عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المخرجة رباب حسين: انسحاب الدولة وسطوة النجم والورش التأليفية.. دفعت الدراما للسقوط

بوابة الوفد الإلكترونية

ضاعت القيم والأخلاق فى أعمالنا الدرامية وتلاشت القيمة الفنية للنص الدرامى وغابت الشخصية المصرية الحقيقية فى المسلسلات فأصبحت الصورة ضبابية والأعمال مثل "ثقاب الكبريت" تحرق نفسها فلا تشم منها سوى رائحة "الشياط" وأصبح النجم هو المسيطر على كل مجريات الانتاج الدرامى وغياب الدولة أعطى مساحة للمنتج الخاص بالعبث في عقول الجمهور وجاءت "ورش السيناريو" لتقضى كل عملية الابداع الفنى ـ هذه الحالة التى رصدتها المخرجة الكبيرة رباب حسين عن حال الدراما والسينما بعد غياب نجوم الابداع فى الكتابة أمثال محمد صفاء عامر وأسامة أنور عكاشة بفعل الموت وآخرين مثل محمد جلال عبدالقوى ويسرى الجندى وكرم النجار بفعل فاعل، المخرجة الكبيرة رباب حسين التى تربت فى مدرسة زوجها الراحل المخرج الكبير أحمد توفيق وورثت الذوق الفنى فى النص والصورة بأعمال مازالت تشهد لهما بالتميز قالت لـ"الوفد": انسحاب الدولة من العملية الانتاجية أعطى الفرصة للمنتج الخاص للتوحش فى الانتاج الدرامى والفتى العبثى الذى أثر فى سلوك المجتمع وأخرج أسوأ ما فيه بعد ثورة يناير، وأصبحنا نرى انتاجًا دراميًا وسينمائيًا ضخمًا لكنه أصبح مثل "ثقاب الكبريت" لا نشتم منه سوى رائحة "الشياط" وأصبح المخرج يحتل المرتبة الأخيرة فى العملية الانتاجية والنجم هو الذى يقود كل شىء يأتى بالسيناريو والمنتج والممثلين ثم يتم اختيار المخرج، حتى المنتج نفسه أصبح لا يقرأ العمل الذى يقوم بانتاجه، المهم انه ضمن النجم والقناة التى تعرض وضمن الإعلان والربح وتحولت الصناعة "لبيزنس" كبير المقياس الأول فيه هو المكسب والخسارة دون وجود رابط أو ضابط يحكم الأمور.

وقالت رباب حسين كل هذه الأمور ضاع معها الشخصية المصرية الأصيلة التى كما نراها فى مسلسلات ليالى الحلمية المال والبنون والشهد والدموع ـ الليل وآخره ـ لن أعيش فى جلباب أبى. وتوقفت صناعة الدراما عند مسلسلات الاكشن ـ والدم والعرى والخروج عن القيم والأخلاق وتقاليد مجتمعنا المصرى.

وأضافت: شعرت بالصدمة من وجود مفردات ولغة درامية، فى مسلسلات الحاضر نجد أن بنتًا تحمل سفاحًا وأخرى تذبح زوجها وآخر يسرق وآخر يدمن المخدرات وكأنه أصبح مجتمعنا بلا قدوة وضاعت نداءات الرئيس السيسى لأهل الفن بأن يقدموا فنًا محترمًا، وهذا جعلنى أشعر بأننى كنت أعيش فى عالم آخر قدمنا فيه هذا الابداع الذى مازال يتصدر العرض مرارًا وتكرارًا فى الدراما المحترمة وأصبحت فخورة أكثر بما قدمته مثل "يا ورد مين يشتريك"، الليل وآخره، ماما فى القسم، حرس سلاح، حضرة المتهم أبى، ألف ليلة وليلة.. فى حضرة وجود كبار الكتاب مثل محمد صفاء عامر، محمد جلال عبدالقوى، يوسف معاطى، يسرى الجندى، مجدى صابر.

وأكدت رباب حسين أن انسحاب الجهات الرسمية للانتاج مثل قطاع الانتاج، صوت القاهرة من العملية الانتاجية أمر خطير يجعل الدولة تفقد سيطرتها على توجهات هذه الأعمال فى هذه الظروف التى تحتاج فيها الدراما القدوة والأخلاق والقيم والدعوة للعمل والانتاج لتنهض الدولة ودعم القيادة السياسية فى توجهها نحو المستقبل، وهو الأمر الذى جعل مبدعين كثيرين أمثال مجدى أبوعميرة، محمد فاضل، وانعام محمد على، رباب حسين وفى التأليف أمثال محمد جلال عبدالقوى، يسرى الجندى، مصطفى محرم، يوسف معاطى، كرم النجار يفضلون البقاء فى بيوتهم لأنهم لا يجدون من يقدر قيمة ابداعهم وظهرت دراما الورشة التى قضت على ما تبقى من ابداع الدراما.

أكدت رباب حسين أيضًا يوجد جيل مبدع من المخرجين والمؤلفين والممثلين لكن الصبغة التجارية.. قتل الحس الابداعى لدى الجميع ولذلك وجدنا نجوما مثل عادل إمام والفخرانى ويسرا وغيرهم كانوا بموهبتهم أكبر من النص الدرامى الذى تمت صناعته لهم، وهذه الأمور جعلت مفهوم الدراما يتغير ويسير نحو الأسوأ وأصبحنا بحاجة لثورة درامية ووضع مخطط عام لإعادتها لسيرتها الاولى ووضع الرجل المناسب فى المكان المناسب وأصبحنا بحاجة ماسة للدراما الاجتماعية الاصيلة والدراما التاريخية والدينية والسيرة الذاتية التى تقدم القدوة وتحث الجيل الحالى على العمل والانتاج والانتماء وحب الوطن.

وأضافت للأسف السينما اختفت لنفس الاسباب ومستوى ما يقدم بالمجتمع واختفى المسرح بكل أشكاله بعد أن كنا نشاهد عروضنا تستمر لسنوات طويلة ولا تفقد المتعة وأصبحنا لا نرى فى السينما الدراما أو الضحك أو حتى "البكاء" كل أصبح

رديئًا وللاسف فقدنا الامل وحكموا على جيلنا بالاعدام مع أن المبدع لا يموت ولا يكبر ويمكن أن يمارس إبداعه حتى النفس الأخير.

وعما يمر به المجتمع من "غلاء" فى الاسعار ورخص شديد فى الاخلاق قالت المبدعة رباب حسين هذا حقيقى أصبحنا نعيش فى وضع اقتصادى صعب للغاية ولا يتحمله نحو 90٪ من المجتمع وهذا أمر لابد من من اعادة النظر فيه وضرورة نزول الحكومة بكل وزرائها للشارع لانقاذ الناس من الاستغلال واستخدام أسلوب الردع والعقاب حتى يستطيع البسطاء الحصول على لقمة العيش، وأضافت: شيء عظيم أن تجد رئيسًا مثل "السيسي"  يصنع مشروعات للمستقبل من مدن وطرق ومشروعات سياحية واقتصادية عملاقة ولا يشعر بها المواطن هذا حرام وحرق لجهد رجل مخلص ويعشق وطنه ولا يجد حكومة تساعده.

وعن انحدار مستوى الاخلاق فى الشارع المصرى قالت: هذا ناتج عن تدهور الوضع الاقتصادى لكن هذا ليس هو السبب الوحيد لان الأخلاق تغيرت وانحدرت بعد ثورة ينايـر ،و فقدنا لغة الحوار مع انحطاط فى العملية التعليمية وانتشرت الوقاحة فى المنزل والمدرسة والشارع وكل هذا يحتاج لدراما اجتماعية وأخلاقية تقومه مثل الدراما التى قدمناها ومثلًا كان هناك مشهد فى مسلسل "حضرة المتهم أبي" على لسان المبدع الراحل نور الشريف فى حوار عظيم للمبدع محمد جلال عبدالقوى عندما قال لابنه فى المسلسل:  اليوم اللى رديت فيه على أبوبا-  مات بعدها ، أما الآن الابن لا يحترم أبويه ولا مدرسه لان مدرسه كل ما يشغله الدرس الخصوصى تبدلت القيم وأصبحت "الفلوس" هى الأمل والعمل والحصول عليها بأى شكل هى الطموح الاول لكل أفراد المجتمع لكى يعيشوا فى ثراء ورخاء مثلما يرونه فى السينما والدراما.

وعن نجوم جيلها قالت رباب حسي:ن عملنا مع جيل يحترم الكلمة ،والمخرج يسعى لتقديم دراما تفيد المجتمع وسعيدة بعملى مع عينة من هؤلاء النجوم على الاقل فى أعمالى مثل نور الشريف، حسين فهمي، سميرة أحمد، يوسف شعبان، يحيى الفخرانى نجوم ما زلت أرى فيهم روافد الابداع وعادل إمام ممثل عملاق لا يجد نصًا يستغل قدراته، ويسرا وسوسن بدر وسهيد البابلى وكان نفسى أعمل مع سيدة المسرح سميحة أيوب.

وعن مشروعاتها الفنية قالت :كنت بصدد إخراج مسلسل يحمل قيمة فنية وابداعًا فى السيناريو لوليد يوسف "حتى تثبت إدانته" مع النجم حسين فهمى لكن للاسف عقبات مدينة الانتاج الاعلامى أطاحت بالمشروع حتى مشروع "بالحب هنعدي" مع النجمة سميرة أحمد، يوسف شعبان وللمؤلف المبدع يوسف معاطى توقف المشروع لأن الواقع الحالى والخريطة الدرامية الآن لا تقبل مثل هذه المشروعات الفنية المحترمة لانها تدعو للقيمة والاخلاق وتوعى المجتمع بخطورة المرحلة وكان هناك مخطط يسير عكس رغبة رئيس الدولة بصناعة دراما تماشى المرحلة وتشجع على العمل والتغير والابداع والاخلاق.