عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شبرا الخيمة.. فى دائرة الخطر

بوابة الوفد الإلكترونية

جرائم من كل نوع.. وشعار المحليات: لا نرى.. لا نسمع.. لا نتحرك

عصابات الكابلات يسرقون أسلاك الكهرباء ليلا ويحرقونها نهارا.. والويل لمن يعترض!

حوادث يومية بالطرق الداخلية..والجانى: سيارات بدون لوحات

المخدرات للجميع.. وتجار السموم يستهدفون الأطفال

تكاتك مجهولة تسرق المواطنين بعلبة عصير مخدرة!

فى البدء كانت واحدة من أخصب الأراضى الزراعية، فأراضيها تكونت من تجمع حبات طمى النيل الذهبى المترسب فى شهور الفيضان عبر السنين.. ومع توالى تراكمه تكونت تلال من الطمى، أطلق عليه الفراعنة اسم «شبرو» أى التل..

ووسط تلك التلال كان المصريون يضربون خيامهم كل عام للاحتفال بفيضان النيل.

فى العهد القبطى صارت مقرًّا لاحتفال المصريين بالفيضان وبيوم الشهيد معا، وعندما دخلها العرب مع عمرو بن العاص، وشاهدوا ما بها من خيام أطلقوا عليها «شبرا الخيام» ومع مرور الوقت أصبحت « شبرا الخيمة»

ظلت « شبرا الخيمة»  أرضا زراعية حتى 200 عام من الآن فعندها قرر محمد على- والى مصر آنذاك- بناء قصر كبير على ضفاف نيلها، ليستريح فيه بعيدا عن القلعة التى كانت مقرا للحكم.

استمر بناء القصر 10 سنوات كاملة، وعلى مقربة منه أقام محمد على أول مصنع للغزل والنسيج من القطن المصري، واول مصنع لصناعة الزجاج، واول مصنع لصناعة مواسير الصرف الصحى الفخارية واول مصنع لاعادة تصنيع العظام لاستخراج الغراء الذى يستخدم فى العديد من الأغراض الصناعية، وهكذا كانت شبرا الخيمة أحد أقدم المدن الصناعية المصرية.

وبالقرب من المصانع تم السماح للعاملين فيها باقامة مساكن لهم.. وهكذا كان ميلاد شبرا الخيمة، التى ظلت مقصدا للعاملين وأبناء الطبقة الوسطى الحالمين بمستقبل أفضل، وكانت موطنا لكل الصفات الإيجابية لأبناء الطبقة الوسطى، فكانت منبعا للجدعنة والشهامة والرجولة والكرم.

ولكن المدينة صاحبة هذا التاريخ العظيم تغيرت أحوالها فصارت شيئا آخر.. تشهدت- بشكل متواصل- حوادث مروعة، ومشاجرات دامية، تنتهى فى الغالب بعاهات مستديمة أو باصابات خطيرة، انتشرت فيها عصابات الخارجين عن القانون والتى تخصصت فى سرقة كابلات الكهرباء والسيارات وبيع جميع انواع المخدرات على قارعة الطرق، فيما تولى صبية صغار فى مختلف المناطق قيادة التوك توك وأدى تهورهم فى القيادة إلى حوادث بلا حصر، بخلاف عمليات النشل والاختطاف، التى يكون التوتوك شريكا رئيسيا فى الجريمة.

وحسب لبنى عيسى -39 عاما- فإن عصابات سرقة كابلات الكهرباء تمارس جرائمها فى واضح النهار وفى الليل، فتسرق فى ظلام الليل كابلات واسلاك أعمدة الإنارة خاصة اسفل كوبرى الدائرى واسوار النوادى، وعند طلوع الشمس تبدأ فى حرقها فى منتصف الطريق لاستخراج النحاس وبيعه!

وتضيف « فى أغلب الأيام نعانى فى الصباح من رائحة احتراق الكابلات، التى يسرقها ثلاث شباب ويشعلون النيران فيها، لكى يستخرجوا منها أسلاك النحاس، وإذا حاول أحد المواطنين اطفاء نيران الكابلات المشتعلة يعترضه السارقون بالاسلحة البيضاء»

وتابعت «قدم الأهالى شكاوى كثيرة إلى مسئولى حى شبرا الخيمة لمتابعة مشكلات إنارة أعمدة الطريق ولكن لا يستجيب أحد، وأمام هذا الحال تعاون شيوخ المنطقة لاعادة إنارة الطريق مرة اخرى من اموالهم الخاصة ومن تبرعات أهالى المنطقة ولكن لم تكتمل الفرحة، فسرعان ما سرق اللصوص الكابلات الجدية وعادت المنطقة لتغرق فى الظلام ليلا من جديد».

واشارت « لبنى»، إلى أن عصابة سرقة الكابلات الكهربائية، يفصلون الأغطية البلاستيكية عن الكابلات الكهربائية، ويبيعونها كخردة، وعقد شيوخ المنطقة جلسة عرفية للتصدى لهذه العصابة، واتفقوا على التكاتف وضبطهم أثناء احراق كابلات الكهرباء وتسليمهم إلى الشرطة فى أسرع وقت».

سيارات المجهولة ومخدرات للجميع!

شبرا الخيمة تنزف ألما بسبب أوجاع السيارات المجهولة والتوك توك، حيث تنتشر فى الشوارع جميع أنواع سيارات نقل الركاب والبضائع والتوك توك، وجميعها بدون لوحات معدنية.. ويقول نادر مصطفى- 45 عامًا من سكان حوض العمدة شبرا الخيمة- إن سيارات الأجرة التى تسير بالمنطقة لا تصلح لنقل المواطنين بسبب عدم وجود مقاعد سليمة للركاب وانبعاث دخان السيارة لداخلها، ما يسبب صراعا لا يتوقف بين السائقين والركاب

وأضاف« تتكرر الحوادث يوميا فى الطرق الداخلية لشبرا الخيمة، وعندما نبحث عن مرتكبى الحادث نكتشف أن السيارات التى كانت وراء الحادثة بدون لوحات معدنية، فلا نعرف لها صاحبًا».

شريف حسين-55 عامًا موظف بشركة المياه- أكد على أن مجموعة من البلطجية تسيطر على أحد شوارع شبرا الخيمة بالكامل وتحوله إلى جراج خاص للحصول على الأموال دون وجه حق، ووصل بها الحال لدرجة منع عبور المواطنين فى الشارع

كما تمنع سكان الشارع من ركن سياراتهم الخاصة أمام منازلهم إلا بدفع قيمة الانتظار!»

ويضيف « تقدمنا بشكاوى لرئيس حى شبرا الخيمة بواقعة الاعتداء على شارع بأكمله لمنع مرور المواطنين الساكنين بداخله ولكن حتى الأن لم يحدث شيئا ».

محمود محمد- 25 عامًا، كشف عن تعاطى المدمنين للمخدرات على طريق بهتيم.. وقال «يتولى أحد الأشخاص بيع الترامادول ومخدر الآيس الشابو والفودو والحشيش لسائقى السيارات الاجرة التى تمر على الطريق».

ويضيف «عصابات الاتجار بالمخدرات تستعين ببعض أطفال المنطقة فى توزيع المخدرات على الشباب فى المناطق المجاورة، مما تسبب فى سقوط عدد غير قليل من الشباب فى شباك الإدمان وتعاطى المخدرات».

وتابعت كريمة على- 56 عامًا موظفة بالقطاع الخاص، أن اطفال منطقة شبرا الخيمة مستهدفين من تجار المخدرات، الذين يبيعون سمومهم مما جعل البعض يتحول إلى سارق للحصول على الاموال لشراء المخدرات!

معارك الباعة الجائلين

السيارات المجهولة ليست وحدها التى تسبب حوادث وتثير معارك فى شوارع شبرا الخيمة، فهناك معارك يومية أيضا وراءها الباعة الجائلون.. واشتكى صابر محمود 33 عامًا عامل كهربائى من سكان منطي شبرا الخيمة، من المشاجرات التى تحدث يوميًا بمربع كبرى منطى بين البائعين الجائلين الذين احتلوا الشارع.. ويقول «لا نرى وجودًا لمسئولى حى شبرا الخيمة للتصدى للباعة الجائلين المنتشرين فى كل الشوارع، والذين يعرقلون المرور ويتشاجرون بشكل دائم مع اصحاب المحلات التجارية، ويستعينون فى معاركهم ببلطجية يهددون أصحاب المحلات إذا ما حاولوا إبعاد الباعة الجائلين من أمام محلاتهم!

التوتوك.. ازعاج وأشياء اخرى

لا تتوقف الشكاوى من انتشار الفوضى والزحام وتعطل حركة المرور والحوادث المستمرة بسبب التوكتوك،، الذى ينشر معه اينما حل تلوثًا سمعيًا لا يطاق، نتيجة تشغيل سائقيه للأغانى بصوت مرتفع دون مراعاة لمرضى أو لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة وقال إسلام محمد 35 عامًا،- «التكاتك تغزو شبرا الخيمة وضواحيها حتى مدينة قليوب وتتسبب فى أزمة مرعبة للأهالى وفى نهاية شهر اغسطس أثناء عودتى من العمل إلى المنزل، أوقفت توكتوك للذهاب إلى منزلى، ولاحظت أن السائق يختلس النظر إليّ دائمًا فى المراية الأمامية ويحاول أن يفتح حوارًا للتعرف على شخصيتى، وعندما تحدثت معه، قدم لى علبة عصير مغلفة، فرفضت معتذرا، إلا أنه أصر أن آخذها وأشربها، وأمام إلحاحه شربتها، فغبت عن الوعى يوما كاملا، أسفل كوبرى الدائرى، وبعدها اكتشفت عدم وجود هاتفى المحمول وجميع اوراقى الشخصية بالاضافة لراتبى الذى حصلت عليه آخر الشهر.

وأضاف محمد: عندما عاد لى الوعى كنت أشعر بهزال شديد فتوجهت إلى المستشفى العام، وهناك أكد أطباء قسم الاستقبال أن جسمى حصل على جرعة كبيرة من المخدر تسببت في فقدان الوعى لمدة غير محددة، وقال لى الأطباء إن تكرار تعاطى تلك الجرعة يسبب توقف القلب نهائيا».

وواصل «ظللت لمدة 3 أيام لا أقوى على السير، وأعانى من تشتت التركيز، ولم استرد صحتى إلا بعد أسبوع».

 

شبرا الخيمة.. فى دائرة الخطرشبرا الخيمة.. فى دائرة الخطرشبرا الخيمة.. فى دائرة الخطر