رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الزواج‭ ‬الإلكترونى .. ‮«‬بوست‮»‬‭ ‬و«شات‮»‬‭ ‬و«خطوبة‮»‬‭!‬

بوابة الوفد الإلكترونية

تأخر‭ ‬سن‭ ‬الزواج‭ ‬وراء‭ ‬الظاهرة‭.. ‬وتحذيرات‭ ‬من‭ ‬خطورتها

خبراء‭: ‬أكاذيب‭.. ‬وباب‭ ‬جديد‭ ‬لهواة‭ ‬النصب

‮«‬سعاد‮»‬‭: ‬تعرفت‭ ‬على‭ ‬زوجى‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬الفيس‮»‬‭.. ‬وأعيش‭ ‬حياة‭ ‬سعيدة

‮«‬محمد‮»‬‭: ‬طلقت‭ ‬زوجتى‭ ‬بعد‭ ‬6‭ ‬أشهر‭.. ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬للأفكار‭ ‬لا‭ ‬الزواج

‮«‬فريدة‮»‬‭: ‬واجهت‭ ‬صعوبة‭ ‬فى‭ ‬إقناع‭ ‬أهلى‭ ‬بقبول‭ ‬‮«‬عريس‭ ‬الإنترنت‮»‬

علماء‭ ‬الدين‭ ‬يختلفون‭ ‬حول‭ ‬تحريم‭ ‬‮«‬الدردشة‮»‬‭ ‬وتحليلها‭ ‬بنية‭ ‬الارتباط

 

 

قديماً‭ ‬كان‭ ‬التعارف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الزواج‭ ‬يتم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العائلات‭ ‬أو‭ ‬المعارف‭ ‬والأصدقاء،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬تطور‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وتزايد‭ ‬عدد‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى،‭ ‬تزايدت‭ ‬طرق‭ ‬التعارف،‭ ‬وعبر‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬بحث‭ ‬البعض‭ ‬عن‭ ‬تعارف‭ ‬وصداقة‭ ‬وعلاقات‭ ‬عابرة،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬وجد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬الطريقة‭ ‬المثلى‭ ‬لاختيار‭ ‬شريك‭ ‬الحياة‭ ‬حيث‭ ‬تتيح‭ ‬لهم‭ ‬الفرصة‭ ‬فى‭ ‬معرفته‭ ‬بشكل‭ ‬جديد‭ ‬خاصةً‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الافتراضى‭ ‬يسمح‭ ‬لنا‭ ‬بقول‭ ‬أو‭ ‬فعل‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬به‭ ‬الأوساط‭ ‬التقليدية‭. ‬

وطبقاً‭ ‬للدراسات‭ ‬الحديثة‭ ‬فإن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفتيات‭ ‬يلجأن‭ ‬لمواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬لاختيار‭ ‬شريك‭ ‬الحياة،‭ ‬واحتلت‭ ‬مصر‭ ‬مرتبة‭ ‬متقدمة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬فى‭ ‬الزواج‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الإنترنت‭. ‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬يرى‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬طبيعية‭ ‬ومقبولة‭ ‬خاصةً‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬التطورات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬ولا‭ ‬ضرر‭ ‬منها‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تقود‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬للحلال،‭ ‬والبعض‭ ‬رآها‭ ‬فرصة‭ ‬جيدة‭ ‬لتقليل‭ ‬نسبة‭ ‬العنوسة‭ ‬التى‭ ‬تفشت‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬ووصلت‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬فتاة‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬8‭ ‬ملايين‭ ‬شاب‭. ‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬رأياً‭ ‬آخر‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يتمسك‭ ‬بالنمط‭ ‬التقليدى‭ ‬للزواج،‭ ‬ويرفض‭ ‬العلاقات‭ ‬التى‭ ‬تتم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت،‭ ‬معتبراً‭ ‬إياها‭ ‬علاقات‭ ‬غير‭ ‬ناجحة‭ ‬ومؤقتة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أنها‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسى‭ ‬فى‭ ‬ارتفاع‭ ‬وتيرة‭ ‬حالات‭ ‬الطلاق،‭ ‬وكشفت‭ ‬آخر‭ ‬إحصائية‭ ‬للجهاز‭ ‬المركزى‭ ‬للتعبئة‭ ‬والإحصاء‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬نحو‭ ‬198‭ ‬ألف‭ ‬حالة‭ ‬طلاق‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬بزيادة‭ ‬قدرها‭ ‬3‭.‬2٪‭ ‬عن‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬كما‭ ‬أظهرت‭ ‬دراسات‭ ‬حديثة‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬4‭ ‬دقائق‭ ‬تحدث‭ ‬حالة‭ ‬طلاق‭. ‬

ويبرر‭ ‬الرافضون‭ ‬للزواج‭ ‬الإلكترونى‭ ‬بأنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬التعارف‭ ‬الجيد‭ ‬للزوجين‭ ‬وتأهليهما،‭ ‬ولا‭ ‬يكفى‭ ‬فقط‭ ‬الحديث‭ ‬الإلكترونى‭ ‬لأخذ‭ ‬قرار‭ ‬الزواج‭. ‬

شهادات‭ ‬حية

هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الناجحة‭ ‬وأخرى‭ ‬الفاشلة‭ ‬يرويها‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬خاضوا‭ ‬تجربة‭ ‬الزواج‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬تقول‭ ‬‮«‬سعاد‭ ‬نبيل‮»‬‭: ‬تعرفت‭ ‬على‭ ‬زوجى‭ ‬فى‭ ‬إحدى‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية،‭ ‬وتبادلنا‭ ‬نظرات‭ ‬الإعجاب،‭ ‬وبعدها‭ ‬أرسل‭ ‬لى‭ ‬طلب‭ ‬صداقة‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬‮«‬فيس‭ ‬بوك‮»‬‭ ‬ووافقت‭ ‬عليه‭ ‬على‭ ‬الفور،‭ ‬وبدأنا‭ ‬بعدها‭ ‬نتحدث‭ ‬لساعات‭ ‬طويلة،‭ ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬الأيام‭ ‬اعترفنا‭ ‬لبعض‭ ‬بحب‭ ‬كل‭ ‬منا‭ ‬للآخر‭. ‬

وتابعت،‭ ‬بعد‭ ‬شهر‭ ‬من‭ ‬التعارف،‭ ‬توطدت‭ ‬علاقتنا‭ ‬وأصبح‭ ‬كل‭ ‬منا‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬الآخر،‭ ‬ما‭ ‬جعله‭ ‬يصارحنى‭ ‬بأنه‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يقابل‭ ‬أهلى‭ ‬لخطبتى،‭ ‬وفاجأنى‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬وصدمت‭ ‬فى‭ ‬بادئ‭ ‬الأمر‭ ‬خاصةً‭ ‬أن‭ ‬الارتباط‭ ‬جاء‭ ‬بسرعة،‭ ‬ولكن‭ ‬رغم‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬أستطع‭ ‬إخفاء‭ ‬سعادتي‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬استوعبت‭ ‬عرضه‭ ‬العاجل‭ ‬وتيقنت‭ ‬بجديته‭ ‬وأنه‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬شريك‭ ‬حياتى،‭ ‬أجبته‭ ‬بالقبول،‭ ‬وفعلاً‭ ‬تمت‭ ‬الخطبة‭ ‬والزواج‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭. ‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬زواجها‭ ‬تم‭ ‬بشكل‭ ‬سريع،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬قالته،‭ ‬سعيدة‭ ‬فى‭ ‬حياتها،‭ ‬لأنها‭ ‬وجدت‭ ‬الشخص‭ ‬المثالى‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬أتاحت‭ ‬الفرصة‭ ‬لأن‭ ‬يعرفا‭ ‬بعضهما‭ ‬بشكل‭ ‬أقرب‭ ‬من‭ ‬الطرق‭ ‬التقليدية‭. ‬

‮«‬فريدة‭ ‬عبدالعزيز‮»‬‭ ‬شابة‭ ‬ثلاثينية،‭ ‬تعرفت‭ ‬على‭ ‬زوجها‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى،‭ ‬حيث‭ ‬ظلا‭ ‬لأسابيع‭ ‬طويلة‭ ‬يتحدثان‭ ‬لساعات،‭ ‬وبعدها‭ ‬عبر‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬للآخر‭ ‬عن‭ ‬إعجابه‭ ‬الشديد،‭ ‬ما‭ ‬جعلهما‭ ‬يقدمان‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬بطريقة‭ ‬سريعة،‭ ‬حيث‭ ‬طلب‭ ‬يدها‭ ‬وكان‭ ‬ردها‭ ‬الموافقة،‭ ‬ثم‭ ‬عرفته‭ ‬على‭ ‬أهلها‭. ‬

وقالت‭ ‬‮«‬عرضت‭ ‬على‭ ‬أهل‭ ‬الموضوع‭ ‬فرفضوا‭ ‬رافضاً‭ ‬حازما‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬أشقائى،‭ ‬ومع‭ ‬إصرارى‭ ‬طلبوا‭ ‬الجلوس‭ ‬مع‭ ‬الشاب‭ ‬وجهاً‭ ‬لوجه‭ ‬لمعرفة‭ ‬نيته‭ ‬الحقيقية‭ ‬بشأن‭ ‬الزواج‭ ‬منى‭ ‬وبعد‭ ‬الحديث‭ ‬معه‭ ‬وافقوا‭ ‬على‭ ‬إتمام‭ ‬الزواج‮»‬‭.. ‬والآن‭ ‬‮«‬فريدة‮»‬‭ ‬أم‭ ‬لطفلة‭ ‬وسعيدة‭ ‬بهذه‭ ‬الخطوة‭. ‬

وتابعت‭ ‬‮«‬المعترضون‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬لديهم‭ ‬الحق‭ ‬فى‭ ‬ذلك،‭ ‬خاصةً‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬أحياناً‭ ‬يكونون‭ ‬غير‭ ‬جادين‭ ‬فى‭ ‬الزواج،‭ ‬ويحاولون‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬عابرة‭ ‬ليس‭ ‬أكثر،‭ ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬الحكم‭ ‬أو‭ ‬التعميم‭ ‬على‭ ‬التجربة‭ ‬بأكملها‭ ‬فلا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النماذج‭ ‬الناجحة‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬احتمالا‭ ‬ولو‭ ‬بسيطا‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬تنجح‭ ‬التجربة‮»‬‭. ‬

وفى‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬يقول‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬أحمد‮»‬‭ ‬شاب‭ ‬عشرينى،‭ ‬أنه‭ ‬تعرف‭ ‬على‭ ‬زوجته‭ ‬السابقة‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬‮«‬فيس‭ ‬بوك‮»‬‭ ‬وكانا‭ ‬يتحدثان‭ ‬لساعات‭ ‬طويلة،‭ ‬ثم‭ ‬تولد‭ ‬الإعجاب‭ ‬بينهما‭ ‬واتفقا‭ ‬أن‭ ‬يتقابلا‭ ‬وجهاً‭ ‬لوجه،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬قصيرة‭ ‬صارحها‭ ‬بأنه‭ ‬معجب‭ ‬بها‭ ‬ويود‭ ‬أن‭ ‬يتقدم‭ ‬لخطبتها،‭ ‬وهى‭ ‬بدورها‭ ‬وافقت‭ ‬على‭ ‬الفور‭. ‬

وقال‭: ‬استمرت‭ ‬علاقتنا‭ ‬تقريباً‭ ‬لستة‭ ‬أشهر،‭ ‬ثم‭ ‬نشبت‭ ‬الخلافات‭ ‬بيننا،‭ ‬نظراً‭ ‬لعدم‭ ‬استطاعتى‭ ‬المالية‭ ‬وحالتى‭ ‬المعيشية‭ ‬البسيطة،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحب‭ ‬جعلهما‭ ‬يتجاهلان‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ولكن‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية‭ ‬لن‭ ‬تسير‭ ‬بالحب‭ ‬أو‭ ‬الكلمات‭ ‬اللطيفة‭ ‬وإنما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬أن‭ ‬يحسبا‭ ‬الأمور‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭. ‬

وأكد‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬تجربته‭ ‬الفاشلة‭ ‬بسبب‭ ‬أوضاعه‭ ‬المالية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬والفتيات‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬جيد‭ ‬لتبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬والأفكار،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يتيح‭ ‬لكل‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬الآخر‭ ‬فى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الامور،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬صرحاء‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬حتى‭ ‬تنجح‭ ‬علاقتهم‭. ‬

وقال‭ ‬‮«‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مشكلة‭ ‬بشأن‭ ‬تعرف‭ ‬الشباب‭ ‬والفتيات‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬نيتهما‭ ‬الزواج،‭ ‬ولكن‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الترتيب‭ ‬والإعداد‭ ‬الجيد‭ ‬لهذا‭ ‬الأمر‭ ‬وأن‭ ‬يعرف‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬ظروف‭ ‬الآخر‭ ‬ويتقبلها‭ ‬ويرتضى‭ ‬بها‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭. ‬

مواقع‭ ‬زواج

مئات‭ ‬المواقع‭ ‬تم‭ ‬تدشينها‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الزوج‭ ‬المناسب،‭ ‬ومئات‭ ‬المواقع‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬تعلن‭ ‬يومياً‭ ‬عن‭ ‬عروضها‭ ‬لتوفير‭ ‬شريك‭ ‬الحياة،‭ ‬والحل‭ ‬سحرى‭ ‬فقط‭ ‬إدخال‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬وأحياناً‭ ‬صورة‭ ‬مرفقة‭ ‬معها،‭ ‬لإتمام‭ ‬الزواج‭. ‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬واجه‭ ‬انتقادات‭ ‬شديدة،‭ ‬نظراً‭ ‬لأن‭ ‬المعلومات‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬تبادلها‭  ‬بهدف‭ ‬إتمام‭ ‬الزواج،‭ ‬تعرض‭ ‬فى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬الشخص‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المشكلات،‭ ‬فبعض‭ ‬القراصنة‭ ‬فور‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬البيانات‭ ‬كاملة،‭ ‬ويتعرضون‭ ‬للابتزاز‭ ‬والنصب‭ ‬ويتم‭ ‬السطو‭ ‬على‭ ‬أموال‭ ‬الشخص‭ ‬وممتلكاته،‭ ‬وقد‭ ‬يصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬الفتيات‭ ‬والسيدات‭. ‬

ويقول‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬إبراهيم‭ ‬عاصم‭ ‬أحد‭ ‬الشخصيات‭ ‬التى‭

‬خاضت‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬إن‭ ‬معظم‭ ‬التعارف‭ ‬الذى‭ ‬يتم‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬يكون‭ ‬وهميا‭ ‬وعادةً‭ ‬المعلومات‭ ‬التى‭ ‬يعطيها‭ ‬الشخص‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬نسج‭ ‬خياله،‭ ‬فأحياناً‭ ‬قد‭ ‬تتعرف‭ ‬على‭ ‬فناة‭ ‬ثم‭ ‬تفاجأ‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬أنها‭ ‬شاب‭ ‬والعكس‭ ‬يحدث‭ ‬أحياناً،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬تضيع‭ ‬الوقت‭ ‬ولا‭ ‬فائدة‭ ‬منها،‭ ‬وعادةً‭ ‬تنتهى‭ ‬بالفشل‭. ‬

وفى‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬أكد‭ ‬النائب‭ ‬فايز‭ ‬بركات‭ - ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬أن‭ ‬ظاهرة‭ ‬الزواج‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬أصبحت‭ ‬موضة‭ ‬فى‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية،‭ ‬حيث‭ ‬تشير‭ ‬الدراسات‭ ‬الميدانية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬فى‭ ‬ازدياد،‭ ‬وبعضها‭ ‬قد‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬حالات‭ ‬زواج‭ ‬رسمى‭ ‬أو‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬يكون‭ ‬فيها‭ ‬الزواج‭ ‬عرفيا،‭ ‬فضلاً‭ ‬أن‭ ‬بعضها‭ ‬يكون‭ ‬مجرد‭ ‬مصيدة‭ ‬لاستغلال‭ ‬الفتيات‭ ‬فى‭ ‬أعمال‭ ‬منافية‭ ‬للآداب‭. ‬

ولمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬والحد‭ ‬منها،‭ ‬تقدم‭ ‬النائب‭ ‬فايز‭ ‬بركات،‭ ‬عضو‭ ‬لجنة‭ ‬التعليم‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬بطلب‭ ‬إحاطة‭ ‬موجه‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬مدبولى‭ ‬حول‭ ‬ظاهرة‭ ‬النصب‭ ‬باسم‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مواقع‭ ‬الزواج‭ ‬على‭ ‬الإنترنت،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المتغيرات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬الحالية‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬عزوف‭ ‬البعض‭ ‬عن‭ ‬الزواج‭ ‬بالطرق‭ ‬التقليدية،‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الزوجة‭ ‬أو‭ ‬الزوج‭ ‬المثالى‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الإنترنت‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعرضهم‭ ‬لحالات‭ ‬النصب‭ ‬والاحتيال‭ ‬بالنهاية‭.‬

بين‭ ‬الموافقة‭ ‬والرفض

يقول‭ ‬الشيخ‭ ‬‏إبراهيم‭ ‬الظافرى‭ ‬إمام‭ ‬وخطيب‭ ‬بوزارة‭ ‬الأوقاف‭: ‬‮«‬إن‭ ‬التعارف‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬بين‭ ‬الشاب‭ ‬والفتاة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬بغرض‭ ‬الزواج‭ ‬فهو‭ ‬مباح،‭ ‬خاصةً‭ ‬إذا‭ ‬توفرت‭ ‬النية‭ ‬السليمة‭ ‬لدى‭ ‬الطرفين‭ ‬فلا‭ ‬مانع‭ ‬منه،‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬قول‭ ‬الرسول‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬إنما‭ ‬الأعمال‭ ‬بالنيات‭ ‬ولكل‭ ‬امرئ‭ ‬ما‭ ‬نوى‮»‬‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجى‭ ‬أوجد‭ ‬وسائل‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موجودة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬للتعارف،‭ ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬للتعارف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الخطبة‭ ‬والزواج‭ ‬الشرعي‭, ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحرام‭ ‬بين‭ ‬والحلال‭ ‬بين‭.. ‬وقال‭: ‬‮«‬استخدام‭ ‬الإنترنت‭ ‬أو‭ ‬الشات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الخطبة‭ ‬حلال‭ ‬شرعا‭, ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬توفر‭ ‬النية‭ ‬السليمة‭ ‬لدى‭ ‬الطرفين‮»‬‭. ‬

وتابع‭: ‬‮«‬الأهم‭ ‬فى‭ ‬مسألة‭ ‬الزواج‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬المصارحة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬الصدق‭ ‬وأن‭ ‬يقدم‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬الحقائق‭ ‬للآخر،‭ ‬فذلك‭ ‬يوطد‭ ‬علاقتهما‭ ‬ويكون‭ ‬سبباً‭ ‬فى‭ ‬نجاحها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬معرفة‭ ‬الأهل‭ ‬بذلك،‭ ‬ولا‭ ‬يتم‭ ‬إخفاء‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬الأقارب،‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬شرعى،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬تحمل‭ ‬المحادثات‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ (‬الشاب‭ ‬والفتاة‭) ‬أى‭ ‬إسفاف‭ ‬أو‭ ‬مخالفات‭ ‬شرعية‭ ‬مثل‭ ‬تبادل‭ ‬الصور‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬ألفاظ‭ ‬خارجة‭ ‬عن‭ ‬المألوف‭. ‬

وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬قال‭ ‬الشيخ‭ ‬مصطفى‭ ‬الظافرى‭ ‬إمام‭ ‬وخطيب‭ ‬بوزارة‭ ‬الأوقاف،‭ ‬إن‭ ‬محادثات‭ ‬الشات‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬بين‭ ‬الفتى‭ ‬والفتاة‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬بقصد‭ ‬الزواج‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬شرعا‭, ‬ويعد‭ ‬من‭ ‬المحرمات‭ ‬تأصيلاً‭ ‬للقاعدة‭ ‬الشرعية‭ ‬بعدم‭ ‬جواز‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة‭ ‬الأجنبية،‭ ‬خاصةً‭ ‬أنه‭ ‬عادة‭ ‬لا‭ ‬توصل‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬إلى‭ ‬الغاية‭ ‬المرجوة‭ ‬منها‭. ‬

‭ ‬وتابع‭: ‬عادةً‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬يكون‭ ‬مبنيا‭ ‬على‭ ‬غش‭ ‬وعدم‭ ‬معرفة‭ ‬جيدة‭ ‬ببعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يدوم‭ ‬طويلاً،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬المشاهد‭ ‬والتجارب‭ ‬المتكررة‭, ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬التى‭ ‬تتم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬تسبب‭ ‬مفاسد‭ ‬كثيرة‭.‬

وفى‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬قالت‭ ‬د‭. ‬سوسن‭ ‬فايد‭ ‬أستاذ‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬بالمركز‭ ‬القومى‭ ‬للبحوث‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والجنائية،‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الزيجات‭ ‬رغم‭ ‬نجاح‭ ‬بعضه،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬دمر‭ ‬العلاقات‭ ‬الطبيعية‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬وحول‭ ‬نمط‭ ‬العلاقات‭ ‬إلى‭ ‬افتراضية‭ ‬يتخللها‭ ‬الكذب‭ ‬والغش‭ ‬فى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬فقديماً‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬توطيد‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعى‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الزيارات‭ ‬المتبادلة،‭ ‬والتى‭ ‬كانت‭ ‬تمكن‭ ‬الأهل‭ ‬من‭ ‬المعرفة‭ ‬الجيدة‭ ‬للمتقدم‭ ‬للخطبة،‭ ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬فقد‭ ‬جعلت‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬الزواج‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬علاقة‭ ‬عابرة‭ ‬أو‭ ‬تجربة‭ ‬يتشجع‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬الخوض‭ ‬فيها‭. ‬

واشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬زواج‭ ‬الإنترنت‭ ‬بدأ‭ ‬ينتشر‭ ‬فى‭ ‬غالبية‭ ‬البلدان‭ ‬العربية،‭ ‬بسبب‭ ‬الانغلاق‭ ‬الاجتماعى،‭ ‬ودفع‭ ‬البعض‭ ‬للجوء‭ ‬إلى‭ ‬المحادثات‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬ولكن‭ ‬أغلب‭ ‬المحادثات‭ ‬أكاذيب‭ ‬ومغالطات‭. ‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬تأخر‭ ‬سن‭ ‬الزواج‭ ‬والأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬السيئة‭ ‬وارتفاع‭ ‬الأسعار‭, ‬سبب‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المواقع،‭ ‬ونسب‭ ‬حالات‭ ‬الزواج‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬قليلة‭ ‬جدا،‭ ‬لزيادة‭ ‬حالات‭ ‬الاحتيال‭ ‬التى‭ ‬يمارسها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬عبرها‭. ‬