عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قبل أيام من قدومه: الغورية وتحت الربع والسيدة زينب تتزين لاستقبال الشهر الكريم

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

فى كل الأحياء العتيقة بالقاهرة، تفوح رائحة الذكريات من كل الزوايا، وتُتمتم الشوارع وجدران البيوت بأسرار تاريخ عوالم السلف، وتحكى مواويل الفوانيس والزينةـ كلما اقترب شهر رمضان.

 

الشوارع والمنازل والنفوس فى كل ربوع مصر تبتهج فرحًا بقدوم رمضان، فلا يخلو شارع ممن يُعلق الزينة نآسيا كل ما ألم به طوال العام، وكثيرًا ما ترى أطفالا يهرولون فرحًا بالفوانيس الجديدة وهم يرددون جمل من التراث الشعبى العتيق، التى تجسد الفرحة بقدوم الشهر الكريم

والمساجد أيضاً فى شوق لاستقبال مقيمى ليل رمضان، وحيث تتسابق المآذن فى عليائها بأصوات تُرتل القرآن الكريم ترتيلًا.

ولأن الفانوس هو إحدى العلامات المميزة للاحتفال بقدوم رمضان، التقت الوفد، بعدد من حرفى وبائعى زينة وفوانيس رمضان بشوارع الغورية وتحت الربع بمنطقة الحُسين، وحى السيدة زينب، لترصد الأجواء والاستعدادات لاستقبال شهر رمضان المبارك.

 

«الصاج»: إرث لن ينقرض

قال «على بسة» (مواليد 1963) بحى السيدة زينب، أنه يعمل فى صناعة فوانيس رمضان اليدوية منذ 52 عامًا، مضيفًا أن أبناؤه وإخوته نشأوا جميعًا فى هذه الورشة وارثين المهنة أبًا عن جد، ونُصنع الفانوس البلدى «الصاج» لأنه إرث وتراث مصرى ذات قيمة كبيرة لن ينقرض، ودائمًا يقبل عليها المواطنون.

وأضاف «بسة»، أن مكونات الفانوس البلدى عبارة عن صفيح وزجاج ملون، نجلبه من باب الشعرية، يتم قص الصفيح إلى الأجزاء المكونة للفانوس، ويسمى كل جزء «مشتورة»، ثم مرحلة الكبس «نقش الرسومات» ثم لحام الصفيح بـ«الأزير»، ثم تركيب الزجاج والانتهاء من تجميع الفانوس.

وتابع أن الفوانيس البلدى تحمل أسماء كثيرة منها:«فانوس شق البطيخ ومعروف منذ الأزل بين التجار القُدامى تحت الربع، وسعره 200 جنيه، وفانوس شويبس وسعره 70 جنيهاً، وفانوس الدلاية المزخرف بالشموع أو بلفظ الجلالة أو بآيات قرآنية سعره 140 جنيهاً، ومنها من يعمل بالشمع أو باللمبات الكهربائية».

وأوضح أن دلالات أسماء الفوانيس البلدى القديمة، مرتبطة بمعرفة التجار القدامى بها، لأنهم يطلبون كميات محددة من كل نوع حسب معرفتهم بهذه الأسماء، وهم التجار الأصليون فى شارع تحت الربع، لكن الجدد معرفتهم محدودة.

وتابع: هناك الفانوس الصغير وهو رمز مصرى قديم ظهر فى العديد من أغانى رمضان ويسمى «عبدالعزيز»، نسبة إلى صبيان الصنايعية فى الورش زمان، جميعهم كان يطلق عليهم «عزيز» ويشهد إقبالاً كبيراً من طائفة المصريين «الغلابة» وسعره يبدأ من 20 جنيهاً».

 

فوانيس تشجيع الأطفال على الصلاة

 

وقال أحمد عبيد، صاحب فرشة الممر فى الخيمية: «لدينا تحف وإضاءات كهرباء وعرائس وشغل يدوى وخيمية وطُبل وأدوات منزلية رمضانية وعرائس بوجى وطمطم».

وتابع «عبيد»: «يوجد إكسسوارات خاصة بتنزين السفرة والمنازل والشوارع فى رمضان»، ومنها: مخدات رمضانية وزعلة مرسوم عليها الهلال وطمطم ثمنها 225 جنيها، وعروسة طمطم بـ350 جنيها وطبق التقديم بـ250 جنيها، وعلبة المكسرات بـ175 جنيها، ولمة العائلة بـ125 جنيهاً، وطبلة رمضان بــ25 جنيهاً، وعربية الفول والكُنافة 150 جنيهاً وهى عبارة عن مجسم خشبى لبائعى الفول والكنافة والبليلة.

وأضاف : «يوجد فانوس بلاستك للأطفال بـ7.5 جنيه، يتم توزيعه على الأطفال خلال صلاة التراويح فى مساجد منطقة الحُسين لتشجيعهم على الصلاة».

 

إقبال على العرائس والفوانيس القديمة

وقال الحاج جمعة عبده، صاحب أحد محلات الغورية، أن منطقة الحُسين بالكامل، تتزين لاستقبال شهر رمضان الكريم وليس المحلات فقط، متابعًا أن الفوانيس والزينة أسعارهم مرتفعة بسبب إيقاف الاستيراد واعتمدنا بشكل كبير على التصنيع اليدوى، خاصة فوانيس الخيمية وعرائس بوجى وطمطم ومفروشات رمضان وطبالى الخيمية، والعيشات.

وأضاف «عبده»: «هناك إقبال من المستهلكين على عرائس رمضان القديمة، مثل: بوجى وطمطم والفوانيس المصرية القديمة المصنوعة يدوى، لأن أسعارها مناسبة ومحافظة على جمالها وأصالتها، إضافة إلى أن المستورد أسعاره غالية وشاحح».

وأوضح: أن طبالى الخيمية من الأقمشة تتراوح أسعارها ما بين 50 جنيها حتى 100 جنيه على حسب مساحتها، وفوانيس الخيمية تبدأ من 10 جنيهات

حتى 100 جنيه.

 

انتعاش صناعة الزينة اليدوية

أكدت سعاد عثمان، باحد محلات الخيمية، أن أغلب الشغل المعروض بالخيمية منتجات مصرية، لافتة إلى انها وعائلتها يصنعون العرائس الرمضانية القديمة، ومنها: «بوجى وطمطم والأدوات الخشبية والإضاءات ذات الأولوان المختلفة، بالإضافة إلى عرائس بسنت والدياسطى».

وأشارت إلى أن الأسعار متوسطة وليست مرتفعة مقارنة بالمستورد، فعرائس بوجى وطمطم تبدأ من 25 و35 إلى 55 جنيهاً فقط، ومجسم عرائس بكار بنفس الأسعار، وعرائس بسنت بـ35 جنيهاً، وزينة بوجى وطمطم بـ7.5 جنيه مصنوعة من أقمشة الخيمية، إضافة إلى علبة المنديل بأشكال متعددة من الراديو بــ35 جنيها، وحصالة رمضان بــ12.5 جنيه، ومجسم الدياسطى بـ50 جنيهاً، والهلال بـ15 جنيها، وعُليقة باب المنزل الزرقاء بــ35 جنيهاً.

 

ترجع الإنتاج المحلى من فوانيس رمضان

وقال بركات صفا، رئيس شعبة لعب الأطفال وفوانيس رمضان بالغرف التجارية، أنه تم إنتاج 2 مليون فانوس محلى وطرحها فى الأسواق، لافتاً إلى أن العام الماضى أنتجنا 5 ملايين فانوس، وتراجع الإنتاج جاء بسبب ارتفاع أسعار الخامات ووقف الاستيراد وأزمة الدولار، إضافة إلى أزمة كورونا، مضيفاً أن الأسعار ارتفعت بنسبة 100%.

وأوضح «صفا» أن الفوانيس التقليدية مصرية 100%، سواء المصنعة فى ورش الحرفيين أو المصانع، ومنها: البلاستيك الذى يبدأ من 7.5 جنيه إلى 65 جنيهاً، إضافة إلى فانوس «بورجى» وكان يتم استيراده من الصين، والآن يصنع فى ورش منطقة المقاولين، وفوانيس الخيمية تعمل بها الورش الصغيرة، وتبدأ من 10 جنيهات

إلى 100 جنيه، إضافة إلى الفوانيس الخرز، وتصنعه ربات البيوت من الحرفيين والأسر المنتجة، إلى جانب الفوانيس الخشب التى اتجه إليها النجارين بشكل كبير خلال هذا العام والفوانيس الصاج الممزوجة بالزجاج الملون، وتبدأ من 50 جنيها إلى 3 آلاف جنيه.

ولعبت جائحة كورونا دورًا مهمًا فى انهاء سيطرة الفانوس الصينى على أسواق ومحال بيع الفوانيس فى مصر، وعملت على انتعاش صناعة الفانوس الصاج، الذى يشهد إقبالا كبيرًا من المواطنين خلال العامين الماضيين، وتواجدها الآن لا يمثل 10% من حجم المعروض.

ويمثل حجم سوق صناعة الفوانيس فى مصر، نحو 30% من إنتاج المدن الصناعية فى أسيوط والعاشر من رمضان، إضافة إلى الورش المنتشرة فى أحياة القاهرة الفاطمية، مثل: الحُسين والدرب الأحمر والأزهر والخليفة المأمون والسيدة زينب والمغربلين.

واشتهرت فترة الملكية فى مصر، بأنواع محددة من الفوانيس المصرية الأصيلة التى تحمل أسماء من أفراد العائلة الملكة، ومن أهمها:» فانون الملك فاروق، وفانوس الأميرة فريال، وفانوس تاج الملك»، إلى جانب فوانيس الدلاية والنجمة وأبوالعيال والأبراج.