عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ومن المنظفات ما قتل!

منظفات صناعية
منظفات صناعية

مع حلول شهر رمضان تُعلن ربات المنازل حالة الطوارئ، وينطلق مارثوان التنظيف احتفالا بهذا الشهر تارة، واستعدادا لقدوم عيد الفطر تارة أخرى، وتشهد محلات المنظفات إقبالا كبيرا خلال هذه الأيام خاصة في المناطق الشعبية، وتحرص السيدات على شراء مركبات المنظفات غير عابئات بالمخاطر التي تحاصرهن.

حادث مروع شهدته الإسكندرية باختناق 28 شخصا في أحد محال المنظفات، بسبب تفاعل حدث بالخطأ لمادة السلفونيك مع الكلور، المستخدمتين فى تصنيع المنظف، الأمر الذي يشير الى إمكانية تعرض ملايين السيدات للموت المفاجيء خلال استخدامهن أدوات التنظيف داخل منازلهن.

يبتكر العاملون في محلات المنظفات تركيبات سريعة للتنظيف، بإضافة مكونات كيميائية شديدة الخطورة على صحة المواطنين، منها الكلور والفينيك والبوتاس والديتول والصودا الكاوية‏،وغيرها من المواد التي تدخل في أنواع المنظفات التى تقبل عليها ملايين السيدات.

وبحسب الدراسات العلمية فإن ملامسة الجلد لمادة كيميائية مثل التى تدخل فى إنتاج المنظفات تحدث تغيرات تبدأ بإحداث ضرر للطبقة السطحية للجلد ولجدران الخلايا الجلدية ثم يتبعها قيام الجهاز المناعي بالتعرف عليها باعتبارها غريبة عنه، وتبدأ خلايا متعددة الأنواع في التجمع والانقسام لأن وظيفتها تتضمن إنتاج جزيئات بروتينية مضادة لهذه المادة الغريبة.

ونوهت الدراسات بأن هذه الجزيئات تسمى بالأجسام المضادة, حيث ينتج بينها وبين المادة الدخيلة تفاعل يؤدي إلي حدوث التهاب وتكسر الخلايا وخروج بعض محتوياتها مثل الهستامين وبالتالي تتمدد الأوعية الدموية في الجلد مما يؤدي إلي إثارة وتهيج الأطراف العصبية مسببة الهرش والحكة الجلدية.

وكشفت دراسة تم إجراؤها على عاملات في خدمات النظافة، أن روائح المنظفات التي يستخدمنها في العمل قد تزيد حالات الربو، خاصة عند استعمال المبيضات ومواد تنظيف الزجاج والمطهرات ومعطرات الجو تفاقم من الأعراض المرتبطة بالربو.

 

الإقبال يتزايد

وأكد عدد كبير من باعى المنظفات أن مع الأيام الأولى من شهر رمضان زاد الإقبال على شراء المنظفات خاصة تركيبات تنظيف السجاد والأدوات الصحية والأرضيات.

وأكد أحد البائعين لـ«الوفد» أن تحضير تلك المنظفات لا يحتاج الى خبرة سابقة ولا لمؤهلات علمية وقال: «أي شخص بيتعلم ومع الخبرة بيحضر كل حاجة مش لازم يكون متخصص».

وحول طبيعة تركيب المنظف قال البائع إنه أضاف صودا كاوية مع ملح الليمون وحامض السلفونيك، وكون المنتج، مؤكداً أن الزبائن لا يعينهم المواد التي دخلت في تركيب المنظف بقدر قيمة المنظف وجودته في التنظيف، وهل سعره «على قد الإيد؟».

«أغلب زبايني ستات وأطفال».. بهذه الكلمات استهل أحد البائعين، حديثه لـ«الوفد» وقال إن الإقبال على شراء مركبات المنظفات كبير خلال تلك الفترة ويزداد مع اقتراب موسم العيد، حيث تهتم السيدات بشراء المنتجات القوية الخاصة بتنظيف السجاد والأرضيات وغيرها.

وتابع: «الستات اللي بتيجي بتقول عاوزة

حاجة قوية علشان تنظف بسرعة وتريحني»، ويشير بائع المنظفات إلى أنه كثيراً ما يتعرض للاختناق أثناء تحضير المركبات ولهذا يقوم بارتداء «كمامة» و«جاونتات» خلال تجهيز هذه المنتجات للبيع.

«تليف فى الرئة والشعب الهوائية، وأزمات ربوية حادة».. آثار جانبية يتعرض لها بائعو المنظفات وأيضاً السيدات اللاتي يستخدمن المركبات الخطرة، وحظرت العديد من الدراسات التعامل مع هذه المنظفات دون معرفة مخاطر الأنواع، وكيفية تحضيرها بطريقة آمنة.

 أمام محل منظفات، قالت صفاء على، إنها اعتادت شراء عدد كبير من أنواع المنظفات الخاصة بتنظيف السجاد، لكونه يحتاج مجهوداً كبيراً منها ولهذا تحرص على شراء مركب سريع التنظيف دون الاحتياج لمجهود عالي.

«طبعا عارفة إن فيه مخاطر من استخدام المنظفات».. تؤكد «صفاء» أنها تعلم بخطورة بعض المركبات في محال المنظفات على صحة المواطنين ولكنها تتخذ كافة احتياطاتها منها ارتداء جاونت، وكمامة أثناء تنظيف المنزل بهذه المكونات.

«الحارس ربنا.. محدش بيموت ناقص عمر».. استهلت سلوى عايد، حديثها، أثناء شرائها أحد مركبات التنظيف، وقالت إنها تحرص على عدم اقتراب أطفالها من هذه المنظفات أو الاقتراب منها أثناء التنظيف، مشيرة إلى أن أسعار المنظفات في المتناول تبدأ من 10 جنيهات حتى 20 جنيها.

في السياق ذاته قالت صابرين أحمد، إنها مثل غيرها من ربات المنازل تحرص على شراء تركيبات المنظفات لتحقيق أسرع نتيجة في المنزل بأقل مجهود.

وتابعت: «اللي يهمنا إننا نقضي مصلحتنا.. وأصحاب المحال ليهم سنين بيتعاملوا مع التركيبات وعارفين أصلها وفصلها كويس»، تؤكد «صابرين» أنها لن تشتري تلك المركبات من أي محل منظفات سوى واحد تتعامل معه منذ سنين لكي تكون مطمئنة على صحتها وصحة أسرتها.

وأردفت: «المناطق الشعبية أصحاب المحلات فيها يخافوا يغشوا في المنتج.. علشان الناس وشها في وش بعضها والأهم عنده السمعة».