رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"الجنرال الأخير" تنزع العباءة الشيطانية عن المجتمع

الجنرال الأخير
الجنرال الأخير


"من ساحة النزال الأبدي بين الخير والشر إلى لعنة المؤامرات التي تتحكم بحياتك دون أن تدري، صراع أزلي بلا نهاية مرتقبة" هكذا اختتم الكاتب الروائي والشاعر جمال عبد الرحيم، مجموعته القصصية "الجنرال الأخير".

تتنوع قصص المجموعة بين السياسي والاجتماعي والعاطفي والنفسي، وتربطها جميعًا رؤية فلسفية تحليلية عميقة، ممتزجة بحالة من الشجن.

بلغة قوية، وأساليب بلاغية رنانة تمس الوجدان، يدعو الكاتب خلال المجموعة القصصية إلى ثورة فكرية، والتعمق في تحليل الأحداث، وعدم الاقتصار على الظواهر السطحية، ويلمح إلى أهمية حرية الرأي والتعبير عنه بأي وسيلة.

يسرد الكاتب قصصه القصيرة بتعبيرات موسيقية متناسقة وكأنه يعزف سيمفونية بديعة تنعش القلب وتحرك الفكر، لتنقلك إلى موقع الحدث لتعيش دور البطل الذي يجسده في كل حكاية.

استخدم الكاتب العديد من التعبيرات المجازية البليغة، مثل: "شبح الخيانة يلتف أمام ناظري بأجسادهم ليكسوها كعباء شيطانية تحول، في يأس، ستر عوراتهم من دون جدوى"، و"القلب الراقص بين ضلوعها كطير ذبيح"، و"شبح الموت الزاحف ببطء كأخطبوط".

عَكَس الإهداء رغبة الكاتب في تصحيح الأوضاع الخاطئة، والواقع المزيّف، فأهدى المجموعة إلى السائرين في طريق البحث عن الحقيقة رغم الآلام التي تعتصر قلوبهم، إلى أصحاب تلك الذاكرة التي ترفض أن تنزف الوعي.

استعان الكاتب بأقوال لمشاهير وكتاب قبل كل قصة ما يثري ثقافة القارئ، ومن بينها مقولة للكاتب نفسه: "جملة هي، تبتسم صباحًا فتشرق الشمس، وتضحك ليلًا، فيتألق ضوء القمر، نقية كقطرة مطر لم تصل للأرض، تعاني كمقاتل أسير، كمخاض مريم العسير".

ومن أقوال الكاتب أيضًا: "كم من الجرائم ترتكب باسم الوطن، لا فرق بين القتل بالكلمة والقتل بالرصاص"، واختتمها بقوله: "ليس

هناك أخطر من شخص لا شيء لديه ليخسره".

وتضم المجموعة عدة قصص، وهي: الصمت، ونعمة، واغتيال عشق، وانفصال، والسادة والعبيد، والمترجم، وبنت الوكيل، والمعتقل، وسهام القدر، والجنرال الأخير، والحارس، والكلمة الأولى، والرجل الكبير، والبريء، والذئب.

قصة "الصمت" تتحدث عن العجز عن التعبير عن الرأي، وترك الصوت العالي لأشخاص محددين، حتى يلجأ البطل للتعبير عن رأيه، وفي قصة "نعمة" يتحدث عن الحلم القصير الذي يُنتزع منك، وتعيد قصة "اغتيال عشق" ذكريات الماضي وتؤجج العاطفة التي لم تنطفئ يومًا.

وتجسد "السادة والعبيد" الصراع بين الرأسمالية والعمال وتأثير الحالة الاقتصادية على الإنسان، وتسلط قصة "المترجم" على النظرة الثقافية السطحية، التي جعلت من الكتب مجرد سلعة يسعى تجارها لتلبية رغبات الجمهور دون النظر لمحتواها.

وتتطرق قصة "البريء" إلى ظاهرة الإرهاب التي تغتال النفوس، أما قصة "الذئب" فترمز إلى الوضع الإنساني المزري الذي يحول البريء إلى ذئب، ويخلق من اليتيم مجرمًا، ويجعل من المظلوم ظالم.

لم تكن مجموعة "الجنرال الأخير" الكتاب الأول له، فقد صدرت له روايات "موستار"، و"مدينة الجحيم"، والمجموعة القصصية "أرض العشق والموت".