عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شباب مصر يتحدون "مصائد الأرواح"

بوابة الوفد الإلكترونية

130 جنيهاً تكلفة عزل العمود الواحد.. والمحليات «فى خبر كان»

مع دخول فصل الشتاء وزيادة تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية من الأمطار، وهو ما حدث خلال الأيام الماضية، حيث هطلت الأمطار بغزارة على المحافظات الساحلية ووصلت للقاهرة وبعض محافظات الوجه القبلى ، ومع تزايد احتمالات سقوط الأمطار تتزايد أيضا احتمالات تكرار كوارث الصعق الكهربائى التى حدثت مراراً فى الأعوام الماضية، وتزداد مخاطرها كل عام بسبب غزارة الأمطار وزيادة منسوبها، وهو ما ينبئ بتكرار الكارثة خاصة فى المناطق الشعبية، وفى القرى والنجوع

ولتفادى تكرار تلك الكوارث تعاون بعض الشباب فى بعض المناطق لتغطية اعمدة الإنارة بأشكال مختلفة، وأوضح ابراهيم عوض من سكان منطقة كرداسة، أن منسوب الأمطار يختلف عن الأعوام الماضية، لذلك فالمخاطر لا تتوقف عند حد غرق الشوارع، بل تمتد إلى حوادث الصعق بالكهرباء، جراء ملامسة مياه الأمطار للأعمدة

وأضاف شباب المنطقة فكروا فى وضع حلول لمنع وقوع هذه الكارثة، عن طريق عمل عازل على الأعمدة، ويتم ذلك عبر لصق الأجزاء المكشوفة من الأعمدة بعازل للكهرباء، ولتحقيق ذلك قاموا بتجميع مبلغ بسيط من سكان المنطقة ، لتجنب خطر الصعق وخاصة لدى الأطفال

وطالب إبراهيم كل شباب المناطق الشعبية بالتعاون مع بعضهم، وتنفيذ تلك الفكرة على مستوى الجمهورية حتى نتجنب حوادث الصعق، مشيراً إلى أن «الوحدات المحلية تتقاعس فى تأدية الخدمات المفروضة عليها، وهى حماية المواطنين من الإهمال الذى قد يقع من العمال، وطالب وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بالتدخل لوقوف نزيف أرواح المواطنين.

ويضيف عوض فكرة عزل أعمدة الانارة فى المنطقة بدأت أولا فى الشوارع الصغيرة التى يلهو فيها الاطفال ليلاً حتى نتجنب صعقهم بالكهرباء ، مطالباً الأهالى فى المناطق الشعبية بالتعاون مع بعضهم البعض لتعميم الفكرة، مشيرا إلى أن العمود قد يحتاج إلى ماسورة بلاستيك قطرها ثمانى بوصات، وآخر يحتاج 10 بوصات وتكلفة المتر 65 جنيها، والعمود الواحد يتكلف 130 جنيها تقريبا، وهى تكلفة لا تساوى شيئا مقابل حياة الإنسان، وحفاظاً على أرواح اطفالنا.

ومن جانبه أكد أحمد محمود، من سكان منطقة الوراق، أن أهالى المنطقة ابتكروا وسيلة مختلفة لتأمين حياة الإنسان، ولجأوا لتغطية أعمدة الإنارة بلفافات البلاستيك المضغوط حرصاً وأماناً، بعد أن شهدت المنطقة مؤخراً صعق شاب بكهرباء أحد اعمدة الإنارة، وهو يستتر من الأمطار بجانب العمود، حيث حدث ماس كهربائى ولم يستطع الشاب الفرار منه، وفشل المواطنون فى إنقاذه، بسبب عدم قدرتهم على مقاومة ضغط الكهرباء تحت الأمطار الشديدة.

وأضاف محمود أن الفكرة تهدف لحماية الأهالى وتحديداً الأطفال من الصعق الكهربائى أثناء الأمطار بعد الحوادث التى تعرض لها البعض خلال الفترة الماضية.

 وشكا بدر عثمان، من سكان منطقة المطرية، من تكرار تعرض الأطفال كل فصل شتاء لحوادث الصعق بالكهرباء، بالإضافة لصعق الحيوانات جراء ملامسة أعمدة الأنارة وبعد ذلك تتحول جثث الحيوانات إلى مركز لإنتقال الأمراض، وهو ما دفع أهالى المنطقة إلى لف الأعمدة بشرائط البلاستيك اللاصقة حتى يصعب دخول مياه الأمطار لأعمدة الإنارة، قائلاً: «مع تكرار موجات الطقس السيئ سمعنا عبر وسائل التواصل الاجتماعى عن حدوث حالات وفيات بالقاهرة والمحافظات، وبما أن

منطقة المطرية من المناطق المهملة، فقد خشينا على أولادنا من تكرار الحوادث» لذلك بدأ الشباب فى تغطية الأعمدة بجهودهم الذاتية، وطالب عثمان المواطنين بتصوير مقاطع فيديو لهؤلاء الشباب أثناء العمل للإشادة بهم وبجهدهم المبذول فى حماية الأرواح.

الكهرباء: مسئولية المحليات

وعلى المستوى الرسمى أكد الدكتور أيمن حمزة، المتحدث الرسمى لوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، أن الحوادث المتكررة بسبب إهمال أعمدة الإنارة والأكشاك المفتوحة هى مسئولية الوحدات المحلية (الأحياء) المختصة بتلك الأعمال، وشركة الكهرباء تسعى دائماً للحفاظ على المواطن المصرى وتعمل على تسهيل متطلباته تحت إشراف أكبر مهندسى الكهرباء وحماية لأرواحهم ، والجهات المختصة تتخذ الإجراءات الوقائية حتى لا يصاب أى مواطن بالصعق بالكهرباء اثناء الأمطار أو غير ذلك فأرواح المصريين غالية ولا يجب الإهمال فيها.

وأضاف المتحدث الرسمى لوزارة الكهرباء أن نسبة مياه الأمطار والسيول زادت كثيراً فى السنوات الأخيرة، وأنها أصبحت تشكل عبئاً كبيراً على شبكات الصرف والشوارع، ولكن وزارة الكهرباء لم تتوان فى متابعة شكاوى المواطنين ومستمرة فى استقبال الشكاوى على مدار اليوم، عبر مركز خدمة العملاء بالكهرباء من خلال رقم الخط الساخن «121».

صيانة دورية

وأكد حمدى عرفة، خبير التنمية المحلية، أن استعدادات المحافظات والإدارات المحلية لمواجهة السيول لا بد أن يكون على أتم الجاهزية، خاصة بالنسبة لأعمدة الإنارة المتهالكة والأكشاك المفتوحة وهى مسئولية الأحياء والمحليات، وهى التى تقوم بصيانتها بشكل دورى طوال العام، وليس خلال فترة الشتاء والأمطار فقط، حيث نرى ضحايا دوماً بسبب الصعق من أعمدة الإنارة أو الأكشاك الكهربائية وغالباً ما يكون الضحايا من كبار السن والأطفال، وخاصة فى الأقاليم والمحافظات.

وطالب خبير التنمية المحلية المواطنين بأخذ الحذر مع عدم الاقتراب من أعمدة الإنارة، أثناء الأمطار الغزيرة  أو مع تجمع كميات كبيرة من المياه أسفل الأعمدة، وعدم السير فى التيارات المائية، خاصة إذا كان مستوى الماء يعلو الركبتين، مع عدم الوقوف بالأماكن المكشوفة أثناء الأمطار، والاحتماء وركوب السيارات أو أى وسيلة مواصلات، مع تشجيع حملات الشباب والمواطنين لعزل أعمدة الإنارة بالوسائل البسيطة، لتخفيف حوادث الصعق الكهربائى أثناء المطر.