عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في ذكرى ميلادها الـ101.. تعرَّف على أهم المحطات في حياة ليلى مراد

ليلى مراد
ليلى مراد

 يحل اليوم ذكرى الـ101 لميلاد نجمة الزمن الجميل ليلى مراد، التي ولدت يوم الأحد 17 فبراير من عام 1918، بحي السكاكيني بمحافظة القاهرة، لأسرة يهودية مغربية الأصل، وكان اسمها ليليان إبراهيم زكى مراد، فوالدها هو المغني والملحن زكي مراد، الذي قام بأداء أوبريت العشرة الطيبة، الذي لحَّنه الموسيقار سيد درويش، وأمها جميلة سالومون يهودية من أصل بولندي، فالنجمة الراحلة لم تعش حياة هادئة كما يظن البعض، حيث إن والدها سافر إلي أمريكا، ليبحث عن عمل، ثم انقطعت أخباره لسنوات، فعانت من مرحلة طفولة فقيرة، اضطرت بسببها أن تنتقل من إحدى مدارس منطقة السكاكيني، لتكمل دراستها بالقسم المجاني برهبانية "نوتردام ديزابوتر" بالزيتون، كما تعرضت أسرتها للطرد من المنزل بعد نفاد أموالهم وتخرجت بعد ذلك في هذه المدرسة.

 

 بدأت مشوارها مع الغناء في عامها الـ14، حيث تعلَّمت على يد والدها زكي مراد والملحن المعروف داود حسني، وبدأت بالغناء في الحفلات الخاصة ثم الحفلات العامة، وفي عام 1932 التقت الفنان محمد عبدالوهاب في حفل غنائي، أقامه لها والدها على مسرح القاهرة، وكان بمثابة انطلاقة حقيقية لمشوارها الفني، واتفق موسيقار الأجيال مع والدها أن تكون مشروعه الفني، وتقدمت للإذاعة المصرية عام 1934 ونجحت في الاختبارات، وفي أول حفلة غنائية لها في الإذاعة غنت موشحًا بعنوان "يا غزالًا زان عينه الكحل".

 

 في عام 1937، وقَّع "عبدالوهاب" عقدًا مع الفنانة ليلى مراد بـ10 أسطوانات، لتلعب دور البطولة في فيلم "يحيا الحب"، وقبل انتهاء تصوير الفيلم، ذهبت ليلى إلى عبدالوهاب، وصرَّحت له بحبها وغيرتها عليه، فما كان من موسيقار الأجيال إلا أن صدها، موضحًا لها أنها خلطت بين مشاعر إعجابه بصوتها وبين الحب، فكانت صدمة ليلى العاطفية الأولى، إلى أن جاء عام 1941، الذي حمل التعارف الأول بين النجمة ليلى والنجم أنور، وذلك من خلال فيلم "ليلى بنت الريف"، وكانت بداية لقصة حب، وفي يوم 17 يوليو من عام 1945، وأثناء تصوير فيلم "ليلى بنت الفقراء"، حدث إعلان أول زيجات الفنانة ليلى مراد، وكان بالفعل المشهد الختامى للفيلم، هو حفل الزفاف الحقيقى للحياة النجومية بين ليلى مراد وأنور وجدي، وذات ليلة من عام 1946، العام الذي مثلت فيه ليلى مراد فيلم "ليلى بنت الأغنياء"، أمام زوجها النجم أنور وجدي، خلال أوائل شهر رمضان المبارك، حيث كانت الزينة والفوانيس تطل على شرفة ليلى مراد.. فتتأملها بشكل طفولي، استيقظت الفنانة اليهودية ليلى مراد على صوت مؤذن المسجد المجاور لعمارة الإيموبيليا، بشارع شريف وسط القاهرة، يؤذن لصلاة الفجر، حيث كانت تسكن ليلى مع زوجها أنور وجدي، وقد أحست كأن هاتفًا دعاها إلى شيء ما، فما عليها إلا أن أيقظت أنور وجدي لكي تصارحه بأنها أحبت الدين الإسلامي، وفي اليوم التالي، ارتدت الفنانة القديرة ليلى مراد ملابس محتشمة، ووضعت طرحة على رأسها، وذهبت إلى مشيخة الأزهر، وكان في استقبالها الشيخ محمود أبو العيون، وأشهرت إسلامها على يديه، ونحرت الذبائح بعد خروجها من الجامع الأزهر، ووزعتها على الفقراء والباعة الجائلين، كما أقامت أول مائدة للرحمن في شارع المدابغ، واختار لها الشيخ محمود مكي اسمها الذي لمعت به، وخلد تاريخه حتى وقتنا هذا، وهو "ليلى مراد"، فكان إسلام النجمة ليلى مراد عن اقتناعها بسماحة الإسلام وعظمته.

 

 تغيرت حياة المطربة ليلى مراد بعد قيام  الثورة المجيدة، في يوم الأربعاء 23 يوليو من عام 1952، حيث غنّت  للرئيس الأسبق محمد نجيب، أغنية بعنوان "بالاتحاد والنظام والعمل"، و كانت الفنانة في سيارة مكشوفة تجوب ميدان التحرير، ولكن في عام 1955، أعلنت الخبر الصادم لاعتزالها الفن نهائيًا، رغم أنها تتقاضى عن الفيلم الواحد 15 ألف جنيه، الذي كان يعتبر المبلغ الذي تتقاضاه النجمة ليلى مراد حينها ثروة كبيرة، لا يتخيل أحد فيما ستنفق كل هذه الأموال، لدرجة جعلتها تتنازل عن بعض أجرها لشركات الإنتاج مجاملةً منها، وجاء ذلك القرار لرغبتها في الاختفاء عن أعين الجمهور، بعد أن نال التقدم في السن من جمالها، ولم تتراجع عن قرارها رغم كل محاولات إثنائها عن هذا القرار، كما تركت الفنانة أكثر من 1000 عمل فني سواء في السينما، أو عالم الغناء، فأبرزها "قلبي دليلي"، "حبيب الروح"، "شاطئ الغرام"، "ليلة ممطرة"، "الماضي المجهول"، "غزل البنات"، "عنبر"، "شفت منام"، "طار الحمام"، "طمني"، "عروس

النيل"، "عش الهوى"، "على الإله القوى الاعتماد"، "عيد الكرامة"، "عيد ميلاد النصر"، "عينى بترف"، "فى رعاية الله"، "الحب جميل"، "الحلوه حتنام"، "أمانة تنسى يوم"، "امتى يهون كل ده"، "بحب اثنين سوا"، " بتبص لى كده ليه".

 

 انتهت قصة "أنور وليلى" بعد زواج دام 8 أعوام، بسبب نشوب خلافات بينهما، لكي تتزوج النجمة القديرة ليلى مراد من رجل يميل إلى الصدق والوفاء، هو وجيه أباظة، وكانت خارجة من حياة عاصفة مع أنور وجدي، فأحبته بصدق، بعدما ساندها في أزماتها، ووقف إلى جوارها، ولكن وجيه أباطة كانت لديه مشكلة، فهو من عائلة عريقة فيها الوزراء والسياسيون، فتزوج منها سرًا، وكان يؤلمها غيابه المتكرر عنها، وكانت تخشى من السؤال عنه، خيفة أن تعلم عائلته بهذا الزواج، ثم أنجبت منه أشرف، لكنه لم يعترف بأبوته له إلا بعدما مرضت ليلى مراد وشارفت على الموت، حينها عادت إليها الحياة لتقوم بتربية ابنها البكر، الذي انتظرت قدومه طويلًا، إذ كانت أمومتها قويةً، جعلتها تغيب عن السينما والغناء والتفرغ إلى تربية أشرف، ثم انفصلا بسبب مشاكل عائلية، وفي أواخر عام 1954، التقت الفنانة ليلى مراد المخرج فطين عبدالوهاب، هو مخرج فيلم شقيقها منير مراد، فوجدت فيه الرجل المناسب لحياتها الجديدة، إذ كانت تنشد الاستقرار وتكوين أسرة، وأحب فطين شخصيتها العذبة، ولمس عذابها وآلامها في رحلة الفن الطويلة، فأراد أن يرسم البسمة على شفاهها الحزينة، ولكن لم يكن الزواج سهلًا في هذة المرة، فكانت النجمة ليلى مراد تتخوف نتيجة تجربتها المريرة مع أنور وجدي ثم وجيه أباظة، وكان فطين فشل في زواجين سابقين، لكنها تزوجت منه، كما أنجبت منه ابنها زكي، ثم حاولت إثبات وجودها مرة أخرى، وهذه المرة بعيدًا عن أنور وجدي، فأنتجت فيلم "الحياة الحب"، وشاركها البطولة يحيى شاهين ومحمود المليجي، وحين نجح الفيلم أغرتها التجربة، فأنتجت أيضًا فيلم "الحبيب المجهول"، لكنه لم ينل النجاح الذي حققه الفيلم السابق، وهنا قررت تكريس حياتها لولديها أشرف وزكي ولزوجها فطين عبدالوهاب، وأن تبتعد نهائيًا عن الفن.

 

 في الساعة الحادية عشرة صباحًا، من يوم الثلاثاء 21 نوفمبر 1995، نقلت روح النجمة القديرة ليلى مراد، للمولى عز وجل، وجاء ذلك عن عمر يناهز الـ77 عامًا نتيجة قصور القلب، وتم نقل جثمان الفنانة ليلى مراد من مستشفى مصر الدولي، لمسجد السيدة نفسية لتشيع ليلى مراد لمثواها الأخير وسط زملائها ومحبيها، وتم دفنها في مقابر الأسرة بالبساتين.

 

 تم تكريم ليلى مراد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورة 1998، بمنحها شهادة تقدير، تسلمتها عنها الفنانة ليلى علوي، و في عام 2007، قام فريق عمل فيلم "في شقة مصر الجديدة"، بإهداء الفيلم إلى ليلى مراد، من خلال عبارة ظهرت في نهاية الفيلم "إهداء إلى ليلى مراد.. صوت الحب لكل الأجيال"، كما أنتج مسلسلًا بعنوان "أنا قلبي دليلي" عام 2009، و كان يدور حول حياتها.