عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فعل فاضح على الحساب العام

بوابة الوفد الإلكترونية

ألفاظ خادشة وصور فاضحة وفيديوهات مدمرة للأخلاق على مواقع السوشيال

 

شبكات للأعمال المنافية للآداب تدار عبر صفحات الفيس بوك.. و«خناقات الشوارع» انتقلت للشبكة العنكبوتية

حبس 3 سنوات وغرامة من 100 لـ300 ألف جنيه عقوبة الجرائم الإلكترونية.. حماية الأبناء مهمة صعبة وتتطلب رقابة أسرية ومجتمعية

عالم أشبه بـ«الدوامة»، كلما تدخل فيه تأخذك أمواجه لوحل الحرام، ينساق إليه ضعاف النفوس وعشاق العلاقات المُحرمة، فببعض المفردات يستطيع «الشياطين» من الرجال والسيدات اصطياد ضحاياهم على صفحات السوشيال ميديا، يتظاهرون بحب مساعدة الغير، وما إن يستسلم الضحية له ويبوح بكل أسرار حياته، حتى يقع فى فخ الحرام وعمليات الابتزاز من كل نوع، أصبحت صفحات «الفيس بوك» منصة لإطلاق كل ما هو مناف للآداب العامة وسكين حاد يمزق أخلاقيات وقيم يتمتع بها المجتمع عبر آلاف السنين.

خيط حرير ينسجه الشيطان يستدرج ضحاياه «شاب أو فتاة» بـ«لايك» على منشور على «فيس بوك»، ثم يبدأ بمتابعة مُستمرة لصفحة الضحية ليصل التفاعل بإشعار على شكل قلب دليل الحب، لتبدأ محادثة بين الطرفين ثم استدراجهم إلى محادثة غير مشروعة.

ومن حين لآخر يصحو متابعو السوشيال على مقاطع راقصة وفيديوهات فاضحة وأفعال تضر كل من تقع عيناه عليها.

كما أن البعض يستخدم مفاتيح خاصة له لفتح مجال الحديث، ويدعى أنه طبيب نفسى أو طبيبة نفسية ليبوح الطرف الآخر بكل أسراره بحثًا عن حلول، أو بكونه الصديق المقرب له أو لها، أو كما يلقبونه حاليًا بـ«الطبطبة»، وتكون النتيجة الدخول فى علاقات محرمة سرية محرمة.

يتبادلون الفيديوهات الفاضحة على «الماسنجر»، ويصل الأمر إلى مكالمات الفيديو كول، وفى حالة التراجع يقوم الطرف الآخر بابتزازه بهذه الفيديوهات.

نداهة السوشيال ميديا لم تكتف فقط بعمليات استقطاب الضحايا بـ«الجمل المعسولة»، بل هناك من يمارس الحرام فى العلن، ويزداد الأمر صعوبة حينما يعرض الرجال أجساد زوجاتهم مقابل المال، كما تستعرض السيدات أجسادهن مقابل تحقيق الربح.

ولعل قضية شيرى هانم وابنتها زمردة، التى شغلت الرأى العام على مدار الفترة الماضية، خير مثال، فقد أثبتت النيابة أن المتهمتين مارستا الدعارة على السوشيال ميديا، بترويج فيديوهات مخلة للآداب، حتى قضت المحكمة مؤخرًا بحسبهما 6 سنوات لكل منهما، وغرامة 100 ألف جنيه، ووضعهما تحت المراقبة الشرطية لمدة 3 سنوات.

وتتعدد الوقائع المختلفة التى تطالعنا بها وسائل الإعلام، حيث رصدت الإدارة العامة لحماية الآداب بقطاع الأمن الاجتماعى، صفحة «فيس بوك» منشور عليها بعض صور الفتيات والعبارات التى تبدى من خلالها المعلنة استعدادها لممارسة الأعمال المنافية للآداب بمقابل مادى، وتم ضبط المتهمة، وبمواجهتها أقرت بقيامها بممارسة الأعمال المنافية للآداب عبر شبكة الإنترنت مقابل مبلغ مالى.

كما رصدت الإدارة العامة لحماية الآداب بقطاع الأمن الاجتماعى، إحدى الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» تحتوى على العديد من صور الفتيات وبعض العبارات التى تبدى من خلالها المعلنة استعدادها لممارسة الأعمال المنافية للآداب بمقابل مادى.

وتحت ستار الزواج العرفى محدد المدة كانت وسيلة أخرى لممارسة الحرام على الحساب العام، حيث رصدت الإدارة العامة لحماية الآداب بقطاع الأمن الاجتماعى صفحة «فيس بوك» تحوى العديد من صور الفتيات وبعض العبارات التى يبدى من خلالها المُعلن استعداده لإحضار فتيات لممارسة الأعمال المنافية للآداب بمقابل مادى لمدة أسبوع.

وكلما تجولت على صفحات السوشيال ميديا، تجد عشرات من الجروبات الخاصة بالشباب، تحتوى على منشورات تحمل فى طياتها إيحاءات جنسية، ومفردات خادشة للحياء يتبادل بها الفتيات و الشباب الحديث فيما بينهم، وحتى فى غرف الشات العادية فقد أصبح الحوار بين الأصدقاء نوع من «خناقات الشوارع» والحوارى الشعبية، التى تستخدم فيها أفظع الألفاظ، ولكن فى إطار الهزار أو من باب الـ funy كما يقولون.

فقد تحولت صفحات السوشيال ميديا إلى ميدان للصراع، ولا يختلف فى ذلك الشباب عن الفتيات، فالجميع يستخدم نفس المفردات البذيئة ولكن بدرجات متفاوتة، ومع اختلاف الأسباب، تتطاير المفردات الخارجة على صفحات السوشيال، وكثيراً ما يتسلل أولياء الأمور لهواتف أبنائهم لتفاجئهم تلك الصور المشينة، والمفردات الخادشة، مما يثير داخلهم حالة من الرعب خوفًا من وصول أبنائهم إلى هذه الحالة الانحراف الأخلاقى، وفساد الذوق، التى أصابت أبناء جميع الطبقات.

تلك المفردات لا نستطيع سردها حفاظًا على الذوق العام، ولكننا تعد ناقوس الخطر من هنا، فيجب أن ينتبه الجميع، فمجتمعنا الشرقى بدأ يفقد جزءاً كبيراً من آدابه وعاداته وتقاليده، وقد أكد الخبراء أن هذه الحالة من الانهيار الأخلاقى التى تسببت فيها السوشيال ميديا قد تكون سبباً فى انهيار المجتمع كله.

 

حلاله حلال وحرامه حرام

ويرى الشيخ محمد عبدالعال، إمام مسجد، أن الدين الإسلامى وضع ضوابط وأحكام فى كيفية التعامل على مواقع التواصل الاجتماعى بين الرجال والنساء، موضحاً أن استعراض صور السيدات على الفيس أو متابعة النساء وحساباتهن الشخصية، يجب ألا يخرج عن إطار الحرام، فإذا كانت الصفحات تتداول أمامه بشكل عابر، فهذا أمر عادى، ولكن إذا وصل الأمر إلى الفتنة فهذا حرام شرعًا.

وأضاف قائلاً: «حلاله حلال وحرامه حرام» فإذا كان تصفح الفيس بوك وغيرها من تطبيقات التواصل الاجتماعى فى إطار الفائدة العام والدنيوية فلا مانع منه، ولكن إذا تسبب فى فتنة فهو الحرام نفسه.

وحول استخدام البعض حسابات مزيفه، رد قائلاً: إذا كان فى إطار مصلحة الفرد فلا مانع، خاصة إن كانت صاحبة الصفحة فتاة، ولكن إذا استخدمت فى الخداع والاستقطاب فهو الحرام شرعًا، الأمر نفسه لمن يأخذ «سكرين شوت» لمنشور ما فإذا كان قد استأذن صاحبه فلا مانع «حلال» ولكن إذا كان بهدف الإضرار فهو حرام.

 

أزمة أخلاقية

وقالت نهلة عبدالسلام، خبيرة التنمية البشرية: إن وسائل التواصل الاجتماعى لعبت دوراً كبيراً فى خلق أزمة أخلاقية داخل المجتمع الشرقى، من خلال اكتساب الشباب بعض الألفاظ الخارجة، وهذا يظهر بوضوح على موقع «فيس بوك» الأسهل فى الاستخدام والأكثر انتشاراً.

وأضافت «عبدالسلام» أن انشغال أولياء الأمور بأكل العيش وسد احتياجاتهم الأسرية سهل على مستخدمى الإنترنت استقطاب الشباب والفتيات عبر «فيس بوك» لممارسة بعض التجاوزات غير الأخلاقية، منها الحب الحرام والابتزاز الجنسى، ويزيد الأمر سوءاً مع الأبناء الذين يعانون التفكك الأسرى.

وعن أسباب انسياق الشباب وراء التجاوزات التى تحدث على السوشيال ميديا أرجعت ذلك لأسباب اقتصادية، منها البطالة، والتطرف الزائد وعدم وجود توعية أخلاقية بسبب ضعف المناهج التعليمية فى المدارس والجامعات بجانب الدور الأخطر لوسائل الإعلام فى نشر مفاهيم خاطئة.

وشددت خبيرة التنمية البشرية على ضرورة تكاتف جميع المؤسسات المجتمعية والتربوية المختلفة للحد من انتشار التجاوزات على «فيس بوك» وتبدأ بأولياء الأمور من خلال اختيار أصدقاء أبنائهم ومتابعتهم دراسياً وتنشئتهم تنشئة دينية وغرس القيم والمبادئ السليمة.

أما عن المدرسة فدورها لا

يقتصر فقط على تعليم القراءة والكتابة ولكن لها دور مكمل للأسرة من خلال المناهج التربوية بجانب دور المعلم أيضاً كقدوة حسنة لطلابه، ودور الجامعة لا يختلف كثيراً عن دور المدرسة من خلال الندوات العلمية وبرامج التوعية داخل القاعات أو من خلال الرحلات والمسابقات، أما دور المسجد فيتمثل فى التركيز والتوعية فى الخطب.

وأكدت خبيرة التنمية البشرية أن الدور الأكبر فى مكافحة هذه الظاهرة سيأتى من خلال وسائل الإعلام؛ لأنها أسهمت بشكل أو بآخر فى انتشارها، بالإضافة لدورها فى ترسيخ قيم سيئة فى المجتمع مثل عدم احترام القدوة، والسخرية من الرموز.

 

مخاطر السوشيال ميديا

من ناحية أخرى، ألقى الدكتور عادل صادق، أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة سوهاج، الضوء على مخاطر السوشيال ميديا، موضحاً أن وسائل التواصل الاجتماعى خاصة «فيس بوك» تؤثر بشكل كبير على نمو وذكاء الأطفال، خاصة ممن يقضون ساعات طويلة أمامه، مشيراً إلى أن وسائل التواصل الاجتماعى لعبت دوراً خطيراً فى إصابة الأسرة بالانقسام، وتباعدت الأسر، واختفى التقدير والاحترام بين الآباء والأبناء، فضلاً عن انسياق الشباب والفتيات وراء ثقافات غربية دخيلة على المجتمع الشرقى وتعلمهم مصطلحات بذيئة وغيرها من التصرفات غير الأخلاقية.

وأضاف «صادق» أن الأطفال والشباب يقضون أوقاتاً طويلة أمام شاشات أجهزة الكمبيوتر لاستخدامهم «فيس بوك»، الأمر الذى جعلهم يعيشون فى حالة من العزلة بعيداً عن الأسرة والمجتمع.

وأشار «صادق» إلى وجود علاقة بين بدانة الأطفال وطول فترة الجلوس أمام الكمبيوتر، مضيفاً أن الأطفال يشاهدون عدداً كبيراً من مشاهد العنف على الإنترنت، ناهيك عن الألعاب الإلكترونية التى تعلم الأطفال العنف وتدفعهم إلى القتل.

وأشار أستاذ الصحافة والإعلام إلى ضرورة متابعة أولياء الأمور لأبنائهم وما يشاهدونه على هواتفهم المحمولة، ومن لا يعرف منهم التكنولوجيا عليه أن يتعلمها حتى يستطيع مراقبة تصرفات الأبناء، مشيراً إلى أن بالعمل خلق فجوة بينهم وبين أبنائهم، فمعظم الإعلانات تروج لحياة استهلاكية تعلم الأطفال الشراء والنهم، مشيراً إلى أن الدراسات أثبتت أن الأطفال الذين يكثرون من مشاهدة كل البرامج التى تقدمها القنوات الفضائية دون إرشاد، أقل إبداعاً وابتكاراً وخيالاً من الأطفال الذين يشاهدون برامج منتقاة ويبحثون عن نشاطات أخرى لتمضية أوقات فراغهم.

وأشار أستاذ الصحافة إلى أن الدراسات أكدت أن الأطفال الذين يشاهدون القنوات الفضائية لأوقات غير محدودة ودون تمييز لما يشاهدون كالبرامج التى دار حولها جدل ولغط كبيران مثل برامج «تليفزيون الواقع» و«ستار أكاديمى» و«سوبر وستار» وأشباهها مضافاً إليها برامج الكاميرا الخفية والأغانى المصورة ذات المضمون الهابط والخادشة للحياء، التى أصبحت قاسماً مشتركاً بين جميع القنوات الفضائية دون استثناء العربية والغربية منها على السواء.. هذه البرامج تطور مجموعة من السلوكيات والتصرفات الغريبة، منها على سبيل المثال لا الحصر، الأنانية، وعدم التعاون مع الآخرين، وعدم الإحساس بمشاعر الآخرين بل وازدراؤهم وعدم احترامهم، والتقليد الأعمى فى الملبس والمأكل والمشرب وفى موديلات الشعر وفى المشية وفى أسلوب الحديث مع الآخرين، وتطوير نمط حياة استهلاكى وقتل روح الإنتاج والإبداع لديهم، والسلبية وعدم الاكتراث بما يدور حولهم.

وشدد «صادق» على ضرورة عدم وضع معلومات سرية أو خاصة على حساب «فيس بوك» لسهولة اختراقه فى أى وقت، منوهاً بواقعة تسريب المعلومات والبيانات واعتذار مارك زوكربيرج، مؤسس «فيس بوك» أمام الكونجرس، كفيل بتأكيد أن هذه الحسابات غير آمنة بالمرة.

 

عقوبات رادعة

ومن الناحية القانونية قال محسن أبوضيف، الخبير القانونى: إن القانون أقر عقوبة الحبس والغرامة لكل من أنشأ أو أدار أو استخدم موقعاً أو حساباً خاصاً على شبكة معلوماتية بهدف ارتكاب جريمة.

وأشار الخبير القانونى إلى أن لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كانت قد وافقت على تلك العقوبة، وبحسب القانون فإن مدير الموقع الخاص بالحساب هو شخص مسئول عن تنظيم أو إدارة أو متابعة أو الحفاظ على موقع أو أكثر على شبكة المعلومات، بما فيها حقوق الوصول لمختلف المستخدمين على ذلك الموقع، أو توليد وتنظيم صفحاته أو محتواه، أو المسئول عنه.

وتابع: تنص المادة 28 من القانون بحسبما وضعته اللجنة، فى غير الأحوال المنصوص عليها فى القانون، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد على 300 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من أنشا أو أدار أو استخدم موقعاً أو حساباً خاصاً على شبكة معلوماتية يهدف إلى ارتكاب أو تسهيل ارتكاب جريمة معاقب عليها قانوناً.