رحيل الناقد السينمائي مصطفي درويش
تشيع غدًا الخميس جنازة الناقد السينمائي الكبير مصطفي درويش، من مسجد عمر مكرم ، حيث توفي، منذ قليل، الناقد الكبير في منزله بمنطقة وسط البلد عن عمر يناهز الـ 89 عاما ، قضي منهم 37 عاما فى القضاء كمستشار فى مجلس الدولة ، وتم انتدابه مديرا للرقابة مرتين الاولى عام 1962 لمدة 5 شهور، والثانية عام 1966 واستمرت لمدة عام والنصف حتى 24 ابريل 1968، وكان يوصف تلك الفترة بالأصعب في حياته ، ما بين ظروف سياسية صعبة أثرت على مهمة الرقابة، خاصة بعد نكسة 67 وتنحى الرئيس جمال عبد الناصر.
عاش درويش صراعات عديده دفاعا عن حرية الإبداع والسينما ، و تم استدعاؤه للمثول أمام مجلس الأمة بسبب موافقته على عرض افلام ممنوعه من العرض ، و اتهامه بأنه سبب في حدوث النكسة ، و ذلك بعد موافقته علي عرض فيلمين حصلا على السعفة الذهبية من مهرجان كان، وهم : "بلو أب" و "رجل و امرأه".
و عن هذه المرحلة اشار درويش في العديد من مقالاته بقوله : " بقينا يوما طويلا فى شبه محاكمة على الفيلمين حتي ان احد أعضاء مجلس الأمة في ذلك الوقت قال إن هذه الأفلام سبب الهزيمة، وقال آخرون إننا سمحنا بعرضها لالهاء الناس عن مرارة النكسة، وقرر المجلس رفع "بلو أب" من السينمات، وقالت احدى النائبات عن السينما أنها دار العار، وفى النهاية استجاب الوزير لرأى الدهماء".
ليتولي الراحل الكبير رئاسة نادى السينما الذي كان نافذة مهمة لعرض أهم الأفلام العالمية، وأدخل حينها عرض الأفلام الأوروبية لأول مرة لأنها تمثل اتجاهات مغايرة، لكن
ظل مصطفي درويش حتي أيامه الأخيرة يثري الحركة النقدية بأهم المقالات السينمائية ، في أكثر من صحيفة و مجلة داخل و خارج مصر ، و كان من بينهم جريدة "الوفــد" التي ظل متمسكاً بكتابة عموده الخاص بعنوان "سينمائيات" كل يوم جمعة بصفحة نجوم و فنون ، حتي اشتد عليه المرض خاصة أنه كان يحرص علي إحضار المقال بنفسه الي مقر الجريده التي تبتعد نحو محطتين عن منزله بوسط البلد الذي يعد أهم مكتبات السينما في مصر.