رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحاصلة على جائزة الكتاب الأول: تناولت تمصير المسرح ومنيرة المهدية ساهمت في ثورة 19

بوابة الوفد الإلكترونية

المسرح والمجتمع المصري من النهضة إلى ثورة ١٩١٩، عنوان يحمل بين طياته الكثير والكثير من المعلومات الشيقة التي تثير فضولنا جميعًا للتعرف عليها، وهذا ما تناولته الدكتورة إيمان النمر في كتابها، الذي نالت عنه بجائزة الكتاب الأول للشباب تحت سن 35 عامًا، وذلك خلال فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ51.

وقالت النمر في حوارها لـ"بوابة الوفد"، إن الكتاب يهتم بمسألة الهوية الاجتماعية المصرية ومسألة التحديث، ورصد موقف الصحافة المصرية آنذاك من المسرح، حيث وصفته بعض الصحف بالخلاعة والرزيلة، موضحة أنها أنهت كتابها بقيام ثورة 1919، وذلك لدخول مصر في حقبة تاريخية جديدة أصبح المسرح فيها أكثر نظامية وله مؤسسات تدعمه.

وإليكم نص الحوار:-

لماذا اختارتي المسرح ليكون موضوع لكتابك، ولماذا في تلك الحقبة الزمنية بالتحديد؟

الكتاب في الأساس كان رسالة ماجستير الخاصة بي، ثم تم تحويلها لكتاب، ووقع اختياري على تلك الحقبة الزمنية بالتحديد لأنها عام 1869 كان بداية النهضة في مصر عندما أنشأ الخديوي إسماعيل الأوبرا الخديوية في مصر، وكان هذا حدث تاريخي وهام ويدل على أن مصر دخلت مرحلة الحداثة، فقد كان الخديوي اسماعيل مهتم بعمل طفرة تؤكد أننا شعب متحضر ولدينا حضارة عظيمة لا تقل عن أوروبا.

 

حدثينا عن ما تناولتيه في كتابك؟

الكتاب اهتم بالفرق الشامية التي جاءت إلى مصر من لبنان أثناء الهجرات اللبنانية والسورية إلى مصر، كان لتلك الفرق دور كبير في نشأة المسرح وتطويره وتعريبه وتمصيره وإدخال المسرح الغنائي لمصر، ومن خلالها خرج  الكثير مثل جورج أبيض والشيخ سلامة حجازي وروز اليوسف، ويوسف وهبي، وغيرهم في من ساهم في نشأة المسرح.

الكتاب مهتم بالمسرح المصري وكيف تم تمصيره وتمكن من الخروج من الشكل الأوروبي ويكون مصري بمعنى أنه يقدم مسرحيات باللهجة المصرية وموضوعات تهتم بالشأن المصري والمجتمع والقضايا المطروحة في ذلك الوقت، وتمثل هم عام مثل القضية الوطنية والاستعمار والهوية الاجتماعية، وما ينبغي تقديمه للمجتمع حتى نلحق بركاب الحضارة والتقدم الذي كان يشهده الغرب، وذلك ما يهتم به الفصل الخامس من الكتاب.

كيف تم توظيف المسرح في قضايا المجتمع ومشكلة خروج المرأة على خشبة المسرح بسبب الأعراف والتقاليد وتحدي المرأة لكل الحواجز حتى تظهر على خشبة المسرح، ولدينا نماذج كثيرة منها بديعة مصبني ومنيرة المهدية التي كان لها دورا كبيرا خاصة في مرحلة الثورة من خلال المسرحيات التي قدمتها في تلك الفترة.

الفصل الخامس أيضا يهتم بمشكلة الهوية الاجتماعية والمصرية ومسألة التحديث ستتم على أي أساس هل أوروبي أم نستطيع الأخذ به بالشكل الذي يناسب المجتمع المصري وهذا كان أمر بارز جدا في المسرح.

ورصد الكتاب أيضا الصحافة وكيفية تعاملها مع الموضوع، فهناك صحافة كانت ضد المسرح معتبرينه خلاعة ورزيلة في حين أن المهتمين بالمسرح كانوا يرون أنه وسيلة توعوية لتمثيل قضايا المجتمع.

 

كيف كان يتعامل المصريين آنذاك مع مسرح نجيب الريحاني؟

مسرح نجيب الريحاني في البداية كان الشعب يعتبره أنه هدفه تجاري فقط وهذا ما يشبه أغاني المهرجانات حاليا، وقد كان نجيب الريحاني يقدم شخصية العمدة الذي يتجه للخلاعة، وهو كان يرى أنه يمثل الواقع، وهنا كان اللغط هل الفن يقدم الواقع أم يرتقي به ويقدم شيء مختلف، ولكن في وقتا لاحقا اكتشفنا أن نجيب الريحاني وعلي الكسار كانا يقدمان فن راقي ويمثل المجتمع ويمثل الهوية المصرية، وتمكن الريحاني أن ينتشر داخل طبقات شعبية كبيرة جدا.

وهذا هو مجمل ومعنى الدراسة البدأ من عصر النهضة والدخول في حيز التحديث والتأسيس لمرحلة القوى الناعمة.

 

لماذا اختارت عام ١٩١٩ ليكون نهاية لدراستك؟

وقفت عند عام 1919 لأن التاريخ منقسم لمنعطفات وبقيام الثورة دخلت مصر في حقبة تاريخية جديدة، فالمسرح بعد

الثورة أصبح أكثر نظامية وله تمويل ومؤسسات وفي عام 1920 أسس طلعت حرب شركة التمثيل العربي لفرقة أولاد عكاشة.

 

هل تعملين الآن على فكرة كتاب جديد؟

نعم أنا حاليا أسعى لتطوير رسالة الدكتوراة وموضوعها عن العائلة والسلطة والمال من عام 1920 حتى 1961، وأنوي تقديمها في كتاب.

ما رأيك في الذي تقوم به النخبة المثقفة حاليا؟

النخبة المثقفة رهينة الواقع الذي تعيش فيه، وهناك آراء بأن النخبة المثقفة هي سبب رئيسي في الحال المزري الذي نعاصره، ولكن هذا تعسف في الرأي لأن المثقف هو أبن بيئته وإن كانت المعرفة لا تعفيه من المسؤولية، كما أننا حاليًا في عصر أعطت فيه الجماهير للسوشيال ميديا مساحة كبيرة في التعبير عن نفسها بشكل كبير والتفاعل مع غيرها، فصورة المثقف الكلاسيكية الذي يكون في برج عالي ويقوم بعملية التنظير والتحليل أو المثقف الذي تكمن وظيفته عملية التثوير وتهييج الناس، تغيرت كثيرًا وهذه أزمة يعيشها تقريبًا كل العالم، إلا أننا لا نستطيع  إنكار أن العقل تغير في مسائل كثيرة، كلام المثقف أصبح لا يؤخذ بإحساس الرهبة لشخص متعلم ويعرف أكثر من غيره، بل بالعكس أنت شخص تحاسب على كلامك، ويجب أن تكون قادر على التعبير عن رأي الشارع.

 

 ما أهمية معرض الكتاب في إثراء الثقافة وعقول الشباب؟

معرض الكتاب له أهمية كبير لأن الناس أصبحت شغوفة للقراءة، وهناك أصوات كثيرة بدأت تظهر مؤخرًا معترضة على النشر وأن هناك الكثير بدأ ينشر كتب، ويصنفوه بأنه ابتذال وتفاهة، ولكن بالعكس من رأي أن هذا أمر إيجابي، ومطلوب من الجميع التعبير عن ما بداخله، فليس من المنطقي أن يكون للثقافة أيضًا كهنوت، فمن مصلحة الدول التي تهتم بالمعرفة والاقتصاد أن يكون لديها أسواق ضخمة للنشر، أما مسألة التقييم فهو مطلق لرأي القراء، فالبضاعة السيئة يطردها الجيد، وأنا أرى أن دعم الشباب للكتابة والقراءة والإنتاج أمر عظيم، حتى يتعرفون على ذواتهم.

 

ما رأيك في اتخاذ دولة السنغال ضيف شرف المعرض في دورته الـ51؟

كون أن مصر تهتم بدولة أفريقية فهذه خطوة جيدة جدا، فمصلحة مصر وشعبها مع أفريقيا، لذا من الضروري أن نمد أواصر الصداقة والتعاون مع دول أفريقيا، فمصر منذ القدم وهي رائدة القوى الناعمة في المنطقة، واليوم نرى دول كثيرة تتطور وتشهد تحولات تاريخية يستلزم معها علاقات جيدة خصوصًا حال وجود مصالح مشتركة، والثقافة أحد أهم العوامل التي تشكل العلاقات بين الدول والشعوب.