عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ترويض قاتل النساء

بوابة الوفد الإلكترونية

حملة قومية للكشف عن سرطان الثدى.. والخبراء: ستنقذ ملايين المصريات

سرطان الثدى وحش يفتك بنساء مصر، فكل عام تدفع آلاف السيدات أعمارهن ضحية له، وتفقد آلاف الأسر كيانها بسبب وفاة الأم، وتتكلف الدولة المليارات لتوفير العلاج بلا طائل.

لذلك أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى تعليماته للدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة فى الاحتفال بيوم المرأة المصرية فى مارس الماضى، بالإعداد لحملة قومية للكشف المبكر عن سرطان الثدى، على غرار حملة 100 مليون صحة، وهو ما حدث بالفعل لتبدأ الحملة فى شهر يوليو القادم لتشمل كل نساء مصر فوق الثلاثين عاماً.

وهكذا تسعى الدولة لترويض هذا الوحش الذى يفتك بنساء مصر منذ سنوات طويلة، حتى إنه أصبح ثانى أسباب الوفيات فى مصر، وتسجل الإصابة به 23 ألف حالة جديدة سنوياً.

حيث تشير الإحصاءات إلى أن نسبة الاصابة بهذا المرض تبلغ 34% من إجمالى الأورام التى تصيب نساء مصر، وتتراوح أعمار السيدات المصابات به بين 30 إلى 40 عاماً، فى حين أن متوسط أعمار المصابات فى العالم يتراوح بين 40 إلى 50 عاما.

ومنذ سنوات عديدة يعد هذا المرض أكبر وحش يهدد سيدات مصر، حيث تتزايد أعداد المصابات به من عام لآخر، وهو ما دفع الوزارة إلى تبنى حملة قومية للكشف المبكر عن سرطان الثدى، تشمل جميع سيدات مصر بدءاً من ثلاثين عاماً، بحيث تصل إلى كل نساء مصر فى القرى والنجوع، وذلك لترويض هذا الوحش.

ويتضمن المسح الكشف والفحوصات المعملية، مع مراعاة تاريخ المرض فى الأسرة والأعمار والعوامل الوراثية.

يذكر أن نسبة الشفاء من هذا المرض تصل إلى 98% وفقاً لتأكيدات الأطباء بشرط اكتشافه فى مراحله الأولى، إلا أن المشكلة الحقيقية أن هذا المرض لا يكتشف إلا فى مراحل متأخرة، وبالتالى لا يمكن حصار المرض الذى ينتشر ويتوغل ليقتل 17.6% من مرضى السرطان فى مصر.

وتتلخص أعراض المرض وفقاً للدكتورة مروة حمدى استشارية النساء والتوليد فى تغير شكل الثدى، وظهور كتلة داخله، وخروج سائل منه قد يكون لونه أقرب إلى لون الدم، أو ظهور بقعة حمراء ذات قشور، أو تغير ملمس الجلد ليصبح أشبه بقشر البرتقال.

وأكدت أن للمرض 4 مراحل، مرحلة أولى وغالباً لا تظهر فيها أعراض، ويمكن اكتشافه من خلال الكشف المبكر بأشعة إلمامو جرام، ومميزات هذه المرحلة أن نسبة الشفاء منها تصل إلى 98%، أما المرحلة الثانية، فيظهر فيها عدد من الأعراض تختلف من حالة لأخرى، ونسبة الشفاء فيها تصل إلى 83%، أما المرحلة الثالثة وهى الأكثر انتشاراً فتصل نسبة الشفاء فيها إلى 73%، والمرحلة الرابعة وهى أشدهم خطراً فلا تزيد نسبة الشفاء فيها على 22%.

وفى المراحل المتأخرة من المرض تنتشر الخلايا السرطانية فى الجسم وتظهر أعراض أخرى منها آلام العظام، وانتفاخ الغدد الليمفاوية، وضيق فى التنفس أو اصفرار فى الجلد.

ويلتقط الدكتور موريد مكرم ميشيل استشارى الجراحة العامة وجراحة الأورام أطراف الحديث، مشيراً إلى أن سرطان الثدى يعتبر من أشهر الأورام السرطانية وأكثرها شيوعاً بين السيدات فى الوقت الحاضر، نظراً لانتشار المسببات من ناحية وللتطور فى الكشف المبكر عنه من ناحية أخرى.

وأضاف أنه يعتبر ثانى أكثر أسباب الوفاة بين السيدات عالمياً ومحلياً، وعن مسببات المرض قال إن هناك عدة أسباب تساعد على زيادة الإصابة به، أهمها التلوث البيئى بجميع أشكاله وتأثيره على الخلايا والجهاز المناعى للجسم، السمنة المفرطة والإفراط فى تناول الدهون، التدخين، قلة الحركة وعدم النشاط الرياضى، التعرض للإشعاع والعلاج الهرمونى التعويضى بعد سن اليأس، واستعمال حبوب منع الحمل التى تحتوى على هرمون الاستروجين «الهرمون المحفز لغدد الثدى» لفترات طويلة، وهناك أيضًا حالات ليس لها سبب واضح، أو حالات يكون فيها الورم عائلياً بمعنى وجود جين يورث يؤدى إلى خلل بالحامض النووى للخلية فى فترات عمرية مبكرة، ويحول الخلية إلى خلية سرطانية، ونسبة حدوثه نحو 15 بالمائة من أورام الثدى السرطانية.

وأشار إلى أن نسب حدوث سرطان الثدى تتزايد لدى السيدات غير المتزوجات، أو المتزوجات ولا يحملن، أو اللاتى يحملن ولا يرضعن، أو السيدات التى تبدأ فيهن الدورة الشهرية مبكراً وتنتهى فى سن متأخرة عن

المعتاد.

وأوضح أن العامل النفسى يعتبر من العوامل التى تساعد على ظهور الأورام نظراً لتأثيره السلبى على الجهاز المناعى المقاوم للأورام.

«الوقاية خير من العلاج»

وأوضح الدكتور موريد مكرم أن سرطان الثدى يمكن الوقاية منه عن طريق الاهتمام بالغذاء الصحى، والابتعاد قدر الإمكان عن الملوثات، وتجنب التدخين والكحوليات، والاهتمام بالرياضة والمشى يومياً، وتجنب السمنة وإنقاص الوزن، والإقلال من الدهون المشبعة فى الطعام، وتجنب وسائل منع الحمل الهرمونية التى تحتوى على الاستروجين، مع ضرورة إجراء الفحص الشهرى الدورى للثدى بعد انتهاء الدورة بأسبوع للكشف المبكر عن وجود أى أورام أو تغيرات غير طبيعية به.

مشيرا إلى أنه يتم حالياً يتم إجراء مسح لسرطان الثدى بجميع دول العالم ابتداء من سن 45 سنة، وأقل من ذلك فى العائلات التى يتضمن تاريخها الطبى الإصابة بالأورام، ويتم ذلك بواسطة وسائل تشخصية عديدة وأشهرها أشعة إلماموجرام والسونار، مع عمل فحص للدم لاكتشاف الجين المسبب لسرطان الثدى مبكراً.

الأطباء أكدوا أن هذا الوحش يمكن ترويضه من خلال العلاج خاصة إذا تم اكتشافه فى مراحله الأولى، ومن هنا تأتى أهمية الحملة القومية للكشف المبكر عن سرطان الثدى، حيث ترى الدكتورة مروة حمدى أن هذه الحملة تعتبر إنجازاً لإنقاذ حياة ملايين السيدات اللائى لا يكتشفن المرض فى مراحله الأولى، ويتعرضن للمخاطر، وبالتالى فهذه الحملة ستضمن الوصول للسيدات فى القرى والنجوع، وهو ما يرجح اكتشاف آلاف من المريضات وبالتالى يجب أن يكون هناك استعداد جيد لتقديم العلاج لهن، مع ضرورة تدريب الأطباء ومقدمى الرعاية الصحية فى مراكز الأمومة والطفولة والوحدات الصحية على الاكتشاف المبكر لسرطان الثدى، خاصة أن هذه الجهات هى الأقرب للنساء خاصة فى المحافظات، مؤكدة أهمية التوعية بهذه الحملة وضرورة أن تخضع لها كل السيدات فى الفئة العمرية المستهدفة، لضمان اكتشاف حالات الاصابة وخضوعها للعلاج.

العلاج

الدراسات تؤكد أنه كلما تم اكتشاف هذا المرض مبكرا كلما زادت نسبة الشفاء، وتعتمد خطة العلاج وفقاً للدكتور موريد مكرم على المرحلة التى يتم اكتشاف المرض فيها، مشيراً إلى أن العلاج يعتمد أساساً على التدخل الجراحى، وكلما كان المرض فى مراحله الأولية أمكن إجراء جراحات تحفظية تجميلية للحفاظ على الثدى، وأضاف أنه يمكن أيضًا إجراء هذه النوعية من الجراحات فى مراحل متأخرة فى بعض الحالات، مع الاستعانة بالعلاج الكيماوى والإشعاعى قبل وبعد الجراحة.

وهناك أيضًا العلاج الهرمونى باستخدام أنواع حديثة من مضادات الاستروجين التى لا تسبب أعراضاً جانبية، أو حدوث أورام عند استخدامها لفترات طويلة، وهناك أنواع جديدة تحت الاختبار من العلاج المناعى لتقوية مناعة الجسم ضد الأورام السرطانية للثدى.

وشدد الأطباء على ضرورة إجراء الكشف المبكر حتى يمكن علاج المرض فى بدايته قبل أن ينتشر ويتوغل ويتسبب فى قتل الآلاف.