رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. شوقي علام مفتي الجمهورية : نسعي لتطوير ودعم التحول الرقمي بدور وهيئات الإفتاء فى العالم

د. شوقي علام مفتي
د. شوقي علام مفتي الجمهورية

وثيقة للتعاون الإفتائي .. وإزاحة الستار عن أكبر موسوعة فقهية

نبذل جهودا حثيثة لتفكيك" البنية الفكرية" لآراء وفتاوى التنظيمات الإرهابية

" الإخوان" جماعة ابتدعت الفرقة بين أبناء الوطن وابتكرت شعارات تحريضية ضد الدولة


الفتوى بنت زمانها ..و تجديد الخطاب الديني من أولى الضروريات


خلية نحل تعمل بدار الإفتاء المصرية على قدم وساق لإنجاح مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم الذى يأتى هذا العام تحت عنوان" مؤسسات الفتوى فى العصر الرقمي ..تحديات التطوير وآليات التعاون " الذى يعقد على مدار يومين متتاليين الاثنين والثلاثاء بمشاركة وفود من حوالى 85 دولة وبحضور العديد من الوزراء والسفراء والعلماء ورجال الدولة ،
وتعد دار الإفتاء المصرية مؤسسة دينية وطنية عريقة تميزت بالعمل المؤسسي المنظم الدقيق الذى تبلور فى العديد من الإنجازات المهمة والضخمة التى تخدم قضايا الإسلام الوطن ، وقد نجحت دار الإفتاء المصرية في سد فجوة الفتوى ، وتمتد جذورها فى أعماق تاريخ الدولة المصرية ، وقد توارد على منصبها أكابر علماء الأزهر الشريف الأجلاء ، وكما هو دأب دار الإفتاء العريقة فى الأعوام الأخيرة تقدم بشكل دقيق ومفصل الفتوى بما يتناسب مع طبيعة العصر والقضايا المعاصرة والتى جمعت فيها بين الأصالة والمعاصرة، وقد شهد هذا العام تحديا كبيرا تمثل فى انتشار فيروس كورونا (كوفيد19) الذى فرض تغييرا جذريا فى أنماط الحياة لمواجهة هذا الوباء ، الأمر الذى وضع مؤسسات الفتوى والمجامع الفقهية أمام تحديات كبيرة لإظهار مدى عصرية الفتوى ومواكبتها لكافة المستجدات واعتمادها على العلوم الحديثة والطبية فى تقدير الأمور والحكم عليها، وتمثلت نجاحات دار الإفتاء فى العديد من النجاحات التى تحققت على أرض الواقع ، " الوفد" التقت فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية ، ذلك الرجل المخلص والعالم التقي الورع_ حفظه الله_ الذى يقف علي رأس هذه المؤسسة العريقة ويقود العمل بها ومعه فريق من كبار العلماء المتخصصين ورجال الدين العظام والباحثين فى العلوم الدينية والشرعية .. ولاشك أن جهود الدار يلمسها القاصي والدانى والتى أصبحت مؤسسة عالمية للفتوى حول العالم.. أسئلة كثيرة طرحناها أمام فضيلة المفتى قبل انعقاد المؤتمر بيومين فماذا قال .. هذا مادار حوله الحوار:

 

 

* دار الإفتاء المصرية تسعى بكل جهد لعقد مؤتمرها السنوي فماذا في جعبتكم هذا العام؟

نسعى إلى تحقيق جملة أهداف استراتيجية ترمي إلى تحسين إدارة المؤسسات الإفتائية وتطوير ودعم التحوُّل الرقمي في دور وهيئات الإفتاء في العالم من خلال مؤتمرنا المرتقب الذى يحمل عنوان «مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي.. تحديات التطوير وآليات التعاون»، وسوف يشهد المؤتمر إزاحة الستار عن عدد من المشروعات والمبادرات المهمة التي تثري الحقل الإفتائي في الداخل والخارج، وتستشرف بها الدار ما هو منتظر منها في المستقبل من خطط طموحة ومشروعات واعدة وفعاليات دولية وإصدارات علمية وكل ما يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة، ويمنع نشر الأفكار الإرهابية المتطرفة، ويعزز مسيرة العمل الوطني، فضلا عن عرض مجموع الأبحاث المواكبة لمقتضيات العملِ الدينيِّ.

* ما أهم أهداف المؤتمر وما أهم المبادرات التي يحملها والمشروعات التي سوف تطلقها دار الإفتاء خلال الفترة الراهنة؟!

تدور أهداف المؤتمر حول زيادة الوعي بأهمية الرقمنة وما يعود من تفعيلها في المؤسسات الإفتائية على حالة الإفتاء وتفعيل دوره في المجتمعات، وتوضيح متطلبات تطوير المؤسسات الإفتائية تقنيًّا لإدخالها في عصر الرقمنة، وكذلك دعم التقنيات الرقمية القائمة في المؤسسات الإفتائية ونشرها بين أعضاء الأمانة العامة، إضافة إلى مناقشة وسائل الوقوف على متطلبات المستفتين في مختلف الدول الأعضاء ووضع الآليات المناسبة لتحقيق هذه المتطلبات باستخدام التقنية الرقمية، وإظهار قدرة المؤسسات الإفتائية على التخطيط الاستراتيجي للتعامل مع العالم الرقمي وغيره من التحديات، فضلا عن السعي إلى التعريف بالتجارب الثرية في مجال التحول الرقمي لبعض مؤسسات الفتوى في العالم الإسلامي، وكذلك بيان مدى استجابة الإفتاء كعلم للتقنيات الحديثة، وتوضيح مدى استفادة المؤسسات الإفتائية من التطور الرقمي في مواجهة جائحة "كورونا".

كذلك يهدف المؤتمر إلى مناقشة كيفية تفعيل الإفتاء الجماعي في المؤسسات الإفتائية في مواجهة الجوائح وعبور الأزمات، ووضع تصور دقيق لما يُعيق التعاون والتكامل بين مؤسسات الإفتاء يشمل: المظاهر، والأسباب، وطرق الحل، وكذلك تجلية التشريعات القانونية التي تتعلق بعملية التحول الرقمي وتأثيرها على المؤسسات الإفتائية، إلى جانب تبني آليات لنشر ثقافة الإفتاء والاستفتاء الرقمي على مستويات شتى، والخروج بمبادرات عاجلة لتفعيل التعاون بين المؤسسات الإفتائية المختلفة، كما لن تغفل أهداف المؤتمر تطوير الأداء الإفتائي للعاملين في مؤسسات الفتوى من خلال توظيف التكنولوجيا الرقمية واستثمارها إيجابيًّا في عملية التطوير ووضع خطوات عملية لتحقيق التطوير.

أما عن أهم المشروعات المرتقبة فيأتي على رأسها الإعلان عن وثيقة "التعاون الإفتائي، وإزاحة الستار عن اكبر موسوعة فقهية في 20 مجلدا وهى "المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية"، وكذلك الإعلان عن الدليل المرجعي لمواجهة التطرف، والانحرافات الفقهية للمتطرفين، إلى جانب مجموعة أخرى من الإصدارات والتطبيقات التكنولوجيه المهمة من بينها "التأسلم السياسي"، و "معجم مصطلحات التطرف"، و المكتبة الإلكترونية للإنتاج الإفتائي (الإصدار الأول) Anthology of Fatwas وكذلك.       The Legacy continues
كما سنعلن عن الفائز بجائزة الإمام القرافي لهذا العام، وتخريج دفعة من أئمة المساجد في الخارج، إلى جانب عرض نتائج المؤشر العالمي للفتوى.

 


* كيف تعمل دار الإفتاء على وأد فكر جماعة الاخوان وتطهير المجتمع من أفكارها وحماية الشباب من السقوط أسرى لأفكارها؟!

جماعة الإخوان المنحرفة هي من ابتدعت الفرقة بين أبناء الوطن الواحد وهي التي ابتكرت الشعارات المحرضة ضد مؤسسات الدولة، بل حاولت وتحاول أن تفصل المواطن عن علماء الأزهر الرسميين لأغراض خبيثة لديها، وقد كان لزاما علينا ضرورة مواجهة الجماعات المتشددة التي تزرع بذور الشقاق وتهدد السلم والأمن الفكري والمجتمعي عن طريق إغراق صفحات التواصل الاجتماعي بسيل من المعلومات السليمة تصحح هذه الأفكار المغلوطة.
وفى إطار ذلك قمنا من خلال صفحة دار الإفتاء على الفيس بوك التي كانت بمثابة البداية لهذا الغرض، حيث زاد متابعوها على عشرة ملايين متابع من داخل مصر وخارجها، جُلُّهم من الشباب، من خلالها نصحح مفاهيمهم عن طريق فتاوى الوعظ وتصحيح المفاهيم.
كذلك من خلال البث المباشر اليومي على صفحة الفيس بوك لمدة ساعة، من الأحد إلى الخميس، وعقد مجالس الإفتاء في المساجد الكبرى بالمحافظات بالتعاون مع وزارة الأوقاف، ، كما دشنا وحدة الرسوم المتحركة للرد على الفتاوى المتطرفة بأسلوب مبسط يصل لفكر الجميع ، حيث ندفع هذا الفكر المتشدد وندحضه، ولا نترك فراغًا يمكن أن تسده جماعات متشددة غير مختصة؛ فالفراغ لا بد أن يملأ، وإن لم يملأ بالحق ملئ بالباطل.

* كيف ترى فضيلتكم تعنت إثيوبيا في حق مصر في مياه النيل وهجوم مفتي إثيوبيا على شيخ الأزهر الشريف وترويج جماعة الإخوان إلى فشل مصر في معالجة الأمر واتخاذ موقف رادع حيال إثيوبيا حتى وإن وصل الأمر للحرب؟!

قضية سد النهضة تحكمها لوائح وقوانين دولية اتفق عليها العالم كله بإدارة الأنهار والبحار والمحيطات، ونحن نترك هذا الأمر ونثق في قدرة قادتنا المسؤولين عن إدارة الملف، وفي قائدنا الرئيس عبدالفتاح السيسي، في التعامل مع الأمر بحمكة واقتدار، حيث ننظر بتقدير عالى المستوى للموقف المصري المتخذ في قضية سد النهضة، وصبر الإدارة المصرية في إدارة الملف.
ولا شك إن أي تهديد لأمن مصر المائي وحقوقها التاريخية في مياه نهر النيل يؤدي إلى عدم الاستقرار، ويزيد الصراعات في المنطقة ويدخلها في موجة من التوتر التي لا تحمد عواقبها، لذا ندعو المجتمع الدولي وكافة الهيئات والمنظمات الدولية ذات الصلة إلى دعم ومساندة الحق المصري التاريخي في مياه نهر النيل، والوقوف بجانب مصر ودعم جهودها الحثيثة للوصول إلى حل سلمي مناسب يضمن حقوقها المائية كاملة، بما يجنب المنطقة الدخول في موجة من التوتر والصراعات وعدم الاستقرار.

* ما سبل وآليات التصدي الفكري للتنظيمات الإرهابية وكيف تسهم دار الإفتاء المصرية في ذلك؟

- دار الإفتاء المصرية تبذل جهودا حثيثة في مجال تفكيك "البنية الفكرية" للأفكار والآراء والفتاوى المتطرفة التي يتغذى عليها الإرهاب وتنظيماته المتعددة على تنوعها، مثل "الإخوان" و "داعش" و"جبهة النصرة" و"أنصار بيت المقدس" و"القاعدة" وغيرها ، فتلك المجموعات والتنظيمات الإرهابية قامت بأكبر حملة في تاريخ الإنسانية لتصدير صورة مشوهة للدين الإسلامي الحنيف أمام العالم، والذي هو في حقيقته دين الرحمة والرفق والسلام والتعايش بين البشر، وفلسفة دار الإفتاء تقوم على الوقاية الفكرية وحصار الأفكار المتطرفة والتكفيرية، وكذلك محاولة هدم بنيان الأفكار المتطرفة داخل نفوس المتطرفين وإعادة تأهيلهم، وفي هذا الإطار تم مطلع عام 2014 إنشاء مرصد الفتاوى التكفيرية لرصد الفتاوى الشاذة والمتطرفة التي تحض على التكفير من خلال كافة وسائل الإعلام والوسائط، وتحليلها علميا وإعداد دراسات لتفنيدها وإظهار عدم صحتها، فضلا عن إعداد نحو 170 تقريرا في شأن تحليل الفتاوى التكفيرية والمتطرفة، استفادت منها مراكز الأبحاث العلمية في مصر وكذلك في الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الأوروبية، علاوة على أن دار الإفتاء لديها أرشيف كامل لكل ما كتبه تنظيم داعش الإرهابي، وتقوم بتفنيد والرد على كافة الأفكار المغلوطة لهذا التنظيم بالمعلومات والآراء الفقهية السليمة من خلال المحاضرات والندوات ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي عبر شبكة الانترنت والفتاوى الموجزة، والأسئلة التي تتلقاها دار الإفتاء والتي وصلت إلى نحو 2400 سؤال واستفسار يوميا يتم الإجابة عليها.

* ماذا عن أبرز ملامح الفساد الإخواني في المجتمع وهل يمكن وجود تكتل دولي إفتائي لمحاربة هذا الفساد وما أهم الأدلة التي تؤكد تحريم الانتماء للجماعات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان؟

فساد الإخوان يتلخص في غرسهم أفكارا مغلوطة في حقيقة الدين لاستغلال العاطفة الدينية للمصريين لتحقيق مكاسب سياسية للجماعة، فالمصريون لديهم نزعة دينية، ويحبون من يقول: قال الله وقال الرسول، ومن يتحدث في الشأن الديني، ومن يتحدث بهذه العاطفة يلقى إقبالًا كبيرًا، وجماعة الإخوان قدمت الخطاب الديني بطريقة غير صحيحة، واختطفوا الخطاب الديني في مرحلة زمنية معينة.
والأدلة على تحريم الانتماء للجماعات الإرهابية مثل الإخوان كثيرة، حيث يقوم القرآن الكريم على التعاون والوحدة، وما يؤدي إلى الاستقرار والعمران وما يؤدي إلى تحقيق خلافة الله في الأرض من قِبل الإنسان خلافة حقيقية يسودها روح العمران الحقيقي، وإذا لاحظنا مسيرة الإخوان منذ عام 1928 والتنظير والتطبيق والفكر والفعل، فلن نجد أي توأمة مع ما قاله القرآن، ونجد بالفعل أن اتجاهاتالجماعة لا تؤدي إلى عمران بل تؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمعات والدول والحكم.
أما بشأن وجود تكتل دولي إفتائي، فقد سعينا بالفعل من خلال إنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، التي تعمل تحت مظلة دار الإفتاء المصرية وتم إنشاؤها في عام 2015 إلى خلق هذا التكتل حيث تجمع الأمانة في طياته ما يناهز 85 مؤسسة وهيئة إفتائية، تعمل وفق استراتيجية محددة لتجديد الخطاب الديني ونزع ما علق به من أزمات وكذلك تصحيح صورة الإسلام بالخارج.

* جماعة الإخوان مثلت خطرا على الدين الإسلامي وعلى الوطن كيف ترون الطرح الذي يرى بالمصالحة بين الدولة والإخوان وماردكم على ذلك؟
فكر الإخوان غريب على البيئة المصرية؛ ولذا لم تنجح جماعة الإخوان في احتواء الشعب المصري، ولا الاندماج معه؛ لأن فكرهم ومنهجهم قائم على الاستعلاء والاستكبار، و الإخوان احتكروا الحقيقة والحق لأنفسهم، بل احتكروا اسم الإسلام

لجماعتهم، حتى وصل بهم الأمر إلى الحكم بجاهلية المجتمع، وبالتالي تبرير الصراع والصدام مع الشعب، فهي جماعة كجماعة الخوارج قديمًا انتهجت العنف والدم ولا تصالح مع الدم، و يجب الدفاع بشراسة ضد فكر هذه المجموعات الإرهابية وضد وجودها.

* جماعة الإخوان ترى أن فكرة الوطن فكرة جاهلية واشتهر عن فضيلتكم مصطلح “فقه الدولة" فماذا يعني وكيف يمكن تفعيله للرد على الأفكار المغلوطة التي تطلقها الجماعة؟

فقه الدولة يعني بالأحكام المتعلقة بعلاقة الدولة بالمؤسسات، وعلاقة الدولة بالأفراد، وفقه الدولة في الوقت الحاضر القائم على العمران والتنمية ينبغي الالتفات إليه وهو فقه مؤصل منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم فعقب إعلان وثيقة المدينة عمل على تأسيس مقومات الدولة وبناء كيانها وهيكلها الأساسي لِما للدولة من أهمية في النهوض الحضاري، وتحقيق مصالح الفرد والمجتمع، وفي ذلك دلالة واضحة على أهمية بناء الدولة على أسس متينة من السمو الروحي والرقي الأخلاقي والتطور الحضاري.

*ما الدور الذي تقوم به الأمانة العامة لدور هيئات الإفتاء في العالم في مواجهة الفكر المتطرف والمغلوط؟

الدار أنشأت كيانًا دوليًا هو الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، التي تضم هيئات ومؤسسات إفتائية من جميع قارات العالم من أجل أن تكون مظلة تعمل على مواجهة الفتاوى المتطرفة، وبحث كافة المسائل المتعلقة بالمسلمين في أنحاء العالم، وتدريب وتأهيل المفتين والتعاون فيما بينهم، وقد قدمت الأمانة العامة خلال 6 سنوات عددا من المشروعات والمبادرات ومواجهة التحديات الإفتائية، وأكثر من 20 مبادرة و30 منتجًا علميًا لمحاربة التطرف، و5 مؤتمرات عالمية جمعت مفتي العالم.
كما تستعد الأمانة العامة لدور الإفتاء العالمية لتدشين مكاتب تمثيلية في مختلف القارات لخدمة العالم الإسلامي، ونشرت 26 عدد من «جسور» التي تعد لسان الأمانة العامة الناطق بوسطية الإعلام الديني. وأنشأت أول منصة إلكترونية شاملة للولوج إلى العالم الرقمي، وتطبيق Fatwa Pro الموجه لتقديم الدعم الإفتائي للجاليات المسلمة في الغرب لتحصينهم من منصات الإفتاء المتطرفة باللغات الإنجليزية والفرنسية كمرحلة أولى، فضلا عن تدشين «مركز سلام» الأقوى عالميًا في دراسات التطرف والإرهاب، و«المعلمة المصرية» أكبر موسوعة فقهية ٤٠ مجلدا صدر منها ٢٢ حتى الآن.
* أطلق مصطلح الإسلام السياسي فهل هناك إسلام سياسي وآخر لا سياسي وكيف يمكن معالجة اللغط الذي يدور حول هذه المصطلحات؟

ما يُطلق عليه مشروع (الإسلام السياسي) كما هو مشهور إعلاميًّا أو مشروع (التأسلم السياسي) كما يجب أن يطلق عليه- تنزيهًا للإسلام الحنيف- من الأمور التي شغلت بال العلماء والمفكرين والكتاب المعاصرين، وذلك منذ نشوء هذه الظاهرة في بداياتها الغامضة على يد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان وحتى يومنا هذا، وقد تحولت ظاهرة ما يعرف (بالإسلام السياسي) أو (التأسلم السياسي) من دعوة تدعي أنها إسلامية، تدعو إلى إحياء شعائر الإسلام في نفوس الناس، والدعوةِ إلى التمسك بالقيم الإسلامية ومكارم الأخلاق الكريمة، إلى كارثة أو كابوس مزعج للأمة الإسلامية بل وللعالم بأسره.
والأساس الأول الذي قام عليه هذا المشروع المتأسلم وهو وجوب العمل لإحياء مشروع الخلافة الإسلامية، فلم يستندوا إلى أي دليل شرعي ولا حتى أساس واقعي على هذا الوجوب، والوجوب حكم شرعي لا يثبت إلا بدليل ولا يوجد دليل، وفي الحديث النبوي الشريف إشارة واضحة لوجود فرق وجماعات مدعية باطلة تثير الفتن، وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم باعتزال تلك الفرق جميعًا.

* قضية تجديد الخطاب الديني ترتبط بالمستجدات والنوازل التى باتت تحتاج إلى معالجة دقيقة فماذا عن خطواتك في هذا المضمار؟ خاصة أن البعض يرى أن المؤسسات الدينية فشلت في التجديد فما ردكم على هذا الطرح؟

تجديد الخطاب الديني يعني تغيير الفتوى بتغير الزمان، فالفتوى بنت زمانها، تجديد الخطاب الديني أصبح واجب الوقت، وأوْلَى الضروريات التي يجب الاعتناء بها، وصرف الجهود لتحقيقها، و ذلك الاهتمام البالغ بتجديد الخطاب الديني تحديدًا ينطلق من الإيمان بأنه الخطاب الأكثر قدرةً وفعاليةً على التوجيه وتعديل المسارات السلوكية والأخلاقية في المجتمعات العربية والإسلامية؛ فعلى الرغم من أهمية الخطاب التعليمي والثقافي والإعلامي فإن الخطاب الديني يبقى له هذا الدور المميز والمكانة الخاصة؛ وذلك نظرًا لما يُمثله الدين من ركيزة أساسية في تكوين الشخصية العربية والإسلامية، وما يمر به عالمنا العربي والإسلامي من شيوع التطرف الديني أو الطائفي أو المذهبي الذي يرتكز على أفكارٍ تخنُق الإبداع وتحدُّ من حرية الفكر والتعبير، ما يمر به عالمنا من ذلك كله يجعل من تجديد الخطاب الديني ضرورةً حياتية وحتمية حضارية.

*  يرى الكثير أن هناك صراعا محتدما بين دعاة العلمانية في مصر وبين الأزهر الشريف كيف ترون هذه الانتقادات اللاذعة التي تظهر من الحين لآخر ضد الأزهر؟

لسنا دولة دينية أو علمانية، فمصر تجمع بين الدين والدنيا، والأزهر هو مرجعيتنا الدينية وهو المسئول الأول عن الحفاظ علي الشريعة الاسلامية وعلي الهوية الاسلامية، باعتبار المواطنة المعيار والمحدد الأساسي لعلاقة الشعب ببعضه البعض، والتعايش بين كل أطياف المجتمع دون تمييز مراعاة لكل الحقوق الخاصة بجميع فئات الشعب أجمع، وتقديم المصلحة الوطنية لمصر فوق كل اعتبار سياسي أو حزبي .

* هل جائحة كورونا أثرت على خطة واستراتيجية عمل دار الإفتاء وكيف تعمل دار الإفتاء على التوعية بمخاطر هذه الجائحة؟
- تحرص دار الإفتاء المصرية، على التواصل والوصول إلى الناس في كل مكان، حتى بعد جائحة كورونا، من خلال المنصات والقنوات المختلفة، وجائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 فرضت ثقافة خاصة غيرت أنماط الحياة تغيرا جذريا من أجل مكافحة هذا الوباء، من ثم برز دور مؤسسات الفتوى التي كانت على مستوى الحدث.
وقد واكبنا هذه المستجدات الطارئة بفتاوى عصرية تعتمد آخر مستجدات العلوم والطب لتقدير حجم المسألة والوقوف على كافة أبعادها وآثارها من أجل الحكم عليها، كما أصدرنا العديد من الفتاوى والبيانات التي تنم عن بعد نظر وإدراك عميق لحجم المسئولية، فعالجت آثار الجائحة وأبصرت الناس بكيفية التعامل معها في إطار الشريعة، كما اعتمدت بشكل كبير منذ بداية هذه الأزمة على وسائل التكنولوجيا الحديثة لإيصال رسالتها والتواصل مع الجمهورية، وزيادة فترة البث المباشر، واستقبال الفتاوى عبر الخط الساخن للدار وتطبيق الدار على الهواتف الذكية كذلك، هذا فضلًا عن التحذيرات المستمرة من الدار للمواطنين بعدم التهاون في الإجراءات الاحترازية أو التحايل عليها، كما أصدرت الدار العديد من الفتاوى تتعلق بالمستجدات التي طرأت مع هذه الجائحة فيما يخص العبادات والمعاملات وغيرها من الأمور، وما زلنا مستمرين على هذا النهج.

 *أخيرا.. ما أبرز طموحاتك التي تتمناها فضيلتكم بعد أن أصبحت دار الإفتاء مؤسسة عالمية لرعاية الفتوى حول العالم؟

أطمح إلى استمرار دار الإفتاء على عهدها في تطوير أدواتها وآلياتها لبيان صحيح الدين لعموم المسلمين والحفاظ على مكانتها كمرجعية إفتائية مهمة في مصر والعالم أجمع، حيث استطعنا خلال السنوات الماضية إحداث نقلة نوعية في منظومة العمل داخل الدار بالتوسع الأفقي الشامل في إداراتها واستكمال الإنجازات التي حققتها خلال الأعوام السابقة في رفع كفاءة منظومة الخدمات الإفتائية التي تقدمها وتسهم في إيصال الرسالة الإفتائية الصحيحة لجميع المسلمين في الشرق والغرب، وزيادة حضورها عبر منصات "السوشيال ميديا"، بهدف الوصول لشريحة الشباب من كل الجنسيات، كما أطمح أيضا في استمرار نجاح الأمانة العالمة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التي تم تدشينها عام 2015 تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، حيث أصبحت ذراعا عالمية تضم في طياتها دور وهيئات الإفتاء في العالم وباتت على قدرٍ عالٍ من الأهمية لنجاحها في قيادة قاطرة العالم الإسلامي.