عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جراحات «السمنة»... أقصر طريق للموت السريع!

السمنة
السمنة

«الحصول على جسم رشيق ومثالى» عبارة براقة تدغدغ مشاعر ملايين الطامحين من مرضى السمنة الذين لا تكف محاولاتهم عن تجربة كل شىء للوصول للوزن المثالى، ما يجعلهم يقعون فى فخ بعض المحتالين الذين يستخدمون كافة المغريات لجذب المرضى إليهم سواء بالدعاية لبعض الأدوية غير المصرح بها من وزارة الصحة تحت زعم أنها ستنقص عشرات الكيلو جرامات من وزنك دون بذل أى مجهود أو عناء اتباع نظام غذائى.

 

أو بخلطة سحرية يصنعها بعض العطارين ويبيعونها بمئات الجنيهات على أنها الحل السحرى للقضاء على السمنة والتخلص من دهون البطن.

 

الأكثر من ذلك، أن مئات من المرضى والذين يقدرون بـ33% من الشعب المصرى مصابون بـ«السمنة» بينما 6% مصابون بـالسمنة المفرطة، فى حين أن 36% فوق وزنهم الطبيعى ببضعة كيلو جرامات وفقًا لحملة 100 مليون صحة، ومنهم من يهرول وراء العمليات الجراحية ظنًا منه أنها حل فعال وسحرى لعودة وزنه لطبيعته، فما هى إلا فتحة فى البطن لإجراء عملية تكميم أو تدبيس أو استئصال جزء من المعدة، وبعدها حسب ظنه تنتهى المعاناة والشهية المفتوحة لكافة أنواع الأطعمة الدسمة، ولكن هذا لا يحدث دائمًا.

 

30 ألف مريض يخضعون لها سنوياً.. والنتيجة ارتجاع وسرطان فى المرىء

 

هذه الحلول سواء كانت أعشابًا أو أدوية أو عمليات جراحية تأتى أحياناً بما لا يشتهى المرضى والذين يصل عددهم إلى 30 ألف حالة تجرى لهم جراحات السمنة سنويًا، ففى أغلب الأحيان تكون أضرارها وآثارها الجانبية أكثر حدة من بعض الأمراض التى تتسبب فيها السمنة حسبما أكد عدد من الأطباء، فوفقًا للدكتور خالد جودت، أستاذ الجراحة بطب عين شمس ورئيس الرابطة العربية لجراحات السمنة المفرطة فإن جراحات تكميم المعدة قد تؤدى إلى تغيرات ما قبل السرطان بالمرىء أو ما تُعرف بـ«مرىء باريتس»، وهى حالة تحدث نتيجة التهابات وارتجاع المرىء المزمن، وإذا تركت بدون علاج فقد يصاب المريض بسرطان المرىء. وأشار إلى أنه طبقًا للأبحاث فإنه بعد 5 سنوات من تكميم أو قص المعدة أصيب 17.2٪ من المرضى بمرىء باريتس، وأن ٧٤٪ منهم أصيبوا بارتجاع المرىء.

 

وتؤكد الدراسات أن الآثار الصحية الخطيرة الناجمة عن السمنة التى يصل عددها إلى 13 مرضًا، تشكل عبئًا كبيرًا على الأنظمة الصحية والاقتصادية سواء على مستوى الدولة أو الفرد، فطبقًا للدراسات فإن مرض السمنة يكلف المصريين حوالى 50 مليار جنيه سنويًا لعلاج الأمراض المصاحبة له ومنها ارتفاع ضغط الدم والسكرى وتوقف التنفس أثناء النوم والكبد الدهنى وفرط شحوم الدم وأمراض القلب والاكتئاب، فحوالى 7 ملايين من الرجال والنساء مصابون بداء السكرى من النوع الثانى بسبب السمنة، وهناك ما يقرب من 13 مليون مصرى يعانون من توقف التنفس أثناء النوم، بينما 8.5 مليون مصرى بالغ مصابون بدهون الكبد بسبب مرض السمنة، كما تشير أرقام حملة 100 مليون صحة إلى أن عدد المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم الناجم عن السمنة يصل إلى حوالى 6 ملايين مصرى، ليصل إجمالى الوفيات المتوقعة بسبب السمنة طبقًا للأرقام نحو 114 ألفًا و879 شخص سنويًا وهو ما يمثل 19.08٪ من إجمالى الوفيات المقدرة لعام 2020.

 

بيزنس عمليات «التدبيس والتكميم» يخدع الباحثين عن «أجسام مثالية»

 

هذه الأمراض الخطيرة، دفعت البعض من الراغبين فى الثراء السريع سواء كانوا مصنعى أدوية غير مرخصة أو مصرح بها من قبل وزارة الصحة أو العطارين لإنتاج منتجات لعلاج السمنة، مدعين أنها مصنعة من أعشاب لا ضرر منها وأن الطبيعة هى الحل السحرى لإنهاء معاناة المرضى دون كيماويات، وقاموا بعمل دعاية على كافة مواقع التواصل الاجتماعى والقنوات التليفزيونية لجذب ملايين المرضى إليهم، فهناك مئات المنتجات الطبية التى يروج لها بعض المحتالين على أنها المُخلص السحرى والفعال للمرضى، وأيضاً بعض العطارين عند ذهاب المرضى إليهم وسؤالهم عن وصفة طبيعة لإنقاص الوزن فورًا، يكشفون عن اختراعاتهم الوهمية والوصفات التى ابتكروها بخلط مجموعة من الأعشاب تباع بمبلع يتراوح بين 200 و300 جنيه.

 

وهناك نوع آخر من المُدعين من الأطباء وهم قلة ولكن سوء حظ المرضى يجعلهم يقعون بين أيديهم غير الأمينة فيحرضونهم على القيام بإجراء عملية جراحية رغم أن بعضهم قد لا يحتاج لها حسبما أكد عدد من الأطباء المتخصصين، وعادةً ما يكون أفضل لهم أن يلجأوا لطبيب تغذية لاتباع نظام غذائى سليم مناسب لطبيعة الجسم بدلًا من طبيب جراحات السمنة.

 

تؤكد الدكتورة ناهد الحسينى استشارى العلاج الطبيعى والسمنة بمستشفى الساحل أن الفارق كبير بين تخصصى السمنة والتغذية، فطبيب جراحات السمنة متخصص فقط بالجراحة، أما طبيب التغذية فهو المتخصص بكتابة وإرشاد المريض عن النظام الغذائى المفيد لجسمه ولإنقاص وزنه بشكل سليم دون حدوث أضرار، مشيرةً إلى أن الجراح غير مخول له تحديد النظام الغذائى المناسب للمريض، لذلك الأصح أن يبدأ المريض بالتوجه لطبيب التغذية والالتزام بتعليماته، وفى حال تطلبت الضرورة إجراء عملية جراحية يجب أن يتوجه على الفور لطبيب جراحات السمنة.

مجدي نمرة

خبراء: لا يمكن إجراء العملية إلا لأصحاب وزن 140 كيلو

 

يذكر أن الدعاية للمنتجات مجهولة المصدر والأعشاب وغيرها على الانترنت والتليفزيون فإن جهاز حماية المستهلك يرصد هذه المنتجات باستمرار، وفى حال التأكد من أنها غير سليمة وأصلية، يتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد الشركات المعلنة، وعادة ما يتم الترويج لهذه المنتجات من خلال حملات إعلانية تبث من خارج مصر، وتصل عقوبة الترويج للمنتجات غير المرخصة للحبس أو الغرامة التى تصل فى بعض الأحيان إلى مليونى جنيه أو كليهما.

 

وناشد جهاز حماية المستهلك المواطنين ضرورة عدم التعامل أو شراء أى منتج طبى أو تجميلى إلا من خلال الصيدليات المرخصة، وكذلك السلع الغذائية إلا من المحال التجارية المرخصة حتى يتسنى له اتخاذ الإجراءات القانونية فى حالة ثبوت المخالفة.

 

فى السياق ذاته، أكدت «الحسينى» أن الأدوية والأعشاب نظام فاشل، وتسبب أضرارًا كبيرة للمرضى، مشيرة إلى أنه لابد من معرفة الأسباب الحقيقية للسمنة وعلاجها وأهمها: العادات الغذائية الخاطئة وموروثات الآباء والأجداد فى طريقة الأكل ونوعياته.

 

وقالت إنه لا يوجد ما يعُرف بثقافة التغذية فى مصر، حيث ينتشر فى المجتمع المصرى الأكلات غير الصحية مثل المحمر والمسبك والنشويات والدهون والأكثار من استخدام الزبدة أو السمن النباتى، علاوة على شرب المياه الغازية بعد كل وجبة وهو ما يتسبب فى كثير من الأحيان فى عسر الهضم، مشيرةً إلى أنه حتى تناول الفاكهة بكميات كبيرة يكسب الإنسان وزنًا زائدًا نظرًا لكثرة السعرات الحرارية فيها.

 

وأضافت إلى أن النظام الغذائى الصحى وممارسة الرياضة هما السبيل الأمثل لعلاج السمنة، لافتةً إلى أنه لابد من معرفة احتياجات الجسم من السعرات الحرارية، فمثلًا المرأة من سن الشباب وحتى عمر الـ50 تحتاج لما يتراوح بين 1500 و2000 سعر حرارى فى اليوم، وهذه هى الكمية المناسبة التى يحتاجها جسدها خاصةً لو كانت تعمل أعمالًا مكتبية أو ربة منزل، فقلة حركتها تجعل جسمها يحتاج لكميات محددة من الطعام، أما الرجل فوضعه مختلف نسبيًا عن المرأة فحتى عمر الـ50 عامًا إذا كان عمله مكتبيًا فيحتاج بين 2000 و2500 سعر حرارى فى اليوم، أما لو كان عمله يتطلب الحركة أو يقوم بممارسة الرياضة فلابد أن يزيد من كمية الطعام لأن جسمه سيحرق الدهون بمستوى أسرع.

 

وأعطت «الحسينى» مثالًا للنظام الغذائى المحدد السعرات والمناسب لتثبيت الوزن أو للحصول على وزن مثالى وهو أن الناس التى لا تبذل مجهودًا بدنيًا كبيرًا أو تقوم بممارسة الرياضة فلابد أن تقلل النشويات بحيث لا يزيد على رغيف فى اليوم يقسم بين الغذاء والإفطار، مشيرةً إلى أن الإفطار يكون: فول وبيض أو جبن مع خضروات ونصف رغيف، أما الغداء فيكون نصف الرغيف المتبقى مع 10 ملاعق من

الأرز أو المكرونة أو الكشرى أو 10 أصابع من المحشى أو قطعة من البشاميل أو الجلاش وغيرها أو بيتزا حجم متوسط مع بروتين مطبوخ على أن يكون مسلوقًا أو مشويًا، أما العشاء فيكون عبارة عن كوب زبادى أو لبن مع خضروات أو جبنة بالسلطة أو فول بالسلطة.

ناهد الحسني

تحذيرات من الكيتو والصيام المتقطع لتأثيرهما على الكبد والكلى

 

وأوضحت أن هناك معادلة للطعام لابد أن ينتبه إليها الإنسان وهى أن الطعام يسمى بالطاقة الداخلة للجسم، أما الحركة فهى الطاقة الخارجة، وبالتالى لو أن الطعام يساوى الحركة فيكون الوزن ثابتًا، أما لو زاد أحدهما على الآخر، فإما الوزن سيزداد أو سيقل، موضحة أنه غير مستحب أن يمنع الإنسان نفسه بشكل تام عن بعض الأطعمة أو السكريات، ففكرة الامتناع عن السكر تمامًا أمر مضر ويؤثر على الكبد والكلى، ولابد من استخدام السكر لكن لا يزيد على معلقتين يوميًا وفى حال تناول حلويات فيجب ألا يزيد على قطعة واحدة فى اليوم.

 

وأكدت «الحسينى» أن المرضى لابد أن يلجأوا للمتخصصين من الأطباء فى حال رغبتهم فى إنقاص وزنهم، مشيرةً إلى أنهم لا يجب أن يلتفتوا إلى الدعاية الكاذبة التى تعدهم بالوزن المثالى، خاصةً أن المنتجات المُعلن عنها لا تكون خاضعة للإشراف الطبى، وآثارها السلبية بالغة الخطورة على المرضى، وتزيد من معاناتهم، لافتةً إلى أن العديد من مرضاها عانوا بسبب هذه المنتجات والأعشاب التى قاموا بتناولها دون أى سند طبى، وبدون إذن الطبيب المختص، مشيرة إلى أن عسر الهضم والإصابة بمشكلات فى المعدة وغيرها من الأمراض هى أهم الآثار الناجمة عن تناول هذه المنتجات، علاوةً على زيادة الوزن عما كان عليه من قبل. ولفتت إلى أن مشكلة المصريين فى الاستسهال، فهم يريدون أن يحصلوا على الوزن المثالى دون مجهود، وهذا ما يجعلهم فريسة لبعض النصابين الذين يسعون لتحقيق أرباح ومكاسب كبيرة من وراء المرضى.

عمليات

وحذرت «الحسينى» من اتباع أى نظام غذائى سواء كان كيتو أو الصيام المتقطع دون إشراف طبى، مشيرةً إلى أن أضرار هذه النظم التى يتم الترويج ليها عبر الإنترنت أضرارها أكثر من فوائدها، وتؤثر على الكلى والكبد، علاوةً على أنها تحرم الجسم من بعض العناصر الغذائية التى يحتاجها، وبالتالى لا يجوز تطبيقها على كل الناس، لأن كل جسم يختلف عن الآخر فى الاحتياجات ومستوى الحرق.

ووصفت أدوية التخسيس بأنها تباع مثل المخدرات وتحقق أرباحًا كبيرة لمصنعيها، خاصةً أن عددًا كبيرًا من الناس ينفقون الآلاف من الجنيهات على هذه الأدوية، وفى النهاية لا تجدى نفعًا ولا تحقق لهم الغرض المطلوب، كما أنها فى الغالب تكون مصنعة تحت بير السلم وغير مصرح بها من قبل وزارة الصحة، ونصحت المرضى بضرورة توخى الحذر عند التعامل مع مُدعى التخسيس وإنقاص الوزن والتأكد من العيادة التى يذهبون إليها ومن ترخيص وزارة الصحة لها.

وزن زايد

أما عن جراحات السمنة التى أصبحت منتشرة بشكل كبير فى المجتمع فى السنوات الأخيرة، فأكدت «الحسينى» أن الأبحاث الطبية تشير إلى أنه ما فوق 140 كيلو هو من يمكن له إجراء العملية، أما ما دون ذلك يعد انتحارًا لأنه لا يحتاجها من الأساس، بل مجرد اتباعه نظامًا غذائيًا صحيًا ومحدد الكميات، علاوةً على زيادة شرب السوائل سيكون الحل الأمثل لإنقاص الوزن.

 

وترى «الحسينى» أن جراحات السمنة أصبحت «بيزنس» كبيرًا يدر دخلًا بالملايين، حيث تتراوح تكلفة العملية بين 50 ألفًا إلى 100 ألف جنيه، فى حين أنها تفشل فى كثير من الحالات ويعود المرضى مرة أخرى لوزنهم الذى كانوا عليه قبل إجراء العملية وأحياناً يزداد الوزن أكثر من ذى قبل، وبالتالى يضطرون للخضوع للجراحة مرة أخرى.

 

واتفق معها فى الرأى الدكتور مجدى نزيه استشارى التثقيف الغذائى، مشيرًا إلى أن المرضى لا بد أن يلجأوا للمتخصصين من الأطباء فى حال رغبتهم فى انقاص وزنهم، مشيرًا إلى أنهم لا يجب أن يلتفتوا إلى الدعاية الكاذبة التى تعدهم بالوزن المثالى، خاصةً أن المنتجات المُعلن عنها لا تكون خاضعة للإشراف الطبى، وقد يكون لها آثار خطيرة على المرضى وتزيد من معاناتهم.

وأوضح «نزيه» أن اللحوم المصنعة هى السبب الرئيسى للسمنة، ولا بد من التقليل منها حتى يستطيع المرضى إنقاص وزنهم بشكل طبيعى، مشيرًا إلى أن النظام الغذائى للمرضى يختلف من شخص لآخر على حسب سنه وطوله ووزنه وتاريخه المرضى وغيرها من الأمور، وبالتالى لا يجوز تطبيق نظام بعينه على كل الناس، لأن احتياجاتهم من العناصر الغذائية ليست واحدة.

 

وشدد على أنه لابد أن يتوخى المواطنون الحذر عند التعامل مع أى شخص يدعى أنه خبير تغذية، أو لديه خبرة فى هذا المجال، ولا بد أن يبحثوا ويقرأوا جيدًا عن شهاداته ومؤهلاته العلمية والمكان الذى يتبعه، مشيرًا إلى أنه النظام الغذائى الذى يحدده الطبيب أو المتخصص للمريض هو الحل الأمثل لإنقاص الوزن، وأن العمليات الجراحية لا تجدى نفعًا فى كثير من الأحيان للمرضى، مؤكدًا أنه من الممكن لأى مريض وأى كان وزنه أن يخضع لنظام غذائى تحت إشراف طبى وسيحصل على نتيجة مُرضية بعد فترة من الزمن.