر في بساطته، وفي مارس ٨٩ سافرت المسرحية لليمن وكان من حظي السفر للقيام بدور الام ،وفوجئت بالناس في اليمن يحكون عن زكي عمر ويصفونه بأنه ابن موت لانه كان مختلفا عن الجميع، فكان كل ذلك سببا في معرفتي بزكي عمر.

وتختتم د. كريمة الحفناوي أن للاعلام دورا فاعلا فالخبر عندما يصل للاعلام خاصة في ظل التواصل الاجتماعي فان الامر يساعد على الوصول للحقيقة، خاصة اذا كان الاعلام امينا..وطالما هناك اناس مخلصون كخيري حسن فالحقيقة ستصل.


فيما قال الشاعر د.أحمد الجعفري:
إن الكتاب حقا هو سيرة شاعر ومسيرة وطن.
مضيفا: الغريب هو تواطؤ من حوله من شعراء ومثقفين ، فلزكي عمر بيت شعر يقول فيه" لو مت موتة ربنا متصدقوش"، وهي عبارة مرعبة تدعونا للنبش والبحث عن الحقيقة .
واختتم د. أحمد الجعفري قائلا :لم اكن أسمع عن الديوان الصادر عن مكتبة الاسرة لزكي عمر مثلا ، بل إنني قد عرفت الشاعر أكثر بعد إثارة تلك القضية .

وقالت د.كوكب حسين:
عرفت زكي عمر من خلال تلك القضية التي فجرها خيري حسن، ولماذا تتم محاربة شاعر بحجم زكي عمر، وبعدما قرأت الكتاب أحيي الكاتب على بحثه عن الحقيقة وعن إثارته وبحثه عن الاشياء الجميلة في الحياة وليس كبعض الصحفيين الذين يبحثون عن التفاهات..
مؤكدة أنه لابد ان نثير جميعا القضية ونتحدث عن الشاعر زكي عمر جميعا على صفحاتنا وفي ندواتنا.

أما جمال عبدالرحيم ، مدير دار المكتبة العربية ، ناشر الكتاب، فيقول: اطلعت على الكتاب، ولان هدفنا في المكتبة العربية هو الحرص على وصول الإبداع، فقد أنجزنا الكتاب في وقت قياسي ، لانني امنت بالقضية، التي اثارت شجونا وذهولا من حذف ابداع واحد من المبدعين الذين اخفاهم وتآمر عليهم البعض ، فارجو ان يهتم الكاتب وغيره بالمنسيين من التاريخ، فكما همش محمد نجيب كاول رئيس لجمهورية مصر، تم تهميش مبدع مثل زكي عمر.

واختتمت الندوة بإلقاء الشاعر عوض الشيخ لإحدى قصائد زكي عمر، شاركته في الإلقاء حفيدة زكي عمر، رحاب نشأت.