عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشيخ محمد الطوخى.. ماشى فى نور الله

الشيخ محمد الطوخى
الشيخ محمد الطوخى

نشأ فى أسرة متدينة بسنتريس.. وتعلم القراءات على يد «الدكرورى».. وذاع صيته فى الصعيد

 

تظل كلمات أنشودة «ماشى فى نور الله» لفضيلة الشيخ محمد الطوخى عمدة المبتهلين فى القرن العشرين هى الأكثر شهرة فى باقة الابتهالات التي أداها، والتي تقول كلماتها: ماشى فى نور الله.. بدعى وأقول يا رب.. تبقى لى حصن وجاه، زدنى فى حبك حب.. يا رب.. وباركلى فى عيالى.. وفى صحتى ومالى وفى كل أعمالى.. أسعى لما ترضاه، ماشى.. ماشى فى نور الله بدعى وأقول يا رب، منك يا رب الهدى والمعصية منى.. يا رب.. ولا ليا عنك غنى وأنت فى غنى عنى.. يا رب.. نورك لروحى دليل.. والحب ليا سبيل ولا عمره شمسه تميل، اللى قصد مولاه.. ماشى فى نور الله.. أدعى وأقول يا رب.. أستغفرك وأتوب عن كل عصيانى.. يا رب.. ياما رحمت قلوب.. يا رب ترعانى.. فى رحمتك آية.. ومحبة وهداية، وفى كل شىء آية بتقول تعالى الله.. ماشى فى نور الله، والتي تعد من العلامات الأساسية لشهر رمضان.

 

 

ربطته علاقة روحانية بمسجد السلطان «أبوالعلا» ببولاق.. واختير عضوًا بمعهد الموسيقى 

الشيخ محمد الطوخى

 

ويبقى الشيخ محمد الطوخى أحد الأصوات المتميزة فى مجال التلاوة والابتهالات الدينية، وهو واحد من جيل العمالقة، تعلق قلبه بمديح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهبه الله حنجرة قوية من ذهب، سخرها فى قراءة كتاب الله ومدح الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وفى رحلة استمرت أكثر من 70 عامًا، حتى عُرف بعذوبة صوته الندى، وأدائه ذى البصمة المتفردة، فلم يقلد أحدًا، جمع بين تلاوة القرآن والابتهالات، واشتهر بين أهل قريته سريعًا، وامتدت شهرته للقري المجاورة لها، ومن ثم إلي محافظات مصر كلها، ثم كانت الانطلاقة من المحلية إلي العالمية حتى ذاع صيته فى الدول العربية والإسلامية، وظل هكذا بصوته الصافى، ينشد قصائد نادرة، فكان صاحب مدرسة لها بصمة واضحة فى الإنشاد الدينى.. «الوفد» التقت أحفاد عمدة المبتهلين الشيخ محمد الطوخى -رحمه الله- لتستعرض معهم مسيرته ورحلته فى القرآن والابتهالات.

 

 

أحفاده: تميَّز بحلاوة الصوت وجماله.. وبيته ملتقى عمالقة التلاوة والابتهال

 

أحمد حمدى، مدير الحسابات بمستشفى وادى النيل، ابن نجلة الشيخ محمد الطوخى ثانى أكبر الأحفاد، فله شقيق أكبر منه وهو المهندس محمد، يقول: أفتخر أن يكون جدى هو الشيخ الطوخى، وأشرف أن أكون أحد أفراد أسرته، والحمد لله، عاصرت فترة طويلة من حياته، فقد توفى جدى وعمرى (30) عامًا فى عام (2009)  واصطحبنى معه فى ليالٍ كثيرة، فكنت أحضر معه صلاة الجمعة بمسجد السلطان أبوالعلا، حتى إننى كنت أقود له سيارته الخاصة فى تحركاته وكنت قريبًا منه، وأذهب معه إلى مبنى الاذاعة والتليفزيون لتصوير بعض اللقاءات  أو تسجيل آيات قرآنية، وقد تعلمت منه الكثير، خاصة تعاليم الدين الأساسى.

 

 

ويضيف حفيده الأكبر: لم يكن هناك أطيب منه فى تعامله مع أسرته، وفى شهر رمضان كان يلبى الدعوات كلها بدءًا من الثالث من شهر رمضان وقضاء العيد معهم حتى يجتمع بأسرته وأولاده وأحفاده بمنزله حتي فى العيد كان يجمعنا فى بيته.

 

النحاس باشا رئيس حزب الوفد يستمع له.. والأوقاف تنتدبه للقراءة أمام الملك

الشيخ محمد الطوخى

 

محمد أحمد مرتضى محمد الطوخى حفيد الشيخ للابن الأكبر، (33) عامًا (محاسب) ويعمل مدير تسويق يقول: كان جدى طيب القلب مع كل الناس لكنه كان حازمًا صارمًا فى الخطأ والصواب، بشكل غير طبيعى، خاصة فى الصلاة والفروض الدينية، وكان يقوم بعمل مسابقة لنا فى حفظ سور القرآن وتسميعه أمامه، حتى أحببنا جميعًا القرآن وحفظناه، وأصبحنا نداوم على أداء الصلوات فى مواقيتها، فقد أسسنا وغرس فينا علوم الدين، وقد حضرت مع جدى كثيرًا فى مسجد السلطان أبوالعلا وكنت أعيش أجواء عظيمة، حتي إن الناس يعاملوننا بإجلال واحترام بسبب جدى، فقد كان بيته ملتقى المشايخ الكبار ومنهم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، والشيخ محمود على البنا ونصر الدين طوبار والشيح عبدالفتاح الشعشاعى، فكان جيلاً يحب بعضه البعض.

 

 

اعتذر للسادات عن عدم سفره للهند.. و«الشريطى» يرشحه لتولى المأذونية

الشيخ محمد الطوخى

 

أما على أحمد مرتضى «حفيد الشيخ الطوخى» ويعمل مدير مبيعات فيقول: كان جدى محبًا للمشايخ، وقد تميز رحمه الله بحلاوة الصوت وجماله بالإضافة إلى إتقان فن الإنشاد الدينى الذى يحمل كل المعانى السامية الروحية الجميلة المستمدة من القرآن والسنة، كما عمل مأذونًا شرعيًا فى حي بولاق بالقاهرة، واتسم رحمه الله بالكرم والسخاء، فكان يمد يده لأصحاب الحاجات من المساكين واليتامى ولا يتأخر عن زيارة لمرضى ومساعدتهم.

 

ويسرد الرائد صلاح الدين الشريف حسن حفيد الشيخ محمد الطوخى حياة جده قائلاً: نشأ جدى الشيخ «الطوخى» فى أسرة متدينة، حيث ولد يوم 21 شهر فبراير 1922 فى قرية سنتريس مركز أشمون محافظة المنوفية، وكانت مصر فى هذا الوقت تقع تحت الحكم الملكى، وتعانى من ضعف التعليم الأساسى، ومع ذلك توسمت أسرة الشيخ الطوخى فيه النباهة والذكاء والفطنة وحبه لكتاب الله، وطوال عمره لم يكن يطلق على نفسه إلا خادم القرآن الكريم، ومنذ أن كان عمره 3 سنوات كان محبًا للتردد علي المسجد بصحبة والده لأداء الفروض اليومية، فألحقه والده بكتاب الشيخ فرحات وشقيقه الشيخ حماد عبدالمتعالى، وأتم حفظ القرآن على يديه وكان له من العمر 11 عامًا، وبعد ذلك سمعه الشيخ أحمد الدكرورى وكان يحفظ القرآن الكريم بجميع الروايات وعلاوة على ذلك كان مصححًا بمكتبة الحلى بالقاهرة، وكان من بلدته، فطلب منه والده أن يعلم ابنه التجويد فاستمر معه حتى توفاه الله، ثم انتقل إلى الشيخ عبدالعليم محجوب وكان شيخًا كبيرًا وهو الذى علم الشيخ الدكرورى وكان لابد أن يفكر فى الذهاب للأزهر الشريف، ليواصل تعليمه، وبالفعل حصل على عالية القراءات والعالمية من الأزهر والتي تعادل الدكتوراه اليوم.

 

قيثارة السماء محمد رفعت يدعو له بالقبول والفتوح.. والإذاعة تلقبه بالمنشد

الشيخ محمد الطوخى

ثم بدأ مشواره مع السهرات القرآنية بقريته ثم القرى المجاورة لها حتي ذاع صيته فى مختلف أنحاء محافظة المنوفية.

 

ويضيف حفيد الشيخ «الطوخى»: بعد فترة تقدم جدى لاختبار القرآن بوزارة الأوقاف، وهناك استمع له الدكتور حسن حسين شحاتة الأستاذ بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف - وطلب منه إحياء ليالى شهر رمضان في بعض الفاعليات في كافة انحاء الجمهورية عام 1940 واستمر فى إحياء ليالى رمضان القرآنية بالبلاد لمدة ثمانى سنوات متتالية، حتى ذاع صيته فى كافة محافظات مصر ، وفى الأربعينيات وحتى بداية الخمسينيات حصل الشيخ «الطوخى» على أعلى درجات اختبار وزارة الأوقاف أمام الشيخ القارئ فضيلة الشيخ على محمد الضباع، وفى عام 1942، عين قارئًا بمسجد الجلادين ببولاق ثم انتقل لمسجد السلطان «أبوالعلا» عام 1943 وكان الملك فاروق يستمع للشيخ الطوخى فى ذلك المسجد.

جمعته صداقة بملك المغرب.. وحلَّ ضيفًا على الرئيس الأوغندى وشاه إيران

الشيخ محمد الطوخى

وعن رحلته مع الابتهالات الدينية والمدائح يقول حفيده: بدأت بعد أن درس الموسيقى وأخذ شهرته كمقرئ ومنشد دينى، وفى أوائل عام 1960 جاءه خطاب من المعهد العالى للموسيقى يخبره باختياره عضوًا بمجلس إدارة المعهد وظل عضوًا به عدة سنوات وله تسجيلات بالمعهد تشهد على ذلك.

 

ويذكر صلاح الدين الشريف حسن ثلاث نقاط مهمة فى مسيرة الشيخ «الطوخى»؛ الأولى ارتباطه الروحانى بمسجد السلطان أبوالعلا، حيث يقول: فى عام 1943 نقل جدى إلي مسجد السلطان أبوالعلا بعد أن كان قبله المرحوم الشيخ عبدالعظيم زاهر والذى نقل وقتها إلى مسجد محمد علي باشا بالقلعة، حتى توالت الفتوحات على جدى، فقد كانت الإذاعة تنقل صلاة الجمعة من مسجد السلطان مرة كل شهر أو شهرين، وربما مرتين فى الشهر بمعنى أن الملك فاروق رحمه الله إذا صلى خارج القصر تكون الاذاعة معه وكان له قارئ خاص اسمه الشيح «محمد نويتو» رحمه الله، أما إذا صلى بالقصر الملكى تحول الإذاعة إلي مسجد السلطان أبوالعلا، لأنهم كانوا يثقون بإمام المسجد المرحوم عبدالحميد طه، وكان هذا من حظه، فقد عملت الاذاعة دعاية بالشيخ محمد الطوخى بتاع السلطان أبى العلاء حتى الآن.

الشيخ محمد الطوخى

ومن النوادر الطريفة أن مصطفى النحاس باشا رئيس حزب الوفد والذى تولى الوزارة بعد حادث 4 فبراير 1942 رغم أنف الملك كان النحاس باشا إذا صلى فى المسجد صلاة الجمعة يقوم الملك فاروق بصلاة الجمعة فى نفس المسجد أو فى نفس الحى، وفى يوم جمعة عام 1944 حضر النحاس باشا للصلاة بمسجد السلطان وبعد أداء الصلاة، وعندما سلم الإمام تعالت الهتافات، وقام أتباعه وحملوه على الاعناق من عند المنبر حتى خارج المسجد وهم يهتفون بحياته وحياة الوفد، وأصبحت جرائد الوفد تصول وتجول عن صلاة رفعة الباشا فى صلاة الجمعة بمسجد السلطان أبى العلا بحى بولاق، وبعد جمعتين أعلن أن الملك فاروق سيصلى الجمعة بمسجد السلطان وتصادف أنه كان قارئ الملك الخاص مريضًا، واجتمع المسئولون بالأوقاف لاختيار من يقرأ أمام جلالة الملك، لكن المرحوم الشيخ جاد المولى سليمان كبير مفتشى المساجد قال لهم إن الشيخ محمد الطوخى قارئ المسجد شاب وجيه وصوته ممتاز ولا داعي لاختيار أحد غيره. والحمد لله كانت قراءته موفقة وأعجبت الجميع وعندما فرغ المصلون وسلم الإمام وقف جلالة الملك فاروق ورفع يده فقطعت الأنفاس وسكت الجميع وقال بالحرف الواحد «لا يذكر فى بيت الله إلا اسم ربنا» وخرج وراءه الجميع فى صمت رهيب، وعند باب المسجد تعالى الهتافات بحياة الملك الصالح وخرجت الصحف ثانى يوم تكتب هذه الكلمات بالبنط العريض، وكثرت المقالات عن الملك الصالح وأطلقت عليه من يومها لمدة طويلة، وبعد شهرين بالضبط صلى الملك بمسجد «الجنابكية» بحي الدرب الأحمر، فانتدبته الوزارة لقراءة السورة مرة ثانية أمام الملك فاروق -رحمه الله- وكل هذا حقق لجدى شهرة كبيرة، وذلك ببركة دعاء والديه ووجوده بمسجد السلطان أبوالعلاء كما كان يقول هو ذاته. ويضيف حفيد الطوخى أما النقطة الثانية فهى خاصة بأنشودة «ماشى فى نور الله» والتي نسبت عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالخطأ للشيخ النقشبندى والتي تم غناؤها عام 1954، ما سبب ضيقًا للأسرة والعائلة وأثار استياء شديدًا، لأنها من تراث جدى الشيخ محمد الطوخى فكيف تنسب إلى غيره، فهذه الأنشودة لصيقة بجدى والتي يتغنى بها الجميع خاصة فى شهر رمضان.

أما النقطة الثالثة فهى شائعة نسب الفنانة إيمان الطوخى إلي جدى على اعتبار أنها ابنته وهى فى الحقيقة لا تنتمي بصلة قرابة للشيخ الطوخى من قريب أو بعيد، مع احترامنا الكامل لها.

الشيخ رفعت

وعن علاقة الشيخ محمد الطوخى بقيثارة السماء الشيخ محمد رفعت: يضيف أحمد حمدى حفيد الشيخ الطوخى فى عام 1944 أرسل الشيخ محمد رفعت إلي جدى يخبره بأنه يريده فى أمر مهم، وبالفعل ذهب إلى منزله بشارع البغالة بحى السيدة زينب رضى الله عنها، وعندما قابله بالفعل طلب منه الشيخ «رفعت» أن يحل محله فى مسجد فاضل باشا للقراءة فيه، فرفض الشيخ «الطوخى» على اعتبار أنه كيف يجلس فكان الشيخ «رفعت» وسط جمهوره وقال له، يا سيدى شفاك الله وعافاك، هو فيه واحد يجرؤ على أن يقعد مكان الشيخ رفعت دا كان المصلون يضربوه ويطردوه من المسجد، فقال له رحمه الله أنا سأكون معك وأعرفهم بك، وأنا الذى اخترتك وأنت ستأخذ ستة جنيهات فى الشهر بخلاف الدائرة فيها خيرات كثيرة طوال السنة، وبعد جدال

طويل قال له يا سيدنا إحنا صحيح فى كل مساجد الوزارة نتقاضى 45 قرشًا فى الشهر لا غير، لكن هل يرضيك أن أقبل نقلى من مسجد ولى من أولياء الله ومن سلالة آل البيت إلى مسجد واحد باشا من أجل الفلوس، خاصة أنه لولا وجودى بمسجد السلطان أبو العلا، لما تشرفت بمقابلتك الآن وأنا محسوب آل البيت ومحسوب الرسول عليه الصلاة والسلام، فقام من مكانه وأخذ يقبله ويدعو له بالقبول والفتوح، وهذه الواقعة كتمها جدى الشيخ «الطوخى» زمنًا طويلًا ولم يتخذها كنوع من الدعاية له.

الإذاعة

ويضيف حفيد الشيخ قائلًا: فى عام 1945 كانت الإذاعة تنقل احتفال اتحاد عام القراء من مسجد سيدنا الحسين، وقام جدى بتقديم بعض التواشح الدينية والتى أذيعت بمناسبة الإسراء والمعراج، بحضور المرحوم الشيخ محمد الصيفى، وفى 1948م سجلت له شركة صوت الإسلام أسطوانات وطبعت عليها لقب كروان الإذاعة المصرية.

وعندما بدأت وزارة الإعلام إنشاء إذاعة القرآن الكريم عهد إليه الدكتور كامل البوهى مسئول الإذاعة آنذاك أن يؤدى النشيد الافتتاحى للإذاعة، وحدث ذلك بالفعل، وظلت الإذاعة تفتتح بنشيد جدى الشيخ «الطوخى» طيلة عمر د. البوهى، وتوالت التسجيلات الإذاعية على الشيخ الطوخى وكان أبرزها سيرة الخلفاء الراشدين.

وفى عام 1956 أرسل إليه البكباشى محمد أنور السادات رئيس عام المؤتمر الإسلامى آنذاك - يطلبه للسفر إلى الهند للاحتفال هناك بمولد النبى صلى الله عليه وسلم، ولكنه اعتذر لهم لأنه كان مرتبطًا بعدة ليالٍ هنا فى مصر، ولم يحب أن يخلف وعده، وذهب فى اليوم التالى لأنور السادات بمكتبه بالزمالك واعتذر له، وكانت هذه السفرية من نصيب الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، والذى كان قد حضر إلى القاهرة من سنتين فقط، أحضره أحد بلدياته إلى المؤتمر بعد اعتذار جدى، وكانت أول سفرية للشيخ عبدالباسط وكانت أول الفتوحات وفى عام 1965 خلت مأذونية بولاق أبو العلا فرشحه لها الأستاذ على الشريطى عضو مجلس الأمة، وقد رفض فى بادئ الأمر، لكن تحت إلحاح أهل الحى قبل ودخل المسابقة ونجح بامتياز فى العلوم الفقهية والدينية بتفوق، وعين بها فى شهر مارس 1966، حتى عام 2004م ومن الطرائف أنه لم يستخدم دفتر الطلاق ولا مرة، وكان يحاول الصلح بين الناس.

ويضيف أحمد حمدى حفيد الشيخ «الطوخى» قائلًا: بعد اعتماده بالإذاعة سجل لها العديد من التسجيلات ومنها «السيرة المحمدية» أشعار أحمد المراغى، وأداء الفنانة كريمة مختار وسعد الغزاوى ويوسف شتا، وأخرجها كمال النجار لإذاعة الشعب، بالإضافة إلى مجموعة من الأدعية لبرنامج «دعاء الأنبياء» بعد أن سجل لها بعض التواشيح، وسجلت الإذاعة لها ما يقرب من 22 ابتهالًا دينيًا وعشرة موشحات ثم تسعة تواشيح على الموسيقى، بالإضافة إلى السيرة المحمدية، ومن الروائع ابتهال «العلم يحلو كلما كررته» والتى ارتبطت فى أذهان الكثير من محبى الإنشاد الدينى، بجانب بعض الابتهالات الأخرى ومنها: من لى سواك إله الخلق يهدينى.. يحن إلى أرض الحجاز فؤادى.. من ها هنا بحر الشريعة قد جرى.. يا نور يوم ولدت قامت عزة.

 

سفرياته

ويواصل حفيد الشيخ الحديث عن سفريات جده الشيخ الطوخي: فى عام 1977 سافر إلى دولة الإمارات العربية بدعوة رسمية من حكومتها، وهناك استقبله رجال الدولة فى المطار وسافر إلى الإمارات ثلاثة أعوام متتالية، وكان يحضر مجلسه فى التلاوة الرئيس والشيوخ وكبار المسئولين والوزارة، كما حصل فضيلته على العديد من شهادات التقدير من رئيس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وفى سنة 1979 وصلته دعوة من الحكومة التونسية للمشاركة فى الاحتفال النبوى الشريف بمسجد «عقبة بن نافع» وحصل جدى على أعلى شهادة تقدير من الدولة لأدائه الفريد فى التلاوة وأسلوبه الراقى فى المديح النبوى والابتهالات الدينية وفى عام 1990 كان أبرز ممثلى وزارة الأوقاف فى بعثتها للقدس الشريف لإحياء ليالى رمضان المعظم، كما دعاه الملك الحسن الثانى ملك المغرب -رحمه الله- فى المجالس الحسنية بدعوة شخصية منه، ونشأت صداقة بين «الملك وجدى» كما حصل على العديد من الأوسمة والنياشين وشهادات التقدير، كما زار جدى دولًا كثيرة لتلاوة القرآن الكريم وتعليمه، ومن هذه الدول التى زارها العراق وغانا ونيجيريا والسودان وماليزيا وزامبيا والجزائر فى ضيافة الشاذلى بن جديد، والمغرب وتونس وإيران فى ضيافة شاه إيران محمد رضا بهلوى، وأوغندا فى ضيافة الرئيس عيدى أمين وباكستان ومدغشقر والسنغال وجنوب إفريقيا وغيرها، وقد سجل لها العديد من التسجيلات القرآنية وكذلك مجموعة من الابتهالات والتواشيح الدينية، وقد شارك فى لجان تحكيم مسابقات القرآن الكريم فى الدول المذكورة وغيرها، ومن توفيق الله أن أكرمه الله، وقام بتسجيل قراءة مصحف مرتل برواية حفص، وقد اعتمده مجمع البحوث الإسلامية آنذاك.

 

أمنية راودته

وعن الأمنية التى راودت فضيلة الشيخ «الطوخى» -رحمه الله- قال حفيده: كانت تراوده فكرة طبع المصحف الشريف هنا بمصر بلد الأزهر، خاصة أن أغلب الأوقاف موقوفة لتحفيظ القرآن الكريم وتلاوته، وكان يقترح عمل مجمع لطبع المصحف الشريف على غرار مصحف الملك فهد -رحمه الله- مطبوع بكل الأحجام والأجزاء الثلاثة الأخيرة لتعليم الصغار، ونشره فى جميع بلاد العالم العربى والإسلامى ومراكز الإسلام بالبلاد الأخرى.

 

الرحيل

حياة حافلة قضاها مولانا فضيلة الشيخ محمد الطوخي -كما يقول حفيده-: توفى جدى بعد أن أصيب بعدة أمراض يوم الجمعة 6 مارس عام 2009 عن عمر يناهز 86 عامًا قضاها فى خدمة كتاب الله وتلاوته وتعليمه وإلقاء الإنشاد الدينى، وفى مهنة المأذونية والوعظ والإرشاد فى المساجد فى مصر والخارج، وقد خرجت جنازته من مسجد السلطان أبو العلا إلى بلدته سنتريس وصلى عليه الشيخ سيد القبيصى إمام وخطيب المسجد والذى ربطته بجدى صلة روحية ورافقه فترة طويلة من عمره حتى توفى عقب رحيله بخمسين يومًا، وأقيمت صلاة الجنازة على جدى ظهر الجمعة فى مسجد السلطان أبو العلا ثم صلاة العصر فى مسجد سيدى سالم بالمنوفية، وكان مشهدًا رهيبًا ودفن فى مدفن العائلة الذى أعاد ترميمه وبناءه فى سنتريس مسقط رأسه -رحمه الله- وكان مشهدًا رهيبًا وأقيم وله عزاء فى مسجد عمر مكرم، وقرأ فيه جميع المشايخ الذين عاصروه وحضر شيخ الأزهر السابق الدكتور محمد سيد طنطاوى رحمه الله وقتها ومندوب عن رئاسة الجمهورية، بالإضافة إلى لفيف من الشخصيات العامة ومحبى الشيخ محمد الطوخى رحمه الله.

 

أسرة الشيخ


يذكر أن الشيخ محمد الطوخي رزق بسبع انجال و هم الدكتورة /هناء هانم و هي دكتوره في علوم الكيمياء - رحمها الله و المهندس / احمد مرتضي رئيس قطاع صيانة الاثار و القصور بالمقاولون العرب سابقاً - رحمه الله و الاستاذة / وفاء و الاستاذه اسماء رحمها الله و اللواء دكتور / الشريف حسن محمد الطوخي وكيل جهاز المخابرات العامة - رحمه الله و الاستاذ /موفق محمد الطوخي رجل اعمال و الشيخ ابو العلا من اهل البركة و الهمم . 
و من الاحفاد 
المهندس / محمد حمدي فهيم - مدير ادارة الحاسب الالي في المقاولين العرب 
الاستاذ / احمد حمدي فهيم - مدير الحاسبات بمستشفي وادي النيل 
المهندس /محمد مختار شمس - مكتب السيد وزير الكهرباء 
العقيد / احمد مختار شمس - رئيس فرع البحث بمدرية امن المنوفية 
الاستاذ / محمد احمد مرتضي - مدير ادارة التسويق بالشركة المصرية الاتصالات 
المقدم / محمد الشريف حسن - مكتب السيد مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة 
الرائد/ صلاح الدين الشريف حسن - قطاع الامن الوطني 
المهندس / علي احمد مرتضي - بالشركة المصرية للاتصالات 
الاستاذ / امين عبد الله عصر - وكيل النائب العام