عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

465 لحنًا قدمها سيد درويش لا نعرف عنها شيئًا

بوابة الوفد الإلكترونية

كتب: أحمد الشوكى

فى الوقت الذى أصبح فيه شحيحًا أن يولد عمل غنائى أو موسيقى على قدر المسئولية إما بسبب رحيل كبار المبدعين أو بسبب ظروف الإنتاج الصعبة، ولولا محاولات فردية للإنتاج لم تحرك فن الموسيقى والغناء للأمام قيد أنملة فى هذا الظرف الاستثنائى الذى لم تشهد مثيله مصر من قبل، حتى أن أجهزة الدولة ذاتها تسمح بتداول وتنامى أغانى المهرجانات ولا تقف بجوار الأعمال الإبداعية المسئولة فى كل هذه الأحوال التى تشد مصر إلى أسفل نجد كنزًا خرافيًا، لكنه يحتاج إلى صدق المسئولين مع أنفسهم واعترافهم بتقصيرهم تجاه دولة الموسيقى والغناء التى غربت شمسها إلا قليلًا وعلى هذه الأجهزة أن تعيد شروق الشمس من جديد، أمثلة تركة كبار الموسيقيين والملحنين التى رحل مبدعوها ولم تظهر للنور والتى لم تجد يد مسئول يخرجها للناس كثيرة، وهى فرصة لبعث ما تبقى من جمال قبل أن تدهمه يد الإغفال أو الإهمال أو سوء التخزين وعوامل التعرية أو يأس من أبناء وأحفاد هؤلاء المبدعين العظام ولنبدأ بتركة فنان الشعب سيد درويش الذى تمتلك أسرته 465 لحنًا لم يظهر للنور مكتوب نوتتها الموسيقية، من يصدق أن فنان الشعب يعقه أحفاده من المسئولين إلى هذا الحد كأنه بينهم وبينه ثأر، وكأنهم لم يسمعوا أو يؤمنوا بالنشيد الوطنى الذى لحنه وكتب كلماته أيضًا على حد تأكيد الأسرة، وكأن ثورة 1919 أم الثورات لم تقم على وهج ألحانه، وهو كما يؤكد حفيده إيمان البحر درويش مات شهيدًا بفعل سم ومخدرات مكثفة دسها عليه الإنجليز، هذا هو مصير جد الموسيقى سيد درويش، ناهيك عن بيته المهمل بالقاهرة والإسكندرية الشاهدين على عدم احترامنا للفن أو للتراث أو للأجداد المبهرين.

أما أبوالموسيقى وفنانها الأشمل محمد عبدالوهاب فإن أسرته تمتلك العديد من الألحان والأفكار الموسيقية، كان عبدالوهاب قد سجلها بنفسه وبصوته وتأديته المعجزة وبعثت الأسرة ببعض منها للمؤلف الموسيقى الراحل ميشيل المصرى الذى قال لى قبل رحيله إنه يمتلك شريط كاسيت يمتلئ بالعديد من الأفكار الموسيقية لعبدالوهاب والتى تحتاج إلى مشروع دولة كى تخرج للنور، وذاته ميشيل المصرى تمتلك أسرته وسط تركته الفنية ثلاث قصائد كان السنباطى قد لحنها لفيروز، لكن حركة الإنتاج لم تتم رغم انتهاء السنباطى من التلحين وبدء فيروز فى البروفات وبدء ميشيل فى التوزيع الموسيقى رحل ميشيل أيضًا قبل أسابيع وعامًا بعد عام لم تجد هذه الأعمال من يتذكرها سوى من يتتبع خيوطًا بشأنها حين يقرأ ما نكتبه الآن وأغلب الظن أن ابتعاد فيروز عن غناء هذه القصائد رغم بدء بروفاتها ليس فقط حرب لبنان وقتها، لكنها خافت من التورط في المدرسة المصرية التى لم تأخذ منها سوى ألحان قليلة لسيد درويش وعبدالوهاب، وقام الأخوان رحبانى بتوزيعها وفق لهجتهما الشامية، تلك اللهجة التى أبعدت أم كلثوم عن فريد الأطرش على الجانب الآخر.

وعودة لتركة كبارالموسيقيين والملحنين فإن المطرب محمد ثروت يحتفظ بلحنين لعبدالوهاب أحدهما من كلمات الشاعر الراحل مأمون الشناوى عنوانه «الجميل فى الحب أنت» وميشيل نفسه كان قد بدأ تأليف مقطوعة موسيقية بعنوان «التوليب» بعث بها قبل رحيله هى وأعمال أخرى وكتاب عن «الكمان العربى» وتدريبات على استخدام هذه الآلة أحتفظ أنا شخصيًا بنسخة منه - إلى دار الكتب والوثائق القومية تركة أخرى لعبدالوهاب كانت فى حوزة شركة صوت الفن التى كان يمتلكها وبالشركة

أغنيات عديدة لم تظهر للنور وتسجيلات وبروفات نادرة، وتحتفظ أسرة الشاعر عبدالوهاب محمد وسط ما تحتفظ بأغنيات عديدة لعبدالوهاب منها سكن الليل ومر بى.

ويحتفظ الفنان هانى مهنا بأغنية لعيد ميلاد للمطربة الراحلة شادية لم تظهر كذلك.

وكذلك كان الإذاعى الراحل وجدى الحكيم كان يحتفظ بعدة أغنيات منها أغنية مشهورة للسنباطى بصوت عبدالوهاب وكذلك تسجيلات نادرة له و نتذكر عن الموسيقار بليغ حمدى الذى كان يحتفظ فى مكتبه ببروفات أغنياته مع كوكب الشرق أم كلثوم، فقام خادمه بالتسجيل عليها والمفارقة كذلك أنه سجل عليها أغنيات لأحمد عدوية، وذلك كى يوفرالنفقات على بليغ، فأفرط بليغ فى البكاء جراء ذلك، فأصيب خادمه بأزمة قلبية كنتيجة طبيعية لبكاء بليغ ومات الخادم على إثر هذه الأزمة.

بليغ نفسه يمتلك ميشيل فى خزانته ألحان له وكذلك يتداول بعض الشباب ألحانًا كان بليغ قد لحنها لهم قبل رحيله دعمًا منه للشباب ، هذه الألحان لا تعرف أسرته عنها شيئًا.

زياد الطويل ابن الموسيقار الراحل كمال الطويل يمتلك عدة أغنيات لم تظهر للنور من ألحان أبيه إحداها وطنية استمعت إليها، لا تقل روعة عن ألحانه الوطنية والعاطفية التى ظهرت إبان فترة الستينيات.

كذلك يمتلك الشاعر محمد زكى الملاح أغنيات من ألحان الموسيقار سيد مكاوى لم تظهر للنور من كلماته وكلمات آخرين، وكذلك بعض التسجيلات لأغنيات عبدالوهاب والشيخ زكريا وأم كلثوم بصوت سيد مكاوى الذى تحتفظ أسرة الشاعر الراحل إسماعيل الحبروك بتسجيلات له كان قد سجلها فى عوامة يمتلكها الحبروك بالكيت كات كان مكاوى يقضى فيها سهرته وكذلك تمتلك أسرة الموسيقار محمد الموجى أغنيات بصوته، ومن ألحانه لم تظهر للنور منها مشروعات لأغنيات لأم كلثوم كذلك فى خزانة المطربة الراحلة وردة ثلاث أغنيات لمحمود الشريف لم تظهر بعد للنور، كذلك أسرة منير مراد.

أما الموسيقار خالد الأمير فإنه يمتلك العديد من الأغنيات من ألحانه ومن كلمات الشاعر صلاح جاهين وحسين السيد ومأمون الشناوى لم تظهر واحدة منها للنور يبلغ عددها العشرات من الألحان، هذا بخلاف أعمال لمؤلفين موسيقيين أمثال عبدالمنعم جرانة وعبدالحميد توفيق وغيرهم، كان هذا التقرير فى سبيل حصرنا وعلى أجهزة الدولة أن تنشئ جهازًا خاصًا للعناية بالماضى، كما عليها أن تنشئ جهازًا خاصًا لصناعة المستقبل.