عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القصة القصيرة جدا.. بين الانتماء الغربي والمرجعية العربية

بوابة الوفد الإلكترونية

يشاع أن فن القصة القصيرة جداً هو نوع حديث من الأدب انتشر في الفترة المعاصرة بشكل واسع وأصبح نوعاً سردياً قائماً بحد ذاته،وهي في حجمها تعد أصغر من القصة القصيرة وقد لا تتجاوز بضعة أسطر وأحياناً قد لا تتعدى السطر الواحد.

إلا أنه بالبحث ، فقد أجمع كثير من النّقّاد والدّارسين على أنّ منشأ القصة القصيرة جدًا يعود إلى الغرب، من خلال قصّة كتبها الرّوائيّ "أرنست همنجواي"  سنة1925 م، وهي مؤلّفة من ستِّ كلمات، هي : “للبيع… حذاء طفل لم يلبس قط”.
وهو ما يدل على أنّ فن القصّة القصيرة جدًا فنٌّ غربي دخيل علينا، وهناك من ذكر الكاتبة الفرنسية ” ناتالي ساروت” بأنّها أوّل من كتب القصّة القصيرة جدًا عام1932 م.
وهناك كتّاب آخرون كتبوا في هذا الفنّ، قبل ساروت بثلاثة عقود ، أمثال: أليكس فينون Alex Vinon وإدجار آلن بو Edor Allan poe، ولكن أحدا لم يطلق على ما كتبوا مصطلح القصة القصيرة جدا.

إلا أن بعض النقاد والباحثين يؤكدون مرجعية هذا النوع الأدبي الى الأدب العربي وأشكاله الممتدة في التراث كالنّادرة والطّرفة والنّكتة، بل إن هناك من أكد مرجعيته لبعض ما كتب محمود تيمور،

ونجيب محفوظ ، و يوسف إدريس، وزكريّا تامر، وتوفيق يوسف عوّاد.
وقد انتشر هذا الشكل الأدبي حديثا على نطاق واسع وملاحظ، حتى صار وصفه بالشكل الأدبي المعاصر أكثر واقعية .
وبين أيدينا نموذج لهذا الشكل الأدبي، اشتهرت به الكاتبة والقاصة د.علا محمد ، والتي تمتلك قدرة فائقة على تكثيف الفكرة وبلورتها في كلمات معدودة ..

"تهور"

ألقت حذرها على رمال شاطئٍ أمواجه من العيون المتطلعة .
كانت تبحث عن نظراته المندهشة ، فى طريقها سبحت ضد التيار ، وسط فرحتها بقرب الوصول ، كان الضجر هو دين النظرة الجديدة والانطفاء سمتها ، والجمود المتشدد أفقد عيونه ماء السعادة ، بالغواية والضلال قذفها داخل قفص الاتهام ، بإقامة الحد حكم عليها قاضيه ، تمنت وقتها لو كان القتل هو الحد المقام.