رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حديقة قصر عابدين.. مزار أثرى أتلفه الإهمال

بوابة الوفد الإلكترونية

حراس القصر: الشرطة لا تسمح بوجود أى شخص فى الحديقة سوى فى شهر رمضان والمناسبات الدينية!

 

قصر عابدين تحفة أثرية عمرها يزيد على 140 عامًا.. قصر ملىء بالذكريات والحكايات عن الأحداث السياسية والاجتماعية التى شهدتها مصر لعدة قرون.. كان مقرًا للحكم لـ6 حكام، منذ عهد الخديو إسماعيل، مروراً بالخديو توفيق، وعباس حلمى الثانى، والملك فؤاد والملك فاروق، وحتى الرئيس الراحل أنور السادات، وشهد العديد من الاستقبالات الرسمية.

خضع لتطوير شامل عام 2015 تحت إشراف جهاز التنسيق الحضارى، وتم ترميم واجهات المبانى المطلة على الميدان، والذى صار مكانًا يقصده المواطنون للاستمتاع بالمظهر الخلاب.

فى الفترة الأخيرة تحولت الحديقة الملاصقة للقصر إلى مرتع للمتسولين والباعة الجائلين، الأمر الذى دفع عدداً من نواب البرلمان للتصدى لتقديم طلبات إحاطة وطالبوا الحكومة باتخاذ ما يلزم من إجراءات فى سبيل إخلاء محيط القصر العريق من المتسولين والباعة الجائلين حفاظًا على الشكل الأثرى والتراثى والتاريخى المهيب للقصر وللميدان الذى يطل عليه، باعتباره مقصدًا سياحيًا.

«الوفد» تجولت بمحيط القصر، والذى يُعد واحدًا من القصور الأثرية التابعة لوزارة الآثار.. أنشأه الخديو إسماعيل، وينسب إلى عابدين بك، وهو أحد الضباط الأتراك، وكان يمتلك بيتاً فى هذا المكان قام بشرائه الخديو إسماعيل بعد وفاة صاحبه، وضم إليه مئات الأفدنة وأمر بتشييد قصر ليكون مقراً للحكم، وتكلف إنشاؤه 565 ألفًا و570 جنيهًا، بخلاف الأثاث الذى تكلف مليونى جنيه، ويعد القصر البداية الأولى لظهور القاهرة الحديثة.

ويضم القصر 500 غرفة ومكتبة بها أكثر من 55 ألف كتاب، ورغم أنه أصغر القصور الرئاسية مساحة، لكنه أهمها من الناحية التاريخية والرسمية.

الطريق المؤدى للقصر يتفرع منه عدد من الميادين الحيوية منها باب اللوق الملىء بمحلات الأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلية... وتتوسطه محلات الطعام والمقاهى.. وفى نهايته يوجد القصر، الذى يطل على حديقة تتخللها الأشجار وتكسوها الحشائش الخضراء.

حديقة القصر مسجلة كتراث طبقًا لقانون 119 لعام 2008، وأى تغيير فيها حتى لو بزرع شجرة أو إزالتها لا بد أن يخضع لاشتراطات جهاز التنسيق الحضارى، ولكن الحال تبدل، وتناثرت فى أرجائها أكياس القمامة وأعقاب السجائر، فضلًا عن تواجد متسولين بملابس بالية يقيمون بشكل دائم داخل الحديقة، بعضهم استعان بمجموعة من الأوراق المتناثرة على الأرض لتغطية جسدهم ووجوههم من أشعة الشمس، وآخرون فضلوا النوم بدون ساتر يقيهم من حرارة الشمس فى فترة الظهيرة.

بسؤال أحدهم عن سبب وجوده فى الحديقة ونومه بهذه الطريقة فى هذا المكان الأثرى، أكد أنه لا يوجد مأوى يذهب إليه، وقال: أنام فى الحديقة وأنا مطمئن أنه لن يحدث لى مكروه من أى

بلطجى، لأن المكان عليه حراسة!

على جانب آخر.. تعج الحديقة بـ«الشحاتين» الذين يهرولون إليك بمجرد أن تمر بالمكان ليمدوا أيديهم طلبا لـ«حسنة» يشترون بها طعاماً –على حد قولهم- وبالكاد يسمحون لك بالمرور دون أن تعطيهم ما يرغبون به.

فى زواية مختلفة من حديقة القصر.. هناك العشرات من الباحثين عن مكان ليستريحوا فيه لبعض دقائق، فحوّلوا أشجار الحديقة إلى استراحة مفتوحة!

والأخطر أن محيط القصر أقيم به مقهى يستقبل زبائنه طوال اليوم.. ليلاً ونهاراً!

فيما ينتشر عدد عدد كبير من العمال والصنايعية بمحيط القصر ممن يسكنون حى عابدين أو يعملون.

وأكد عدد من حراس المبنى الأثرى.. أن الشرطة لا تسمح بوجود أى شخص فى الحديقة خاصةً أن المكان أثرى ومزار عالمى.. لكن فى شهر رمضان والمناسبات الدينية يأتى العديد من البسطاء للحديقة ويستقرون فيها حتى يسترزقوا أو يعطف عليهم أحد من أهل المنطقة أو غيرهم.

وأشار إلى أن قوات الشرطة تسمح بالجلوس فى المكان لمدة لا تزيد على نصف ساعة ثم سرعان ما يطالبون الجالسين فى الحديقة بالرحيل، لكن المتشردين أو بعض «الشحاتين» حتى إن رحلوا يعودون مرة أخرى للمكان فى غضون دقائق قليلة ليستقروا مرة أخرى داخلها، لافتًا إلى أن أغلبهم ليس له مأوى أو مكان يذهب إليه، لذلك أحياناً الأمن يتعاطف معاهم ويتركهم فى الحديقة.

من جانبه، نوه سعفان عبدالعاطى، أحد العاملين بمنطقة عابدين، إلى أن حديقة القصر لم تعد كما كانت فى السابق.. فحسب وصفه باتت عشوائية وفوضوية للغاية، حتى إن أغلب العائلات التى كانت تجلس فيها عند زيارتها القصر.. أصبحوا يتجنبون المرور من أمامهم نظرًا لأنها تعج بعدد كبير من المتسولين.. علاوةً على وجود بعض النشالين الذين يتسللون للمكان للسرقة.