رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فقراء.. على باب «الوزيرة»

بوابة الوفد الإلكترونية

بكل المقاييس، يعد برنامج «تكافل وكرامة» واحدا من أكثر البرامج الحكومية إنسانية، ليس فقط لأنه يمد يد العون للمحتاجين، ويستهدف أن يعيش كل المصريين كراما في أوطانهم، ولكن أيضا لأنه يمد يد العون لفئة من المصريين ظلت لسنوات طويلة مهمشة وضائعة وبائسة يائسة، لا تجد من يمد لها يد العون، فجاء برنامج تكافل وكرامة، ليمنح كل هؤلاء قبلة حياة، ويمسح عن جبينهم  ذل الحاجة ويزيل من افواههم مرارة الحرمان

ولا ينكر -كل منصف- حجم المجهود الكبير الذي يشهده «تكافل وكرامة» والذي توليه وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج اهتماما كبيرا، ولكن ...

ولكن رغم كل الجهود التي تبذلها الوزارة وغيرها من الجهات الحكومية، لا تزال العديد من الأسر الفقيرة، تعاني الحرمان من أن تشملها برامج الحماية الاجتماعية، نتيجة لروتين وبيروقراطية عدد  غير قليل من موظفي الجهات الحكومية المختلفة.

نادية يونس- 33 عاما، ربة منزل من  قرية مزغونة بالبدرشين، وواحدة من الذين دهسهم الفقر، ولم يتمكنوا من اللحاق بقطار الحماية الاجتماعية، بسبب روتين الموظفين

أسرة «نادية» تتكون من  زوجها و4 أبناء أعمارهم بين 11 سنة وعامين)، وجميعهم يسكنون في منزل بلا سقف، عبارة عن غرفة وصالة بها حمام، وزوجها  عمره 38 عاما وهو لا يعرف القراءة والكتابة، ويعمل فى جمع البلاستيك من الشوارع بعربة كارو..

حال هذه الأسرة يكشفه أمران.. الأول هو عدم قدرتهم على تدبير سقف  خشبي لمنزلهم، بعدما أكلت النار سقفها منذ شهور، وتركتهم يعيشون في العراء، فقط خلف 4 حيطان

الأمر الثاني هو أن ذات الاسرة عندما ارادت أن تشتري دولابا لتحمي ملابسهم من مطر الشتاء، لم تتمكن سوى من شراء دولاب على أقساط يتم سدادها على 24 شهرا .. والمفاجأة أن أسرة هذا حالها تم حذف ابنائها من بطاقة التموين!.. ويعطل موظفو  الشئون الاجتماعية بقرية مزغونة اجراءات استخراج  بطاقة تكافل وكرامة، لهذه الأسرة المنكوبة لأساب غريبة!

تقول نادية: «منذ سبعة أعوام أسعى لاستخراج بطاقة تكافل وكرامة، وكل عام أتقدم بالأوراق المطلوبة، وعند السؤال عن مصير طلبي يكون الرد: لسة ورقك لم يأخذ موافقة على الصرف»!

وتضيف: «لم يقتصر الأمر على بطاقة تكافل وكرامة، ففوجئت بحذف أولادي من بطاقة التموين، منذ ستة أعوام وحتى الآن لم أتمكن من إعادة تسجيل أي ابن من أبنائي لبطاقة التموين مرة أخري».

 وتواصل: «حدث كل ذلك معي رغم أن موظفي الشئون الاجتماعية عاينوا منزلي، الذي أكلت النار كل محتوياته، ولم يصرفوا لنا أى تعويض»، مضيفة أنها تريد معرفة السبب فى عدم صرف معاش تكافل وكرامة لها، رغم أنها تعاني من فقر شديد، في حين أنه  يتم صرف معاشات تكافل وكرامة لأسر في ذات قريتي، حالتهم المادية أفضل منها بكثير.

ورغم ذلك ما زالت «نادية» تتردد على وحدة الشئون الاجتماعية بمزغونة بالبدرشين والرد الجاهز أن المعاش متوقف من المشروع!

أموت ألف مرة كل يوم

مأساة أخري للمحرومين من  برامج الحماية الاجتماعية، بطلها من الحاج أحمد - 58 سنة، وهو أيضا من قرية مزغونة بالبدرشين، قائمة طويلة من الأمراض المزمنة، هاجمت جسده منذ سنوات، فخارت قواه، ولم يعد يستطيع المشي إلا بصعوبة، بعد أن نهش المرض جسده، وحوله إلى «هيكل عظمي»، وحلم عمره  أن يتمكن من استخراج بطاقة تكافل وكرامة، خاصة وأنه لا يستطيع العمل، ولا يوجد له مصدر رزق منذ سنوات، وابنه الوحيد يعاني أيضا من الأمراض، ولكنه يعمل باليومية، مطالبا وزارة التضامن بأن تصرف له معاشا أسوة بأشخاص مثله..

ويقول: «أموت في اليوم ألف مرة، والمرض والفقر يأكلان جسدي، ولا أجد ثمن كشف الطبيب، أو حتى شراء دواء، فهل أنا لا استحق أن أكون ضمن مستفيدي «تكافل وكرامة؟!».

مأساة عماد

مأساة ثالثة صاحبها هو «عماد السيد خليل»، أحد ابناء محافظة الجيزة من ذوي الاحتياجات الخاصة ويعاني مرض الرعاش، وكان يحصل على معاش تكافل وكرامة بقيمة 450 جنيها، ولكنه توقف منذ عامين ومنذ تلك اللحظة وهو يبحث عن سبب توقف المعاش، الذي هو مصدرالرزق الوحيد لأسرته.

ولأنه لا يقوي على الحركة إلا بصعوبة، ذهب نجله إلى مكتب الشئون الاجتماعية، للاستفسار عن سبب توقف معاش والده، فكان رد الموظفين: هيصرف  الشهر القادم.. ومر عامان والشهر القادم لم يأت والمعاش لا يُصرف، والأسرة غرقت في بحار الجوع والعوز والحاجة»

ومن جديد عاود نجل «عماد» السؤال عن توقف معاش والده.. ويقول:

 

ذهبت  إلى مكتب الشئون الاجتماعية لأسال لمَ تأخر معاش والدي كل تلك السنوات،  وكانت المفاجأة أن الموظف قال لي إن والدي لديه حيازة أرض أكثر من نصف فدان، فأكدت له أنه لا

يمتلك قيراطا، فطلب الموظف دليلا على ذلك، فداخت الأسرة كلها السبع دوخات لكي تحصل على أوراق رسمية تفيد أنهم لا يملكون أي اراض، وبعدما حصلوا عليها وقدموها لمكتب الشئون الاجتماعية وعدهم الموظف بالبدء في صرف المعاش خلال شهر، وبعد مرور الشهر لم يجدوا شيئا، فاستفسروا عن السبب فكانت الصاعقة: طلب منهم الموظف أوراقا جديدة، لأن الأوراق التي سبق وأن سلموها للمكتب ضاعت!

 

وأكد السيد «أنه يمتلك بطاقة الإعاقة التى تتيح له خدمات ودعما حكوميا إلا أنه لا يحصل على أي شىء»، وقال إنه ذهب إلى التأمينات وقدم أوارق والده لصرف معاش المعاقين، فقال له الموظفون إنه لا يستحق صرف أى معاش، رغم حالته الصحية المتدهورة، مطالبا وزارة التضامن بسرعة صرف المعاش، لكون والده يحتاج إلى الكثير من المصاريف كل شهر لعلاجه ولا يجد، خاصة أنه من أسرة فقيرة ليس لها أى دخل ثابت.

 

حكاية رابعة بطلتها لا تجد قوت يومها ولكنها تتحامل على نفسها، وتقول «أنا بأموت من الجوع أنا وأسرتي، ولكن لا أقوي على طلب مساعدة».

وتابعت: «مفيش امامي إلا التسول أو الموت.. وافضل الموت جوعا فعزة نفسي تمنعني من التسول.. الموت عندي ارحم بكتير».

وأوضحت ربة منزل رفضت ذكر اسمها، أن زوجها يعمل باليومية، وتسكن مع أسرتها في شقة إيجار مساحتها 60 مترا، ولديها ثلاثة أبناء فى مراحل تعليمية مختلفة.. تقول إنها قدمت على بطاقة تموين ومعاش تكافل وكرامة منذ أكثر من أربعة أعوام، ولم تحصل على أى دعم، مضيفة أن ظروفها المعيشية صعبة، ورغم ذلك لم تحصل حتى على بطاقة التموين، مؤكدة أن زوجها يوم يعمل وعشرة لا يعمل، والحياة أصبحت غالية الثمن، متمنية أن تحصل على دعم لكى تستطيع أن تساعدها فى المعيشة.

 

 

 

 

برامج الحماية الاجتماعية.. الفقر يتراجع لأول مرة منذ 20 عاما

 

أطلقت مصر العديد من البرامج الاجتماعية ضمن أهداف «رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030» تأتى لدعم الفقراء والخروج بهم من دائرة الفقر، ما أدي إلى تراجع نسبة الفقر فى مصر لـ 29.7% عام (2019-2020) بنسبة انخفاض قدرها 2.8%، لأول مرة منذ 20 عاما، وذلك وفقا للجهاز المركزى للتعـبئة العامة والإحصاء، الصادرفى شهرأكتوبرالماضي.

 

بدأ برنامج تكافل وكرامة عام 2015 كان عدد المستفيدين منه 2.5 مليون أسرة تضم 9٫3 مليون فرد، 86٪ منهم استفاد ببرنامج تكافل و14٪ ببرنامج كرامة بقيمة 6.7  مليار  جنيه عام ( 2014/2015) وارتفع عدد المستفيدين ليصل الى  3.8  مليون أسرة عام (2020/2021) يضم نحو 14 مليون فرد من جميع المحافظات بتكلفة 19 مليار جنيه.

ووجه رئيس الجمهورية بعد تصاعد الأزمة الروسية بزيادة عدد الأسر المستفيدة إلى 4.1 مليون أسرة فى الأعوام القادمة لترتفع التكلفة إلى 21 مليار جنيه، وتم تخصيص 121 مليار جنيه لهذا البرنامج فى السنوات الثمانى الماضية، بمعدل نمو 591٪ مقارنة بالسنوات الثمانى السابقة، ما ساهم فى زيادة أعداد المستفيدين من 1.7 مليون أسرة، أى 6.4 مليون فرد عام 2014 إلى 4.1 مليون أسرة، أى 17 مليون مواطن عام 2022.