رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نساء محرومات من الميراث

بوابة الوفد الإلكترونية

خلال السنوات السبع الأخيرة، حصلت نساء مصر على دعم غير مسبوق فى كل المجالات: سياسى واقتصادى واجتماعى وحمائى..

ونالت «سيدات» مصر حقوقًا ومزايا تفوق ما كانت تتمناه كثير من النساء.. ولكن بقيت قضية واحدة لا تزال تمثل جرحا غائرا فى قلوب كثير من المصريات وهى «الميراث»..

فلا تزال كثير من نساء الصعيد وقرى جميع المحافظات محرومات من ميراثهن!

وبرغم مناقشة الرئيس عبدالفتاح السيسى للقضية خلال منتدى شباب العالم فى نوفمبر 2017، ووقتها قال الرئيس بالحرف الواحد: «بعض القرى لا تورث المرأة، إيه الكلام ده، دا لازم يتغير إذا كنا عايزين نعرف ربنا، محتاجين أن يكون عندنا برنامج متكامل لإعادة رسم الصورة الحقيقية للفتاة والشاب والمرأة فى مجتمعاتنا لكى تحصل على مكانها الذى تستحقه».

حديث الرئيس «السيسى» كان له أثر قوى على تعديلات قانون المواريث الأخيرة بمجلس النواب، التى صدق عليها فى 2018، وقضى بتجريم عقوبة عدم تسليم الميراث لأول مرة لتصل للحبس والغرامة 100 ألف جنيه. ولكن رغم الجهود القوية التى تقوم بها الدولة فى هذا الشأن لا تزال الكثير من نساء الصعيد وقرى مصر محرومات من حقهن فى الميراث، الذى شرعه الله من فوق سبع سماوات..

فى هذا الملف نطلق صرخة ضد منع المرأة من الميراث، ولعلها تكون الأخيرة وتتحرك بعدها الأجهزة الرسمية لوضع حد لهذه المعاناة التى لا تنتهى رغم إقرار الشرع والقانون لها.

 

دفتر أحوال المواريث.. حكايات العار والمرار

حكايات المحرومات من الميراث، موال حزين بلا نهاية.. فالجميع يعلم أن الشرع والقانون، أعطيا الحق للمرأة فى الميراث، ولكن يبدو أن العادات- أحياناً- تكون أقوى من الشرع والقانون، فى محافظات الصعيد، فتأبى العادات أن تتحطم على صخور التوعية والثقافة والتقدم العلمى، وزيادة نسب التعليم فى محافظات الصعيد وهى المحافظات الأكثر حرمانًا لميراث المرأة بها.

 لكل محرومة الميراث حكاية تدمى القلوب.. (ع – م)، سيدة صعيدية لها تجربة مريرة مع الميراث ترويها قائلة: هناك فكر سائد فى الصعيد هو أن توريث البنات يهدر الأرض ويئول بها إلى شخص غريب وعائلة أخرى، والمرأة فى الصعيد ضعيفة وهشة ولا تستطيع فعل أى شىء، خاصة أن الغالبية العظمة، محرومات من التعليم، ولا تعرف طريقًا لقسم الشرطة أو المحكمة، والأحكام العرفية هى السائدة ولم تسطع أن تنصف المرأة».

وتضيف «لدى خمسة إخوة.. رجلان وثلاث إناث وأنا الرابعة، وإذا طبقنا شرع الله والقانون، سوف نأخذ أنا وأخواتى الإناث نصف ما تركه والدى، وهو ما يقدر بنحو خمسة أفدنة، ومنزلين كل منزل به أربع شقق، ومبلغ نحو نصف مليون جنيه، ولكن بعد وفاة والدى، اتفق أخى الكبير ووالدتى، على حرمانى أنا وأخواتى الإناث من الميراث، ولم نستطع فعل أى شىء وقدمت بلاغًا إلى قسم الشرطة، دون أخواتى الإناث اللواتى رضخن لضغوط والدتى وأصبحت أنا البنت العاقة، واستقر الحال بنا أن ترث كل واحدة منا ثلاثة قراريط فقط، بدلًا من خمسة عشر قيراطًا وشقة، ومبلغ مالى قدره 62 ألف جنيه!

حكاية أخرى لمرار الميراث بطلتها ( م – ع )، تقول: كنت سعيدة فى حياتى الزوجية، ولكن كل شىء انقلب رأسًا على عقب، بعد وفاة والدها، حينما طالبت أخى بحقى فى ميراث الأب، فكان الرد «إنتى عاوزة الميراث تعملى بيه إيه أنا قصرت معاكى فى شىء واللى بتطلبيه بتلاقيه»، موضحة أنها استمرت لعدة سنوات على هذا الحال دون أن تحصل على حقها فى الميراث، ولكنْ أخوها كان يعطيها بعض الأموال القليلة حينما كان يزورها.

وأكدت أن الحال تغير حينما طالبها زوجها بأن تحصل على حقها فى ميراث أبيها، لكى تساعده فى الحياة، وحينما طالبت أخاها بالميراث رفض بحجة أن زوجها يريد أن يأخذ ميراثها ويضحك عليها، ولكن زوجها أصر على وجوب حصولها على ميراثها، واشتدت الخلافات بينها وبين زوجها حتى قام بتطليقها، موضحة أنها رضخت لموقف أخيها كونها محرومة من التعليم وليس لها مكان آخر تذهب إليه سوى بيت أخيها!

وتقول (هـ – ح)، إنها لم تتوقع يومًا ما حدث من أخواتها، مؤكدة أن تعاملها هى وأخواتها كان رائعًا، ولكن كل شىء يتحول عند ذكر الميراث، موضحة أن مفهوم الميراث فى الصعيد يعطى الحق للرجال فى عدم توريث المرأة.

وأضافت أنها فوجئت هى وأخواتها بعد وفاة أبيهم، بأن الأب كتب كل ما يملك لأخواتها الذكور، دون أن يترك للبنات شيئًا من الميراث، موضحة أنها هى وأخواتها انتابهن الشك فى صحة رواية أخواتها، ولكنهم استخرجوا لهم الأوراق التى تثبت صحة حديثهم.

وأكدت «هـ» أن الأب أوصى بحرمان الإناث من الميراث لكى لا تضيع أرضه وتفرق من بعد مماته، ولكنه أوصى بإعطاء البنات (رضوى) وهى بعض الميراث القليل والذى لا يتعدى غالبًا 10% من حقهن فى الميراث، وعندما رفضت هى وأخواتها وقال أخوها الأكبر «إعملى اللى إنتى عوزاه أنا معايا أوراق تثبت أن جميع الأموال باسمنا، لافتة أن والدها ترك الكثير من الأموال والأراضى التى تقدر بملايين الجنيهات، ولكنهم أعطونا منزلاً قديمًا فقط للإقامة فيه حال وجود خلافات مع أزواجنا.

(ش –ج )، أكدت أنها لم تطالب أخاها بحقها فى ميراث أبيها، موضحة أن أخاها الأكبر منحها هى وأخواتها الإناث بعض المبالغ المالية التى لا تمثل حتى 20% من حقهن فى الميراث، مضيفة أنها أصبحت بين نارين إما تأخذ الميراث أو تخسر إخوتها طول العمر، أو تسكت.

وتضيف: «فضلت السكوت، والقرب من إخوتى فهم سندى فى الدنيا، وأنا أتربيت أن البنات ملهمش ورث، وبعدين لو أخذت ورثى ثروة اخواتى الذكور هتقل وهيبتهم وسط الناس هتقل أنا عاوزة أخواتى رأسهم مرفوعه طول العمر»!

وقالت (س – ك) إن أخاها يقرأ ليل نهار القرآن ويذهب إلى المسجد فجرًا للصلاة، ورغم كل ذلك لم ير أن ميراث المرأة حق لها، مؤكدة أن أخاها يرى أنه المسئول عن جميع احتياجتها، وأنه لا يريد أن يوزع الميراث، حتى لا يفتت الأراضى، وحتى لا تتوزع بين الغرباء الذين وهم بالطبع زوجى وأولادى، مؤكدة أن زوجها لم يدافع عنها أو يأخذ أى خطوة لكى يجلب لها حقها فى ميراث أبيها من أخيها لكونه ينتهج نفس النهج مع أخواته الإناث.

 

 

الرضوى.. بديل شرع الله فى الصعيد

المجتمع الصعيدى مغلق على نسائه، أغلب سيداته لا حيلة لهن، حيث العادات والتقاليد تخالف أحياناً الشرع والقانون. هناك فى الصعيد من لا يعترف بتلك العلوم السماوية والقوانين المصرية، وراح يسطو على ميراث المرأة، وحلت (الرضوى) محل الميراث الشرعى؛ وهى جزء قليل من ميراث المرأة وتتراوح فى الكثير من الأحيان ما بين 10% و20% من قيمة ميراثها، تأخذها أموالاً وليس أرضًا، ومن تعترض تعتبر عاقة لأهلها، ويقاطعها إخوتها الذكور، وتجد نفسها بدون حماية خاصة فى حالة الطلاق أو إهانة زوجها لها، وأمام هذا الحال اضطرت الكثير من النساء لقبول (الرضوى) كى تستمر علاقتها بإخوتها الذكور بشكل طيب، لكى يكون لها سند فى أى مشكلة وتجد من يدافع عنها فى حالة الطلاق، أو غدر الحياة.

وحتى كتابة هذه السطور فإن أغلب نساء محافظتى سوهاج وقنا لا يرثن وفق العرف والتقاليد التى لا تحبذ توريث المرأة خوفاً من استيلاء زوجها وأبنائها على الميراث، وبالتالى ينتقل الميراث إلى أشخاص غرباء عن العائلة!

ولا يزال كثير من رجال الأسر يعتقد أن الفتاة لا يحق لها أى ميراث بعدما قام والدها بتعليمها وتجهيزها بكل شىء أثناء الزواج، كما يلجأ بعض الآباء والأشقاء إلى الحيلة لمنع شقيقاتهم وبناتهم من الحصول على الميراث، فقد يبيعون ممتلكاتهم لشخص صورياً، أو يسرق بعضهم بصمة أصابع الأب على فراش الموت أو بعد وفاته ليبيع لنفسه أو لأشقائه الذكور كل ممتلكات والدهم، أو تزوير مستندات رسمية تثبت البيع!

 

 

خبراء القانون: تغليظ العقوبة.. أبرز الحلول

مظلة القانون كافية لحماية حق كل محرومة من الميراث.. ويؤكد خبراء القانون أن تطبيق أحكام قانون المواريث، له دور كبير فى حل مشكلة حرمان المرأة من الميراث.. قال الدكتور صلاح فوزى، أستاذ القانون الدستورى، إن تغليظ عقوبة الامتناع أو حجب مستندات خاصة بالميراث، سوف تكون لها نتائج جيدة، وبارقة أمل فى حل مشكلة الميراث، مشيرًا إلى أن القانون يستهدف المحافظة على حقوق المواطنين كافة.

وأوضح أن المنع من تسليم الحقوق الشرعية مخالف للدين ومخالف لقواعد الميراث والتى وردت بالقرآن الكريم ومن ثم فتغليظ العقوبة شيء مناسب، خاصة أن الجريمة تطلب المشرع فيها توافر شروط العمد علمًا بأن من يحجب يخالف الحقوق الشرعية.

وقال البرلمانى أسامة العبد، وكيل لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، إن الهدف من تشديد عقوبة المنع من الميراث، هو الحرص على عدم تفتيت الأسرة والحفاظ عليها، ووصول الحق لمستحقيه.

وأضاف وكيل اللجنة الدينية: «يجب ألا ننسى أن المعركة قائمة بين أفراد أسرة واحدة،، وكون أخ أخذ ميراث أخته هذه مشكلة كبيرة جدًا، لكن أحياناً لو خيرتها بين حبس أخيها ومنع ميراثها قد تختار منع الميراث عنها ولا يتم حبس أخيها!

 

نبع الحنان يتحول إلى وحش كاسر

أكد خبراء علم الاجتماع أن شعور المرأة بالحرمان من ميراثها، يحوّلها من منبع الحب والحنان إلى وحش كاسر جفت كل مشاعره، ويجعلها تعانى من الحرمان العاطفى والوحدة والعزلة وقسوة المحيطين بها حتى وهى وسط عائلتها وأصدقائها، كما أن شعورها بالحرمان يفقدها منح الحب والحنان لمن حولها، مؤكدين أن فاقد الشىء لا يعطيه، فكيف للرجل أن يحرمها من ميراثها، ثم ينتظر أن تمنحه هو والأسرة الحب والحنان!.

وقال الدكتور جمال فرويز، أستشارى الطب النفسى، إن حرمان المرأة من ميراثها، يتسبب لها فى الكثير من الأزمات أهمها الاكتئاب، موضحا أن حرمان المرأة من ميراثها يؤثر على علاقاتها بزوجها، ويزيد من المشكلات بينهما.

ورأى «فرويز» أن شعور المرأة بالحرمان يمكن أن يدفعها لارتكاب جرائم، من أجل الدفاع عن النفس، ضد الاعتداء والإهانات والقهر فتتحمل المرأة الكثير والكثير لفترة من الزمن، ثم تبحث عن الانتقام، كما أن شعورها بقيام الرجل بالسطو قهرا على حقها دون رضاها يشعل لديها الشعور بالإحباط والقهر فهى تعمل وتكد من دون أن يكون لها رصيد مالى تستطيع التصرف فيه بكامل حريتها.

واعتبر أن الشعور بالظلم إحساس غير سليم فى المجتمع، سيولد فى نفس المرأة الكراهية ضد أقربائها من صلة الرحم كأبيها وأشقائها، وقد يؤدى إلى تفكك الأسر بما ينتج عنه من مشكلات بين المرأة وأبنائها «الذين من المفترض أن يستفيدوا من ميراثها» وبين زوجها وأقاربه وسيظلون يذكرونها بالظلم الذى تعرضت له من قبل أهلها.

وتقول الدكتورة سهير لطفى رئيس المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية الأسبق وأستاذ علم الاجتماع، إن حرمان المرأة من الميراث يشعرها بالحرمان مما يدفعها للتخطيط إلى ارتكاب الجريمة، نتيجة شعورها بأنها مخلوق ناقص بالنسبة للرجل أو أنها شىء مهمل لا يتنعم بأى حقوق أو مميزات.

وأكدت أن هناك نوعين من النساء، الأولى تستسلم للواقع الذى تصبح عليه، وتتأقلم على أنها ليس لها حاجة بميراثها، طالما أن جميع متطلباتها متوفرة، وهناك نوع آخر من النساء الذى يوصف بالعنيد، وهى لا تستسلم ولا ترضح للظروف والعادات والتقاليد الاجتماعية، التى يفرضها مجتمعها، مؤكدة أن تلك النساء لديهن قدرة كبيرة على الانتقام، ولا تستسلم بسهولة.

وأضاف أن معدلات جرائم المرأة زادت بشكل مبالغ فيه بالسنوات الأخيرة، مما يجعل الأمر أكثر خطورة على المجتمع بشكل عام، مشيرة إلى أن وحشية المجتمع وضغوطه المكدسة على المرأة فى حرمانها من الميراث يجعلها تتحول من رمز الرقة والحنان والعطاء، إلى رمز الوحشية والعنف باختلاف طبيعتها ككونها أنثى وبدلاً من أن تبعث الحياة تصبح جالبة للموت.

 

 

دار الإفتاء: عادة جاهلية!

من يحرم وارثًا من ميراثه يرتكب كبيرة من الكبائر.. هذا ما أعلنته دار الإفتاء المصرية، وقالت إن حرمان الوارث من الميراث بعد ثبوت حقه فيه حرامٌ شرعًا ومن كبائر الذنوب، لقول الله تعالى بعد ذكر تقسيم الميراث: {تلكَ حُدُودُ اللهِ ومَن يُطِعِ اللهَ ورسولَهُ يُدخِلهُ جَنَّاتٍ مِن تحتِها الأنهار خالِدِينَ فيها وذلكَ الفَوزُ العَظِيمُ ومَن يَعصِ اللهَ ورسولَه ويَتَعَدَّ حُدُودَهُ فإن له نارَ جَهَنَّمَ خالِدًا فيها وله عَذابٌ مُهِينٌ}، جاء ذلك فى رد دار الإفتاء على سؤال عبر صفحتها الرسمية يقول: «ما حكم حرمان المرأة من ميراثها؟، واستدلت دار الإفتاء بقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَطَعَ مِيرَاثًا فَرَضَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، قَطَعَ اللهُ بِهِ مِيرَاثًا مِنَ الْجَنَّةِ».

وأوضحت دار الإفتاء أن منع الميراث فى حق المرأة أشد، بل هو من مواريث الجاهلية؛ حذر منه النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى قوله: «اللهُمَّ إِنِّى أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: حَقَّ الْيَتِيمِ، وَحَقَّ الْمَرْأَةِ»، ومعنى «أُحَرِّجُ»: أُلْحِقُ الحَرَجَ وَهُوَ الإثْمُ بِمَنْ ضَيَّعَ حَقَّهُمَا، وَأُحَذِّرُ مِنْ ذلِكَ تَحْذِيرًا بَليغًا، وَأزْجُرُ عَنْهُ زجرًا أكيدًا.

 

 

أنور بهادر: وفد سوهاج يتبنى حملة لمكافحة الظاهرة

حسب العديد من الدراسات فإن أكثر النساء المحرومات من الميراث يتواجدن فى محافظات «الفيوم - كفر الشيخ - أسيوط - قنا - سوهاج - الدقهلية - الشرقية - المنيا - الجيزة».

 وأكدت الدراسة أن 35% من السيدات اللاتى حرمن من ميراثهن يتعرضن للإيذاء جسديا و15% يتعرضن للابتزاز المادى و50% يضطررن إلى التنازل عن حقوقهن خوفا من الخلافات الأسرية، وغضب الأهل وقطع صلة الرحم، ووفقا لآخر إحصائيات وزارة العدل يوجد ما يتجاوز 144 ألف قضية نزاع على ميراث سنويا.

من جانبه قال أنور بهادر عضو الهيئة العليا لحزب الوفد ورئيس اللجنة العامة لحزب الوفد بمحافظة سوهاج: «قضية حرمان المرأة من الميراث فى محافظات الصعيد تمثل تحديا قويا، فرغم زيادة التعليم والثقافة والانفتاح الاجتماعى، مازالت العادات والتقاليد تسيطر على عقول المواطنين بالصعيد، ونسب السيدات التى تأخذ ميراثها بشكل كامل فى الصعيد لا يتخطى 10%، بينما يمثل الـ90% ما بين حرمان بشكل كامل أو إعطائها (رضوى).

وأكد أنه ما زالت هناك الكثير من المشكلات منتشرة فى الصعيد بسبب الميراث، لافتًا إلى أن هناك الكثير من المواطنين لا يورثون المرأة نهائيا، وهناك بعض المواطنين لا يورثون المرأة ولكن يعطونها شيئاً اسمه (رضوى) بمعنى أن يعطيها أهلها أو إخوتها الذكور بعض الأموال ولكن لا يعطونها ميراثها من الأرض وهذه الطريقة تمثل الغالبية العظمى والعرف السائد فى محافظات الصعيد.

وأضاف أنه حتى تلك الأموال لا تمثل ثمن أرضها فى الميراث بشكل كامل، مشيرا إلى أن الكثير يرفض إعطاء المرأة ميراثها فى الأرض لكى لا تتفكك الأرض وتذهب إلى عائلة أخرى وهى زوج الأخت وأبناؤها.

وأرجع «بهادر» عدم توريث المرأة فى الصعيد إلى أن العادات والتقاليد الخاطئة لا تريد أن تندثر، والأمل فى أن تؤدى زيادة نسب التعليم فى الوقت الحالى بمحافظات الصعيد، إلى هدم العادات والتقاليد الخاطئة.

وأكد «بهادر» أن حزب الوفد بسوهاج، يقوم بدور توعوى ضخم، فى الكثير من القضايا الهامة بمحافظة سوهاج، ومنها قضية حرمان المرأة من الميراث، مؤكدا أن الحزب عقد العديد من الندوات شارك فيها أساتذة الجامعة والشخصيات الدينية والثقافية فى المحافظة، للتوعية بأهمية إعطاء المرأة ميراثها.

وأوضح عضو الهيئة العليا لـ«الوفد» أن محافظة سوهاج ومحافظات الصعيد تحتاج إلى الكثير من الجهود لتغيير العادات والتقاليد الخاطئة، مضيفا أن الكثير يرى أن عدم إعطاء المرأة لميراثها يحمى حقوق العائلة من عدم تفتيت الأرض، كما أن هناك من يتهم السيدة التى تقديم شكوى فى أخيها للمطالبة بالميراث بأنها عاقة لأهلها، كما أن الكثير من السيدات يرفضن المطالبة بميراثها، لكى تدوم المحبة بينها وبين إخوتها، ولكى تجد الحماية من جانب إخوتها الذكور إذا حدث شىء من غدر الزمن مثل طلاقها أو أزمات مع زوجها، كما أن بعض السيدات تقول أنا لا أريد أن أخسر إخوتى بسبب الميراث، وهناك بعض السيدات يرفضن أن يأخذن أرضا ويطلبن مالاً لكى تظل الأرض مملوكة لإخوتها، ولكن العرف السائد هو إعطاؤها (الرضوى) بدلاً من الميراث.