رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الهبوط الأرضى.. تحت التراب «دواهى»

بوابة الوفد الإلكترونية

انفجار مواسير المياه والصرف والتربة الجيرية والمبانى المرتفعة.. أهم أسبابها

الخبراء: ردم الفجوات الأرضية دون معالجة أسبابها.. كارثة

عضو لجنة النقل: مطلوب خريطة للأماكن المعرضة للهبوط.. والطرق الجديدة تقلل من انهيارات الطرق القديمة

خبير قانونى: لا تعويض لضحايا الانهيارات الأرضية!

 

بين حين والآخر تتكرر حكاية «الهبوط الأرضي» التى لم تقتصر على مناطق محددة بل أصبحت ممتدة للمحافظات المختلفة.

وأكد الخبراء أن وراء الانهيارات الأرضية عدة أسباب فى مقدمتها تآكل التربة بمرور الزمن بسبب تهالك مواسير المياه والصرف الصحى فوق تربة غير مؤهلة لتحمل الارتفاعات الكبيرة.

خلال النصف الأول من عام 2019 وقعت عدة حوادث هبوط أرضى، أغلبها كان فى القاهرة الكبرى ففى أول أبريل الماضى تم رصد هبوط أرضى محدود فى حى مصر الجديدة، وتم استدعاء إدارة الصرف الصحى للإصلاح والتعامل مع الموقف، وإصلاح الهبوط الموجود بجوار بالوعة صرف صحي.

وفى أول مايو أعلنت شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالجيزة، عن حدوث هبوط أرضى بطريق الفيوم الصحراوى أمام منطقة تجنيد الجيزة وتبين أنه نتيجة حدوث تسريب مياه.

وفى منتصف مارس الماضى تسبب هبوط أرضى بأحد شوارع مدينة السلام، فى تهشم 7 سيارات.

وفى أبريل الماضى حدث هبوط أرضى بـشارع الوحدة التابع لحى إمبابة بالجيزة، وسبب الهبوط خطورة كبرى على حركة السيارات والمارة.

وفى حى الجمرك بمحافظة الإسكندرية تسببت الأمواج العالية فى حدوث هبوط الأرضى بممشى طريق الكورنيش، وجرى التنسيق على الفور مع إدارة حماية الشواطئ ومديرية الطرق والنقل، لإصلاح الهبوط من خلال وضع خرسانة جاهزة بموقع الهبوط.

وفى محافظة دمياط وقع هبوط أرضى بمنطقة الشهابية، وفوجئ الأهالى بسقوط جزء من الاسفلت، وقام الأهالى بوضع كراسى خشبية حول الهبوط الأرضى، لمنع سقوط السيارات بداخله.

فوجئ أهالى حى غرب أسيوط بحدوث هبوط أرضى بالشارع بجوار غرفة مياه فى مارس الماضى وتمت معالجة الأمر من قبل المحافظة.

وفى يناير الماضى وقع هبوطاً أرضياً بمدينة المحلة بمنطقة سوق اللبن، أسفل منسوب سطح الأرض الطبيعى بعمق 15 متراً وتم تدارك ومعالجة الأمر.

وفى فبراير الماضى حدث كسر مفاجئ لماسورة خط رئيسى للصرف الصحى بمنطقة أرمنت بالأقصر، أدى إلى هبوط أرضى بالمنطقة.

وأكد محمد حسان أستاذ جيولوجيا الرسوبيات بجامعة الأزهر، أن الهبوط الأرضى يرجع لعدة أسباب وعلى رأسها تكرار انفجار مواسير المياه ومواسير الصرف الصحى المدفونة تحت الأرض، فتتسبب فى انهيار مفاجئ وهبوط أرضى، مؤكدا أن المناطق الساحلية القريبة من البحر تكون التربة فيها رملية مثل الإسفنج الجاف ومليئة بفراغات الهواء، وعندما يتشربها الماء تصبح رخوة وتنهار محدثة فجوة أرضية كبيرة.

وأضاف «حسان» بعض الهبوط الذى يحدث فى بعض المحافظات، يعود إلى الصخور الجيرية التى تشكل معظم التربة فى هذه المناطق، خاصة فى الشوارع غير الممهدة التى تحتوى على شقوق وفواصل تؤدى لتسرب المياه بداخلها سواء من الأمطار أو الصرف الصحى المتهالك، حيث يحدث تآكل فى الصخور الجيرية، ما يؤدى للهبوط الأرضي.

 

أسباب بشرية

وفى ذات الاتجاه يقول الدكتور رضا حجاج أستاذ التخطيط العمرانى بجامعة القاهرة، الهبوط الأرضى هو تجويف فى باطن الأرض يزداد اتساعاً وعمقاً بسبب زيادة الحمولة على سطح الأرض فيحدث انهياراً داخل التربة ويحدث انهياراً أرضياً بما تحمله سواء مبانى أو طريق سير وكل ما بداخله من مواسير وسبب حدوث تجويف أرضى يرجع لأسباب معظمها بشرية مثل الردم الخطأ أثناء تمهيد الطرق أو تسرب مياه داخل التربة بسبب كسر أو تهالك مواسير المياه وأعمال الحفر الخطأ أثناء بناء أساسات المبانى المرتفعة فتؤدى إلى انهيار أرضى بجواره فليس شرطاً أن يحدث الانهيار فى المكان الذى يتم الحفر به.

وأضاف «حجاج» أن مشكلة الانهيار الأرضى أصبحت متكررة وتمثل خطراً على البنية التحتية ومعظم حوادث الهبوط الأرضى فى مصر تحدث لعدة أسباب وعلى رأسها كثرة إنشاء المبانى السكنية المرتفعة وبالتالى زيادة عمق الحفر لبناء الأساسات، وهناك سبب آخر وهو أن معظم مواسير المياه والصرف الصحى التى تم تركيبها فى نهاية الثمانينات من القرن الماضى تهالكت لعامل الزمن وبالتالى تتسرب منها المياه وتسحب التربة بداخلها.

وتابع «حجاج» علاج الهبوط الأرضى هو الاعتماد على الفنيين المتخصصين فى معالجة مشكلة الانهيار لأن كثيراً من معالجة مشكلة الهبوط الأرضى، يتم بشكل غير فنى ويكون هدفها ردم أو تغطية سطح التربة فقط وليست معالجتها وبالتالى تتكرر حوادث الانهيار ولعدم تكرار ذلك لابد من المتابعة والتفتيش على أعمال الإصلاح ولابد أن تتم بشكل علمى وهندسى لمعالجة الهبوط الأرضي.

 

الأكثر خطراً

وأكد محمد على مقيم بمنطقة السلام، أن الهبوط الارضى يحدث بشكل مستمر بشوارع المنطقة وقال: «وقعت أكثر من حادثة هبوط أرضى بشكل مفاجئ بالمنطقة وأخرها منذ حوالى شهر بمنطقة الحرفيين وتتسبب فى دمار بعض السيارات التى كانت تنتظر فى الشارع ورغم أن مدينة السلام من المدن الحديثة عمرانياً، حيث انشئت فى سبعينيات القرن الماضى، ولكن الهبوط الأرضى اصبح مسلسلاً متكرراً، مضيفاً أن اهالى المنطقة يخشون من تكرار الهبوط الأرضى خاصة وأنه يهدد حياة المواطنين.

وقال عثمان يوسف 41 عاماً مقيم بمنطقة امبابة، الهبوط الأرضى بالمنطقة أصبح متكرراً ويسبب أزمة مرورية كبيرة، ومعظم الحوادث تتسبب بها مواسير الصرف الصحى التى يعود عمرها لأكثر من 50 عاماً ولم يتم تغييرها، فالهبوط الأرضى لم نكن نعلم به ولا يحدث منذ السنوات الماضية، ولكن خلال عام واحد حدث أكثر من حادث هبوط أرضى بالمنطقة مما يشكل خطراً

على السكان وخاصة الأطفال وكبار السن.

 

فريق إنقاذ

أكد اللواء حسن عبدالغنى المتحدث باسم شركة مياه الشرب والصرف الصحى، أنه فور حدوث أى هبوط أرضى ينتقل عدد من الفنيين بشركة المياه إلى الحادث لفحص أسباب الهبوط الأرضى، وفى حالة وجود تسرب أو كسر بمواسير وتوصيلات الصرف الصحى يتم قطع المياه مباشرة عن المنطقة وإصلاح العطل ومعالجة العيوب، موضحاً أن العمر الافتراضى لمواسير الصرف الصحى وفقاً لنوعها ونوعية التربة والأحمال التى تتعرض لها من 25 إلى 65 عامًا.

وأضاف «عبدالغني» أن الهبوط الأرضى يحدث لعدة أسباب منها تسرب المياه الجوفية ببعض المناطق إلى سطح القشرة الأرضية وكسر مواسير الصرف الصحى والمياه تحت الأرض نتيجة أعمال الحفر والإنشاءات وفى حالة تطوير البنية التحتية لتوصيلات المياه لابد من وجود ميزانية واعتمادات مالية للتطوير، أما فى حالة الطوارئ فيتم إصلاح العطل الموجود ولا يتم مغادرة موقع الحادث إلا بعد معالجة خاصة أن شركة مياه الشرب لديها موظفين بجميع المحافظات قادرة على التعامل وحل مشكلات تسرب وكسر المواسير فى أسرع وقت ممكن.

 وأوضح العميد أحمد عباس رئيس حى مصر الجديدة، أنه فى حالة حدوث هبوط أرضى يتم رصده أو التعامل مع الموقف بالانتقال فوراً إلى موقع الحادث ثم استدعاء إدارة الصرف الصحى للإصلاح فى حالة كان حدوث الهبوط الأرضى بسبب مواسير الصرف الصحى بالحي.

وأضاف رئيس حى مصر الجديدة فى تصريحات صحفية سابقة، أن الهبوط الأرضى يحدث لأسباب عدة منها تسرب مياه مواسير الصرف الصحى وتأكل التربة وزيادة الأحمال فى بعض الشوارع ببناء الأبراج السكنية المرتفعة ومعظم الهبوط الأرضى لا ينتج عنه وفاة أو إصابات ولكن تسبب تكدس مرورى وتعوق الطريق حتى إصلاحها.

 

مسلسل متكرر

وأكد النائب محمد بدوى عضو لجنة النقل بمجلس النواب، أن مسلسل الهبوط الأرضى أصبح متكرراً فى الفترة الأخيرة بمحافظات مختلفة، وذلك لأسباب عدة منها تأكل التربة وتسرب المياه الجوفية وتهالك البنية التحتية لمواسير الصرف الصحى ببعض المناطق ولذلك تبذل الحكومة مجهودات كثيرة فى إنشاء طرق ومدن جديدة لتخفيف الضغط والأحمال عن الطرق المستخدمة حالياً.

وطالب «بدوي» بتحديد الأماكن المعرضة للهبوط الأرضى لتحديد خطورتها، على المواطنين والمقيمين فى المنطقة، بالإضافه للاهتمام بشبكات الصرف الصحى الممتدة أسفل تلك التربة فهلاكها قد يؤثر على تأكل تلك التربة بشكل غير واضح، وهو ما يؤدى لحدوث انهيار مفاجئ بالتربة.

 

لا تعويضات

وقال الدكتور أحمد مهران أستاذ القانون العام ومدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، إن التعويض فى تلك الحالة يزول وجوداً وعدماً لعدم وجود خطأ والضرر الذى وقع ليس ناتجاً عن شخص مسئول أو جهة مسئولة نظراً لأن الهبوط الأرضى هو من عوامل الطبيعة ولذلك يدخل ضمن التعريف القانونى «الظرف القهري».

وأضاف «مهران» أن هناك بعض الحالات التى يجوز لها قانوناً طلب التعويض المادى فى حالة وقوع ضرر وفى هذه الحالة مثال صاحب سيارة تعرضت لهبوط أرضى وحدث بها تلفيات وتخضع السيارة للتأمين، فيتم تعويضه لأن العقد المبرم بين الطرفين ينص على أن تدفع شركة التأمين مصاريف التعويض للمؤمن عليه طالما أنه غير مسئول عن تلك الحادث وهو ما يوجد فى حالات الهبوط الأرضى التى تحدث بشكل مفاجئ وخارج عن إرادة صاحب السيارة.

وتابع أستاذ القانون العام حديثه، بأنه جرى العرف فى حالات الكوارث الكبرى والحوادث القدرية أن تسهم الدولة فى تخفيف معاناة المتضررين وتصرف لهم تعويضات وإعانات مالية مؤقتة، عاجلة مثل انهيار العقارات وحوادث الطرق والحرائق وغيرها وهى أحد الأدوار التى تلتزم بها الحكومة فى الفترة الماضية كنوع من الدعم والمساندة للمواطنين.