رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

متحف الحضارة... مرآة تعكس التاريخ المصرى العظيم

 المتحف القومى للحضارة
المتحف القومى للحضارة

على بُعد أمتار من دار الوثائق القومية، ومجمع الأديان، وبإطلالته الرائعة على بحيرة عين الصيرة، أصبح المتحف القومى للحضارة المصرية أشهر مكان فى مدينة الفسطاط التى كانت أول عواصم مصر الإسلامية، فمن داخل المتحف يمكن مشاهدة العديد من المبانى الأثرية القريبة، وعلى رأسها قلعة محمد على باشا، وهو من أضخم وأكبر متاحف الآثار فى العالم، حيث تصل مساحته إلى أكثر من 140 ألف متر مربع، وبيستوعب ما يقرب من ٥٠ ألف قطعة أثرية تحكى مراحل تطور الحضارة المصرية منذ أقدم العصور حتى العصر الحديث، وتعود فكرة إنشائه إلى منظمة اليونسكو عام 1982، وهو أول متحف يتم تخصيصه لمجمل الحضارة المصرية؛ وذلك لأن القطع الأثرية تحكى مراحل تطور الحضارة المصرية، ويضم سبعة معارض مختلفة، أهمها المعرض الرئيسى الدائم الذى يعرض أهم إنجازات الحضارة المصرية، بالإضافة إلى ستة معارض أخرى تتناول موضوعات: الحضارة، والنيل، والكتابة، والدولة والمجتمع، والثقافة، والمعتقدات والأفكار، بالإضافة إلى معرض المومياوات الملكية.

ويتميز المتحف، والذى وضع حجر الأساس له فى عام 2002، بفخامته واتساعه، تلك الفخامة يشعر بها الزائر بمجرد أن تطأ قدماه ذلك المدخل الطويل الذى تزين جوانبه الأعمدة الضخمة، والذى يعبره وصولًا لقاعة العرض المؤقتة، والتى تعرض الكثير من الصناعات المصرية على مر العصور، كالصناعات الفخارية والمنسوجات والأزياء والحلى الذهبية والفضية، وتظهر تلك المعروضات مدى تطور المصنوعات الفخارية والزجاجية فى مصر القديمة والوسطى والحديثة، لذا يوجد داخل البهو العديد من المجسمات للصانع المصري، بمختلف المهن التى احترف العمل بها، بجواره بعض الأدوات الخشبية والكراسى التى كان يجلس عليها، بالإضافة إلى الكثير من الأوانى الخزفية والجداريات والأبواب، والتى تؤكد براعة الصانع المصري.

أما أشهر معروضات المتحف فهى المومياوات الملكية، والتى نقلت إليه فى موكب مهيب، ضم 22 مومياء ملكية، على رأسها رمسيس الثانى وأمنحوتب الثانى ومرنبتاح، وتم تخصيص قاعة ضخمة لها بالطابق السفلى من المتحف، كما يضم المتحف تابوتين واحد منها خاص بـ «سنجم» رئيس عمال الملك «سيتى الأول» والآخر خاص بزوجته، والتابوتان مصنوعان من الخشب على الشكل الآدمي، وعليهما زخارف ملونة، كما يوجد بداخل كل منهما مومياء المتوفى فى حالة جيدة من الحفظ.

كما يوجد معرض يحمل عنوان «الحرف والصناعات المصرية عبر العصور»، يضم حوالى ٤٢٠ قطعة أثرية مختارة من بعض المتاحف، والعديد من المجسمات، بالإضافة إلى شاشات كبيرة تعرض عددًا من الأفلام الوثائقية التى تتناول تاريخ كل حرفة وتطورها عبر العصور،

كما يتضمن المتحف قاعة ومركزًا للتعليم والبحث، فضلا عن معرض متعلق بتطور مدينة القاهرة، بالإضافة إلى شاشة عرض الفيديوهات العلمية ثلاثية الأبعاد، وقاعات المؤتمرات والمحاضرات والأنشطة الثقافية.

أما قاعة «العرض المركزي»، فتحكى مُلخصًا عن الحضارة المصرية منذ ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، وتقع على مساحة 2500 متر مربع، وتقدم عرضًا للحضارة المصرية من خلال قطع أثرية ونماذج، وشاشات عرض «وسائط متعددة» ولوحات جرافيك.

وهناك مجموعة الأوانى الفخارية المعروفة بالأوانى ذات الحافة السوداء، والتى تعود إلى عصر ما قبل الأسرات، أى إلى حوالى 7000 سنة، وما زالت حتى الآن تحتفظ بشكلها وجودتها وحتى لمعتها، كما يحوى المتحف قطعة قماش مصنوعة من الكتان مهداة من عائلة حتشبسوت ( 1458 –1479ق.م) لعائلة المعمارى سننموت، الذى بنى معبد الدير البحري، ومدون عليها اسم الملكة، وهى من القطع النادرة بالمتحف.

كما يستمتع الزوار بمشاهدة الكرسى الملكى الخاص بالملكة حتب حرس، أم الملك خوفو (2528- 2551ق.م) من الأسرة الرابعة فى الدولة القديمة، كما يمكن مقارنته بالكرسى المجاور له، والذى كان مخصصًا لعامة الشعب من الدولة القديمة، والذى يحوى تفاصيل تسلب الأنفاس، والكرسى مكون من 121 قطعة من خشب الرمان، ومصمم بطريقة هندسية تُعرف باسم توزيع جهد على أربع نقاط، والأربطة الخاصة به من ورق البردي.

ولمزيد من الإمتاع، جرى عرض مجموعة من المصاغ والحلي لتبرز القدرة العالية للفنان المصري، ومنها ما ينتمى للدولة الوسطى، ثم عدد آخر من الحلي من سيوة وسيناء والنوبة، ومجموعة من ذهب القشرة المعروف بالريف المصري؛ ليوضح أن صناعة الحلي لم تقتصر على الملوك، لكن شملت كل فئات الشعب المصري.