رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مثقفون: التعددية في مصر كنز لابد من حمايته والحفاظ عليه

بوابة الوفد الإلكترونية

شهدت قاعة ثروت عكاشة بمعرض القاهرة الدولى ضمن نشاط الصناعات الثقافية إقامة ندوة بعنوان " سياسات التنوع الثقافى والاندماج الاجتماعى" والتى شارك فيها كل من الدكتور عبد الوهاب عزت رئيس جامعة عين شمس، الدكتور أنور مغيث رئيس المركز القومى للترجمة ، أبو الفتوح البرعصى الفنان التشكيلى والباحث فى التراث الشعبى والبادية المصرية ، وأدارها الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع . 
 ومن جانبه أكد أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع إن أى مجتمع من المجتمعات لابد أن يؤمن بمبدأ التعددية فالمجتمع لا يمكن أن ينهض به فرد ولكن يجب أن تتكاتف الجهود والتعاون بين المختلفون من اجل تحقيق هدف واحد وهذا هو ما يساعد فى إحداث ما يسمى التماسك الاجتماعي وينصهر الجميع فى بوتقة الوطن، لافتا أن المجتمع المصرى يعتبر من أكثر المجتمعات التى ضربت مثلا رائعا فى إستيعاب التعددية . 
 
واضاف أن تميز المجتمع المصرى بتقبل فكرة التعددية وتقبل الآخر هو ما ساعد فى تكوين حضارات مصرية على مر التاريخ بداية من الحضارة الفرعونية وما تلاها من حضارات، حتى أنها تمكنت من تقبل الحضارات المختلفة التى مرت عليها وأستوعبتها وقدمت من خلالها نموذج مختلف من الحضارة حتى أن المجتمع المصرى تمكن من تقبل الإحتلال. 
 
وقال الدكتور عبد الوهاب عزت رئيس جامعة عين شمس أن فكرة إنشاء الجامعات كانت فى البداية للتعليم فقط، وبعدها ظهر مستوى ثاني كهدف للجامعات وهو البحث العلمي، حتى ظهر المستوى الثالث من الجامعات وهى الجامعات التى تهدف لخدمة المجتمع، وهو ما ساعد أن تكون الجامعة منصهرة داخل المجتمع وليست فقط منصبه فى أهدافها على التعليم والبحث العلمي . 
 
وأضاف أن الجامعة الأن أصبح لديها حراك مجتمعى بشكل أكبر من المنطقة الجغرافية المحيطة بنا، خاصة أن بدأ الآن يحدث إرسال الجامعات قوافل تنموية فى المحافظات والقرى والنجوع بل وأيضا لدول العالم الخارجي لإحداث حالة تنمية حقيقية فى هذه المجتمعات. 
 
وأشار إلى أنه على مستوى التبادل الثقافي وقبول الأخر ومعرفة ما يدور حولنا هو أصبح الشغل الشاغل للجامعة فى الوقت الحالي خاصة فى ظل سهولة الحصول على العلم والتعليم، وهنا يتجلى دور الجامعة فى العصر الحديث فى التبادل الثقافي وتصحيح المفاهيم المغلوطة والتواصل مع العالم الخارجي، وأن تصبح الجامعات سفيرة  للدولة فى العالم الخارجي . 
فيما قال أنور مغيث رئيس المركز القومى للترجمة أن التنوع الثقافي فى أى مجتمع هو أمر ظاهر يلمسه كل فرد فى المجتمع، وهذا التنوع الثقافي كان فى الماضي فى وقت تأسيس الدولة القومية يتم تهميشة لكى تنمو وتزدهر فكرة آحادية الثقافة أو ثقافة العاصمة، فى ظل انتشار أحاديث فى هذا التوقيت أن التنوع الثقافي يفرق بين الناس ويفرق بين أفراد المجتمع وهذه التوجهات بدأت فى الظهور فى نهاية القرن الثامن عشر . 
 
وأضاف أن لحظة التحول فى تاريخ البشرية فيما يخص التنوع الثقافي، بإعتبارة أمر ذو فائدة بالنسبة للدولة والمجتمع ظهرت بالتزامن مع ظهور إتفاقية حماية التنوع الثقافي باليونسكو، والتى تهدف لحماية ثقافة الأقليات فى المجتمع ودعمهم وإدماجهم فى المجتمع، خاصة أن حماية التنوع الثقافي والإعتراف به يساعد إلى حد كبير فى إدماج الأقليات فى بوتقة المجتمع ويساعد أيضا فى زيادة الإنتماء للأمة الواحدة.
 
وأشار إلى أن المرحلة الحالية التى نعيشها هى مرحلة تاريخية نظرا لأنها تلغي فكرة أن التنوع الثقافى يهدد وحدة الأمة والتى كانت يتم الترويج لها فى الماضى،

وهذا سيساعد فى رعاية ثقافات الأقليات ودعمهم وحمايتهم للحفاظ على هذا التنوع الثقافى  خاصة أن التنوع الثقافى يعتبر ميزة تحافظ على الأمة وتمنحها ديناميكية وتطور تمكنها من الإنفتاح بشكل أكبر على العالم الخارجى بعكس الأمم التى لا يوجد لديها تنوع ثقافى التى يدفعها هذا إلى الإنغلاق، فالتنوع الثقافى فى مصر هو كنز يجب المحافظة عليه . 
 
 
كما أكد أبو الفتوح البرعصى الفنان التشكيلى والباحث فى التراث الشعبى والبادية المصرية أن مصر حباها الله بطبيعة خاصة حيث يوجد بها كل المجتمعات ، وكل مجتمع يوجد به ثقافة خاصة ، فإذا توجهنا للاماكن الحدودية نجد أن شمال سيناء وجنوب سيناء والبحر الأحمر لهم ثقافة ولهجة تميزهم عن غيرهم فى المجتمع المصري ، وكذلك لهم فنونهم التى تميزهم عن غيرهم، وفى المناطق الحدودية الغربية نجد أن سيوة والواحات لهم طبيعة وثقافة ولهجة بدوية خاصة بهم ، وفى حلايب وشلاتين نجد نفس الأجواء من الثقافة الخاصة  ولكن هذه الثقافات تحتاج إلى حالة من الدمج فى الثقافة المصرية عبر جهود دؤوبة من الدولة المصرية . 
 
وأضاف أن طبيعة الاماكن فى البادية أماكن خلابة تشجع على الإبداع ، وتضم عددا من الفنون التراثية والتشكيلية والأدبية التى تشكل قيمة للفلكلور المصرى ، ونحتاج إلى أن تصل مؤسسات الدولة الثقافية إلى هذه الأماكن الحدودية وأن تأتى مؤسسات الدولة الثقافية إليها بإعتبار أن هذه المجتمعات تحتاج إلى تنمية ثقافية وعلمية وأدبية حقيقية ، كما أن أبناء الأماكن الحدودية يحتاجون  إلى أن يأتوا إلى القاهرة لتقدم فنونهم للجمهور ليتعرف على هذه الثقافات المتميزة والتى ربما لا يعرف الكثيرون عنها شيئا . 
 
وأوضح أن وزارة الثقافة المصرية تقوم بجهود حثيثة من اجل دعم هذه المناطق البدوية ثقافيا والتى كان أخرها إعلان مطروح كعاصمة للثقافة المصرية ولكن بطبيعة الحال نحتاج إلى مزيد من الجهود خاصة فى مجال توثيق الفنون التشكيلية الخاصة بهذه المناطق والأزياء والحرف التراثية للحفاظ عليها من الاندثار من خلال المعارض الطوافة التى تطوف أنحاء الجمهورية وأيضا خارج مصر لتعريف العالم بهذا المنتج الثقافى ، كما تحتاج هذه المناطق إلى توثيق شعر البادية من خلال المؤتمرات بشكل أكبر مما تقوم بهالهيئة العامة لقصور الثقافة وتقديم دعم أكبر  لشعراء البادية .