رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نجوم الكوميديا الجدد.. فى مأزق

بوابة الوفد الإلكترونية

هل باتت ساحة الكوميديا فى مصر خالية من النجوم القادرين على جذب الجمهور وتحقيق أعلى الإيرادات؟ هذا السؤال يفرض نفسه بقوة فى الوقت الحالى، خاصة أن عدداً كبيراً من نجوم الكوميديا القدامى رحلوا عن عالمنا مثل الساحر «محمود عبدالعزيز»، وآخرين أجبرهم المرض على الابتعاد عن العمل والبقاء فى الفراش مثل العظيم «جورج سيدهم» وصاحب الحضور الطاغى «المنتصر بالله».

ولو تأملنا حال جيل الوسط فسوف نكتشف أنه أخطأ فى حق نفسه كثيراً، فقد تحول عدد من نجوم الكوميديا إلى ديكتاتور راح يكتب ويخرج ويمثل، وكانت النتيجة إصابة الجمهور بالملل وانصرف عنه، وأكبر دليل على ذلك «محمد سعد» الذى تراجع مؤشر نجوميته كثيراً بعد فيلم «محمد حسين» الذى عرف طريقه إلى دور العرض فى موسم عيد الفطر الماضى، ولم يحقق الإيرادات وخذله الجمهور، وهناك نجوم أيضاً انصرف عنهم الجمهور بسبب التكرار والإصرار على أفكار مشابهة مثل «محمد هنيدى» وهانى رمزى الذى أخفق فى فيلمه الأخير «قسطى بيوجعنى»، ولم يستطع انتزاع صيحات الإعجاب وتصفيق الجمهور، وسط هذا المشهد الكوميدى المرتبك ظهر على الساحة نجوم جدد، أغلبهم يراهن على الكوميديا ويرى نفسه قادراً على رسم الضحكة على وجوه الجمهور مهما كانت الظروف التى تحاصره، خرج أغلب نجوم الجيل الجديد من عباءة الفنان الذكى أشرف عبدالباقى الذى قدم تجربة مسرح مصر ولفت أنظار الناس إلى نجوم جدد مثل كريم عفيفى وعلى ربيع واوس اوس وويزو وحمدى الميرغنى، كما أسهم المخرج خالد جلال فى تقديم أسماء كثيرة، وقد سيطرت هذه الأسماء على الساحة فى السينما والتليفزيون، وراهن عدد من شركات الإنتاج على النجوم الجدد، ومنحت عدداً منهم فرصة البطولة المطلقة مثل على ربيع بطل مسلسل «فكرة بمليون جنيه» ومصطفى خاطر بطل مسلسل «طلقة حظ».

رغم تعدد الفرص وحماس شركات الإنتاج للنجوم الجدد يشعر بعض المراقبين للواقع الفنى فى مصر بأن الساحة باتت خالية، وأن النجوم الجدد لا يمتلكون موهبة الجيل القديم، ولا يقدمون أفكاراً براقة تشد انتباه الجمهور، ويرى آخرون أن الجيل الجديد ضحية لفقر الكتابة والعمل بمنطق السبوبة ولو وجد نصوصاً جيدة سوف يتغير حاله.

 

بشير الديك: الجيل الجديد دمر المسرح

 

السيناريست بشير الديك ليس متفائلاً بالنجوم الجدد وتحدث لـ«الوفد» قائلاً: تابعت عروض مسرح مصر، وشاهدت الفنانين الجدد الذين يراهم بعض الناس يمتلكون الموهبة ولكن لى رأى مختلف فى النجوم الجدد وسوف يغضب منه الكثر من الناس.. أرى أن هؤلاء الفنانين دمروا المسرح فى مصر وخرجوا عن كل القواعد، ولا يمتلكون الموهبة التى تؤهلهم للسطوع على شاشة السينما أو التليفزيون، رأيتهم على خشبة المسرح يقدمون حركات تشبه المهرجين فى السيرك واسكتشات تصلح لتقديمها فى أفراح، لكن لم أر واحداً منهم يقدم تمثيلاً حقيقياً، ويلفت النظر إلى موهبة أصيلة بداخله.

وواصل بشير الديك حديثه: لا أنتظر أن يقدم هؤلاء الفنانون أعمالاً رائعة مثل عادل إمام ومحمود عبدالعزيز لأنهم لا يمتلكون موهبة الجيل القديم ولا يتمتعون بذكاء جيل الوسط وأنصح النجوم الجدد بالعودة للدراسة فى معهد التمثيل، فالجمهور لا يرحم ولن يسكت على أى شخص يرتكب جريمة فى حق الفن.. بالمناسبة شاهدت الفنان «على ربيع» فى مسلسل «فكرة بمليون جنيه» وكان سيئاً جداً، ولم أقتنع بأدائه، ويعتبر على ربيع «ألفة» هذا الجيل، فكيف يكون حال زملائه، وأرى أن وجودهم على الساحة عائد إلى منطق السبوبة الذى أفسد مناخ الإنتاج الفنى فى مصر.

 

على عبدالخالق: الذكاء سبب استمرار عادل إمام

 

المخرج على عبدالخالق يرى أن الأيام سوف تحكم على النجوم الجدد، وفى تصريح خاص لـ«الوفد» يقول: قبل إطلاق أحكام على النجوم الجدد يجب أن نقف بتأمل شديد إمام إسماعيل ياسين وعبدالسلام النابلسى وعبدالفتاح القصرى، فقد كرر إسماعيل ياسين كراكتراته، وقدم أدواراً مشابهة، وكذلك «النابلسى» ورغم مرور السنوات على رحيلهم ما زالوا عائشين ولم يسقطوا من ذاكرة الجمهور، طبعاً هذا الأمر يعد استثناء كبيراً ولافتاً للنظر، لأن الفنان عندما يكرر نفسه يبتعد عنه الجمهور ويبحث عن بديل آخر يحمل أداء جديداً، ولكن لكل قاعدة شواذ.

وتابع على عبدالخالق: عادل إمام أيضاً نجح فى الحفاظ على نجوميته وحضوره على مدى 50 عاماً، والسبب أنه يمتلك الموهبة والذكاء والثقافة، فى أرشيف عادل إمام الفنى تجد التنوع بين الكوميديا والأفلام الجادة التى تعالج قضايا اجتماعية بعيداً عن الشكل الكوميدى، لذا ظل الزعيم رقم «واحد» حتى هذه اللحظة.

جيل «هنيدى» و«سعد» أيضاً يمتلك الموهبة، ولكن التكرار والثبات على نغمة واحدة جعل الجمهور ينصرف عنه، العلاقة بين الجمهور والعمل الفنى، علاقة خاصة جداً، فإذا أحب المشاهد الفنان سوف يتابعه، ويتقبل منه، الجيل الجديد يضم فنانين على مستوى جيد، ومن الاستعجال الحكم عليهم يجب أن يأخذ هذا الجيل الفرصة كاملة لأن أغلبهم يظهر فى دور السنيد للبطل، سوف تكشف الأيام حجم موهبتهم الفنية وقدرتهم على التوهج بشرط الحصول على الفرصة كاملة، وعدم الاستعجال عليهم.

 

«صابرين»: الأزمة الحقيقية فى الكتابة

 

تدافع الفنانة صابرين عن النجوم الجدد، وترى أنهم يمتلكون موهبة كبيرة ولديهم حضور، وتقول لـ«الوفد»: عاصرت عدداً كبيراً من نجوم الكوميديا فى المسرح والتليفزيون والسينما، ولا أحب تعليق المشانق للنجوم الجدد، الجيل القديم كان يجد نصوصاً رائعة ومستوى كتابة متميزاً، ولذا كانت الصورة النهائية تنال إعجاب الجمهور.. الجيل الحالى يعانى أزمة فى الورق ولو توافرت له نصوص جيدة فسوف يقدم أعمالاً باهرة.

وواصلت «صابرين» حديثها: آخر عمل قدمته

فى التليفزيون كان مسلسل «فكرة بمليون جنيه» وشاركنى البطولة على ربيع وصلاح عبدالله وسهر الصايغ، وقد اقتربت من خلال هذا العمل من الجيل الجديد ولمست حجم موهبته وسعيه لتقديم أعمال جيدة، لمست أيضاً أنه لا يحب الاستسهال، وينتظر حكم الجمهور، وعندما يخاف الفنان من الجمهور فتأكد أنه فنان حقيقى ويمتلك موهبة حقيقية.

وتابعت «صابرين»: نحن نلوم جيل «هنيدى» و«سعد» لأنه وقع فى فخ التكرار، ولو تأملت المشكلة فستجد أنها الكتابة لكن الموهوبة لا غبار عليها، التنوع يساعد الفنان على التجديد ويجعل أنظار الجمهور متعلقة به دائماً، ولا يجوز أن ننسى قدرة الجمهور على المتابعة والوعى الذى يؤهله دائماً للحكم على الفنان، فالجمهور العربى ذكى جداً، ويقارن بين الأعمال الفنية، فإذا وجد الفنان يميل إلى الاستسهال وتقديم أفكار معلبة ينصرف عنه ويدير له ظهره، لذا أنصح النجوم الجدد بالتعب والاجتهاد من أجل البحث عن فكرة مختلفة وكتابة متميزة.

 

طارق الشناوى: لا يوجد كوميديان يملأ القلب والعين

 

فى سياق الموضوع ذاته تحدث الناقد الفنى الكبير طارق الشناوى لـ«الوفد» قائلاً: عندما ظهر عادل إمام على الساحة صاحبه وهج ضخم، وكذلك الفنان سعيد صالح، لكن لا يوجد بين أبناء الجيل الجديد من يمتلك حجم الموهبة أو يصاحبه توهج كبير، استمرار عادل إمام على القمة سببه الرئيسى أنه فنان ذكى ولم يكرر نفسه وراح يقدم موضوعات مختلفة ومثيرة بين الحين والآخر.

وتابع طارق الشناوى: لو تأملت جيل «هنيدى» ومحمد سعد وأحمد آدم وهانى رمزى فسوف تكتشف أن أسهم نجوميتهم فى تراجع، والسبب هو عدم توافر ذكاء الاختيار، فقد كرر محمد سعد نفسه كثيراً، وكانت النتيجة أنه دفع الثمن غالياً، ومحمد هنيدى أيضاً لم يطور من نفسه، ولا يعقل أن يقدم تيمة سبق أن قدمها منذ 30 عاماً، كان عليه أن يراجع نفسه ويبحث عن اختيارات ذكية تسمح له بالبقاء فى قلوب الجمهور الباحث دائماً عن الأفضل، وقد أصر هؤلاء النجوم على السير فى اتجاه واحد ولذا تخلى عنهم الجمهور سريعاً.

فى الاتجاه المعاكس تحرك أحمد حلمى وراح يبحث عن فكرة مختلفة وشخصيات ثرية، لذا احتل مكانة أفضل، فهو ينوع فى اختياراته ويبتعد عندما يفشل فى العثور على فكرة براقة تلفت الأنظار وتحرك نبض الجماهير.

وواصل طارق الشناوى حديثه: كنت أتوقع لـ«مصطفى خاطر» أن يتوهج وينطلق، ولكن حتى الآن لم يحدث هذا رغم أننى أرى أنه الأكثر حظاً فى حجم الموهبة، ولكن اختياراته سيئة، ففى مسلسله الأخير الذى يحمل عنوان «طلقة حظ» قدم شيئًا مشابهاً لزملائه، ولم يبحث عن شىء جديد يسمح لموهبته بالانطلاق.. مصطفى خاطر يميل إلى الكوميديا الهادئة، وبالتالى فهو يحتاج إلى كوميديا بها لون عاطفى، وحتى هذه اللحظة لم يتحرك إلى مربع المتميزين.

 

عزت العلايلى: الموهبة موجودة ولكنها تحتاج لرعاية

 

يرى الفنان عزت العلايلى أن أشرف عبدالباقى أسهم فى إعطاء فرصة جيدة لعدد من الفنانين الموهبين، وتحدث لـ«الوفد» قائلاً: الفنان فى بداية طريقه يحتاج إلى رعاية ويحتاج إلى توجيه دائم، وأنا معجب جداً بالجيل الجديد الذى خرج من عباءة أشرف عبدالباقى ولكن المشكلة الحقيقية تكمن فى الكتابة، أتمنى أن يجد هذا الجيل نصوصاً مليئة بالخيال والإبداع، وإذا توافر النص الجيد فسوف يسهم فى تفجير الموهبة الكامنة فى داخل أى ممثل.

وتابع عزت العلايلى حديثه: عامل الخبرة أيضاً يسهم نضج الفنان، الخبرة تدفع الفنان إلى تفادى الأخطاء التى تصاحبه مع البدايات، ولذا لا أحب الهجوم على المواهب الجديدة وإعطاء الفرصة لهم بشكل كامل، ويبقى الرهان الحقيقى على الجمهور لأنه المؤشر الوحيد على نجاح أو فشل الفنان.