عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خالد جلال: «المسرح العربى» يرسخ ريادة مصر على الساحة الفنية

خالد جلال
خالد جلال

نجاح المهرجان دعوة لعودة النجوم لـ«أبوالفنون».. والمسرح يمرض لكنه لا يموت

رسالتى هى عودة الروح لمسرح الدولة

تعدد منافذ تقديم المواهب طاقة أمل لجيل الشباب

السينما فى دمى ولكن الإخراج يأخذنى من الكتابة

 

منذ أن وطئت قدماه عالم المسرح، صنع لنفسه مسيرة مهنية حافلة يظهر من خلالها مدى التزامه وعشقه للمسرح. إنه المخرج خالد جلال أو كما يلقبه البعض «صانع النجوم».

لم يكن جلال المخرج الذى يقبع داخل غرفته مكتفيًا بالتطلع إلى إنجازاته السابقة، فهو يرى أن المخرج الجيد هو الذى يجب أن يكون منفتحاً على ثقافات العالم الآخر، فتوجه إلى إيطاليا ليخرج مسرحية «حلم ليلة صيف» لشكسبير بفنانين إيطاليين. وانفتح على ثقافة تونس والمغرب والجزائر التى تحترم قدسية المسرح، فقدم أعمالًا احترم فيها عقول المشاهدين، فنال حبهم وتقديرهم.

يعتبر من أصغر المخرجين الذين شغلوا منصب مدير المسرح الشباب بتكليف من فاروق حسنى، وزير الثقافة وقتذاك. وأخذ يتدرج فى المناصب الإدارية حتى تولى إدارة قطاع الإنتاج الثقافى بوزارة الثقافة.

خالد جلال ليس مجرد مخرج، قدم عددًا من الروائع المسرحية سواء فى مركز الإبداع الفنى، أو فى القطاع الخاص فحسب، وإنما هو مدرسة مسرحية قائمة بذاتها، ساهم فى تخريج أجيال من الفنانين، أصبحوا من أهم نجوم الساحة الفنية الآن، منهم بيومى فؤاد، محمد ممدوح، نضال الشافعى، محمد فراج، محمد ثروت، ومحمد سلام وغيرهم من النجوم الذين خرجوا من تحت عباءته.

يشرف خالد جلال على الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربى، الذى يعود لأحضان مصر هذا العام، منذ أن شهدت على مولده فى عام 2009.

على هامش فعاليات المهرجان، تحدثنا معه عن تقييمه للدورة الجديدة، والوقوف معه على أبرز التحديات التى واجهتهم منذ الاستعداد للدورة. وفيما يلى نص الحوار:

< كيف="" تقيم="" الدورة="" الجديدة="" من="" مهرجان="" المسرح="">

- سعيد جدًا بعودة المهرجان لأحضان مصر هذا العام، بدورته الحادية عشرة، بعد أن شهدت على مولده عام 2009، وبعد ذلك، أخذ يجوب فى المغرب وتونس والجزائر والأردن ولبنان وغيرها من الدول العربية، وفى الحقيقة الهيئة العربية للمسرح أثنوا جدًا على هذه الدورة، ويرونها من أهم الدورات وبداية جديدة للعشرية من عُمر المهرجان. وخير دليل على ذلك أنه فى كل بلد يكرم المهرجان 15 مبدعًا مسرحيًا فقط، وعندما أرسلنا لائحة بأسماء المرشحين المكرمين الذين بلغ عددهم 25 مبدعًا مسرحيًا للشيخ القاسمى، آمر بتكريمهم جميعًا لأنها أسماء هامة ساهمت فى إثراء المسرح العربى بإبداعاتهم، وهذا استثناء لم يحدث فى أى بلد عربى سوى مصر، ومجموعة الفنانين والنقاد والمخرجين المصريين الذين كُرّموا فى المهرجان يؤكدون على قيمة مصر الكبيرة فى مجال الفن.

دورة هذا العام كانت استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهنا لا أقصد الشكل فقط، لأن المهرجان ليس حفل افتتاح وختام فحسب، وإنما فاعليات وعروض وأنشطة ودورات تدريبية وتثقيفية، وأعتقد أن الجمهور لمس ذلك من خلال حضوره للعروض المسرحية التى تم انتقاؤها بعناية، حيث ضم المهرجان 500 فنان من كبار الفنانين العرب، أتوا بفرقهم إلى أرض مصر للمشاركة فى مسابقة جائزة الشيخ سلطان القاسمى لأفضل عمل عربى.

< كيف="" تم="" الاستعداد="">

- تم الإعداد لها مبكراً، حيث ظلت الدكتورة إيناس عبدالدايم تعمل فى تنظيم هذا المهرجان لمدة 6 أشهر، ليخرج بشكل لائق، ونجحت فى الحصول على رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى للمهرجان، وللمرة الأولى يكرم مهرجان المسرح العربى هذا العدد من الشخصيات ورواد الحركة المسرحية، رغم أننا لدينا عدد أكبر من ذلك، ويأتى ذلك من خلال جهود وزارة الثقافة التى ساعدت فى خروج تلك الدورة فى أبهى صورها.

< هل="" تعتقد="" أن="" إقامة="" مهرجان="" المسرح="" العربى="" فى="" مصر="" من="" الممكن="" أن="" يشحذ="" طاقة="" وحماس="" المبدعين="" المسرحيين="" الكبار="" للعودة="" إلى="" ديارهم="" لمواصلة="">

- هذا ما حدث بالفعل، فى ليلة الافتتاح وجدت حماساً كبيراً من الفنانة القديرة سميحة أيوب، وطلبت منى إخراج عمل مسرحى يشاركها بطولته الفنان القدير عبدالرحمن أبوزهرة، والعمل للكاتب العراقى الكبير قاسم مطرود، وقريبًا سيتم الإعلان عن تفاصيل العمل الجديد المقرر أن يُعرض على المسرح القومى، وهو العمل الذى يشهد عودة عميدة المسرح العربى إلى المسرح بعد سنوات طوال، وكذلك الفنان عزت العلايلى الذى أبدى رغبته فى العودة إلى المسرح مجدداً، وكذلك الفنان القدير يحيى الفخرانى الذى قرر إعادة «الملك لير» مرة أخرى بعد النجاح الكبير الذى حققته خلال عرضها على المسرح القومى. أعتقد أن المسرح سيشهد حالة كبيرة من الرواج فى الفترة القادمة.

< خالد="" جلال="" ساهم="" فى="" تخريج="" كوادر="" من="" الفنانين="" الذين="" حققوا="" انتشارًا="" كبيرًا="" فى="" الساحة="" الفنية..="" كيف="" نخرج="" كوادر="" مثل="" هذا="" من="" المسرح="">

- فى الحقيقة تجربة مركز الإبداع الفنى حققت انتشارًا واسعاً، ونالت صدى إعلامياً كبيراً، حيث تلقيت عرض بإنشاء تجربة مماثلة لمركز الإبداع فى الشارقة، وأنا ممتن أن الدفعة الجديدة الموجودة حالياً فى مركز الإبداع الفنى تضم طلاباً من جميع أنحاء الوطن العربى سوريا والعراق ولبنان والسعودية.

< ولماذا="" لم="" تفكر="" فى="" إنشاء="" أكاديمية="" خاصة="">

- لدينا أكاديمية الفنون وهو صرح ضخم، ومركز الإبداع الذى أعتبره جناحاً من أجنحة وزارة الثقافة التى تعمل على تدريب الفنانين من الشباب بشكل عملى، وتقديمهم للحركة الفنية بشكل مختلف، أنا فنان أفضل أن أقوم بمهام عملى داخل الدولة، وبفضل الله تم تخريج مجموعة كبيرة من الكوادر الفنية من قلب وزارة الثقافة.

< ما="" رؤية="" خالد="" جلال="" لمسرح="" الشباب="">

- أعتقد أن الشباب لديهم فرص أكبر الآن مقارنة بالأيام التى كنت أعمل فيها فى المسرح الجامعى، وذلك بسبب تعدد منافذ المواهب مثل مركز الإبداع، والهناجر، والشباب، إلى جانب مشروع «ابدأ حلمك» الذى يشرف عليه المخرج عادل حسان.

< هناك="" فريق="" من="" الناس="" يرى="" أن="" المسرح="" فقد="" هيبته="" بغياب="" كبار="" منافسيه..="" وآخر="" يرفض="" ذلك="" فكيف="" ترى="" المشهد="" المسرحى="" الآن؟="" وهل="" ما="" زال="" يحتاج="" إلى="" كُتاب="">

- المسرح سيظل قائماً برجالاته، ربما يتراخى أو يضعف أو يُصاب بالهزال، لكنه لن يموت، ومقولة أن السينما والدراما أخذت الأضواء من المسرح غير صحيحة، فلكل فن له سحره الخاص به ومعجبوه وعشاقه، المسرح لا يزال يحظى بشعبية جماهيرية كبيرة، وخير دليل على كلامى نجاح عروض مركز الإبداع الفنى، وهناك بعض الأعمال التى وصلت إلى العالمية، فقد تم عرض «سلم نفسك» فى مدينة صفاقس فى إطار مهرجان المسرح العربى، وحدث نجاح لم يكن متوقعًا وأكبر مما كنا نتصور، وكذلك «قهوة سادة»، التى تم عرضها فى ليبيا والإمارات والأردن والجزائر.

المسرح فى حاجة لصحوة فنية، ولكتاب مسرحيين ماهرين، وعودة مسابقات التأليف المسرحى وتحويل نصوصها إلى عروض، وهذا بالفعل ما حدث العام الماضى مع النص الذى فاز بجائزة ساويرس حيثُ تم تنفيذه على مسرح الغد، وهو ما يشجع الكتاب من الشباب الموهوبين.

< وكيف="" نصل="" بعروضنا="" المسرحية="" إلى="">

- عن طريق الاستغراق فى المحلية، بمعنى أن تحمل العروض هموم ومشاكل المجتمع المحلى، وتقدم حلولاً من خلال العرض، مثلما كان يفعل الفن قديماً، فهناك أفلام غيرت من قوانين وقامت بتشريع قوانين أخرى جديدة.

< تتعامل="" مع="" طلابك="" كأخ="" وصديق="" وليس="" كمخرج..="" وهذا="" غير="" متواجد="" فى="" المدارس="">

- أنا دائمًا أقول أنا أكثر شخص على الأرض لديه أولاد فى مصر، علاقتى بطلابى لم تكن مجرد علاقة فنان بمخرج، فدائمًا ما يغلب عليها طابع الإخاء والمحبة، وهو سر استمرار علاقتنا حتى الآن، تربطنى علاقات طيبة مع طلابى من الفنانى منذ أول دفعة لى تخرجت من مسرح الشباب وكان منهم الفنان مصطفى شعبان، تلاهم مركز الإبداع الفنى من أول دفعه خرجت الفنان بيومى فؤاد وسامح حسين ومحمد شاهين. اعتبر طلابى هم إرثى الفنى.

< هل="" ترى="" أن="" الدولة="" مقصرة="" فى="" حق="">

- الدولة تقوم بدورها على أكمل وجه تجاه المسرح، يكفى أن أقول لك إن مصر هى الدولة الوحيدة فى الوطن العربى التى تمتلك فرقًا مستقلة، وفرق مسرح دولة، وفرق ثقافة جماهيرية، وفرق مسرح شركات، وفرق مسرح جامعة، وفرق مسرح قطاع خاص، وفرق مسرح تليفزيون، ومهرجان مواسم نجوم المسرح الجامعى، ومركز الإبداع الفنى الذى ينتج حوالى 12 مسرحية، والثقافة الجماهيرية تنتج سنويًا فوق الـ800 مسرحية.

< عشت="" فى="" كنف="" عائلة="" مثقفة="" فنية..="" كيف="" أثر="" ذلك="" فى="" تكوين="" خالد="" جلال="">

- لا شك أن نشأتى فى كنف عائلة فنية مثقفة تهوى الشعر والأدب والقراءة، أثر على تكوينى كفنان بشكل عام، وكمخرج بصفة خاصة، ورثت حب القراءة من عائلتى، وهذا ساعدنى على تثقيف نفسى وبناء رؤية نقدية على الأشياء من حولى.

< خالد="" جلال="" ليس="" مخرجاً="" فقط="" وإنما="" سيناريست="" كتب="" أكثر="" من="" 5="" أفلام؛="" لماذا="" أنت="" مقل="" فى="">

- فى الحقيقة الإخراج يأخذنى من الكتابة، فأنا قبل أى شىء مسئول ومتعهد بتقديم واكتشاف الموهوبين من الشباب، وهو عملى الذى أرى فيه نفسى وكيانى، ولكن هذا لا يعنى أننى سأقاطع الكتابة لأنها فى دمى.

< ما="" خطواتك="" الفنية="">

- أحضر لعرض جديد بعنوان «سينما مصر» سأفصح عن تفاصيله قريباً.