الثقافات الأفريقية في عالم متغير

ناقش ملتقى الدولى الرابع تفاعل الثقافات الأفريقية: "الثقافات الأفريقية في عالم متغير"، والتي يقام تحت رعاية الدكتورة إيناس عبدالدايم وزير الثقافة، بمقر المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي، حيث تم مناقشة عدة محاور حول القراءات السياسية الأفريقية.
وقال الدكتور حمدي عبدالرحمن الذي ناقش محورًا مهمًّا تحت عنوان: "الصعود الأفريقي في السياسة الدولية: إشكاليات تحليلية ومعرفية"، وذلك من خلال استخدام  البيانات الخاصة بالسياق الإقليمي والدولي، وطرح رؤية تحليلية لخطاب "الصعود الأفريقي" الذي سيطر على سياسات التنمية الدولية والأبحاث بأفريقيا منذ أكثر من عقد من الزمان.
ثم أعطى مثالا أن معهد ماكزني نشر في عام 2010 تقريرا واصفا فيه الإمكانيات والتقدم الاقتصادي التي وصلت إليه أفريقيا بأنها "أسود على الطريق"،مما يؤكد أن هذه القارة السمراء على وشك أن يصبح لها تواجدًا قد يفوق تواجد تجربة "النمور الآسيوية"، مضيفًا أنه بالرغم من وجود بعض التحديات الهيكلية والظرفية التي أسرت بالسلب في كثير من الاقتصاديات الأفريقية، كذلك الصدمات السياسية التي أدت إلى تباطؤ النمو في شمال أفريقيا منذ عام 2011، إلا أن النهوض الأفريقي لا يزال يحمل مصداقية كبيرة فلا يمكن لأفريقيا أن تنهض إلى أى مستوى في السياسة الدولية دون أعمال التفكير في أسباب استمرارها بعيدة عن ركب الحداثة والتقدم لفترة طويلة من جهة، ومن جهة أخرى بناء رؤية وخارطة طريق لما ينبغى عليها القيام به من أجل النهوض والارتفاع بنجم القارة بشكل مستدام في ظل نظام عالمي تنافسي.
تحدث الدكتور رامي مجدي الأستاذ المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، عن: "هرم القوة: قراءة سياسية لفلسفة البانتو عند الأب بلاسيد تيمبلز"، وذلك من خلال تحليله لكتاب "فلسفة البانتو" للأب الفرانسيكاني بلاسيد تيمبلز، الذي ناقش فيه إشكالية التحضر واكتشاف الذات عبر افتراض أساسي من خلال بناء هرمي تسري فيه قوة الحياة التي تسري في كل شيء وتؤثر في بعضها البعض من خلال روح

الإله.
وأضاف بما أن الإله هو خالق الروح إذن على الروح ثلاث مسئوليات تقع عليها هي: 
الحفاظ عليه.
زيادتها بإثراء حياة المجتمع (أى مواره) وتحسين حياة مخلوقاته.
إزالة العوائق والأخطار التي تهدد الحياة وتعيق الوفر.
وختم كلمته بتوضيح البنية الهرمية لقوة الحياة التي يجلس على عرش الهرم الإله ذاته يليه الأسلاف ثم الزعماء ثم رؤساء القبائل ثم الناس حسب الأكبر سنًّا ختاما بالنباتات والحيوانات حسب قائدهم في نهاية القاعدة الهرمية.
وفي الختام جاءت كلمة الباحث الأثيوبي فوهي بيجيزر فريدي التي حملت عنوان "إعادة تشكيل الاقتصاد السياسي العالمي ومستقبل أفريقيا"، قائلًا إن أفريقيا تتطلع لمزيد من التقدم والتنمية ومؤخرا حازت القارة الأفريقية جائزة نوبل فى الاقتصاد مما يؤكد أن آليات الصعود الأفريقية آخذه فى التطور والبناء كما أوضح أحد علماء الاقتصاد البارزين في أفريقيا أن ما يحدث في أفريقيا من آليات الاقتصاد تتجه بقوة نحو الشرق مما يعد هذا التغيير في الموقف السياسي قد أدى إلى تعددية القطبية في القارة وبالطبع إلى تعدد القوى السياسية الذي أدى إلى تغيير كثير من مراكز الثقل في القارة، ومن وجهوا نظره فهو يميل إلى النظرية الوسطية الخاصة بالنظام الدولي التي سوف تتجه نحو مزيد من التحول الملحوظ فى سياسات واقتصاديات القارة السمراء خاصة فى الفترة القادمة.