رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أدباء أفارقة ساهموا في إبراز مكانة وجمال القارة السمراء

بوابة الوفد الإلكترونية

على الرغم من الاضطرابات التي مرت وتمر بها القارة الإفريقية، إلا أنها أخرجت عددا من الكُتاب والأدباء، ساهموا بأدبهم وكلماتهم في إبراز مكانة و إظهار جمال القارة السمراء، وقد تم تخليد أسمائهم وكتبهم في التاريخ. ومن هؤلاء:  

*تشينوا أتشيبي:

وهو روائي نيجيري، ولد في قومية الإغبو، ويعتبر أول روائي بارز من القارة السوداء كتب بالإنجليزية، فقد قال إن "الإنجليزية تعبر عن فكري الإفريقي بوضوح"، كما تتناول كتاباته المخلّفات المأساوية للإمبريالية البريطانية على المجتمعات الإفريقية، واستطاع أتشيبي أن يحلل العلاقات الأسلوبية بين الأدبين الأفريقي والإنجليزي، وقد استحوذت أعماله على اهتمامات النقد الأدبي، وعرف واشتهر بكونه ناشرًا وناقدًا، وتلقَّى تعليمه بالكلية الحكومية في أومواهيا وبكلية إبادان الجامعية، وعمل بالإذاعة والخدمة المدنية أيضًا. وعمل مؤخرًا بالتدريس في الجامعات النيجيرية، وجامعات الولايات المتحدة الأمريكية. كما جاءت شهرته نظرًا لما حققه ومنحه للأدب الإفريقي، وذلك من خلال نقل رؤيته والتجربة الإفريقية وتصوير ما مر به الشعب النيجيري في ظل الاستعمار البريطاني، للعالم أجمع، فحظيت أعماله بالكثير من الاحترام والتقدير، ولذلك أكسبته كتاباته القبول العالمي.

 ترجمت روايتاه ” أشياء تتداعى” و”لم يعد مطمئنا ” إلى الألمانية و الايطالية والاسبانية والسلوفينية والروسية و العبرية و الفرنسية و التشيكية والمجرية. وتعد رواية "الأشياء تتداعى"، أو "عندما ينهار كل شيء" (1958م) اهم رواياته على الاطلاق ؛فهي تصف انهيار الحياة القبلية التقليدية في وجه الوجود الاستعماري البريطاني في نيجيريا؛ كما أنها تبرز أيضًا تفوقًا في اللغة. 

ولأتشيبي مؤلفات أخرى منها: سهم الرب (1964م)؛ ابن الشعب (1966م)؛ كثبان السافانا (1987م)، أصدر أتشيبي كذلك قصصًا قصيرة وكتبًا للأطفال، وقد منح جائزة «مان بوكر» العالمية عام 2007.

* آما آتا أيدو:

صورت الكاتبة آما آتا أيدو، في كل رواياتها وكتابتها كفاح المرأة الإفريقية ومحاولة خروجها عن العادات والتخلف المتفشي، وهي أستاذة جامعية، وكاتبة وشاعرة من غانا، شغلت منصب وزير التربية والتعليم في بلدها، تعيش حالياً بين غانا والولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث تعمل بالتدريس هناك، عملت على إنشاء مؤسسة لدعم الشاعرات الأفريقيات في عام 2002، كما أنشأت دار نشر تقوم بطباعة العمل الأول لكتّاب القصة الأفارقة. ولدت أما آتا في 23 مارس 1940 في وسط غانا، لأسرة ثرية حيث كان والدها زعيم إحدي القبائل في المنطقة،  أرسلها والدها إلى مدرسة ثانوية للفتيات، وكانت طالبة متميزة. التحقت، بعد ذلك، بجامعة غانا، وحصلت على ليسانس في الأدب الانجليزي عام 1964، وكتبت أول أعمالها الأدبية في نفس العام وهي مسرحية "مأزق شبح"، نشرتها عام 1965 في سلسلة "لونجمان"، وجعلت من "آما" أول كاتبة مسرحية لها عمل منشور في أفريقيا. سافرت إلى الولايات المتحدة وحصلت على منحة في الكتابة الإبداعية من جامعة "ستانفورد"، كما عملت في معهد الدراسات الأفريقية، وعلى الرغم من تعدد أسلوبها الأدبي وثقل تعبيراتها إلا أن معظم أبطالها ورواياتها تتمحور حول المرأة المكافحة في محاولة لنصرها في ظل الاضطهاد والظروف التي تتعرض لها، ترى " آما" أن إبداعها جزء من معركة يجب خوضها من أجل حصول المرأة على حريتها ومكانتها الطبيعية في بلدان أفريقيا على اختلاف ثقافاتها.

ولقد حازت أعمالها شهرة واستقبالاً نقدياً طيباً، رغم بعض الانتقادات الموجهة إلى أعمالها المسرحية. ويمتدح النقاد قدرتها على التوجه المُباشر إلى القاريء. وهي تعتمد كثيراً على التراث الثقافي "للأجداد"، وتحرص على توظيفه في قصائدها، كما تلجأ إلى استخدام العناصر الشفاهية، وتقوم بتوظيف "تيمات" أفريقيا الشهيرة، ومن أشهر أعمالها " أختنا كيلجوي" عام 1977، وديوانها "أحدهم يتحدث إلي أحياناً" والذي فاز بجائزة نيلسون مانديلا في الشعر عام 1978، وديوان الطيور وقصائد أخرى، والنسر والدجاجات.

*  مارياما با :

ولدت الكاتبة السنغالية مارياما با في العاصمة داكار عام 1929، نشأت في بيئة إسلامية صارمة، ويصفها النقاد بأنها واحدة من أكثر المؤلفات الأفريقيات أصالة وتأثيرا على مر العصور، حيث تركز "با" في جزء كبير من أدبها على السلطة، وعدم المساواة بين الرجل والمرأة، وعلى الرغم من أن أعمالها صدرت بالفرنسية الا أنها ترجمت للكثير من لغات العالم. في أعمالها غالباً ما كانت تنتقد التقاليد الأفريقية التي تعتبرها تراجعية، صدرت روايتها الأولى وأشهر أعمالها «رسالة طويلة جداً» 1979، والرواية أشبه بسيرة ذاتية

عن امرأتين تعيشان فى السنغال بعد الاستقلال، وعن التحديات التى تواجه المرأة المتزوجة، والسياق الاجتماعى الذى تعيش فيه الأرملة، أو الزوجة الثانية، أو حتى الزوجة الأولى، فكلهن يواجهن صعوبات شتى فى ظل التقاليد التى تحكم المجتمع، وحظيت الرواية بإشادة عالمية وترجمت إلى العديد من اللغات، توفيت مارياما في عام 1981 قبل إصدار روايتها الثانية «نشيد الأرجوان».

* نور الدين فرح:

ولد نور الدين فرح عام 1945 فى جنوب الصومال، وكان والده يعمل مترجما من اللغة الصومالية إلى اللغة السواحلية لدى الحاكم البريطاني. وانتسب إلى مدرسة انجليزية مسيحية ليتعلم لغة شكسبير فى الصباح، وفى الظهر يمضى الى المدرسة القرآنية ليتعلم اللغة العربية، وهكذا أمضى طفولته متنقلا بين القرآن والإنجيل، وبين الشعراء البريطانيين الرومانسيين، والشعراء العرب القدماء، وهو روائى يكتب بالإنجليزية، اهتم بتحرير المرأة فى فترة ما بعد الاستقلال، اضطر «نور الدين فرح» للفرار من بلده الصومال فى 1974، خشية رد فعل الحكومة على كتاباته الجريئة، إثر منع روايته الثانية «الإبرة العارية»، قبل أن يصدر بحقه حكم بالإعدام، وهو الكاتب الذى اشتهر بدعوته عبر مؤلفاته لتحرير المرأة فى الصومال كشرط ضرورى للحرية السياسية والفردية، ولعل أهم ما يركز عليه فى أعماله وضع المرأة لشروط حياتها الإنسانية، ولم يتردد لحظة بإعلاء صوت المرأة فى أعماله كحق أساسى لها ومساعدتها على التحرر الفردى والسياسي.

كلف هروب فرح العيش طويلا فى المنفى (22 عاما)، قبل أن يعود إلى الصومال عام 1996، بعد أن عاش فى منفاه بالولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا والسودان وزامبيا والهند ونيجيريا .

ومن أشهر رواياته، رواية "من ضلع أعوج" عام 1970، وتدور حول فتاة من قبيلة بدائية فرت من زيجة مدبرة برجل أكبر منها سنا، كما كتب ثُلاثِيَتَين، وأبرز رواياته هى "خرائط" 1986.

ويحفل الابداع الافريقي بالعديد من الكتّاب والروائيين أمثال : الشاعر والروائى  النيجيري بن أوكري، والكينى "نجوجى واثيونج" وهو روائي ومنظر  لأدب ما بعد الاستعمار ويعد من الكتاب الأفروأمريكيين، بما أنه ينشر مؤلفاته باللغة المحلية الأكثر استخداما فى بلده كينيا وبالإنجليزية، ويشغل حاليا منصب أستاذ ومدير بالمركز الدولى للكتابة والترجمة فى جامعة كاليفورنيا فى إرفاين بالولايات المتحدة الأمريكية.

والكاتبة أميناتا ساو فال، وهي كاتبة سنغالية، ولدت في مدينة سانت لويس عام 1941، اشتهرت بتقديم الأدب الساخر، ومن أشهر رواياتها إضراب الشحاذين، وصدر لها أيضًا "الأب السابق للأمة، 1987، عناب البطريرك، 1993 حلاوة الطية 1998، حبة الحياة والأمل  2002، عيد الاستغاثة  2005.

ومازالت القارة السمراء قادرة على خلق بيئة للإبداع الأدبي والفني، وذلك بقدرة وجهد أبنائها من الأدباء، الذين أثرت كتاباتهم في العالم كله، وتخطت حدود القارة لتصل إلى قارات عديدة، ترجمت أعمالهم إلى عدة لغات متنوعة، كدليل على أن هذه المادة تستحق أن تتواجد في كل بقاع الأرض.