عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ورش تعلم الكتابة ..بين صناعة كاتب وبيع الوهم

منى ماهر
منى ماهر

عندما تصبح الكتابة حرفة ويُمتهن الإبداع تختلط الكثير من المفاهيم وتظهر  تماسات أكثر غرابة تواكب تلك المهنة .

 

في السنوات القليلة الأخيرة ظهر ما يسمى بورش تعليم الكتابة الإبداعية، ورغم تناقض ألفاظ المسمى ذاته إلا أنها انتشرت بين الشباب انتشارا واسعا وصار الإقبال عليها سلوكا عاديا يسلكه كل من أراد أن يسبق اسمه بكلمة كاتب .
كثير من التساؤلات تدور حول تلك الورش ..هل هي حقا تخرج كتابا حقيقيين؟ والاهم هل الإبداع يمكن اكتسابه وتعلم مهاراته ومن ثم الانطلاق في عالمه ؟
أم أن الأمر مختلف عن ذلك تماما ؟

الناقدة والقاصة ا. منى ماهر  ترى أنه  علينا أن نؤمن أن الكتابة موهبة فى المقام الأول ، موهبة تحتاج الى صقل حتى يضيف الكاتب الجديد ما يفيد عالم الكتابة ،
ليس كل من يلتحق بورشة للكتابة يعتبر كاتبا جيدا، وليس كل من لديه علم بقواعد اللغة العربية يمكن أن يصبح كاتبا جيدا ، فالكاتب الجيد قادر على خلق الحدث وصياغته بشكل شيق ومتقن بما يحقق الإبداع ،فليس هناك ورشة تعلمك الكتابة الإبداعية ، لان الإبداع موهبة من الله عز وجل ، ولكن هناك ورشًا تعلمك الكتابة فقط لا غير ،وبالتالى ممكن أن يصبح لدينا كاتب وليس مبدعًا ، من بين عشرات القصص التى يتم كتابتها ، هناك قصص بعينها تستوقفك وتستحوذ على انتباهك وتركيزك ، هذه القصص هي القصص المبدعة ، هي الموهبة الإبداعية التى تصنع كاتبا جيدا، وهذه الموهبة من الصعب تعلمها ، ولكن من السهل صقلها لتخرج فى أروع صورة ، مثل الحجر الكريم الذى نكتشفة بشكله غير المنتظم ، ثم تحدث له عملية تلميع وصقل ليأخذ شكلا جميلا يسر الناظرين .
واردفت " منى ماهر" : أتمنى أن تكون الأسماء المسئولة عن الورش الإبداعية ، أسماء لها وزنها ، وتستطيع حقا ان تقدم ما هو مفيد ، وتستطيع حقا ان تخلق كاتبا متميزا ، وإلا ستكون ورشًا للشهرة والكسب المادى لا أكثر ولا أقل.

فيما يرى الكاتب والباحث الجزائري بومدين بلكبير أن هناك تهافتا كبيرا على الكتابة، فالكل أصبح يكتب وينشر. ونسبة كبيرة من دور النشر أصبحت مجرد مطابع، همها الوحيد الربح وقبض الاموال من انصاف المبدعين.و لا تكلف نفسها توظيف من شانه أن يضمن مرور النصوص ذات الجودة الفنية والمعرفية، فهي في غالب الاحيان لا تتوفر لا على مدقق او مصحح أو محرر أدبي،حتى انها لا تشكل لجانا لقراءة الاعمال المرشحة للنشر، وفرز الجيد منها من الردىء.
وفي هذا المناخ الموبوء ظهرت ورشات لتعليم

الكتابة، أملا في استقطاب المتهافتين على النشر والباحثين عن الشهرة.
ويستطرد " بومدين" قائلا:  انه قد اتصل بى طالب ثانوي، يسأل عن كيف يمكنه ان يصبح كاتبا مثلى (كما ورد في رسالته). فكان ردي على استفساره كالاتي: اقرأ، واقرأ، ثم اقرأ.
فورشات الكتابة، هي أشبه بدورات التنمية البشرية، التي الغرض من أغلبها استنزاف جيوب الحالمين والراغبين في أن يصبحوا كتابا ومبدعين، ولديهم استعدادات لدفع أي مقابل من أجل تحقيق رغبتهم تلك.
الكتابة هي استعداد فطري اولا وقبل كل شيء، هذا الاستعداد تحفزه الموهبة وملكة الابداع وتغذيه القراءة وتجارب الحياة التي يختبرها الكاتب في حياته اليومية مع الناس والمكان وفي تنقلاته واسفاره.

وتابع بومدين:  لم يسبق وسمعنا ان كاتبا مرموقا تخرج من تلك الورشات. تلك الورشات تبيع الوهم للحالمين، هي مجرد مخدر، سرعان ما يزول اثره. حتى ان تلك الورشات لم تثبت اي جدوى او فعالية في الدول الغربية التي ظهرت بها بالأساس.
لا يمكن باي وجه الاعتماد على تلك الورشات لصناعة كتاب ومبدعين، الكاتب لا تصنعه مجرد جلسات يدفع لقاءها بعض المال.


أنا لا أومن بالورش الإبداعية ، هكذا ابتدرني الكاتب الشاب حسام يحيى  ، مؤكدا أنه يعتبرها بدعة وسطوة وطغيانا من الكاتب صاحب الورشة على الكتاب الصغار.. فالإبداع موهبة اولا واخيرا قد تحتاج لإرشاد، قد تحتاج لقراءات كثيرة، ولكنها في غنى عن انتهاج نفس نهج الكاتب المحاضر بالورشة.
ويردف يحيى : الكتابة قد تكتسب بالتعليم الذي يتخلله روح الحب لها، قد تكون حرفة بلا روح إذا حفظ الأساسيات وكان من الكتاب الشطار الذين يجسدون جسد النص ، لكنه نص ميت..وقد تتخللها الروح إذا تجسدت شيطانة الكتابة له وصاحبته، غير ذلك محض تراهات.