عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لينين الرملى: «اضحك لما تموت» دراما واقعية تحكى أوجاع المجتمع

بوابة الوفد الإلكترونية

حوار - دينا دياب:

 

تعمدت أن أترك الرسالة فى المسرحية مفتوحة ليراها كل إنسان برؤيته

كتبت «حكايات ميزو 2000» بناءً على طلب سمير غانم.. والحنين للماضى وراء حماسى لها

الدراما الآن قتل ومخدرات وأمراض نفسية

 

أنارت مسرحية «اضحك لما تموت» أضواء المسرح القومى من جديد، العرض حالة فنية خاصة، فهو يجمع ممثلين من عمالقة الفن فى مصر، لكن الأهم أنه عودة لزمن الفن المسرحى المميز، عمل فنى من العيار الثقيل مزج فيه كاتبه «الجوكر» لينين الرملى حالة سياسية بأسلوب كوميدى مميز كعادته، وأهداها إلى «الذين استُشهدوا منذ زمن بعيد ولم يُدفنوا حتى اليوم»، بهذه المقولة بدأ عمله المسرحى.

لينين هو أحد أبرز وأهم كتاب الدراما فى مصر، صاحب موهبة قادرة على اختزال ملامح مصر السياسية فى إطار كوميدى فى كل عمل فنى يقدمه، بقدرته على نقد الذات بكوميديا سوداء خلقت منه نجماً يحرك ممثليه كما يشاء بموضوعات تجبر الجمهور على تذكرها، فهو صاحب «سك على بناتك، والجوكر والهمجى وتخاريف ووجهة نظر وعفريت لكل مواطن»، وانتقل بالمسرح للتليفزيون ليقدم أعمالاً درامية سينمائية وتليفزيونية أثرت فى عقول جمهوره.

حالة نشاط فنى يعيشها الكاتب الكبير لينين الرملى، فهو يعكف على كتابة الجزء الثانى من مسلسل «حكايات ميزو» العمل الذى ارتبط به جمهور السبعينات، وكان نقطة انطلاقة سمير غانم للبطولة المطلقة، واقترب على إنهاء كتابة مذكراته والتى قرر من خلالها كشف ما يحدث خلف الكواليس من خلال حياته الفنية.. ويحتفل بالعمل المسرحى رقم 51 فى تاريخه الفنى، وهو رقم لم يصل إليه كاتب حتى الآن، حاورناه عن أعماله فقال....

< فى="" البداية="" لماذا="" اخترت="" هذا="" التوقيت="" لعرض="" مسرحيتك="" «اضحك="" لما="">

- عندما أصبحت المسرحية جاهزة قررنا عرضها، نحن نقدم عملاً مسرحياً ضخماً وليس مجرد «عمل وخلاص»، وهذا العمل كتابته فى أغسطس 2010، وانتهيت منه فى 31 من الشهر نفسه فى 2014، وحذفت وعدلت فيها كثيراً، وهى المسرحية الرقم 56 فى أعمالى، فهى ليست عملاً كوميدياً, وأعمالى فى الأساس لا يمكن تصنيفها كعمل كوميدى فقط أو تراجيدى فعلى مدار مسيرتى جمعت أعمالى بين النوعين.

فى «أهلاً يا بكوات» و «وداعاً يا بكوات» إحداهما أحداثه تحكى فى الماضى والأخرى أحداثها فى المستقبل.

- لكن تقديم عمل واقعى فى فترة بنعيشها.. هل تراها فترة كافية لتقييم الواقع المجتمعى فى 25 يناير كما قدمت فى «اضحك لما تموت»؟

- بالطبع، فترة كافية جداً، كتبت الأحداث فى 25 يناير وبعدها وغيرتها كثيراً، وهذا وقتها فكفى أن تظهر الأحداث السياسة والاجتماعية والتى ما زالت مستمرة حتى الآن، الفكرة العامة للمسرحية تدور حول أوضاع المجتمع وقت حدوث ثورة 25 يناير، من خلال يحيى الذى يمتلك شقة تطل على ميدان التحرير، ومن خلاله يتم الكشف عن العديد من الأسرار المتعلقة بالثورة، وأعتقد أن هذا التوقيت هو الأفضل لهذه المسرحية، يكفى أن كل الأحداث التى تدور فى المسرحية ما زالت تفاصيلها متواجدة.

< شخصيتا="" «يحيى»="" و«طاهر»="" نموذجان="" مختلفان="" تماماً،="" المواقف="" الكوميدية="" بينهما="" تعتمد="" على="" اختلاف="" الطبقات="" الاجتماعية="" الآن..="" هل="" قصدت="" التعبير="" عن="" الضحك="" بمبدأ="" «شر="" البلية="" ما="">

- «يحيى» و«طاهر» صديقان يلتقيان بعد فراق طويل، وقد أصبحا فى السبعينيات من العمر، «يحيى» تغير وأصبح لا يكترث بشىء ودّع ماضيه الذى كان، ويريد أن ينساه، خاصة أنه ترمّل مبكراً، ويعيش فى حالة تقرب من الزهايمر، تجعله يهزأ بكل شىء، بل يضحك ساخراً مبتعداً عن الأحزان، وكأنه ميت وهو حى، أما «طاهر» صديقه وزميله، فهو رغم ما يعيشه من رغد الحياة، فإنه يفكر فى الانتحار بعدما طلّق زوجته التى كانت تكبره، وتزوج واحدة تصغره بكثير وتريد الآن أن تطرده، لذا يبدو ساخطاً على كل شىء، لكنه فى الوقت نفسه لا يفعل شيئاً، الشخصيتان مختلفتان تماماً فى حاضرهما لكن يجمعهما نفس السخط على كل شىء، وهذا نموذج للمصريين الآن، كلا منهما لديه تفاصيله ورغم ذلك الجميع يسخط.

< شخصية="" «حربية»="" ضمن="" الأحداث="" هى="" الحب="" الذى="" سعى="" إليه="" الصديقان="" وفشلا="" فيه="" ولكنها="" عادت="" بعد="" زمن="" متغيرة..="" هل="" هناك="" إسقاط="" سياسى="" على="" هذه="">

- حربية كل واحد من الجمهور سيراها بشكل مختلف، من الممكن أن يراها الجمهور مصر التى أحبها وتغيرت، ومن الممكن أن يراها الماضى الذى توقع أن يأتى كما هو، لكن كل شىء يتغير، الحياة تتغير وبالطبع الأحوال الاجتماعية والسياسية تتغير ويتم ذلك على الأشخاص، لذلك تركت للجمهور أن يحدد من هى حربية.

< شخصية="" «شربات»..="" فتاة="" الشارع="" التى="" لم="" تستوعب="" ما="" يحدث="" عند="" قيام="" ثورة="" يناير..="" هل="" ترى="" أنها="" نموذج="" موجود="" بشكل="" كبير="" فى="">

- أغلب المصريين الآن لم يفهموا وقت ثورة يناير ما يحدث، هناك من يعانى من سذاجة فى أفكاره، وآخر من رأى ما يحدث خارج نطاق المنطق والواقع، والبعض رآها ثورة حقيقية، لذا هناك الكثيرون الذين يعيشون مثل شربات فى الشارع لا يهمه سوى المأكل والمشرب ولا يعرفون شيئاً آخر، ولذلك كانت شربات شخصية بالنسبة لى ثرية ومهمة لأنها توضح نماذج كثيرة من المجتمع المصرى.

< أهديت="" المسرحية="" إلى="" «الذين="" استُشهدوا="" منذ="" زمن="" بعيد="" ولم="" يُدفنوا="" حتى="">

- فى كل جمعة ما زلنا نستيقظ لننتظر شهداء، أصبح جزءاً أساسياً فى حياتنا، شهداؤنا هم أوجاعنا، لكن هناك شهداء حقاً لم يدفنوا، شهداء يعيشون فى المجتمع أحياء لكنهم شهداء لقرارات خاطئة ممن حولهم، تركت رسالتى فى المسرحية للجمهور، كل منهم يفسرها كما يراه.

< وما="" سبب="" غيابك="" عن="" المسرح="">

- لدى أعمال مسرحية كثيرة لم تقدم، وأنا لم أغيب عن المسرح لكن من يريد أعمالى يقدمها بالشكل المحترم الذى يليق بها، أنا لم أغب يوماً عن المسرح، لكنى لا أذهب لأحد لأقول له قدم مسرحياتى، إدارة المسرح هى من عليها أن تبحث عن النص الجيد، وعلى مدى مشوارى الطويل لم يحدث يوماً أن طلبت العمل مع أحد، ليس تكبراً، وإنما حياءً.

< فى="" رأيك..="" هل="" ما="" زال="" المسرح="" يحظى="" باهتمام="">

- قدمت 17 مسرحية من إخراجى منها للهواة وللنجوم، وقدمت تجارب كثيرة مسرحية وصلت لـ56 مسرحية بأشكال مختلفة وجريئة واكتشفت مواهب كثيرة، المسرح هو المادة الثرية التى يبرز خلالها الكاتب رؤيته واحتياجاته، وأرى أن المسرح هو المادة الخام لاختيار أى نجم أو اكتشافه، فكل النجوم الذين حققوا نجاحاً مؤخراً هم فى الأساس خريجو المسرح.

< ومن="" أبرز="" من="">

- أحمد آدم اكتشفته فى الإسكندرية، وقدمته مع محمد صبحى، وأجريت له اختباراً فى كتابة جواب على آلة كاتبة وخفة دمه جعلتنى أختاره فى دور «الكفتجى»، وأيضاً صلاح عبدالله اخترته من القاهرة أثناء مشاركته فى مسرح الجامعة، ومنى زكى قدمت معى 5 مسرحيات قبل شهرتها، أشرف عبدالباقى كان بطلاً على جيله، وقدم معى عدداً من المسرحيات، والكثير كل فنان كنت أختاره لأنه يجذبنى فيه موهبة خاصة أراها فى كتاباتى، وجميعهم يشقون طريقتهم نحو النجومية، وهذا يؤكد أن المسرح

هو المكان الأول لاكتشاف النجوم.

< وما="" رأيك="" فى="" عروض="" «مسرح="" مصر»="" و="" «تياترو="">

- كلها أعمال تخضع للشكل المسرحى، لكنها ليست مسرحية بالمعنى المفهوم، والأهم الآن هو تقديم عروض مسرحية تجذب انتباه الجمهور وتجعله ينزل من منزله ليتفاعل مع العرض الذى يراه.

< وكيف="" ترى="" غياب="" الثنائيات="" الفنية،="" فلم="" نرَ="" نموذجاً="" مثلك="" أنت="" ومحمد="">

- كل عهد وله طباعه، والثنائيات لابد أن يكونا متفقين على التفاصيل، وأن يكون لديهما رؤى واحدة يتقابلان فيها، العمل الفنى عمل متكامل والجميع لابد أن يكون على مستوى متفاهم معاً.

< هل="" جيلك="" من="" الكتاب="" مظلوم="">

- أنا لا أشغل نفسى بغيرى، أنا عندما أقرر الكتابة أكتب، عندما يطلب منى منتج فى التليفزيون أرى فى البداية أخلاقيات المنتج وأكون مرتاحاً معه أو لا، وهذا العامل الأساسى الذى أختار على أساسه، فالإنتاج فى مصر يسير بطريقتين الآن الممثل النجم والمنتج، لم تعد القصة أو السيناريو هى المتحكم الأساسى فى الإنتاج السينمائى، المهم أن يكون النجوم معروفين، وهذا ظلم عدداً كبيراً من المؤلفين الذين يرفضون تفصيل العمل، فأنا لا أقبل أن يطلب منى ممثل أن أكتب له، وأفصل له دوراً «على مقاسه».

< تحمل="" العديد="" من="" الكواليس="" عن="" النجوم="" والمسرح..="" فلماذا="" لا="" تقدمها="" فى="" كتاب="">

- مشغول الآن بكتابة مذكراتى، فأنا كتبت 56 مقالاً عن المسرح، قررت أن أقدم عملاً يجمع كل هذه المقالات وفى الوقت نفسه يحمل الكواليس الكثيرة التى أعرفها، لذا قررت الكتابة على كل ما مر فى حياتى وسأتحدث خلال مذكراتى عن شخصيات كثيرة لا أقصد أن «أهينهم»، لكن أنا أريد أن أقول ماذا يحدث خلف الكواليس فى الفنية وخاصة مسرحياً.

< عودة="" لأعمالك="" التليفزيونية..="" لماذا="" قررت="" تقديم="" جزء="" ثان="" من="" مسلسل="" «عائلة="" ميزو»="">

- قررت تقديم جزء ثان من العمل بعدما اتصل بى سمير غانم وطلب منى أن أكتب جزءاً ثانياً يتناول حياة ميزو 2016 وحتى الآن بعدما كتبته فى السبعينيات، وسيحمل العمل اسم «ميزو 2000» ووجدت أنها فكرة جيدة، فالجمهور المصرى ارتبط كثيراً بشخصيات المسلسل وهو يحن إلى الماضى وإلى التراث، وكانت الشخصيات معروفة، ولذلك قررت الكتابة وأنا الآن فى مرحلة كتابة السيناريو ولم أنتهى من كل التفاصيل.

< وما="" المختلف="" عن="" الجزء="" الأول="" فى="">

- المسلسل لا يتناول أى شخصية من الجزء الأول، واستغنيت عن كل الشخصيات التى شاركت فى العمل، فأنا لا أقدم نفس الحكاية، لكنى أقدم تطوراً لشخصية ميزو أظهره فى الحلقات الأولى شخصية فقيرة تعانى من أزمات المجتمع، وتبتعد عنه زوجته نفيسة وتسافر إلى أمريكا ويتخلى عنه أصدقاؤه، فقررت أن أخلق له عالماً جديداً لـ«ميزو»، حيث تتوفى عمته ويرثها وتتحول حياته، إلى العكس، وسأستعين بمشهدين فقط وهو فقير ولكن بمرور الوقت تتحول حياته إلى الثراء الشديد.

< معروف="" بإسقاطاتك="" السياسية="" حتى="" لو="" كان="" العمل="" كوميدياً..="" فهل="" ستلجأ="" لذلك="" فى="" «ميزو="">

- العمل لن يتناول أى إسقاطات سياسية، لكنه يقدم الحياة بشكل عام الغنى والفقير، من يكافح أو لا يكافح، والوضع الاقتصادى لا ينفصل بأى شكل عن الوضع السياسى، فعندما نقدم البلد فى مسلسل طبيعى أن نتناول الواقع بالكامل.

< هناك="" اتجاه="" دائم="" لتقديم="" حلقات="" المسلسلات="" الكوميدية="" بالطريقة="" المنفصلة="">

- لا أفضل هذه الطريقة فى الكتابة، فأنا أفضل الكتابة المكتملة، العمل لا يمكن أن يكون اسكتشات كوميدية تنتهى فى كل حلقة، لكنى أحب أن يرتبط الجمهور بى طوال الحلقات ويشعر بوجودى.

< هل="" سيعرض="" العمل="" فى="" شهر="">

- ما زلت فى مرحلة الكتابة، والعمل الجديد سيحتوى على تفاصيل كثيرة، ومرهون بداية تصويره بانتهائى من كتابة السيناريو، بالإضافة إلى أننى لن أعتمد فى مشاهد الحركة بشكل كبير على الفنان سمير غانم بحكم السن، لذلك فالمسلسل يعتمد بشكل أساسى على الحوار، وأرى أن هناك مواسم كثيرة درامياً يمكن أن يعرض فيها المسلسل، لذلك لا يشغلنى توقيت العرض بقدر اهتمامى بتقديم عمل متكامل، والدليل أن مسلسل «ميزو» ما زال يحظى بنسبة مشاهدة أثناء عرضه الآن.

< فى="" رأيك..="" هل="" هناك="" اهتمام="" من="" الكتَّاب="" بالأعمال="" الكوميدية="">

- للأسف الشديد لم يعد هناك اهتمام بالأعمال الكوميدية على الإطلاق، ولا أعرف ما السبب وراء ذلك، فكل الموضوعات المقدمة تركز على القتل والذبح والمخدرات والأمراض النفسية، ولذلك فهناك حاجة حقاً للأعمال الكوميدية، حكايات حياتية فى شكل كوميدى، الجمهور يحتاج إلى راحة من الواقع، وليس المطلوب من الأعمال الدرامية أن تنقل الواقع بقدر إخراج الجمهور منه.

< لماذا="" ابتعدت="" عن="" الدراما="" التليفزيونية="" فى="" الفترة="">

- كتبت سيناريو منذ 3 سنوات، لكنى تعرضت للنصب فتوقفت.