رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. جمال رجب سيدبى نائب رئيس جامعة السويس السابق: الإرهاب ظاهرة عالمية لا وطن له ولا دين

د. جمال رجب سيدبى
د. جمال رجب سيدبى

التجديد لا يعنى الذوبان فى الآخر.. وفتاوى التكفير خطر على استقرار المجتمعات

 

الإسلام لا يعرف الصدام.. والطعن فى ثوابته جهل بالدين

 

الأزهر الشريف قلعة الوسطية والتسامح فى العالم

 

«أكد الدكتور جمال رجب سيدبى نائب رئيس جامعة السويس السابق وعميد كلية الآداب سابقاً، أستاذ الفلسفة الإسلامية، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن الإسلام لا يعرف الصدام مع أحد وإنما يدعو للتعارف والتآلف، وأن الكتابات المغرضة عند بعض الغربيين هى التى تصب فى هذا الهدف، مشيرًا إلى أن الإرهاب ظاهرة عالمية لا وطن له ولا دين، وأن الفتاوى التكفيرية تصدر من أناس لم يعرفوا حقيقة الدين وسماحته، وقال «سيدبي» إن قضية التجديد شغلت العقل المسلم فى العقود الأخيرة، إلا أن البعض يظن أن المقصود بالتجديد هو الذوبان فى الآخر، وهذا غير صحيح، فالثابت لا تجديد فيه، أما ظنى الدلالة الذى يحتمل أكثر من معنى فوارد فيه التجديد، وأشار نائب رئيس جامعة السويس إلى أن المؤسسات الإسلامية ورجال العلم عليهم عبء كبير فى تبصرة الناس بصحيح الدين بلا غلو أو إسراف وفى الوقت نفسه الانفتاح على الآخر مع المحافظة على ثوابتنا.

«الوفد» التقت الدكتور جمال رجب سيدبى وهذا نص الحوار:

< بداية..="" ما="" الدور="" المنوط="" به="" للمؤسسات="" الدينية="" والعلماء="" فى="" ظل="" الظروف="" القاسية="" التى="" تمر="" بها="" الدول="" الإسلامية="" فى="" الوقت="">

ـ مما لا شك فيك، أن العالم الآن يمر بتيارات مختلفة مثل العولمة والحداثة وما بعد الحداثة وكلها تحمل أفكاراً تؤثر بشكل أو بآخر على الدول العربية والإسلامية، ومن هنا فإن الدور والأمل معقود على المؤسسات الإسلامية ورجال العلم فى تبصرة الناس بصحيح الدين بلا غلو أو إسراف وفى الوقت نفسه الانفتاح على الآخر مع المحافظة على ثوابتنا، وفيما أعتقد أن مثل هذ الموضوعات الكبرى تحتاج إلى مجهود المؤسسات الدينية فى الوقت الراهن وكما قلت هى ظروف قاسية.

< ماذا="" عن="" مشروعية="" التجديد="" فى="" الخطاب="" الدينى="" وكيف="" يكون="" التجديد="" من="" وجهة="">

ـ قضية التجديد من القضايا التى شغلت العقل المسلم فى العقود الأخيرة، وبداية أود القول إننا ينبغى أن نحرر معنى التجديد لما أصابه من غبش، ربما يظن البعض أن المقصود بالتجديد الذوبان فى الآخر، ولكنى أرى أننا ينبغى أن نفرق بين الثوابت والمتغيرات، فالثابت لا تجديد فيه مثل وجوب الصلوات الخمس وما اتفقت عليه الأمة، أما ظنى الدلالة مثل «وامسحوا برؤوسكم» فإن الباء تحتمل أكثر من معنى مثل التبعيض أولاً الإلصاق» وكل إمام فى الاجتهاد قد أخذ برأى من الآراء، وينبغى تجديد الخطاب الدينى من حيث المضمون والمنهج بآليات تواكب منطق العصر وقضاياه لا أن نعيش خارج التاريخ، بالإضافة إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة، وتصحيح الفهم الخاطئ عن الدين والتحذير من كل الأفكار الخاطئة، كما جاء عن النبى صلى الله عليه وسلم «يحمل هذا العلم من كل خلف عدو له ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين» كما ينبغى الاهتمام بفقه الدنيا والآخرة، كما يقول الحق سبحانه وتعالي: «وفى الأرض آيات للموقنين وفى أنفسكم أفلا تبصرون» «الذاريات: 20 ـ 21».

فليس دور الخطاب الدينى التذكرة بأمور الآخرة وحسب، وإنما لابد أن يجمع الخطاب الدينى بين الدنيا والآخرة وهذه الدعوة فيما نعتقد تحتاج إلى عقل واع يعرف المقاصد للشريعة الإسلامية، فضلاً عن نظرة الإسلام المتوازنة لكل الأمور، فماذا نصنع فى ظل ثورة المعلومات والأفكار التى تطل علينا برأسها بين الحين والآخر، هل سيظل منهجنا فى الخطاب الدينى هو هو منذ القدم؟ أم لابد أن يواكب العصر بمشكلاته وهمومه؟

< كيف="" ترى="" الطعن="" فى="" ثوابت="" الإسلام="" وكبار="" الصحابة="" والأئمة="">

ـ هذه حملة مغرضة سواء فى القديم أو الحديث المعاصر، إما تجهل الدين وإما لمرض في القلوب أو العمل لمصلحة جهات غربية ماكرة كلها تصب فى القضاء على الإسلام وثوابته «ولاشك أن التشكيك فى كبار الصحابة وأئمة المذاهب يدخل فى هذا الباب، والمسلم الصحيح يعلم أن بعد شرف النبوة هم صحابة النبى صلى الله عليه وسلم كما قال: «أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم» فلقد ضحوا بالغالى والثمين فى نصرة الحق، فقد تبرع أبو بكر بكل ماله وتبرع عمر بنصف ماله، وجهز عثمان جيش العسرة، فأنى لنا أن نتهم أمثال هؤلاء الرجال ويقاس عليهم أصحاب المذاهب الكبرى مثل الإمام الشافعى وأبى حنيفة ومالك وأحمد بن حنبل» وهى حملة ـ كما قلت ـ خبيثة وقلوبهم تميل تجاه الباطل وأهله فلنحذر من هؤلاء ولنوعِ الشباب بخطرهم على الدنيا والدين.

< كثر="" اللغط="" حول="" التراث..="" فكيف="" ترى="" هذ="">

ـ لابد أن نوضح فى البداية المقصود بالتراث، بمعنى ما خلفه لنا الأقدمون من علم وفكر وفنون وآداب نتاج الحضارة العربية الإسلامية ممثلة فى عقيدتها عبر تاريخها الطويل، وفى ظنى أن هذا التراث خلاصة كبار العقول من علماء المسلمين، ومن هنا فإن تحقيق المخطوطات بالمناهج العلمية ضرورة لا سبيل للحياد عنها لكى تخرج الكنوز من بطون المؤلفات التراثية القابعة فى بطون المكتبات فى شتى أنحاء العالم شرقاً وغرباً، بالإضافة إلى ضرورة تحديث التراث لغة وأسلوبًا حتى يساير لغة العصر وإيقاعه وحتى يستطيع المتخصص المسلم استيعابه، فضلاً عن القارئ المثقف هذا من جهة ومن جهة أخرى يجب أن نأخذ من التراث ما يتفق مع منطق العصر وقضاياه وترك القضايا والمفاهيم التى عفا عليها الزمن، وللأسف ـ بعض تجار التراث وسماسرة العلم يعتقدون أن تحقيق التراث طبع المؤلفات من الورق الأصفر إلى الوراق الأبيض، والتراث والعلم منهم براء، إنما لابد من منهج علمى يخدم الإحياء والتحقيق.

< أحداث="" العنف="" فى="" الدول="" العربية="" والإسلامية="" رسمت="" صورة="" سيئة="" للإسلام="" لدى="" الغرب="" فكيف="" يمكن="" تصحيح="" هذه="">

ـ نود أن نشير فى البداية إلى أن العنف والإرهاب لا وطن له ولا دين، فهو

ظاهرة عالمية من كل أنحاء العالم، وما حدث فى فرنسا ليس ببعيد ولكن ظهور موجة العنف فى بلداننا العربية والإسلامية قد رسمت صورة سيئة للإسلام لدى الغرب، لأن الغربيين نتاج موروثهم الثقافى والحضارى عما يسمعونه عن الدين المحمدى فهم مغلوط، قد أثر فى نظرتهم إلى أحداث العنف الفردية، وعند ظهور حادثة هنا أو هناك تتسارع الأبواق الغربية لتلويث صورة الإسلام والمسلمين، وليس بخاف على أحد أن هذا المسلك ينم عن تعصب كبير، ونفسية حاقدة على كل ما هو إسلامى، وينبغى أن توجه الناس بخطورة ظاهرة العنف ومحاولة تلافيه عبر التوجيه والتوعية وورش العمل وخطاب الرأى العام والدعوة بالحكم والموعظة الحسنة.

< ما="" الآليات="" التى="" تراها="" مناسبة="" لمواجهة="" التيارات="" المتشددة="" والفتاوى="">

ـ لاشك أن الفتاوى التكفيرية تصدر من أناس لم يعرفوا حقيقة الدين وسماحته، وكل مسلم يؤمن بالله ورسوله ولا ينكر معلوماً من الدين، وفيما أعتقد أن ظهور مثل فتاوى التكفير يحتاج إلى دور العلماء الثقاة من الأزهر الشريف قلعة الوسطية والتسامح فى عالمنا الإسلامى، ولكن أن يتصدر المشهد الخطاب الوسطى المعتدل والمستنير من منطلق قول الحق: «وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً» ومن لم يملك النصاب فكيف يزكى، فهناك من الدعاوى التكفيرية بسبب بعض الموضوعات الفرعية، أو الظنية التى هى محل خلاف بين العلماء ولا يؤدى الاختلاف حولها إلى كفر وإيمان، مثل قضية الوسيلة وزيارة أولياء الله الصالحين وغيره من قضايا شبيهة بهذا، أقول إن فتاوى التكفير من أخطر الأمور على استقرار المجتمعات، ورحم الله الإمام على بن أبى طالب عند وصفه الذين قاتلوه، وقال عنهم: «قوم منا قد بغوا علينا» ولم يذهب إلى تكفيرهم أو إخراجهم من ربقة الدين.

< فى="" رأيك="" ما="" سر="" الصدام="" الدائر="" بين="" الشرق="" والغرب="" وما="" سبب="" نظرتهم="" المتعالية="" تجاه="">

ـ أولاً الإسلام لا يعرف الصدام، وإنما يدع إلى التعارف والتآلف من منطلق قول الله تعالى «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا»، وربما يعود سبب الصدام إلى بعض الكتابات المغرضة عند صمويل هنتجتون وفوكايما وغيرهما من أفكار تصب فى هذا الهدف، أيضاً نظرية التفرقة بين الجنس الآرى والسامى كانت من أسباب التعصب الغربى ومن ثم وجود لغة الانفعال أو على حد تعبيرك الصدام.

< ماذا="" عن="" دور="" الفلسفة="" الإسلامية="" فى="" الحد="" من="" التعصب="" وعلاج="">

ـ لاشك أن الفلسفة من أهم خصائصها ثقافة الاختلاف أو قبول الرأى والرأى الآخر، وطالما دعا ابن رشد فى كتابه «فصل المقال فيما ين الحكمة والشريعة من الاتصال» إلى طلب الحكمة، سواء من الأمم الدانية أو القاصية عنا، من منطلق أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها، ومثل هذا النهج أو الحوار العقلانى بل والموضوعى تستطيع الفلسفة أن تسهم فى معالجة مشكلات التعصب أو كما يقول ديكارت: العقل أعدل الأشياء قسمة بين البشر، كما أن التصوف كأحد أفرع الفلسفة يسهم فى نشر لغة الحب لبنى الإنسان جميعاً مثل أشعار ابن عربى وابن الفارض، وكلها تصب فى معالجة مشكلة التعصب أو التطرف.

< أخيراً..="" كيف="" نغرس="" منظومة="" القيم="" الدينية="" والوطنية="" وترسيخ="" العادات="" الأصيلة="" لدى="">

ـ أقول لابد من تضافر رجال العلم والتربية وعلم النفس والاجتماع عبر عدة اقتراحات- فيما أعتقد- جعل المؤسسة التعليمية مؤسسة لتربية الشخصية المسلمة، إتاحة حرية الرأى المؤسسى على الحجة والمنطق، بالإضافة إلى دور المسجد بمعناه الشامل فى تعمق الانتماء لدى الفرد المسلم، فلقد كان المسجد من قبل جامعاً وجامعة، وهذا ما ينغبى أن نقوم به تعريف الشباب بأجدادنا فى الحضارة العربية والإسلامية مثل ابن الهيثم- الشافعى ابن سيناـ ابن رشد كقدوة لهم فى حياتهم، بالإضافة إلى الدور الإعلامى التربوى وغير ذلك الكثير والكثير مما لا يتسع المقام لسرده.