رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حرامية الكهرباء.. لصوص وقتلة

حرامية الكهرباء
حرامية الكهرباء

أعمدة الإنارة فى الشوارع تتحول إلى فخاخ لصعق الأبرياء

أغلب شوارع المناطق الشعبية فى القاهرة وجميع المحافظات تشهد جريمة مزدوجة.. سرقة كهرباء وقتل أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم يسيرون على الرصيف!

الجريمة منتشرة بشكل كبير فى أحياء حدائق القبة والزاوية الحمراء بالقاهرة وإمبابة بالجيزة، وتتكرر فى كل محافظات مصر تقريبًا، بدليل أن شركات توزيع الكهرباء على مستوى الجمهورية حررت ستة ملايين و723 ألف محضر سرقة كهرباء خلال خمسة أشهر فقط، وكانت قيمة الكهرباء المسروقة 4 مليارات 300 مليون جنيه.

وحررت شركة شمال القاهرة للكهرباء وحدها 180 ألف محضر سرقة تيار كهربائى فى السنوات الخمس الأخيرة، وكانت قيمة الكهرباء المسروقة 405 ملايين جنيه!

جرائم سرقة التيار الكهربى شهدت وقائع لا يتخيلها عقل، من أغربها ما فعله صاحب مصنع ثلج فى البرلس بمحافظة كفر الشيخ، الذى حفر نفقا بطول 20 مترًا امتد من أسفل عامود كهرباء عمومى ليصل إلى محول كهرباء داخل المصنع، ومد فى النفق أسلاكًا تنقل الكهرباء إلى داخل المصنع!.. تم القبض عليه، وقررت نيابة مركز البرلس، حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، بعدما قدرت الجهات المختصة أحمال الكهرباء الخاصة بالمصنع بحوالى 800 حصان مما يوازى 14 مليون جنيه!...

الجريمة نفسها تتكرر بسيناريوهات مختلفة فى أغلب شوارع المناطق الشعبية، لتتوالى عمليات سرقة الكهرباء من أعمدة الشوارع، والفاعل الرئيسى أصحاب أكشاك وباعة وأصحاب ورش سيارات، ومقاه وأصحاب عربات بيع الحلويات، والسندوتشات وغيرهم ممن يقفون فى الشوارع ليلًا تحت أضواء تيار كهربائى مسروق من أعمدة الإنارة، إذ يقوم هؤلاء الباعة بتوصيل سلك من أقرب عمود إنارة فى الشارع لإضاءة عربته طوال الليل، ولا يتم إطفاء أنوار الكهرباء فى العربة إلا بعد الانتهاء من البيع!

ولأن كل تلك التوصيلات عشوائية ومكشوفة الأسلاك تتحول أعمدة الإنارة إلى فخاخ تصعق كل من يقترب من تلك الأسلاك أو الأعمدة التى تتصل بها.. وكم سقط ضحايا صعقًا بسبب تلك الجريمة.
حرامية الكهرباء.. لصوص وقتلة

سوسن عيسى- 41 عاماً- معلمة بإحدى مدارس الزاوية الحمراء، عاشت ماساة مع أسلاك الكهرباء بسبب موت «حازم» ابن شقيقها الوحيد فى فصل الشتاء الماضى، صعقاً من سلك كهربائى مكشوف بأحد أعمدة الإنارة، تقول: هناك شوارع عديدة فى الزاوية الحمراء كل من يمر بها مهددًا بالموت صعقًا، بسبب أسلاك الكهرباء المكشوفة، وعلى رأسها، شارع مجمع المصانع وشارع مدرسة السادات، وجمال عبدالناصر، وأحمد عرابى».

وأضافت: «لصوص التيار الكهربائى يحولون أعمدة الإنارة إلى فخاخ خاصة فى فصل الشتاء، فيسرقون التيار الكهربى بأسلاك تتلامس مع الأعمدة، ليحولوها إلى أداة قتل لكل من يقترب منها».
حرامية الكهرباء.. لصوص وقتلة
قائمة اللصوص تضم أصحاب أكشاك وورش سيارات وعربات مع أطعمة

وتقول: «عدد كبير من المقاهى والباعة الجائلين، ومراكز ورش السيارات فى شارع مجمع المصانع بمنطقة الزاوية الحمراء يسرقوت الكهرباء من أعمدة الشوارع».

ويضيف حسن إبراهيم- 42 عاماً- من سكان المستعمرة بمنطقة الزاوية الحمراء- أن ورش السيارات تستعين بفنى كهرباء للتعامل مع كابلات كهرباء أعمدة الأنارة لاستخدمها فى تشغيل الأجهزة الكهربائية، التى يقومون بإصلاحها، وشحن بطاريات سيارات النقل الثقيل، فضلًا عن وصلات لإنارة الورش من الداخل!

وأكد وجود كشك لأحد السياس بجوار عمود نور بشارع مجمع المصانع يسرق الكهرباء لإنارة الكشك وإنارة الجراج المجاور له، موضحًا، أن جميع المقاهى المتواجدة أمام مدارس السادات الابتدائية، وجمال عبدالناصر الإعدادية، وأحمد عرابى الثانوية، تستغل كهرباء أعمدة الإنارة فى شحن الهواتف المحمولة وتشغيل التليفزيون وإنارة الشارع بالديكورات الضوئية.
حرامية الكهرباء.. لصوص وقتلة

الحال فى حى حدائق القبة لا يختلف عن حال الزاوية الحمراء.. وكم سقط ضحايا كثيرون صعقتهم أسلاك كهرباء أعمدة الشوارع.. الطفل محمد فرغلى- 14 عاماً أحد هؤلاء الضحايا.. يروى والده فرغلى محمد الواقعة فيقول: لقى «محمد» مصرعه نتيجة صعقة كهربائية تعرض لها أثناء لهوه مع أصدقائه بإحدى الحدائق العامة بميدان حدائق القبة، بعد اصطدامه بعمود إنارة مكشوف أسلاكه».

وأضاف عماد خليل- 33 عاماً- من سكان شارع «ولى العهد»، أن البائعة توقفوا عن سرقة الكهرباء من أعمدة الإنارة فى الطرق العمومية لعدم لفت الانظار إليهم بعد حوادث صعق الأطفال بالكهرباء فى السنوات الماضية، واتجهوا إلى «كوفريه الكهرباء» العمومى المغذى للعمائر والأبراج السكنية!

وقالت سميرة محمد- 40 عاماً- من سكان «ولى العهد»، إن عامل النظافة الذى يأتى كل أسبوع لتنظيف العمارة بالمياه صعقته الكهرباء بسبب سلك لسرقة تيار كهربائى مده أحد الباعة من «الكوفريه العمومى» إلى «كشك البائع».
حرامية الكهرباء.. لصوص وقتلة

وأضافت: «سرع المواطنون لإنقاذ عامل النظافة لكن صعقة الكهرباء أثرت على قدميه بشكل كبير مسببة له حروقًا خطيرة وتم نقله إلى مستشفى اليوم الواحد لتلقى العلاج».

وفى منطقة إمبابة يحتل البائعة الجائلون وأصحاب المحلات رصيف شارع إمبابة الرئيسى المتجه إلى قسم الشرطة ولا يكفيهم وقف حال المواطنين وتعطيل حركة المرور بشكل يومى بل احترفوا سرقة كهرباء أعمدة الإنارة.

وأكد أشرف حسان- 35 عاماً- من سكان إمبابة، أن بلطجية المنطقة استعانوا بكهربائى فى منتصف الليل لتجهيز كابلات الكهرباء وتركيب مشتركات عمومية لتسهيل عملية سرقة كهرباء إنارة الطريق ووضع كشافات ضوئية للإنارة بضائع البائعين.

وتابع: لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد فالبعض حاول تركيب «ادابتر» كهربائى ضغط عال من أحد الكابلات المتواجدة تحت الأرض ولكن حدث «شياط» متكرر فى وصلات الكهرباء فتخوف

الباعة من حرق بضاعتهم وتوقفوا عن رقة الكهرباء من أسلاك الضغط العالى!
«حازم» و«محمد».. ضحايا وصلة تيار كهربائى مسروقة
حرامية الكهرباء.. لصوص وقتلة

 

من جانبه اشتكى إبراهيم ناجى- 45 عاماً- عامل فى محل ملابس، من أن الباعة بعد سرقة الكهرباء يضعون أوراقًا كثيرة داخل أعمدة إنارة بشارع «البوهى» لإخفاء جريمتهم حتى لا يكتشف أحد من موظفى الكهرباء سرقتهم للتيار الكهربائى وبسبب تلك الأفعال تشتعل أعمدة الإنارة أكثر من مرة يسرع المواطنون لإخماد النيران بطفايات الحرائق الخاصة بالمحلات، بالإضافة لتكرار صعق الأطفال الذين يسيرون فوق فوق الرصيف هروباً من زحمة سيارات الأجرة التى احتلت الشارع.

واتفق أهالى مناطق الزاوية الحمراء وحدائق القبة وإمبابة على مطالبة رؤساء الأحياء ومسئولى الوحدات المحلية، بضرورة تكثيف الحملات لضبط حالات سرقة التيار الكهربائى والتوصيلات الكهربائية المخالفة من أعمدة الأنارة و«كوفريهات العمارات السكانية والأبراج» من الباعة الجائلين بالأحياء المذكورة والأكشاك والفاترينات، والمخالفين من أصحاب بعض المحال والمتاجر والمقاهى، حيث تشكل خطرًا مستمرًا على أرواح الأطفال الذين سيتوجهون للمدارس بعد أيام قليلة.

من جانبه، أكد الدكتور أيمن حمزة المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، أن أعمدة الإنارة بالشوارع لا تتبع شركات التوزيع، وهناك عداد لكل عدد من الأعمدة يتم تركيبه لحساب الاستهلاك ومحاسبة شركات التوزيع.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة أن العاملين فى الوزارة الذين يحملون حق الضبطية القضائية ليس من حقهم تحرير محاضر سرقات التيار الكهربائى من أعمدة الإنارة، مشيراً إلى أن هذا الأمر يتبع المحليات، أن شركات توزيع الكهرباء ملتزمة بقواعد محاضر سرقات التيار الكهربائى التى أقرها جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، موضحًا أن محضر سرقة التيار الكهربائى يهدف إلى الحفاظ على حق المواطن والدولة.

وأوضح أيمن حمزة، أن سرقة التيار الكهربائى تأتى ضمن التحديات الكبيرة التى تواجهها الوزارة الفترة الحالية، وكان هناك العديد من الخدع التى كان يلجأ إليها بعض المواطنين لسرقة التيار الكهربائى، مشيراً إلى أنه يتم عمليات تطوير وتحديث لمنع مثل تلك الممارسات وأن يكون المشترك نفسه مطمئنًا ويتحكم فى استهلاكه، وهو ما يتم تطبيقه فى «عداد الكارت».

وأضاف: «بعض المواطنين يقومون بعمل وصلة خارج العداد ويصلونها بشكل مباشر ببعض الأجهزة فى المنزل، والقانون يغلظ العقوبة الخاصة بسرقة التيار الكهرباء تصل للحبس أو التغريم لقيمة تصل لـ100 ألف و200 ألف جنيه، بالإضافة إلى أن القيمة التقديرية لاستهلاكه ستكون مضاعفة، وقد يصل إلى 12 ضعفًا».

وكانت شركة شمال القاهرة للكهرباء قد أعلنت فى بيانها الصادر منتصف العام الجارى، عن أن أعداد محاضر سرقة التيار الكهربائى ومخالفة شروط التعاقد بالنطاق الجغرافى بالشركة التى تم تحريرها من قبل الشركة الذين تم منحهم حق الضبطية القضائية خلال الفترة من يوليو 2017 إلى مايو 2021 بلغت 180 ألف محضر وأن التكلفة الإجمالية لقيمة تلك المحاضر بلغت 405 ملايين جنيه، وأضافت الشركة فى بيانها أنه وصل عدد إجمالى المحاضر المسددة 158 ألف محضر بقيمة 150 مليون جنيه.

 

إنفوجراف

-180 ألف محضر سرقة تيار كهربائى حررتهم شركة شمال القاهرة للكهرباء خلال الفترة من 2017 إلى 2021.

-405 ملايين جنيه قيمة محاضر سرقة التيار خلال الفترة من 2017 إلى 2021 طبقاً لشركة شمال القاهرة الكهرباء.

-158 ألف محضر تم تسديد غرماتهم المالية خلال الفترة من 2017 إلى 2021 طبقاً لشركة شمال القاهرة الكبرى.

84 ألف محضر تم تحريرهم لمناطق «الحلمية- المرج- الخانكة- المطرية» خلال الفترة من 2017 إلى 2021 طبقاً لشركة شمال القاهرة للكهرباء.