اللواء متقاعد محمد الألفى : تعمير سيناء أمن قومى يعطيه الرئيس أولوية قصوى
الجندى المصرى كلمة السر فى تحطيم شعار «الأسطورة التى لا تقهر»
حرب الاستنزاف كانت بمثابة مرحلة استعادة الثقة
فى يوم 25 أبريل من عام 1982 عادت سيناء كاملة إلى أحضان الدولة المصرية – عدا منطقة طابا – التى استردتها الدولة بالتحكيم الدولى عام 1989 وأثبتت للعالم أن مصر لا تتراجع ولا تتهاون فى حبة رمل واحدة مهما طال الزمن ومهما بلغت قوة العدو، فى ذكرى تحرير سيناء يجب أن يتذكر المصريون بكل فخر واعتزاز تضحيات جيشهم العظيم الذى رفض الهزيمة وقاتل جنوده بقلوبهم وعقولهم وضحوا بحياتهم فى سبيل الوطن وصون مقدساته، ويجب أن يتذكر المصريون أيضاً أن الوطن هو أغلى ما يملكون وأن المؤامرات لم ولن تنتهى لأنهم يواجهون عدواً لا يعرف سوى لغة القوة.
إن عودة أرض الفيروز تمثل وتحكى قصة شعب وجيش اختلطت دماؤهم وحاربوا المستحيل بعد هزيمة دمرت الأمل وبثت اليأس فى النفوس وصدرت فكرة الجيش الذى لا يقهر، ولكن المصريين وبعد أيام من الهزيمة استردوا عافيتهم فكانت مرحلة الصمود ثم الدفاع النشط ثم حرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر المجيدة ثم مفاوضات الكيلو 101 ثم مفاوضات السلام، وأخيراً المعركة الدبلوماسية التى استعادت بها مصر آخر شبر من أرضها فى طابا، ليعلن المصريون أن مصر الحضارة والتاريخ لن تضيع ولن تموت مهما كان حجم المؤامرة، وأنها قادرة على النهوض من جديد، هكذا بدأ اللواء متقاعد محمد الألفى أحد أبطال أكتوبر المجيدة والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية حديثه، وبدأ فى استرجاع ذكريات الهزيمة والانتصار وعودة سيناء الحبيبة بالتأكيد على أن النكسة كسرت أشياء كثيرة فى نفوس المصريين خاصة رجال القوات المسلحة، ولم يكن أحد يتوقع الهزيمة بهذه الدرجة واحتلال سيناء، فالقوات المسلحة خسرت سلاح الطيران بالكامل دون أن يتحرك من مكانه فضلاً عن باقى الأسلحة وآلاف من الجنود، ولكن بعد أيام قليلة من النكسة تولدت الإرادة الشعبية والعسكرية لاسترداد الأرض وخوض المعركة للنهاية، وكانت هناك معارك بعد 3 أسابيع من النكسة، وهو زمن قياسى يدركه العسكريون جيداً، وبدأت القوات المسلحة فى إعادة بناء صفوفها وتسليحها ووقف الشعب بجانب الجيش وخاضت مصر حرب الاستنزاف وكبدت العدو خسائر باهظة واستمرت العمليات العسكرية دون توقف حتى جاء نصر الله ممثلاً فى انتصار أكتوبر العظيم.
ويضيف «الألفى» أن حرب الاستنزاف كانت بمثابة مرحلة «استعادة الثقة» التى اهتزت عقب النكسة سواء بالنسبة للفكر الاستراتيجى أو لعقيدة القتال وروح المقاتل والعسكرية المصرية بوجه عام، واستطاعت القوات المسلحة من خلال هذه الحرب أن تخطط لمعركة التحرير وتعدل الخطط، كما أنها أتاحت فرصة أمام العقول المصرية للابتكار والتغلب على العقبات بإمكانات محدودة، يضاف إلى هذا أنها كبدت العدو خسائر فادحة فى العتاد والأرواح، ومنحت المقاتلين ثقة بأن النصر قادم لا محالة بأى ثمن.
وعن دوره فى الحرب، أكد «الألفى» أنه وقت قيام الحرب كنت ملازم أول وأثناء عملية العبور استشهد قائد السرية النقيب الشهيد محيى الدين أحمد
وفى الحرب حقق المصريون بطولات ملحمية، فالقوات المسلحة المصرية نتاج حضارة عميقة تمتد جذورها إلى 7 آلاف سنة، والتاريخ يشهد للمقاتل المصرى، ولذلك كانت المعجزة فى تدمير خط بارليف وعبور القناة، وتحطيم أسطورة الجيش الذى لا يقهر، والذى أثبتت الأيام فيما بعد خلال مراحل تحرير سيناء أن المصريين قهروا العدو فى مختلف الميادين حتى عادت أرض الفيروز كاملة لحضن الوطن.
وأشار إلى أن ما شهدته سيناء من موجات إرهابية عقب ثورة الشعب فى 30 يونية أوشكت على الانتهاء بفضل عقلية وقوة وعقيدة القوات المسلحة التى خاضت الحرب على الإرهاب والعملية سيناء ٢٠١٨ المستمرة حتى الآن، وفق عقيدتها الثابتة التى تحافظ على أبناء سيناء الشرفاء، وكذلك تعمير سيناء باعتباره أمنا قوميا، وهى الجهود التى يوليها الرئيس السيسى أهمية قصوى، وظهرت جلية فى المشروعات القومية التى تنفذها الدولة فى مختلف ربوع سيناء.