رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في ذكرى ميلاده .. نجيب سرور شاعر العقل والمأساة

الشاعر نجيب سرور
الشاعر نجيب سرور

ارتبط اسم نجيب سرور عند الكثيرين بديوانه الأشهر «الأميات»، وهو العنوان الأكثر تأدبا لديوانه الغاضب الشهير الذي كتب نقلا عن أحد التسجيلات الخاصة، والذي تناقلته الأيدي في الخفاء حتى نشر التسجيل كاملا للمرة الأولى على شبكة الإنترنت في أواخر التسعينيات بصوت سرور، على يد ابنه شهدي نجيب سرور ، مما عرضه للملاحقة الأمنية بتهمة نشر مواد خادشة للحياء ، فسافر شهدي بعيدًا عن مصر ليحيا مع والدته بروسيا.


ولأننا كمجتمع اعتدنا ربط الكاتب بما يكتب ، فقد صنف سرور عند البعض كشاعر للبذاءة والمحرمات وناشر للممنوع...ولكن هل هو حقا هكذا؟؟؟


في ذكرى ميلاده التي تحل اليوم الأول من يونية، اخترنا أن نزيح بعضا من التراب عن صورة شاعر طاله كثير من التهم سواء في حياته أو بعد مماته.


سرور الذي غنى الشيخ إمام عيسى بعض قصائده ، منها: "البحر بيضحك ليه" و"غريب وجيت البلد" و"حلوا المراكب".


يطلق عليه عاشقوه شاعر العقل، فتلك حياة حافلة بالمآسي والاعتقالات والأحداث الجسام تخيم ظلالها على قصائده ولا تحرم من تفاصيلها دواوينه.


* من هو نجيب سرور:

هو شاعر وممثل مصري برز خلال عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. ولد في إحدى قرى محافظة الدقهلية بمصر، وكان محبًا للمسرح والتمثيل، فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه ليعمل في مجالي التمثيل والإخراج.

سافر إلى الاتحاد السوفييتي لدراسة الإخراج المسرحي. وبعدما عاد نجيب إلى مصر، ألف بعض المسرحيات والدواوين الشعرية، ولكن جرأته الشديدة وصراحته في انتقاد سلبيات النظام آنذاك تسببتا في دخوله المعتقل، بل وفي دخوله إلى مستشفى الأمراض العقلية عدة مرات.

* مشواره الشعري والسياسي :

بدأ عهد سرور مع الشعر بكتابته قصيدة "الحذاء" سنة 1956، والتي صور فيها ما عاناه والده من ظلم وقهر على يد عمدة القرية.

وعن مشواره السياسي، فقد انتمى سرور خلال شبابه إلى الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو)، وهي إحدى المنظمات الشيوعية التي كانت بمصر آنذاك. وفي عام 1958، سافر سرور في بعثة دراسية إلى الاتحاد السوفييتي لدراسة الإخراج المسرحي هناك.

عانى سرور خلال تلك الفترة من مشكلتين: فقد عمد الطلاب المرافقون له في البعثة إلى كتابة تقارير أمنية مسيئة بحقه، في حين أن الشيوعيين كانوا يشكّون في انتمائه الشيوعي نظرًا لأنه كان موفدًا ضمن بعثة رسمية.

ولكن شكوك الشيوعيين تجاه سرور تبددت لما ألقى بعض الخطب الحماسية التي هاجمت نظامي مصر والأردن . ونتيجة لهذه المواقف الثورية المعارضة لحكومة عبدالناصر ، تم سحب المنحة الدراسية منه.

بقي سرور في الاتحاد السوفييتي ولكنه لم يكن على وئام مع التنظيمات الشيوعية هناك، ولذا قرر الذهاب إلى المجر، ومنها عاد إلى مصر سنة 1964.

* إنتاجه الشعري خلال فترة الاعتقال:

لم يقف ما تعرض له من اعتقال وتعذيب حائلًا أمام إبداعه، فألف مسرحية "بهية وياسين" عام 1965، وبعدها بعامين أنهى

كتابة مسرحيته الثانية "يا بهية وخبريني".

وفي عام 1969، كتب مسرحية "الكلمات المتقاطعة"، وفي ذات العام أصدر مسرحية نثرية بعنوان "الحكم قبل المداولة"

قدم سرور مسرحية "ملك الشحاتين" عام 1970. وفي العام التالي انتقد سرور بشدة أحداث أيلول الأسود في الأردن، وهاجم طريقة معاملة الفلسطينيين في مسرحيته "الذباب الأزرق"، مما أدى لمنع عرض المسرحية ومصادرة النسخ المطبوعة منها.

* قصيدة الأميات:

وبعد تعرضه للاعتقال ودخوله مستشفى الأمراض العقلية بتهمة الجنون وما ترتب على كل ذلك من طرده من وظيفته، كانت قصيدته " الأميات" نتيجة متوقعة ومتنفسا وصرخة في وجوهنا جميعا.


جاءت كلمات القصيدة جارحة قاسية وألفاظها خارجة، تعبيرًا عن حالته النفسية ، إذ انتقد سرور فيها أبرز رموز السلطة في مصر، ومن ضمنهم محمد حسنين هيكل.

* أشهر دواوينه:

أصدر نجيب سرور طوال حياته عدة دواوين شعرية نذكر منها: "لزوم ما لا يلزم" التي كتبها في المجر وصدرت عام 1975، وديوان "الأميات"، و"بروتوكولات حكماء ريش"، و"رباعيات نجيب سرور"، وديوانا "الطوفان" و"فارس آخر زمن".

كما كتب سرور في النقد، فأنجز عددًا من الشروحات النقدية المهمة مثل "رحلة في ثلاثية نجيب محفوظ" التي تعرض فيها لروايات الكاتب الشهير.

ونشر عددًا من المقالات النقدية في بعض الدوريات الأدبية، ولعل أبرزها: تحت عباءة أبي العلاء، وهموم في الأدب والفن، وحوار في المسرح.
وقد نشرت أعماله الكاملة في 4 مجلدات عام 1997.

* وفاته:

تدهورت الحالة الصحية والمعيشية لنجيب سرور خلال الفترة الأخيرة من حياته، واشتدت دائرة التضييق عليه، فأودع مستشفى الأمراض العقلية، ليتوفى هناك بتاريخ 24 أكتوبر عام 1978،عن عُمر يناهز ستة وأربعين عاماً .


رحم الله نجيب سرور ، الذي رغم كل مالاقاه، كان للحب نصيب حافل في قصائده مهما توارى خلفه من إسقاطات، فهو القائل :


آمنت بالحب .. من فيه يبارينى
والحب كالأرض أهواها فتنفينى
إنى أصلى ومحراب الهوى وطنى
فليلحد الغير ما غير الهوى دينى