احذر.. الموت على مائدة إفطارك

خلال شهر رمضان تنتشر فى شوارع مصر ألوان من المخللات التى تجذب أنظار المارة.. ما بين الأخضر والأصفر والأسود حيث تتباين ألوانها، ويقبل الصائمون على شرائها من العربات المتنقلة التى تجوب الشوارع، أو من الباعة الذين يفترشون أرجاء القاهرة والمحافظات.

 

وبالإضافة إلى المخللات تنتشر زجاجات العصائر فى الشوارع، وجميعها منتجات مجهولة المصدر أكد الخبراء أنها مصنوعة من مواد مسرطنة، حيث يقوم التجار من معدومى الضمير بإضافتها للعصائر حتى تعطى لها مذاقًا، ويقبل عليها المارة الذين لا يبالون بالمخاطر التى تحاصرهم، فضلاً عن استغلال بعض التجار لهم برفع قيمة هذه العصائر استغلالاً لموسم شهر الصيام، وتنتشر مثل هذه الممارسات فى المناطق الشعبية.

 

العصائر الجاهزة تحتوى على مواد مسرطنة.. ومخللات بصبغة الأحذية

 

«المخلل يا صاحب المزاج.. الليمون الأصفر».. هكذا ينادى بعض التجار ليجذبوا انتباه المارة، زجاجة مياه ترش على أكياس المخللات المعبأة أو تلك الموضوعة فى برطمانات لتعطى لها بريقا أخاذا، وفى المقابل ينادى آخر «عصير يا صايمين.. تمر هندى وعرقسوس شفا وخمير» ورغم أن هذه المنتجات جميعا لا توجد عليها أى بيانات خاصة بالإنتاج أو التعبئة ولا طريقة التصنيع، إلا أنها تلقى إقبالا من المواطنين فالإفطار لا يحلو دون العرقوسوس والتمر الهندي، ولا طبق المخلل، ولكن فى الفترة الماضية ثارت مخاوف بسبب إعداد المخللات بطرق غير صحية وإضافة مواد ضارة إليها مثل صبغة الأحذية لتلوين الزيتون باللون الأسود، أو استخدام ألوان صناعية ضارة فى إعداد العصائر، وهو الأمر الذى أكدته العديد من الحملات التى شنتها الأجهزة الرقابية على الأسواق قبيل شهر رمضان، حيث قامت مديرية التموين بالقليوبية بضبط مصنع مخللات يعمل بدون ترخيص ، وتم التحفظ على 10 أطنان مخللات متنوعة.

 

مواطنون يدعون تحضير مخلل الشوارع باستخدام الفضلات الآدمية

 

ومن القليوبية إلى مدينة سنورس بالفيوم حيث شنت إدارة التموين حملة مكبرة أسفرت عن ضبط مصنع مخللات بدون ترخيص بقرية سنهور البحرية، وتحفظت على 3 أطنان مخللات فاسدة، وغير صالحة للاستهلاك الآدمي.

 

كما شنت مديرية التموين بمحافظة الغربية حملة قبل رمضان وأسفرت عن ضبط 2000 عبوة عصير و5500 عبوة مقرمشات منتهية الصلاحية، كما تم ضبط 1148 عبوة سحلب وزيت حار وخل رمان و ماء ورد منتهى الصلاحية.

 

مخلل بـ«البراز»

ووسط حملات الحكومة وأطنان المخللات الفاسدة التى تم ضبطها ترددت العديد من الأقاويل على السوشيال ميديا حول تحضير المخلل فى مصانع بئر السلم عن طريق فضلات الإنسان «البراز»، وسرد بعض المواطنين تجاربهم مع بعض أصحاب مصانع المخلل من معدومى الضمير الذين يحضرون المخللات عن طريق براز الإنسان، وقال أحد الأشخاص الذى رفض ذكر اسمه: «اشتغلت فى محل لصنع المخللات وكان صاحب المحل يطلب من أحد صبيانه «شاش» ويضع ( البراز) داخله ويربطه فى حوض التخليل، وعندما سألت المعلم عن سبب استخدام هذه الطريقة قال: هذه المواد تسرع عملية التخليل وبالمجان»!

ولاقى هذا المنشور تفاعلًا كبيرًا من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعى وقال أحدهم: «يا نهار أسود.. جالى مغص من الكلام» فيما رد عليه آخر بتأكيد ما سرده صاحب التجربة، وقال إن والدته حظرت دخول المخللات إلى المنزل وقررت تحضيرها بنفسها بعدما علمت من إحدى السيدات التى يعمل أحد أقاربها فى مصنع مخلل أن 70% من أصحاب مصانع مخللات بير السلم

يستخدمون البراز لتخمير المخلل بسرعة كبيرة.

 

ضبط 13 طن مخلل فاسد وعصائر قبل رمضان

وعلق أحد المواطنين قائلا: إن تلك الممارسات تزيد قبل حلول شهر رمضان فالجميع يريد أن يحقق أكبر قدر من المكاسب المالية، وبعد تحضير المخلل بهذه الطريقة يتم تهوية البراميل، ثم تعبأ المخللات فى أكياس وبرطمانات بألوان زاهية تلفت أنظار المارة.

 

المنزل أوفر

وفى سياق ما سبق قالت الدكتورة انتصار سعد، مدرس كيمياء حيوية وتغذية بكلية البنات جامعة عين شمس، إن مخاطر تناول العصائر أكثر بكثير من المخللات لاحتوائها على مكسبات طعم ومواد حافظة وألوان صناعية تؤدى الى الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة كالفشل الكلوى والكبدى وتلف الخلايا العصبية والسرطان.

 

وأضافت أستاذة التغذية أن المخللات تكمن خطورتها فى احتوائها على نسب عالية من الملح لذلك ينصح بعدم تناولها لأصحاب الضغط المرتفع أو القلب أو الفشل الكلوى، أما الأشخاص الأصحاء فيمكن التغلب على مشكلة الأملاح بتناول الماء والسوائل بكميات كبيرة للتخلص من الملح الزائد وخروجه مع البول أو العرق.

 

وأضافت فى كل الحالات فعمل المخللات والعصائر منزليا أفضل وأقل تكلفة وأكثر صحة وأمانًا.

 

شروع فى القتل

مفاجأة من العيار الثقيل فجرها أيمن محفوظ، المحامى بالنقض، حينما قال إن قيام الفرد بتحضير المخللات الفاسدة والعصائر واستغلال شهر رمضان لعرضها على المواطنين وبيعها ليس فقط ضمن الغش التجارى فحسب بل هذه الممارسات بمثابة الشروع فى قتل المواطنين.

وأضاف الخبير القانونى أن قانون العقوبات وضع عقوبات رادعة للشروع فى القتل، وفى مثل هذه الحالة فقيام الشخص بتحضير وجبات فاسدة وعرضها وإصراره على بيعها للمواطنين بما تحمله من مخاطر صحية قد تودى بحياة الكثير، فهذه الحالة بمثابة الشروع فى القتل، ووفقا للمادة 46 من قانون العقوبات المصرى « يُعاقب على الشروع فى الجناية بالعقوبات الآتية إلا إذا نص قانوناً على خلاف ذلك، بالسجن المؤبد إذا كانت عقوبة الجناية الإعدام، وبالسجن المشدد إذا كانت عقوبة الجناية السجن المؤبد، وبالسجن المشدد مدة لا تزيد على نصف الحد الأقصى المقرر قانوناً أو السجن إذا كانت عقوبة الجناية السجن المشدد، وبالسجن مدة لا تزيد على نصف الحد الأقصى المقرر قانوناً أو الحبس إذا كانت عقوبة الجناية السجن.