الشاعر السوداني محمد الحبيب: الشعر منفصلًا عن المجتمع ولم يعد مرآة له
الشاعر السودانى محمد الحبيب يونس شارك في عدة أمسيات شعرية ومنتديات أدبية داخل السودان , وشارك في مهرجان الخرطوم للشعر العربي 2018,له ديوان شعر تحت الطبع بعنوان عزلة مثقوبة .
سألناه عن وهمومه , وعن أوجاع أصحاب القوافى , وعن وجهه نظره فى مقولة" الشعر ديوان العرب" وهل ما زلات تلك المقولة صالحة لهذا الزمان .. وتركنا له المساحة القادمة دون تدخل من جانبنا..
يقول "يونس" : الشعر عموماً و في كل عصوره كان مختلفاً عن بقية الأجناس الأدبية في تعبيره فلغة الشعر منذ البداية كانت لغة تختلف في أسلوبها عن لغة الأجناس الأدبية الأخرى ، لكن في العصر الحديث خرج الشعر عن لغته القديمة أو طوّرَ فيها فصار أكثر ابتعاداً عن اللغة العادية مما ولدَ فجوةً بين الشعر وعامة الناس
فبقيَ الشعرُ منفصلاً عن المجتمع لم يعد مراةً له وهذا ليس لأنَّ الشعر لا يناقش قضايا تهتم بمشكلات الفرد أو المجتمع لكن السبب في ذلك هو أسلوب الشعر أي الغموض الشديد و الصور التي لا يستطيع أبصارها إلا من توفرت له حاسة نقدية نافذة وصار الشعراء متفاوتينَ في هذا الأسلوب ويتنافسون عليه فمنهم من جعل الغموض معياراً لجودة الشعر فصار الغموض غايةً في ذاته .
حتى كلمة انزياح هذه صارت ضيقة في دلالتها اليوم فهي لا تعني الرمز ولا القناع ولا أساليب الخطاب
وهناك بعض الإنزياحات في الشعر اليوم بلغتْ حداً بعيدا عصياً حتى على الشعراء أنفسهم فهناك عدم تناسب بين العناصر المستضافة في النص وهناك صورٌ لا تؤدي إلى معنى صور غير متحركة أو متحركة لكن حركة يمجها المنطق الشعري هناك انعدام للمعنى في كثير من النصوص نعم هناك ابتكارات للتراكيب لكنها غير متفاعلة تفاعلاً يخلق معنى .
واليوم كَثُرَ الشعراءُ لكن القصيدة لم تكثر ألوانُها للأسف هي قصيدة تكاد تكون ذات ملامح مشتركة وهذا يعود إلى المسابقات الكبرى التي صارتْ تهتم بمستوى معين من مستويات الكتابة
لكنْ إذا حررنا الشعر من التعريفات والمفاهيم التي ألحقتْ به ، ومن التوجهات الفكرية التي أطرته بها بعض المؤسسات الأدبية وارجعنها إلى فضائه الواسع بلا شك ستعود القصيدة الجميلة .