عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الخير.. على بوابة مصر الشرقية

بوابة الوفد الإلكترونية

275 مليار جنيه لتنمية أرض القمر.. و3 ملايين فرصة عمل فى انتظار شباب مصر

آبار ومدن جديدة ومشروعات زراعية وصناعية تضع سيناء على خريطة التنمية

شيخ مجاهدى سيناء: تنمية سيناء تحولت من حلم إلى حقيقة.. ونطمح فى المزيد

شيخ مشايخ سيناء: التنمية تتم بصورة رائعة بمشروعات زراعية وسياحية

 

فى تاريخ مصر صفحات من نور، تشعل روح الوطنية، وتحيى آمال العزة والفخر.. ويوم 25 أبريل واحد من تلك الأيام، فمنذ 37 عاماً أشرقت على مصر شمس النصر، فهزت وجدان المواطنين، وأنهت فصولاً من الكفاح ومشاهد من البطولات، بدأها الجندى المصرى، وسطرها بدمائه ليبدأ كتابة أول ملامح النصر فى معركة أسطورية خاضها فى شهر رمضان عام 1973، وزينت صفحات تلك المشاهد إبداعات وسياسة الرئيس الراحل أنور السادات، والذى تخطى حدود الإبداع السياسى وتخطى برؤيته ما لم يره غيره.. وبعد أن رحل جاء من خلفه رجال ليستكملوا مشوار النجاح بعد أن نجحوا فى إنهاء ماراثون التحكيم الدولى لتستعيد مصر «طابا» آخر قطعة من أرض سيناء فى 25 أبريل عام 1982.

قبل 37 عاماً عادت سيناء كاملة لأحضان مصر، فسادت فرحة غيرت آمال المصريين ودفعتهم لاستعادة روح الكفاح والنضال والعزم على النهوض بالوطن.

سيناء البالغة 61 ألف كيلومتر مربع، ظلت إقليماً واحداً على مدى تاريخها وظلت الحكومات المصرية المتعاقبة تعتبرها منطقة عسكرية وأرضا للعمليات الحربية وحتى رجال ثورة 23 يوليو 1952، اعتبروا سيناء منطقة عسكرية، وعندما سعوا لإقامة منطقة جمارك مصرية، جعلوها على الحدود بين سيناء وأرض الوادى!

وحينما وقعت سيناء تحت الاحتلال الإسرائيلى، عقب نكسة 1967، عاش السيناوية حياة قاسية، بينما كان الإسرائيليون ينهبون خيرات سيناء نهباً.. سرقوا ما لا يقل عن 280 مليون برميل بترول، ومئات الملايين من الأمتار المكعبة من المياه، وسرقوا أيضاً كل ما عثروا عليه فى 32 موقعاً أثرياً فى سيناء، كانت إسرائيل تعتبر سيناء بمثابة قطعة لحم يجب أن تلتهمها بأسرع وقت ممكن، ووصل إيمانهم بهذا الأمر لدرجة أن تل أبيب استدعت الاحتياطى الإسرائيلى عند نشوب حرب أكتوبر 1973، من خلال رسالة مشفرة تقول «القط سرق حلة اللحم»، وكانت تقصد بـ«القط» الجيش المصرى وتقصد بـ«حلة اللحم» سيناء.

وبالحرب والسلام والمفاوضات عادت سيناء إلى أحضان الوطن، فبدأت مصر فى تدعيم أراض سيناء بمشروعات بعضها تم تنفيذه والآخر تبخرت سطوره على الأوراق.

فدائماً ما كانت خطط التنمية تتحدث عن تقوية وتدعيم سياسة مصر الزراعية لزيادة الإنتاجية، وخلق مجتمعات عمرانية جديدة بغرض التخفيف عن المناطق المكدسة بالسكان فى الوادى، إضافة إلى ربط سيناء بمنطقة الدلتا وجعلها امتداداً طبيعياً للوادى، مع استغلال الطاقات البشرية فى أغراض التنمية وإتاحة فرص عمل جديدة، ولكن هذا كله ظل فى أغلبه مجرد خطط على الورق، لم تتجاوز تنفيذها إلا نسبة ضئيلة، ولكن بعد ثورة يونيو 2013 جاء التغير الأكبر فى سيناء، ووضع الرئيس عبدالفتاح السيسى خطة متكاملة خلال الفترة (2018/2019 - 2021/2022)، بعدد من المشروعات التنموية، سواء بإنشاء أو استكمال مشروعات التعمير والبناء والتنمية، وتتكلف 275 مليار جنيه، منها 175 ملياراً تم تدبيرها بقروض من صناديق عربية والباقى ستتحمله الحكومة والقوات المسلحة المصرية، وتتضمن الخطة: تنفيذ مشروع عمرانى، يتكلف مائة مليار جنيه، بالإضافة إلى مشروعات صناعية لخلق نهضة صناعية تسهم فى تحقيق نقلة نوعية قادرة على جذب مزيد من الاستثمارات لتحقيق التنمية الشاملة فى سيناء، بخلاف مشاريع الطرق والكهرباء، وشبكات الرى ومعالجة المياه والصرف، وتطوير المؤسسات التعليمية والمستشفيات، ووحدات الإسكان، والمشاريع السمكية، كما تم إدماج كافة عناصر المجتمع السيناوى فى عملية التنمية، وسد الفجوات التنموية القائمة، وهذه الخطة من المقرر أن تستمر حتى عام 2022.

 

كنوز

دراسات ومجلدات عديدة تحدثت عن كنوز سيناء، ومع ذلك فشلت كل الحكومات السابقة فى إيجاد كلمة السر لفتح هذا الكنز، فكلمة السر التى تجاهلها الجميع هى التنمية.. فأرض سيناء ورمالها تحتوى على ما لا أذن سمعت ولا عين رأت، ولا تحتاج سوى إرادة حقيقية ورغبة فى العمل لتفتح كنوزها لمن يريد، فقد أكدت الدراسات الجيولوجية أنها تحتوى على كثير من الخيرات، فهى تضم حوالى 16 خامة معدنية يمكن استخدامها فى العديد من الصناعات التى يمكن أن تسهم فى توفير ما يقرب من 3 ملايين فرصة عمل للشباب، أحد هذه الدراسات أعدها الدكتور حسن بخيت عبدالرحمن رئيس رابطة المساحة الجيولوجية ورئيس المجلس الاستشارى العربى للمساحة، تحت عنوان «سيناء مخزون مصر الاستراتيجى من الثروات الطبيعية» أكد فيها أن أرض سيناء تضم العديد من الخامات الطبيعية التى تدخل فى صناعات عديدة مثل خامات صناعة الأسمنت مثل: الحجر الجيرى، الطفلة، الجبس وأكاسيد الحديد والرمل والزلط، كما توجد بها خامات صناعة السيراميك مثل الفلسبار والباتيت والكاولين، وكذلك أحجار الزينة من رخام وجرانيت والتى تستخدم فى بناء المنتجعات والقرى السياحية، بالإضافة إلى الخامات الفلزية التى تدخل فى الصناعات التكنولوجية المتقدمة مثل النحاس والرصاص والزنك والتنجستون والمنجنيز.

وأشار الدكتور حسن إلى أن هيئة الثروة المعدنية اكتشفت فيها مؤخراً المعادن النفيسة مثل الذهب والفضة، وتشتهر سيناء بوجود خامات الطاقة الأخرى مثل البترول والفحم الذى يتواجد بعدد من المناطق وعلى رأسها منطقة المغارة بشمال سيناء، وكذلك مناطق بدعة وثورة بالقرب من منطقة أبوزنيمة، كما يوجد على سواحل سيناء الشمالية بالقرب من العريش عدد من الملاحات التى تنتج ملح الطعام والأملاح الصناعية الأخرى.. وأشار إلى أن الرمال البيضاء التى تدخل فى صناعات عديدة أهمها صناعة الزجاج توجد بكميات هائلة فى سيناء، خاصة بمناطق جبل أبوحيثيات وهضبة الجنة على طريق نويبع – سانت كاترين، وقد تم الحصول على ركاز رمال بيضاء بنسبة 88.87% من الخام محتوياً على

سيلكا بنسبة 99%، وأكسيد حديد بنسبة 0.03%، وهى رمال ذات جودة عالية، بالإضافة إلى إمكانية الحصول على الكاولين عالى الدرجة من هذه الرمال، مما يشكل مصدراً اقتصادياً كبيراً آخر للاستغلال، ويقدر الاحتياطى بحوالى 155 مليون متر مكعب «330 مليون طن» منها حوالى 315 مليون طن رمل سيليسى، 15 مليون طن كاولين، بالإضافة إلى وجود ما يقرب من 1.1 مليون متر مكعب بمنطقة أبوزنيمة، وتدخل الرمال البيضاء فى صناعة الزجاج وأدوات المائدة والزجاج البصرى والكريستال والعبوات الشفافة.

وأشار إلى أن أرض سيناء تضم العديد من أحجار الزينة، خاصة الجرانيت بأنواعه والذى يوجد فى مناطق سانت كاترين ونويبع، أما الرخام ذو الأصل الرسوبى من صخور الحجر الجيرى الصلب فيتواجد بمناطق الحسنة بوسط سيناء، وتستخدم فى أغراض عديدة منها: تزيين المبانى والمنشآت – الأرضيات – السلالم وصناعة التحف والتماثيل.

 

مارس 2018.. بداية الانطلاق

وكان مارس 2018، تاريخاً فاصلاً فى تنمية سيناء بصدور القرار الجمهورى رقم 107 لسنة 2018، بتشكيل لجنة يرأسها المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، تتولى طرح أراضى مشروع تنمية شمال سيناء، وتضم اللجنة فى عضويتها كلا من مستشار رئيس الجمهورية لشئون الأمن ومكافحة الإرهاب، ورئيس مجلس إدارة الجهاز الوطنى لتنمية شبه جزيرة سيناء، والمدير التنفيذى للهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية، ورئيس قطاع الموارد المائية والرى والبنية القومية بشمال سيناء، ورئيس الهيئة العامة للخدمات الحكومية ممثلا عن وزارة المالية، وممثلاً عن هيئة الرقابة الإدارية، وممثلاً عن جهاز المخابرات العامة، ورئيس فرع إعداد الدولة للحرب بهيئة عمليات القوات المسلحة ممثلاً عن وزارة الدفاع، ورئيس الإدارة العامة المختص بقطاع الأمن الوطنى ممثلا عن وزارة الداخلية، وتختص اللجنة باتخاذ الإجراءات القانونية لطرح مشروع تنمية شمال سيناء لاستخدامها بما يحقق التنمية المنشودة، وتقنين الأوضاع القانونية لأراضى المشروع لاستخدامها بما يتفق والقوانين واللوائح والقرارات الصادرة بشأنها وإزالة المخالفات واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها، كما تختص باسترداد مستحقات الدولة عن كافة مساحات الأراضى المخصصة للمشروع.

 

السيناوية يتحدثون

الشيخ حسن خلف، شيخ مشايخ سيناء، أكد لـ«الوفد» أن الوضع فى سيناء حالياً أفضل من السابق وندعو الله أن يطهرها من العناصر الإرهابية، فالتنمية بغرب العريش تتم بصورة رائعة من مشروعات زراعية وسياحية، إلا أن شرق العريش يحتاج إلى تنمية وهو أول طريق الاستقرار.

وأكد الشيخ عبدالله جهامة، شيخ مشايخ المجاهدين ورئيس جمعية مجاهدى سيناء، أن كل السيناوية يكنون حباً جارفاً.. وقال لـ«الوفد»: نعلم أن سيناء فى بؤرة اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، ونرى بأنفسنا حجم المشروعات التى تشهدها سيناء حالياً، سواء مشروع الأنفاق الأربعة التى تربط سيناء والوادى، وأيضاً مشروعات حفر الآبار، ومشروعات الإسكان حيث يتم حالياً تشييد مدينة رفح الجديدة، ومؤخراً تمت الموافقة على إقامة مدينة بئر العبد الجديدة، وهذه كلها إنجازات ملموسة يراها كل سيناوى بعينه.

وأضاف: «تشهد سيناء تنمية زراعية ملموسة ولكن السيناوية يطمحون فى مزيد من التنمية الزراعية حتى تصبح أغلب أراضى سيناء خضراء، ونطمح أيضاً فى التوسع فى إنشاء مزيد من المصانع التى تعتمد على خامات سيناء، بما يتيح آلاف فرص العمل ويوفر للدولة ملايين الجنيهات».

ويرى الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادى، أن مصادر الأمن القومى المصرى التعمير السكانى فى سيناء. وأضاف أن الإرهاب تنامى فى سيناء بسبب التجاهل والإهمال من قبل الأنظمة السابقة فى المناطق الصحراوية التى لا يوجد بها تنمية ومهملة ما يجعل أبناءهم عرضة للاندماج فى الجماعات الإرهابية والعمل ضد أوطانهم بسبب الفقر والحاجة التى يعانون منها فى حياتهم، فضلاً عن نمو الكراهية للبلاد، مؤكداً أن العمل على تنمية سيناء وتعمير أراضيها يقضى على ظاهرة الإرهاب التى ترعرعت أثناء حكم الجماعة الإرهابية.

 

إقرأ ايضاً...

 

«السيسى» أول من وضع خطة تنمية أرض الفيروز فى حيز التنفيذ