رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وفاة العمدة الصعيدي الذي أقنع الفنان محمد منير بالعودة للغناء

منير والعمدة الراحل
منير والعمدة الراحل

كان ذلك الرجل يبدو لمن يراه من بعيد كاريزما استثنائية في أناقته وملابسه الفاخرة ووسامته وهو ما كان قد يولد شعورًا لمن لا يعرفه أنه مختالًا بنفسه، في أول جلسة مع ذلك الرجل ستجد أن كل المظاهر السابقة تتجمع في رجل متواضع وطيب القلب وكريم لأبعد حد، وفوق ذلك فقد كان حكاء عبقريًا يقبض على التاريخ ويسرده في منتهى الشغف والجاذبية.

أمس تحولت صفحة ناصح قاسم في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إلى دفتر عزاء من أصدقائه ومحبيه، فقد رحل الرجل الشهم دون استئذان ودون وداع أيضا لأصدقائه إثر أزمة صحية نقل بعدها لمستشفى بالسادس من أكتوبر لينتقل إلى جوار ربه هناك عن عمر 53 عامًا، كان الناعون للرجل من كل الأطياف والشرائح الاجتماعية وهو ما يوضح أنه كان يترك أثرًا لا ينسى في نفس كل من يقابله أو يتعامل معه.

ناصح محمد إبراهيم قاسم أو العمدة ناصح قاسم هو أحد أقطاب عائلة (قاسم) الشهيرة بمركز أبوتشت شمال قنا والتي تنتمي لقبيلة القليعات أحد بطون قبيلة الهوارة، وهي عائلة برلمانية وتاريخية وجده أحمد قاسم عمدة قرية بخانس بمركز أبوتشت الوحيد الذى حاز على لقب البكوية في شمال قنا سنة 1912 من القرن الماضي، كما مثلت هذه العائلة التي تمتلك منطقة باسمها في شرق مركز أبوتشت في البرلمان من خلال أبوزيد قاسم عضو البرلمان في سنة 1942من القرن الماضي، كما تحوز العائلة حتى الآن على عمدية مجلس قروي بخانس.

ولد الراحل وفي فمه ملعقة من ذهب وكان الابن الوحيد لوالده الذي أورثه الزعامة وفض المنازعات وإنهاء الخصومات الثأرية وارتبط بعلاقات قوية ومتينة مع العائلات والقبائل في محافظة قنا ومركز أبوتشت وكانت له كلمة مسموعة بينها لامتلاكه الدبلوماسية والمرونة في التفاوض.  

لم تكن علاقات ناصح قاسم قاصرة على مركز أبوتشت أو محافظة قنا، ارتبط العمدة الشهير بعلاقات واسعة في القاهرة مع المشاهير والوسط الفني والرياضي بحكم تواجده في القاهرة في العقار الذي يملكه في حي شبرا حيث حصل على بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس ورفض التعيين في أكثر من وظيفة حكومية، كما استقال من وظيفته في الهيئة العامة للاستعلامات، ليتفرغ لإدارة أملاكه الزراعية الواسعة التى ورثها عن والده.  

يقول ناصح قاسم في مقابلة سابقة لـ الوفد، قبل رحيله، عندما كنت طالبًا في مدرسة الشهيد خيرت القاضي الثانوية بنجع حمادي ومنها ذهبت إلى الجامعة في القاهرة، وقد كان زملائي يعتبرونني أكثر الطلاب شهرة فى نفس الوقت لأنني كنت الوحيد في هذه الفترة من بين الطلاب الذي يملك سيارة خاصة، وكنت أذهب بها إلى المدرسة كما كنت الوحيد الذي

يدخل بسيارته إلى فناء المدرسة كل يوم.

ولم يكن العمدة الشهير يسعى لمد جسور من التواصل مع المشاهير معظمها يقول جاءت عن طريق الصدفة ولم أسع لتوطيد صلتي بأي منهم إلا محمد منير الذي أعشقه بشكل خاص، فهو أحد الفنانين المهمين في تاريخ مصر، وأيضا هو إنسان بسيط وابن نكتة، وتجمعني به الكثير من الروابط الإنسانية والأسرية، فقد بدأت أسمعه كمطرب في صيف 79 بناء على نصيحة أحد أصدقائي، ومنذ بداية الأمر عشقت صوته حتى قابلته في 89 وصرنا أصدقاء، وتعمقت هذه العلاقة أكثر عقب الحفل الذي أحياه منير ونظمته له في نجع حمادي في سنة 1998.

  ومن أهم المواقف الإنسانية بيننا كانت عندما توفي شقيقه الأكبر وكان يجهز لحفلته السنوية في دار الأوبرا، وقد بدأ يفكر في إلغائها ولكنني نصحته ألا يفعل وقلت له إن هناك أكثر من 100 ألف سيأتون لهذا الحفل لكي يعزوك ولا يجب أن تمنعهم من ذلك، وقد استجاب لمطلبي وأحيى الحفل وبالفعل وجد كثير من الجمهور يرفع لافتات (البقاء لله يا ملك) وبعدها بساعة كلمني وشكرني على إقناعه بالعدول عن موقفه السابق. وهو إلى الآن يأخذ رأيي في ألبوماته وأتواصل معه بشكل شبه يومي.

وتوثقت هذه الصداقة بين الطرفين لدرجة أن محمد منير استجاب لرغبة ناصح قاسم بتنظيم حفل له بمدينة نجع حمادي شمال قنا، يقول "كنت مصرا على أن يقيم منير حفلا برعايتي في أي مكان في الصعيد وخصوصا أنه يعشق الصعيد بكل ما فيه، وكنت في بداية الأمر أعتزم إقامة الحفل في جامعة أسيوط، لكن الأمر تعثر ثم قررنا إقامته بنادي الألومنيوم، وأيضا فشل هذا الاقتراح، فقررت أن يقام الحفل على استاد مدينة نجع حمادي تحت رعاية مركز الشباب".