رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الألعاب الإلكترونية قنبلة فى كل بيت

بوابة الوفد الإلكترونية

خبراء يضعون طرق الوقاية والعلاج لمواجهة ظاهرة الألعاب الانتحارية

 

الفراغ والطاقة ضلعان فى مثلث الخطر على الأطفال والمراهقين

 

الألعاب تختار شريحة تخضع لمشكلات نفسية.. ولا بد من مراقبة الأسرة لأولادها

 

زيادة إقامة مراكز شباب وملاعب فى المربعات السكنية لممارسة الأنشطة

 

ضرورة تعزيز دور الثقافة مرة أخرى واكتشاف الموهوبين

 

لابد من حملات توعية مكبرة فى المدارس والجامعات

 

تأثير ضار على النمو والإبصار والمخ

 

 

كيف تحمى أبناءك من الألعاب الانتحارية فى ظل انتشار هذه الألعاب التى أصابت جميع الأسر المصرية بالذعر، خوفًا على أبنائهم.. «الوفد» استطلعت آراء الخبراء والمختصين فى الطب النفسى وعلم النفس، ووضعوا روشتة علاج لهذه الظاهرة البشعة التى تنال من كافة فئات المجتمع.

الدكتور إيهاب عيد أستاذ الطب السلوكى بجامعة عين شمس، يرى أن الأطفال فى هذا العصر الرقمى أصبحوا أكثر منا مهارة فى التواصل من خلال الأجهزة التكنولوجية الحديثة، لدرجة أن الأجيال القديمة أصبحت أمية بالنسبة لما وصل إليه الأطفال من معرفة وتعرف على هذه الأجهزة.

وأشار الدكتور «إيهاب» إلى أنه فى ظل تشعب وتنوع الألعاب الإلكترونية سواء على جهاز الهاتف المحمول أو الكمبيوتر أو اللاب توب، بالإضافة إلى الأجهزة الخاصة بالألعاب فقط، ولا تحمل شيئًا آخر غير الألعاب، وتنوعت مواضيع الألعاب إلى مواضيع توازى حياتنا كاملة فى كل ما يتعلق بالدين أو الحياة الاجتماعية، بمعنى ادق بتكنولوجيا الحياة عمومًا.

وأوضح الدكتور «إيهاب» أن الآثار الطبية الضارة على الأطفال نتيجة استخدامهم لهذه الأجهزة التكنولوجية عديدة، وتحدث عنها الكثير من الأطباء، بالنسبة الموجات والإضاءة المختلفة وتأثيرها على الإبصار، والمخ، ونمو الخلايا ونمو الأطفال وتطوره عمومًا.

وأكد أستاذ الطب السلوكى أن هناك علاقة إيجابية بين الألعاب الإلكترونية وتحسن الذاكرة، خاصة فى الأطفال المصابين بنقص الذاكرة أو الإفراط فى الحركة، فمنذ ١٠ سنوات ماضية كانت الألعاب المطروحة على الأطفال ترفع نسبة الذكاء لديهم، وتقوى الذاكرة، على عكس ما نشهده الآن من العاب تتسبب فى الانتحار.

وأشار د. «إيهاب» إلى أن حالات الانتحار المختلفة المستخدمة لدى الأطفال والمراهقين، سواء بالمشرط، أو القذف من أماكن مرتفعة أو الشنق، وغير ذلك من الطرق المختلفة لإسالة الدماء، أكدت الدراسات أن هذه الألعاب لا تكون سببًا مباشرًا فى الانتحار، إلا فى الأطفال والمراهقين الذين يعانون من الاكتئاب أو التوتر المزمن لأسباب بيئية أو وراثية بداخلهم.

وقسم الدكتور «إيهاب» الأطفال المنتحرين نتيجة مشاهدتهم هذه الألعاب إلى ثلاثة أنواع وهم:ـ

النوع الأول.. نتحدث عنه فى كثير من وسائل الإعلام المختلفة، الذى ينتحر بسبب الألعاب، الحقيقة أن اللعبة ليست السبب المباشر ولكنها هى التى رسمت إليه خارطة الطريق كى ينتحر، هذه النوعية من الأطفال تعانى فى الأصل من الضغط النفسى والعصبى نتيجة لسوء المعاملة الوالدية أو نتيجة تأخره الأكاديمى وتدهور فى العلاقات الإيجابية مع الأقران والمدرسين والمحيطين به، مما يؤدى إلى تشوه فى الحالة النفسية. فبالتالى ليس لديه سبيل إلا العروض التى تظهر إليهم خلال الألعاب مثل البابجى والحوت الأزرق و أوفرى فاير وغير ذلك من الألعاب التى تقترح على الأطفال طرق الانتحار وترسمها لهم، فيكون الطفل جاهزًا للفكرة.

 النوع الثانى.. يشمل الأطفال والمراهقين ويتسم بأنه يعانى من مرض نفسى ويهرب من حياته الحقيقية إلى حياة اللعبة، ويتقمص شخصية الأبطال المتواجدين باللعبة مثل بات مان، وسوبر مان، فيتأثر بالقصة والشخصية تأثرًا شديدًا، وينفعل بها، حتى يعيش داخل إطار هذه اللعبة أكثر من حياته الواقعية، يحزن، ويغضب تجاه بطل آخر، وكأنه على خلاف مع شخص حقيقى وليس افتراضيًا، وبالتالى أصبح بطلًا من أبطال القصة الافتراضية داخل اللعبة، فيكون موته أو انتحاره لقطة من اللقطات داخل سيناريو القصة التى يشاهدها. موضحًا أن هذا الطفل هارب من واقعه بسبب ضغط أو تأثير نفسى سلبى.

وتحدث أستاذ الطب النفسى عن النوع الثالث من الأطفال وهو الذى يعانى من نقص فى التركيز أو اضطرابات فرط الحركة، وهؤلاء الأطفال يتسمون بأنهم قليلو التركيز، ومندفعون فى ردود أفعالهم وتصرفاتهم، لا يجدون من يريحهم فى طريقة الجلوس، دائمًا يرغبون فى الحرك والفرك، ولا أحد يضع لهم أهدافًا صغيرة يحققونها، بل دائمًا أمامهم واجبات وطلبات، فهم لا يستطيعون مواءمة مثل هذه الشروط، ولا يقيسون مخاطر ما يعيشون فيه، دائمًا يكون الخط الأحمر لديهم متأخر، فبالتالى تقليدهم الأعمى للألعاب يجعلهم سعداء بالفكرة ويحاولون تقليد الحركة، مع معاناتهم لنقص التركيز، ونقص الحسابات للأموال والأوقات، ورغم علمه بخطورة هذه الألعاب، فإنه لا يستطيع منع نفسه من المغامرة والمقامرة التى تؤدى به إلى ما لم يعلم، لأنه لا يركز ولا يقدر جيدًا المضاعفات الناتجة عن ممارسة هذه الألعاب.

وعرض الدكتور «إيهاب» حالة جاءت إليه من إحدى محافظات الصعيد منذ شهرين، حضرت إليه طبيبة بشرية بغرض الكشف على طفل من أطفالها الخمسة، وفاجأته بأنها فقدت شقيقه الأكبر الذى يبلغ من العمر ١٥ سنة منذ أيام، بعد قيامه يشنق نفسه بحبل معلق بمنزل جدته، بعد مشاهدته للعبة بابجى، توجه إلى الغرفة وشنق نفسه، واكتشفت أن الطفل كان يعانى من مشكلات نفسية بالمدرسة والأسرة.

وأشار الدكتور «إيهاب» إلى أن هذه اللعبة كانت تهاجم الشريعة والعبادات الدينية، فكان من خطواتها كى تنتقل من مستوى إلى آخر، لا بد من السجود لأصنام معينة، ورغم أن شركة بابجى المنتجة للعبة اعتذرت وحذفت هذه الجزئية من اللعبة بعد الانتقادات التى وجهت إليها ومقاطعة الناس إليها، خاصة الأسر المتمسكة بالإسلام.

 وعرض سبل العلاج من هذه المشكلة، وهى تقنين أوقات الفراغ وأنواع الألعاب، وإيجاد بدائل من الأنشطة يمارسها الأطفال الذين يلعبون هذه الألعاب، لأنهم يعانون من خطر الفراغ والطاقة الذى يؤدى بهم إلى هذه المشكلات.

وقالت الدكتورة زينب جودة إبراهيم بدران، أستاذ الإعلام الموجه للأطفال بجامعة عين شمس، بالنسبة لظاهرة الألعاب الإلكترونية فى الحقيقة الطفل أو المراهق يلعب فى البداية بهدف التسلية وإشغال وقت فراغه، لكنه يجد نفسه ينسحب فى اللعبة، وهو لا يدرك خطورتها عليه مثل العديد من الألعاب سواء بابجى، أو مريم، أو الحوت الأزرق.

وأضافت الدكتورة «زينب» هذه الألعاب لها بنود وشروط يلزم تنفيذها حتى يستمر الطفل باللعبة، وعند وصوله لهذه المرحلة، لا يستطيع التراجع لأنه يكون قد سجل بيانات سرية ودقيقة عنه، تصبح وسيلة ضغط عليه، وتبدأ تشغل اللعبة تفكيره بشكل غير طبيعى، وتؤثر على تحصيله الدراسى ونومه وحياته الصحية والنفسية والاجتماعية لأنه ينعزل عن جو الأسرة، ويغرق فى التفكير كى ينتقل من مستوى إلى مستوى آخر، ويصبح فى حيرة بينه وبين عقله الباطن، وهم يضغطون عليه فى مستوى معين، ولكل لعبة هدف ومغزى معين.

وأشارت إلى أن التغلب على هذه الظاهرة يكون من خلال الأسرة عن طريق مراقبتها المستمرة لأبنائها، واطلاعها على المحتوى الذى يشاهده الابن، أو يتفاعل معه، ومدى تأثيره عليه، وتحدد الأسرة ساعات معينة للدخول على اللاب توب أو الفون أو أى جهاز إلكترونى يتعرض إليه، ولا يترك للطفل حرية الاختيار على هذه الألعاب. ويجب على الأسرة توفير الأنشطة والهوايات لأبنائهم سواء الألعاب الرياضية، أو الموسيقى، أو غير ذلك من الهوايات المفيدة، كبديل للألعاب التى استحوذت على عقول الأطفال أكثر من أسرهم.

وأوضحت الدكتورة «زينب» دور الدولة فى التصدى لهذه الظاهرة، بتوفير سبل الوقاية والعلاج، من خلال حملات توعية مبكرة على مستوى المدارس والجامعات والأماكن التى بها أكبر تجمع للأطفال والمراهقين وأولياء الأمور، حتى لا نأخذ أولادنا لتيار مخالف يؤدى بهم إلى الانتحار فى النهاية، وتكون هذه التوعية على يد اخصائيين اجتماعيين ونفسيين، وندوات للأولاد وأولياء الأمور عن كيفية التعامل مع التكنولوجيا وتقنينها وذلك مع كافة شرائح المجتمع، بالإضافة إلى دور المعلمين بتقديم النصائح للأولاد وإرشادهم للحفاظ على جيل الغد والمستقبل.

الدكتور أحمد عبدالله أستاذ الأمراض النفسية، يرى أن السبب الرئيسى فى خضوع شريحة الأطفال والمراهقين تحت سيطرة هذه الالعاب، هو عدم وجود انشطة أو تخديم على هوايات واهتمامات هذه الفئة، سواء رياضة أو موسيقى أو رسم.

وتساءل الدكتور «عبدالله»: هل هناك أى نوع من المسابقات التى نستثمر بها طاقات هذه الفئة؟

واستكمل قائلًا: المصريون عددهم حوالى مائة مليون نسمة، وشريحة الأطفال والمراهقين تعادل حوالى ٥٠ مليونًا أو أكثر، لا يوجد لديهم أى شىء منظم يرتبه المجتمع أو المدرسة أو الجامعة أو المسجد أو الكنيسة، تستوعب طاقة هذه الشريحة، والمتاح برامج بنسبة ضعيفة لا تستوعب جميع الفئات، تأخذ ١ أو ٢ % من هذه النسبة، والـ٩٨% لا توجد أى فرص، فلا تستغل هواياتهم وطاقتهم بداية من أول مرحلة لهم فى «كى جى» و«ابتدائي» وما فوق ذلك.

وأضاف «عبدالله» أن هذه الفئة تأخد كورسات خطابة، لتنمية المهارات وهذا غير متاح للجميع لأن الأغلبية ليس لديهم إمكانيات مادية تمكنهم من ذلك. فى الدول الأخرى يكون دور المدرسة اكتشاف المواهب والميول وتنميتها لدى الشباب، أو عن طريق النوادى، وقصور الثقافة وخلافه، فى المقابل لا

يوجود لدينا فى مصر برامج رسمية أو أهلية تقوم بنفس المهام.

وأكد أن ما يحدث فى مجتمعنا، عملية ضغط من الأبناء على الآباء لشراء هواتف فى سن مبكرة جدًا، ويستجيب الآباء لرغباتهم، ويتربى الطفل على نظام الهاتف، وينشأ فى أحضانه، وتصبح لديهم عادة الجلوس طوال أوقاتهم أمام الهواتف التى تمثل لهم عالمهم الذين يعيشون بداخله، ويكون الهاتف بمثابة الأنشطة والاتصال والترفيه والمتعة، ويضع ما يشاء من ألعاب يتفاعلون معها وهم جالسون بأماكنهم، والنتيجة أن تشكل هذه القطعة الحديدية المهارات الاجتماعية، لغلق كل شخص على نفسه وعدم رغبته فى الخروج أو التعامل مع أحد إلا من خلال الهاتف، مشيرًا إلى أنه فى حالة تنبه الآباء لذلك وقليل ما يحدث، وطلب من ابنه الخروج مع أصدقائه أو أقاربه أو ممارسة الرياضة بأحد النوادى، يكون المقابل رفض الابن، ويتم قلب اليوم فيجعل الليل نهارًا والنهار ليلًا لديه.

وأوضح الخبير النفسى أن هذه الألعاب تشد وتجذب الأطفال، وتعمل لهم نوعًا من الشغف، ويسحب الطفل أو الشاب واحدة واحدة، من خلال دخوله وتوغله فى هذه الألعاب التى تحرك أفكاره حتى يصل إلى ما هو عليه.

وعن وصول الطفل لمرحلة الانتحار، أكد الخبير النفسى أن هذا يرجع إلى حدوتة اللعبة وبرمجتها التى تسحبه خطوة بخطوة حتى يصل للانتحار.

وعن كيفية مواجهة هذه الكارثة قال الخبير النفسى إنه لابد من وجود برامج تفرغ طاقة الأطفال والشباب، وتنمى لديهم المواهب والطاقة الإيجابية، وشدد على ضرورة مراقبة الأسرة لأولادها ولا تتساهل الأمر لتريح نفسها ودماغها، والمشكلة أن الأسرة ليس لديها وعى، ولا إمكانيات مادية تستطيع من خلالها تدعيم ابنها بإشراكه فى الأنشطة التى يميل إليها.

وقال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية، ليست جميع الألعاب تؤدى إلى الانتحار، فهناك ألعاب تستهدف اكتساب سلوكيات سلبية عديدة للأجيال المقبلة على الحياة. ومن الألعاب التى تؤدى للانتحار لعبة الحوت الأزرق، وهى عبارة عن لعبة سيكولوجية،

فالقائم على هذه اللعبة يضع ابليكشن محدد لا بد أن تمر بخطوات حتى تتمكن من الدخول عليها مثل اختبار نفسى، فهو يختار شريحة تخضع لمشكلات نفسية.. فى البداية يقوم المسؤل عن اللعبة بسؤال الشخص عما إن كان يعانى من أزمات نفسية من عدمه، وعندما يعلم أن هذا الشخص لديه مشكلات نفسية، يشركه فى اللعبة ويبدأ يسأله أسئلة معادة ومكررة لأكثر من ٢٠ مرة، ويسمى اختبار «mmbi»، ويظهر من خلاله إن كان الشخص صادقًا أم كاذبًا، ودرجة الاضطراب والوعى، وهكذا. وتبدأ اللعبة فى استهواء الشخص بخطوات واحدة وراء واحدة، تزداد خلالها حدة الاكتئاب الموجود حتى تصل إلى مرحلة معينة أثناء التوغل فى اللعبة يربط خلالها أشخاصًا ببعضهما البعض، فعلى سبيل المثال يطلب من الشخص الذهاب إلى مكان محدد ويطلب من آخر نفس الطلب ويقص ما تم بالمكان، ويعطى إيحاء للجميع أنه يستطيع اختراق حياتهم، ويعلم أدق التفاصيل فيها، وهو يختار المراهقين ويضعهم تحت ضغط نفسى شديد، لأن هذه الشريحة يستطيع السيطرة والتأثير عليها بسهولة، حتى يصل بهم إلى مرحلة الانتحار.

وأكد الخبير النفسى أن صانع هذه اللعبة شاب روسى، طالب علم نفس، وتم القبض عليه ومحاكمته.

وقال الخبير النفسى إن هناك العديد من الألعاب الأخرى التنافسية القتالية، ومنها على سبيل المثال لعبة «البابجى» هى لعبة فيها روح تنافسية قتالية عالية جدًا، وتختار فئة المراهقين العصبيين، الذين يكونون مضغوطين سواء فى المذاكرة فهم يرغبون أن يطلعوا من الأوائل، أو حتى فى الألعاب، ولذلك يكون دائمًا تحت ضغط نفسى.

واستكمل الخبير النفسى قائلًا: إن هذا المراهق عندما يلعب لعبة «البابجي» ويسير فيها بخطوات عالية، يكون صعبًا عليه الخروج منها، ويجد نفسه لديه رغبة شديدة من الانتقال خلالها من مرحلة إلى أخرى، وهنا يحدث له حالة من الإجهاد العصبى، حتى يبدأ فى الانهيار، وهناك بعض المراهقين الذين يعانون من عيب خلقى فى القلب أو المخ، هؤلاء أكثر عرضة للوفاة بسبب هذه اللعبة لما يقع عليه من إجهاد وعدم نوم وضغط عصبى شديد، قد يؤدى إلى قطع فى الشريان أو الوريد الذى به العيب الخلقى.. ولذلك تحدث حالات وفاة من هذه اللعبة وغيرها من الألعاب نتيجة الإجهاد النفسى الشديد مع الضغط العصبى.

وأكد الخبير النفسى أن هناك أيضاً حالات انتحار تحدث نتيجة هذه الألعاب بشكل غير مباشر، فكما ذكرنا أن هذه الألعاب تستهدف المراهقين القلوقين العصبيين، فأحياناً يطلب الآباء أو الأمهات من أولادهم غلق اللعبة للنوم أو أى سبب آخر أثناء وصوله لمرحلة عالية فى اللعبة، تكون النتيجة أن يصل الطفل إلى مرحلة تدهور سن مراهقة، بمعنى أنه يرى الدنيا سوداء حوله من كل جانب، ويجد أن الحل الوحيد التخلص من حياته بالانتحار، لأن الطفل العصبى عند تعرضه لأى ضغط يكون الحل أمامه هو الانتحار.

ووضع الدكتور جمال فرويز بعض الحلول لهذه النوعية من المشكلات قائلًا: لا بد من توفير البديل لهذه الألعاب الأطفال والمراهقين، وهو إشغالهم بلعبة رياضية، مشيرًا إلى قيام وزارة الشباب والرياضة برئاسة الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب فى الفترة الأخيرة بإقامة مراكز شباب وملاعب فى المربعات السكنية، وأنه كلما زادت هذه الملاعب تكون بداية لحل المشكلات، فعندما يقام فى كل مربع سكنى مكان لألعاب الجمباز، والسلة، والقدم، والخماسية، والطائرة، والبينج بونج، نستطيع بذلك تفريغ الطاقة السلبية الكبيرة الموجودة بداخل الأطفال فى شىء مفيد. 

وشدد على ضرورة فتح دور الثقافة مرة أخرى، والثقافة الجماهيرية، لأنها كانت مصدر جذب للأطفال، فلا نستطيع إعطاء الطفل كتاب ليقرأ فيه لأنه لا يستجيب ولا يسمح صغر سنه بالقراءة، لكن عندما أطلب منه تعليم الموسيقى أو التمثيل أو الغناء أو الرسم أو أى موهبة من المواهب، أستطيع خلالها خلق الجانب الإبداعى لديه، لأن هذا الجيل الإلكترونى ليست لديه القدرة على القراءة والاطلاع فى الكتب، وليس أمامه سوى الإلكترونيات.