رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قاهرو الأمية

بوابة الوفد الإلكترونية

آلاف المصريين تحرروا من قبضة الجهل

بدأوا من فصول محو الأمية.. وحصلوا على مؤهلات عليا

 

200 ألف مصرى قهروا ظلام الأمية، وتحرروا من قبضة الجهل.. كل واحد منهم له حكاية تشبه فى كثير تفاصيلها حكاية أشهر قاهر للظلام فى مصر، عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين.

جميعهم رفضوا الاستسلام للظروف الصعبة التى أحاطت بهم وهم صغار وحرمتهم من الذهاب للمدرسة ولكن ظلت قلوبهم الصغيرة تحلم بالحصول على الشهادة الكبيرة فلم تنطفئ يوما شموع الأمل فى صدورهم وعندما اشتد عودهم بدأوا أولى خطوات تحقيق الحلم مع فصول محو الأمية.

تحدوا نظرات السخرية من البعض، وداسوا على عبارات التهكم التى أطلقها عليهم البعض، وكسروا التابوهات العتيقة التى تندرج تحت العبارة التى يرددها البعض «بعد ما شاب ودوه الكُتاب».

تجاوزوا كل ذلك وأثبتوا للدنيا كلها أنهم أقوى من كل الآلام والمعاناة وتحولوا من أميين لا يقرأون ولا يكتبون إلى حملة مؤهلات عليا وبعضهم لم يكتف بذلك بل حصل على الماجستير وفى طريقه للحصول على الدكتوراه، فصار نموذجا يحتذى به فى النجاح والعزيمة والإرادة.

وسجلت محافظة البحر الأحمر اسمها على قمة المحافظات التى نجحت إلى حد كبير فى مواجهة الأمية حيث سجلت معدلات الأمية فيها 12٪ فقط تليها محافظة بورسعيد بنسبة أمية 14٫3٪ والسويس 15٫3٪ والقاهرة 16٫2٪ بينما كانت الأعلى أمية محافظة المنيا 37٫2٪ تليها بنى سويف 35٫9٪ وأسيوط 34٫6٪.

الملف التالى يرصد بعضا من حكايات قاهرى الظلام.

 

«صفية»: سخرية الناس وراء حصولى على الماجستير

 

نشأت فى إحدى القرى بالفيوم، وعاشت مع أسرتها البسيطة التى تتكون من 7 أفراد وكعادات بعض أهل الريف لم تذهب للمدرسة كأقرانها من الفتيات واكتفت أسرتها بتعليمها داخل المنزل حيث رفض والدها خروجها من البيت والالتحاق بالمدرسة.

هكذا عاشت صفية أبوالنجا - 48 سنة - طفولتها ، ولكنها لم تستسلم لليأس وتقول: ساعدت نفسى وصممت على التعلم وحاولت كثيرا إقناع والدى وفى النهاية رق قلبه ووافق أن ألتحق بفصول محو الأمية وأحفظ القرآن الكريم وذلك بعد أن تخطيت سن التعليم.

وأشارت إلى أنها تقدمت لفصول محو الأمية عندما كان عمرها 10 سنوات وأتممت تعليمها ونجحت وحصلت على الشهادة الإعدادية بتفوق وكانت من الأوائل ثم استكملت مشوارها وتقدمت للثانوية العامة وأكرمها الله وحصلت على مجموع يؤهلها دخول الجامعة رغم تقدمها بنظام المنازل.

وأضافت أنه رغم نظرة المحيطين بها من أهلي وأقاربي وتردد مقولة «بعد ما شاب ودوه الكُتاب» وكلام يحمل معانى التهكم والاستغراب تمكنت من العمل بجانب دراستى، واستطعت النجاح وما زادنى إصرارا على مواصلة تعليمى أننى كنت أرى فى عيون أبنائى نظرة الرضا وأصبحت قدوة لهم ومثلا أعلى فكان ذلك يحفزهم على الاهتمام بالدراسة.

ولفتت إلى أنها لم تعمل فى متابعة دراسة أولادها فكانت تعمل فى خطوط متوازية ترعى بيتها وزوجها المريض وتهتم بأبنائها وفى نفس الوقت تنسج أحلامها التى طالما تمنت تحقيقها.

تابعت: أثناء دراستى الجامعية والتحاقى بمعهد للخدمة الاجتماعية لجأت إلى جمعية خيرية ووفرت لى فرصة عمل وساندتنى فى إقامة مشروع صغير وقدمت لى مصروفات الالتحاق بالمعهد، مشيرة إلى أنه رغم معاناتها التى استمرت طيلة فترة الدراسة إلا أنها استطاعت الحصول على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية بتقدير جيد.

وقالت صفية: لم يتوقف الأمر عند تحقيق حلمى بل سعيت إلى تحقيق حلم الآخرين سيدات القرية التى أسكن بها فساعدتهن فى محو أميتهن واستخراج بطاقات الرقم القومى.

وأكدت أن من بين كفاحها حصول ابنها الأكبر على ليسانس الآداب لغة عربية، أما ابنتها فحصلت على دبلوم فنى تمريض وتعمل على استكمال دراستها أما ابنها الأصغر حاليا فى المرحلة الإعدادية وتحرص على أن يكون طبيبا فى المستقبل.

وأشارت إلى أن الإصرار وحب النجاح بداخلها لا ينتهى فالتحقت بالأزهر لتحضير دراسات عليا لتمهيدى الماجستير واختتمت حديثها بأنها فخورة بتحقيق حلمها وتتمنى أن تصبح قصتها مصباحا مضيئا لكل شخص يريد أن يخرج من ظلام الجهل إلى نور المعرفة.

 

«راوية»: بدأت من «الصفر».. ودخلت «دار العلوم»

 

كانت طفلة صغيرة، أقصى طموحها أن تمر الأيام وتكبر حتى تذهب إلى المدرسة وتحمل حقيبتها كغيرها من الفتيات ولكن لم يشأ القدر أن تتحقق أمنيتها، حيث سافر والدها تاركا والدتها واخواتها الخمس فكان الحل أن تجلس فى المنزل لخدمة أسرتها.

وقالت راوية أحمد، 40 عاما: مرت السنوات وفات موعد دخولى المدرسة ولم يفد التوسل لأسرتى من أجل تعليمى وتزوجت فى عمر صغير لا يتعدى 18 عاما. مشيرة إلى أنها رغم انشغالها بعد الزواج إلا أن حلمها فى التعليم ظل يراودها.

وتابعت: انتهزت فرصة انتقالى إلى قرية أخرى بعد الزواج ووجود فصول لمحو الأمية بالقرب من منزلى فالتحقت بأحدها وتعلمت القراءة والكتابة ونجحت فى الاختبارات وحصلت على أول شهادة وهى محو الأمية ثم التحقت بالصف الأول الإعدادى وكان يساعدنى أحد أفراد أسرتى فى ذلك.

وأشارت إلى أنها نجحت فى الإعدادية بمجموع يؤهلها للالتحاق بالثانوية العامة ونجحت أيضاً فى هذه المرحلة واستطاعت إتمام الثانوية العامة.

وترى راوية أنها تحدت نفسها قبل أن تتحدى الآخرين فكانت تذاكر بالمنزل وتتفوق كل عام، وتحصل على مجموع يؤهلها لمراحل تعليمية جديدة، وأضافت: لكن صدمة عمرى حين أخبرنى مدير المدرسة أنه لن يتم قبولى لأنى تجازوت 18 عاما وتبخر الحلم فى أن أعيش شعور الطالبة التى تفخر بحالها وهى تذهب إلى المدرسة.

وتابعت: الدراسة فى المنزل كانت صعبة للغاية خاصة أنها لا تستطيع الحصول على دروس خصوصية لضيق الأحوال المادية لأسرتها ولكنها لم تيأس واستعادت عزيمتها، وقررت أن تلتحق بالمدرسة الثانوية وهي فى غاية السعادة.

وأشارت إلى أنها تحملت المعاناة اليومية المليئة بالسخرية تارة والتهكم تارة أخرى مرة من شكلها ومرة من طريقة سيرها. قائلة: أنا أتمزق من داخلى لكن كنت أعود وألملم نفسى من جديد وأواصل السير فى طريق تحقيق حلمى.

ولفتت إلى أنه رغم زواجها وإنجابها ثلاثة أطفال لكن لم يمنعها ذلك من مواصلة نجاحها حتى التحقت بكلية دار العلوم وحصلت على ليسانس اللغة العربية والعلوم الإسلامية مشيرة إلى أنها استطاعت أن تحقق حلمها بأن تصبح أما وزوجة متعملة قادرة على نقل ما تعلمته إلى أولادها فضلا عن غرس حب العلم والتفوق فى نفوسهم.

وأكدت أن التعليم يساعد بشكل أساسى على دعم الفرد بالمعارف والقيم اللازمة لفهم حاضره واستشراف مستقبله مشيرة إلى أن التعليم الجامعى يعد مدخلا أساسيا فى التعريف بالتطرف الفكرى ووسيلة لإكساب المعارف والمهارات التى تؤهل المجتمع لمواجهته.

ولفتت إلى أن للجامعة دورًا فى إنتاج العقول المفكرة الناقدة وتحديث المعرفة مؤكدة أنه ليس المقصود بالأمن الفكرى للأمة أن نغلق النوافذ فى وجه الثقافة العلمية ونتهمها بغزو العقول خاصة أننا نحتاج إلى ثقافة الشعوب، نأخذ منها ما يتوافق مع قيمنا وعقائدنا ومبادئنا لنطور ذاتنا.

 

«أبوالدهب»: قهرت ظروفى الصعبة وحصلت على «الليسانس»

 

نشأت فى أسرة فقيرة بمحافظة المنوفية مكونة من أب وأم وشقيقتين وكان والدى عطوفا للغاية، أمنيته أن يرانى شابا يافعا ناجحا فكان يترقب مرور الأيام والشهور حتى ألتحق بالمدرسة ولكن للأسف لم يمهله القدر تحقيق ذلك، توفى بعد صراع طويل مع المرض.. هكذا بدأ إبراهيم أبوالدهب سرد قصته مع التعليم.

وأضاف «أبوالدهب»: فاجعة موت والدى أنهكت أسرتنا لفترة طويلة فأصبحنا فقراء بعد وفاته وللأسف لم ألتحق بالمدرسة لظروفنا القاسية وأصبحت مسئولا عن أسرتى وعائلهم الوحيد، مشيرا إلى أنه كان يعاون أسرته فى كل شىء وبدلا من أن يمضى فى طريق العلم مضى فى طريق العمل وتحمل مسئولية أسرته.

وأشار إلى أنه عمل مزارعا فى أرض جيرانه رغم صغر سنه وضآلة جسمه لافتا إلى أنه أكثر ما يحزنه أن أقرانه كانوا يذهبون للمدرسة وينهلون من العلم الذى حرم منه.

ولفت إلى أن كان يتمنى تحقيق أمل والده الراحل وأن يستكمل المسيرة التعليمية لذلك أسرع للالتحاق بفصول محو الأمة وتعلمت القراءة والكتابة وحصلت على شهادة محو الأمية ثمرة تعبى تسلمتها بعد عام من الكفاح.

وتابع: أمى شجعتنى على مواصلة تعليمى فالتحقت بالمرحلة الإعدادية وكنت محبا للدراسة ورغم الصعاب التى واجهتنى وضعف حالتى المادية إلا أننى لم أستسلم لذلك حتى حصلت على الشهادة الإعدادية.

وقال: بدأ الحلم يتفتح أمامى وزاد طموحى فالتحقت بالمرحلة الثانوية نظام المنازل وكافحت كثيرا كأنى أنحت فى الصخر خاصة أنى لا أمتلك القدرات المالية ولا يمكننى الحضور إلى المدرسة لذلك كان أمامى هدف واضح هو تحقيق حلم والدى.

واستطرد حديثه: ذهبت إلى الجامعة والتحقت بكلية الآداب قسم علم النفس وحصلت على ليسانس الآداب عام 2010، مشيرا إلى أن استكمال مسيرته التعليمية بدأ بخطوة ثم أعقبها خطوات ممزوجة بالإصرار على استكمال مسيرته واستطاع الالتحاق بالدراسات العليا للحصول على الماجستير فى علم النفس رغم أن عمره حاليا 38 عاما.

واختتم حديثه قائلا: بعد تعب ومعاناة استمرت لسنوات استطعت أن أشعر بالنجاح وأن روح أبى تحلق حولى وتشد يدى وتبارك كفاحى وتكافئنى بابتسامة عذبة.

 

«جلال»: الطلاب كبار السن يصنعون المعجزات

 

العديد من الأشخاص كرسوا حياتهم لخدمة غيرهم والمساهمة فى مشروعات تستهدف محو الأمية منهم محمد جلال، 30 عاما تطوع فى مشروع «العلم قوة» لمحو الأمية وخرج من هذه التجربة مستفيدا من التجارب والحالات التى تعامل معها.

يقول «جلال»: التطوع فى محو الأمية أفادنى على المستوى الشخصى فضلا عن أنه جعلنى أستطيع التعامل مع فئات جديدة من البشر والاطلاع على تجاربهم، وعن تجربته الشخصية قال: الناس التى ترغب فى التطوع فى محو الأمية لابد أن تعرف أنها تتعامل مع فئة جديدة أى لابد من مراعاة اختلاف أسلوب الكلام وطريقة التعامل معهم خاصة أن كثيرا منهم من كبار السن.

وأشار إلى أن هناك الكثير من الطلبة يهمهم فى المقام الأول الحصول على الشهادة وعادة لا يكون لديهم استعداد للمذاكرة لذلك لابد من المعلم أن يكون «لحوح» ويحثهم بشكل مستمر على القراءة وكشف عن مشاهدته للعديد من الأشخاص الذين يفعلون المعجزات من أجل تحقيق أهدافهم النبيلة بالهروب من براثن الجهل.

وتابع: يوجد نماذج مؤثرة جدا قابلتها فى محو الأمية أبرزها جد يستند على حفيده لكى يحضر الدروس التعليمية وهو متجاوب جدا مع المعلم ويستجيب لأى نصيحة.

ولفت إلى أنهم كانوا يعتمدون فى تجاربهم على أسلوب الترغيب عن طريق الحث على التنافس والتفوق مقابل هدايا يتم توزيعها على المتفوقين وهذا الأمر كان له مردود إيجابى جدا فى نفوس الطلاب.

وأشار إلى أنهم كانوا يواظبون على إجراء امتحانات للدارسين مرة كل أسبوعين أو شهر لتشجيعهم على المذاكرة وكان يتم تقسيمهم إلى مجموعات لا تزيد كل مجموعة على 7 أفراد مؤكدا ضرورة مواكبة التطور باستخدام وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصال فى مجال محو الأمية وتعليم الكبار لتقليل النسبة المرتفعة من المتخلفين عن التعليم.

وأضاف: لابد من استخدام الوسائل التكنولوجية فى برامج محو الأمية والبدء من التكنولوجيا كأساس لتعلمى الكبار بما تحتويه من جاذبية وطرق متعددة تناسب كافة الميول والقدرات للدارسين مع بناء الثقة والأمن فى استعمال تكنولوجيا المعلومات فى محو الأمية.

وأضاف أنه لابد من تسيير تداول المعلومات الخاصة ببرامج محو الأمية ونشرها من خلال التوظيف الفعال لتكنولوجيا المعلومات فضلا عن دعوة مؤسسات محو الأمية وتعليم الكبار الحكومية وغير الحكومية إلى توفير البنية التحتية للتعليم الإلكترونى من خلال توفير شبكة مترابطة من الحواسب بها، وإعداد

الملكات البشرية اللازمة لذلك.

وحث على تشجيع استخدام الوسائل الإلكترونية فى محو الأمية مع الأخذ فى الاعتبار تجارب الدول التى تم عرضها خلال الندوة مثل الهند ومصر وباكستان ولبنان.

واستطرد قائلا: لابد من التعاون والتنسيق بين كافة القطاعات التى تعمل فى مجالات تكنولوجيا التعليم المتقدمة سواء كانت مراكز تكنولوجية أو بحثية أو جهودًا خاصة لوضع استراتيجية واضحة ومحددة لتطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصال فى مجال محو الأمية وتعليم الكبار مع تشجيع التوسع فى توقيع اتفاقيات الشراكة والتعاون بينها.

وأشار «جلال» إلى ضرورة زيادة الدعم والمساندة لبرامج التطوير التكنولوجى وتوظيفها فى خدمة العملية التعليمية لمحو الأمية لمواكبة التطور فى هذا المجال وإنشاء مراكز لتصميم وإنتاج البرامج والمواد التعليمية لمحو الأمية بما يتماشى مع توجيهات تكنولوجيا التعليم فى المرحلة القادمة.

وطالب «جلال» بمنح تسهيلات لرجال الأعمال والمنتجين لتكنولوجيا المعرفة لدعم المجتمع بأجهزة حواسب وغيرها من برمجيات ومواد معرفية والمساعدة فى تقديم برامج تعليمية وتدريبية لإنتاج ذلك النوع من التكنولوجيا.

وأكد ضرورة تعزيز مهارات محو الأمية المعلوماتية والتوسع فى إنشاء مراكز محلية للتدريب على تكنولوجيا المعلومات للعاملين فى برامج محو الأمية ووضع مشاريع للتعليم البديل القائم على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحقيق التعليم للجميع ومحو الأمية.

كما طالب بإتاحة فرص التدريب على استخدام التكنولوجيا الحديثة الناجحة فى محو الأمية وتشجيع تدريب النساء والفتيات وتبادل أفضل الممارسات فى تعليم تكنولوجيا المعلومات المتصلة بمحو الأمية.

 

البحر الأحمر الأفضل.. تليها بورسعيد والسويس وأسوان

 

الأرقام الرسمية تكشف أن بعض المحافظات حققت نجاحات كبيرة فى محو الأمية وبعضها غير ذلك وبحسب هذه الأرقام جاءت محافظة البحر الأحمر الأولى فى معدلات الأمية تليها بورسعيد ثم السويس والقاهرة والإسكندرية وأسوان وسجلت محافظات الوجه القبلى أعلى معدلات للأمية حيث بلغ المعدل 37٫2٪ فى المنيا و35٫9٪ فى بنى سويف 34.6٪ فى أسيوط و34٪ فى الفيوم و33٫6٪ فى سوهاج، وقد حققت محافظة أسوان أقل معدل للأمية بين محافظات الوجه القبلى بنسبة 19٫1٪.

وفى الوجه البحرى جاءت محافظة البحيرة الأولى فى معدلات الأمية بنسبة 32٫9٪ تليها محافظة كفر الشيخ بـ28٫5٪ ثم 25٫9٪ فى محافظة الشرقية وأقل معدلات الأمية بالوجه البحرى 20٫2٪ فى محافظة دمياط.

ووصلت نسبة الأمية فى المحافظات الحضرية حوالى 19٪ فى الإسكندرية و16٫2٪ فى القاهرة و15٫3٪ فى السويس وأقل معدل بلغ 14٫1٪ فى بورسعيد.

وسجلت محافظات الحدود أقل معدلات للأمية حيث بلغت 12٪ فى البحر الأحمر 16٫6٪ جنوب سيناء، وبلغ معدل الأمية للذكور 21٫1٪ مقابل 30٫8٪ للإناث عام 2017 وبلغ معدل الأمية بالريف 32٫2٪ مقابل 17٫7٪ بالحضر.

وبحسب الأرقام الرسمية فإن الأمية لا تزال تضرب 18 مليون مصرى لا يجيدون القراءة والكتابة طبقا لإحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء عام 2017.

لم تنقطع جهود الدولة فى الاهتمام بالملف التعليمى وفى القلب منه محو الأمية ولتحقيق ذلك الهدف تم إبرام بروتوكولات مع كافة الجهات الشريكة «الحكومية، مؤسسات المجتمع المدنى، الأحزاب، والمنظمات الدولية، والمؤسسات الدينية» وفقا لما ينص عليه قانون 8 لسنة 1991، حشد وتعبئة المجتمع لمحو أمية 2 مليون دارس، إعداد وتأهيل كافة القائمين على العملية التعليمية.

كما يتم رصد بعض النماذج المضيئة من المتحررين من قبضة الجهل وإصدار كتب بسيرهم الذاتية تشجيعا لهم وتحفيزا للآخرين وإتاحة الفرص أمامهم لمواصلة التعليم من خلال فصول التقوية للمرحلة الإعدادية، تقديم برامج مهارات حياتية تتناسب مع طبيعة بيئة المتحررين.

وتسعى الدولة إلى توفير الإمكانيات الضرورية لممارسة الأعمال المهنية من خلال التواصل المستر مع الخريجين من خلال الأنشطة المختلفة والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم لإزالة وتذليل العقبات أمامهم.

كما تم استهداف محو أمية أكثر من 2 مليون دارس خلال العام المالى 2017/2018 وقد تحقق محو أمية أكثر من 200 ألف دارس بنسبة 13٫6٪.

وركزت الهيئة العامة لتعليم الكبار على رفع الوعى المجتمعى بخطورة الأمية والتأكيد على أهمية التعليم من خلال توظيف القوافل الإعلامية «التنموية» للهيئة وإقامة كافة الندوات التثقيفية والوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة وتكثيف التوعية المستمرة للدارسين بفصول محو الأمية، لاسيما الإناث.

 

خبير تربوى: زيادة السكان سبب أساسى للسقوط فى الجهل

 

وعن أسباب محو الأمية قال د. وائل صادق، الحاصل على دكتوراه فى أصول التربية: تعددت الأسباب فمنها التعليمية والتى تتمثل فى عجز النظام التعليمى عن استيعاب جميع الأطفال الذين هم فى سن التعليم الابتدائى وذلك بسبب نمو السكان السريع من ناحية وقلة الموارد المالية لبعض الأسر وعدم اقتناع بعضها بأهمية التعليم!

وحول الأسباب الاجتماعية والاقتصادية أكد أنها تتمثل فى إنهاك الأولاد المفرط فى الأعمال المنزلية ولا سيما البنات مما لا يترك لهن وقتا للدراسة فى المنزل بالإضافة إلى ما يقع عليهن من إجهاد جسمى يعوقهن عن الدراسة وتردى أوضاع الأسرة اقتصاديا مما يؤدى إلى عدم قدرة الآباء على سداد المصروفات المدرسية أو استخدام الأبناء للقيام ببعض الأعمال للمساهمة فى تحمل نفقات الأسرة.

وتابع: هناك أسباب تربوية للمشكلة تتمثل فى رسوب بعض التلاميذ فى الامتحانات فيتركون المدرسة بلا عودة، ويعود الرسوب إلى عوامل مختلفة أهمها سوء نوعية المعلمين وعدم المبالاة بالتعليم ونظام الامتحانات وعدم جدية التلاميذ.

وأكد وجود أسباب متنوعة لتسرب الطلاب من المدارس تشمل: موت الأبوين أو أحدهما واضطرار الولد إلى تحمل مسئولية العائلة، مرض التلميذ خاصة المرض المستمر أو وجود عوائق جسدية أو صعوبات عاطفية أو عدم رضاه عن المدرسة.

أما الأسباب الاستراتيجية فتتمثل فى تجاهل بعض المسئولين فى السابق لخطورة الأمية وعدم الأخذ بالتشريعات التى تلزم الأميين الالتحاق بالفصول المائية لمحو أميتهم خلال مدة محددة.

بالإضافة إلى عدم قيام أجهزة الإعلام المختلفة بدور فعال فى توعية الأميين وحثهم على طلب العلم والاستفادة من الفرص والإمكانات المتاحة لهم.

وعن كيفية محو الأمية قال د. أشرف الجندى ماجستير الدراسات العربية والإسلامية: يوجد أكثر من طريقة لحل هذه الأزمة ومواكبة التطورات الحديثة أبرزها تنوع مصادر المعرفة وتتمثل فى عدم الاعتماد على الكتاب المدرسي فقط فى نقل المادة العلمية بل هناك من المصادر الكثيرة لتقديم المعارف إلى الطلاب عن طريق ما يبث بواسطة الأقمار الصناعية كبرامج تليفزيونية مفتوحة.

وتابع: لابد من تعدد الأدوات التى يتعامل معها الخريج كما ينبغى على المؤسسات التعليمية أن تغير فلسفتها فى تعليم الخريج وتدريبه على التعامل مع المتغيرات الحديثة، وأشار إلى أن تدنى كفاءة العملية التعليمية إضافة إلى ازدحام الجدول الدراسى، وقصر وقت الحصة الدراسية وتزاحم المعلومات وزيادة أعداد الطلاب فى الفصل الدراسى أضر بالعملية التعليمية.

واستطرد قائلا: لابد من زيادة أعداد المدرسين المؤهلين تربويا وعمليا للتعامل مع الطالب نفسيا وبدنيا والدارسين لطرق توصيل المعلومات وجعلها جزءا من سلوك الطلبة وأشار إلى أن التربية والتعليم تكلف غير المؤهلين تربويا للعمل كمدرسين دون إعداد تربوى لهم مما نتج عنه مشكلات نفسية للطلاب والمدرسين الجدد الهاربين من مجال العمل فى تخصصاتهم الأصلية إضافة إلى عدم إلمامهم بتصميم وإعداد البرامج التعليمية وتنفيذها وتقويمها.

وأشار إلى أنه لابد من تطوير دور المعلم حيث تغير دوره نتيجة للتغيرات الحضارية والصناعية المتنوعة بالمجتمع فلم يعد هو مصدر المعرفة الأوحد ومحور العملية التعليمية بل أصبح مساعدا للطالب فى تعلمه وكيفية العمل على الارتقاء بمستواه والتخطيط للبرامج التعليمية وتصميمها والإشراف على الأخصائيين فى إعداد وتوجيه الطلاب لدراستها بما يناسب قدراتهم ومستواهم العلمى وميولهم مما يتطلب توفير المواد التعليمية والأدوات والأجهزة الحديثة المساعدة للمعلم.

وتطرق فى نهاية حديثه إلى ضرورة الاهتمام ببرامج إعداد المدرس حيث أصبحت برامج التدريب القليلة التى تدعو لها المؤسسات التعليمية والتربوية ليس لها دور أساسى فى ترقيته.