رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المسئولية المجتمعية الفريضة الغائبة عن شركات الاتصالات فى مصر

بوابة الوفد الإلكترونية

تسعى الشركات العاملة فى مجال قطاع التكنولوجيا والاتصالات حول العالم دائماً نحو مسئوليتها الاجتماعية تجاه مجتمعاتها، فقد أعلنت مؤخراً مؤسسة بيل آند ميليندا جيتس فاونديشن الخيرية، التابعة لمؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس وزوجته، عن تخصيص 10 ملايين دولار على وجه السرعة؛ لمنع انتشار فيروس كورونا فى الصين ودول إفريقيا.

سبق مؤسسة بيل آند ميليندا جيتس فاونديشن الخيرية، ملوك قطاع التكنولوجيا فى العالم فى تطبيق فكرة المسئولية الاجتماعية، وتبرعوا خلال 4 سنوات فقط، من ثرواتهم بما قيمته نحو 30 مليار دولار، كمساهمة فى تحقيق أهداف التنمية المجتمعية، خصوصاً مجالات التعليم والصحة ومكافحة الفقر.

يقتصر الأمر فى مصر على مجرد إعلانات شركات الاتصالات التى تظهر على شاشات التليفزيون أو بعض المشاركات على استحياء، رغم أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كانت قد وضعت خطة للتعاون مع شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومنظمات المجتمع المدنى، بهدف تحقيق أهداف مشاريع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للمسئولية المجتمعية.

ترفع هذه الشركات شعار المسئولية الاجتماعية ودائماً ما تؤكد أنها تسير على نهج الشركات العالمية التى تنشأ مشروعات ذات طابع ربحى وآخر خدمى، كما أعلنت عن أنها تخصص جزءاً من دخلها للأعمال الخيرية، مثل توصيل المياه للمنازل أو إقامة مستشفيات أو المشاركة فى مشاريع تعليمية.

وإذا كان أصحاب الأعمال وشركات الاتصالات فى مصر يتغنون بدورهم فى المسئولية الاجتماعية؛ فإن ملوك التكنولوجيا فى العالم قد ضاعفوا من تبرعاتهم فى السنوات الأخيرة، وبعضهم وضعها فى مؤسسات خيرية تحمل اسمه، بدلاً من المنظمات غير الربحية الأخرى.

نشرت مجلة فوربس بالتعاون مع مؤسسة شووك للأبحاث التى تقع فى مدينة بوكا راتون بولاية فلوريدا الأمريكية، قائمة بأسماء أكبر المتبرعين للمؤسسات غير الربحية بدلاً من مؤسساتهم الخيرية بأمريكا، فى الفترة من عام 2014 حتى 2018.

أوضحت فوربس أن الطريقة الأفضل لوضع قائمة المتبرعين هى حساب التبرعات التى حققت الغرض منها بالفعل، بدلاً من حساب الأرقام التى يعلنها المتبرعون، ولم يتم التبرع بها، أو بعض الأصول المتبرع بها لمختلف المؤسسات الخيرية.

تضمنت قائمة فوربس 21 مليارديراً من أغنى أغنياء العالم، توفى أحدهم فى عام 2018 وعائلتين من أصحاب المليارات، تصدر القائمة وارين بافيت كبير عائلة بيركشاير هاثواى، على مدار خمس سنوات، وتبرع بمبلغ 14.7 مليار دولار من ثروته لصالح المؤسسة الخيرية التابعة لصديقه عملاق التكنولوجيا بيل جيتس وزوجته ميلندا.

احتل بيل جيتس أغنى رجل فى العالم، ومؤسس شركة مايكروسوفت، ومؤسسة بيل آند ميلندا جيتس الخيرية، المرتبة الثانية بإجمالى تبرعات بلغت فى الفترة المحددة 9.9 مليار دولار، وصافى ثروته 109.6 مليار دولار، ونسبة التبرعات إلى إجمالى الثروة قدرت 9%، وجهها لقطاع الصحة وتخفيف وطأة الفقر.

تعد مؤسسة بيل وميلندا جيتس، أكبر مؤسسة خيرية غير ربحية فى العالم وتقع فى مدينة سياتل بواشنطن، تصل قيمة أصولها إلى 46.8 مليار دولار، وتركز على قضايا التعليم والصحة والتنمية الاقتصادية والفقر، وقد تبرعت بـ50.1 مليار دولار على هيئة منح، ومن أهم مبادرات المؤسسة تقديم خدمات منع الحمل إلى أكثر من 120 مليون امرأة أكثر احتياجاً، كذلك الوقاية من 264 مليون مرض من خلال التطعيمات والقضاء على شلل الأطفال بنهاية عام 2020.

جاء فى المرتبة العاشرة مؤسسة جوردن وبيتى مور، وصاحبها من مؤسسى شركة Intel الكبرى للتكنولوجيا، بإجمالى تبرعات 1.4 مليار دولار، وصافى ثروتهما 11.8 مليار دولار، ونسبة التبرعات إلى إجمالى الثروة 11.9%، تتجه للعلوم والبيئة والتعليم.

تبرع الشريك المؤسس لشركة رقاقات الحاسوب إنتل وزوجته من خلال مؤسسة جوردن وبيتى مور، بنحو 1.4 مليار دولار خلال الفترة التى حددتها فوربس، لخدمة البحث العلمى وقضايا حماية البيئة وإقليم خليج سان فرانسيسكو، كذلك 200 مليون دولار لعملية بناء مرصد الثلاثين متراً فى هاواى، ودعمت شراء 159 فداناً بهدف حمايتها فى منطقة جبال سانتا كروز.

ركز مارك زوكربيرج وزوجته بريسيلا تشان، اللذان احتلتا المركز الثانى عشر على مجال العلوم والعدالة الإجرامية والتعليم، بإجمالى تبرعات بلغ مليار دولار، وصافى ثروتهما 81.8 مليار دولار، أما نسبة التبرعات إلى إجمالى الثروة تقدر 1.2%..

كان الرئيس التنفيذى لفيسبوك وزوجته بريسيلا قد تعهدا بعد أسبوع من ولادة ابنهما الأول، فى 2015 بالتبرع بنسبة 99% من حصتهما فى الشركة وإطلاق المؤسسة الخيرية ذات المسئولية المحدودة، التى تركز على إصلاح قوانين الهجرة وتوفير السكن والعدالة الإجرامية وعلاج الأمراض والتعليم، كما تعهدت فى 2018 بالتبرع بمبلغ 40 مليون دولار لصالح صندوق توفير السكن الإقليمى بمنطقة الخليج.

كان لبول آلين المؤسس المشارك الراحل لمايكروسوفت، نصيب من التبرعات واحتل المركز السادس عشر، بإجمالى تبرعات 720 مليون دولار، لحماية البيئة والعلوم فى مؤسسة Allen Institute for Brain Science غير الربحية التى تعمل على رسم خريطة وظائف المخ، وكذلكVulcan لقضايا البيئة وأبحاث المحيطات، وتقدر قيمة ثروته 20.3 مليار دولار.

جاء فى المركز الثامن عشر الشريك المؤسس لفيسبوك داستن موسكوفيتز وزوجته كارى تونا، وتبرعا من خلال مؤسستين خيريتين، هما Good Ventures وOpen Philanthropy، بمبلغ 705 ملايين دولار، لصالح قطاع العدالة الإجرامية والتعليم والصحة خصوصاً مكافحة مرض الملاريا وتحسين أساليب رعاية حيوانات المزارع، وأخطار الذكاء الاصطناعى المتطور، وصافى ثروتهما 13.3 مليار دولار، ونسبة التبرعات بلغت 5.2%..

بعد عرض أرقام التبرعات والمشروعات التى أسهم بها ملوك التكنولوجيا فى العالم، يتساءل المواطن المصرى أين دور رجال الأعمال والشركات تجاه المسئولية الاجتماعية، خصوصاً فى ظل اتباع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سياسة التعاون مع شركات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومؤسسات المجتمع المدنى؛ لخدمة أولويات التنمية فى المجتمع من خلال دمج وتمكين ذوى الإعاقة ودعم المناطق المهمشة والأكثر احتياجاً وتوفير فرص تعليمية ومعرفية وصحية أفضل، ورفع كفاءة منظومة العمل المدنى والخيرى، وبناء القدرات من أجل توفير فرص عمل ورفع الوعى المجتمعى.