عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اللواء متقاعد محمد الألفى : تعمير سيناء أمن قومى يعطيه الرئيس أولوية قصوى

اللواء محمد الألفى
اللواء محمد الألفى خلال حديثة مع الوفد

الجندى المصرى كلمة السر فى تحطيم شعار «الأسطورة التى لا تقهر»

حرب الاستنزاف كانت بمثابة مرحلة استعادة الثقة

 

فى يوم 25 أبريل من عام 1982 عادت سيناء كاملة إلى أحضان الدولة المصرية – عدا منطقة طابا – التى استردتها الدولة بالتحكيم الدولى عام 1989 وأثبتت للعالم أن مصر لا تتراجع ولا تتهاون فى حبة رمل واحدة مهما طال الزمن ومهما بلغت قوة العدو، فى ذكرى تحرير سيناء يجب أن يتذكر المصريون بكل فخر واعتزاز تضحيات جيشهم العظيم الذى رفض الهزيمة وقاتل جنوده بقلوبهم وعقولهم وضحوا بحياتهم فى سبيل الوطن وصون مقدساته، ويجب أن يتذكر المصريون أيضاً أن الوطن هو أغلى ما يملكون وأن المؤامرات لم ولن تنتهى لأنهم يواجهون عدواً لا يعرف سوى لغة القوة.

إن عودة أرض الفيروز تمثل وتحكى قصة شعب وجيش اختلطت دماؤهم وحاربوا المستحيل بعد هزيمة دمرت الأمل وبثت اليأس فى النفوس وصدرت فكرة الجيش الذى لا يقهر، ولكن المصريين وبعد أيام من الهزيمة استردوا عافيتهم فكانت مرحلة الصمود ثم الدفاع النشط ثم حرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر المجيدة ثم مفاوضات الكيلو 101 ثم مفاوضات السلام، وأخيراً المعركة الدبلوماسية التى استعادت بها مصر آخر شبر من أرضها فى طابا، ليعلن المصريون أن مصر الحضارة والتاريخ لن تضيع ولن تموت مهما كان حجم المؤامرة، وأنها قادرة على النهوض من جديد، هكذا بدأ اللواء متقاعد محمد الألفى أحد أبطال أكتوبر المجيدة والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية حديثه، وبدأ فى استرجاع ذكريات الهزيمة والانتصار وعودة سيناء الحبيبة بالتأكيد على أن النكسة كسرت أشياء كثيرة فى نفوس المصريين خاصة رجال القوات المسلحة، ولم يكن أحد يتوقع الهزيمة بهذه الدرجة واحتلال سيناء، فالقوات المسلحة خسرت سلاح الطيران بالكامل دون أن يتحرك من مكانه فضلاً عن باقى الأسلحة وآلاف من الجنود، ولكن بعد أيام قليلة من النكسة تولدت الإرادة الشعبية والعسكرية لاسترداد الأرض وخوض المعركة للنهاية، وكانت هناك معارك بعد 3 أسابيع من النكسة، وهو زمن قياسى يدركه العسكريون جيداً، وبدأت القوات المسلحة فى إعادة بناء صفوفها وتسليحها ووقف الشعب بجانب الجيش وخاضت مصر حرب الاستنزاف وكبدت العدو خسائر باهظة واستمرت العمليات العسكرية دون توقف حتى جاء نصر الله ممثلاً فى انتصار أكتوبر العظيم.

ويضيف «الألفى» أن حرب الاستنزاف كانت بمثابة مرحلة «استعادة الثقة» التى اهتزت عقب النكسة سواء بالنسبة للفكر الاستراتيجى أو لعقيدة القتال وروح المقاتل والعسكرية المصرية بوجه عام، واستطاعت القوات المسلحة من خلال هذه الحرب أن تخطط لمعركة التحرير وتعدل الخطط، كما أنها أتاحت فرصة أمام العقول المصرية للابتكار والتغلب على العقبات بإمكانات محدودة، يضاف إلى هذا أنها كبدت العدو خسائر فادحة فى العتاد والأرواح، ومنحت المقاتلين ثقة بأن النصر قادم لا محالة بأى ثمن.

وعن دوره فى الحرب، أكد «الألفى» أنه وقت قيام الحرب كنت ملازم أول وأثناء عملية العبور استشهد قائد السرية النقيب الشهيد محيى الدين أحمد

رجب حيث كنا فى أول موجة عبور، وكانت الكتيبة موجودة فى الدفرسوار وهى المنطقة التى وقعت فيها معارك شرسة وقوية، نظراً للأهمية الشديدة لهذا المكان، والتى تأتى من كونه نقطة التقاء من المجرى الملاحى لقناة السويس مع البحيرات المرة الكبرى وكان العدو نظراً لأهمية المكان قد أنشأ نقطتين حصينتين متجاورتين بفاصل لا يتجاوز 500 متر، ونقطة حصينة ثالثة إلى الجنوب منهما بحوالى 5 كم تسمى «تل سلام» وهذه المنطقة إذا استطاع العدو العبور إليها، أو الاقتحام منها يسهل الاتجاه إلى مدن قناة السويس بل ويسهل الانطلاق بعدها للقاهرة، وهذا الموقع زاره العديد من القادة منهم الرئيس البطل الشهيد محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام، ووزير الحربية ورئيس أركان وجميع القادة على كافة المستويات، حيث كانوا يقومون بعمل لقاءات مع الجنود ويلتقون بهم ويسلمون عليهم واحداً واحداً، ثم يصعدون لاستطلاع الموقف، ولذلك أعطى اليهود أهمية خاصة لهذه النقطة ووضعت القوات المسلحة فرقة مدرعة فى الغرب للتعامل مع هذه النقطة، ومنع وصول أى قوات إسرائيلية إلى الغرب.

وفى الحرب حقق المصريون بطولات ملحمية، فالقوات المسلحة المصرية نتاج حضارة عميقة تمتد جذورها إلى 7 آلاف سنة، والتاريخ يشهد للمقاتل المصرى، ولذلك كانت المعجزة فى تدمير خط بارليف وعبور القناة، وتحطيم أسطورة الجيش الذى لا يقهر، والذى أثبتت الأيام فيما بعد خلال مراحل تحرير سيناء أن المصريين قهروا العدو فى مختلف الميادين حتى عادت أرض الفيروز كاملة لحضن الوطن.

وأشار إلى أن ما شهدته سيناء من موجات إرهابية عقب ثورة الشعب فى 30 يونية أوشكت على الانتهاء بفضل عقلية وقوة وعقيدة القوات المسلحة التى خاضت الحرب على الإرهاب والعملية سيناء ٢٠١٨ المستمرة حتى الآن، وفق عقيدتها الثابتة التى تحافظ على أبناء سيناء الشرفاء، وكذلك تعمير سيناء باعتباره أمنا قوميا، وهى الجهود التى يوليها الرئيس السيسى أهمية قصوى، وظهرت جلية فى المشروعات القومية التى تنفذها الدولة فى مختلف ربوع سيناء.