رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكاتب الكبير نبيل زكى : الإعلام لا يسلط الضوء على جهود الأحزاب التى تعمل على الأرض

الكاتب الكبير نبيل
الكاتب الكبير نبيل زكى

*الأحزاب السياسية أحياناً تشعر أنها «مهمشة» رغم أنها القنوات الشرعية للعمل العام

* الإخوان لا يعرفون معنى الوطن ولا الوطنية وهم أكبر إساءةه للإسلام

*الهجرة للخارج قاسية على الذى يحب ويعشق بلده ونجاحها محفوف بالمخاطر

 *أعداء الوطن خونة ومثواهم مزبلة التاريخ

*مصر تحتاج جيلًا جديدًا من المبدعين وثورة على كل مناهج التعليم والثقافة والخطاب الدينى والإعلامي

*فاروق حسنى قالى لى« فيه مشكلة كبيرة بانحصار الإبداع فى مصر» وكان ردى التغلب على ذلك من خلال قصور الثقافة المنتشرة وإحياء الإبداع مرة أخرى فى كل المجالات.

* أخشى على مصر من البيروقراطية التى تعطل أشياء كثيرة فى البلد وتصيب المواطن بالإحباط

*رسالتى للمصريين يجب أن ندع أصوات الأمل والتفاؤل تطغى على الكآبة والتشاؤم

 

وضع الكاتب الصحفى الكبير نبيل زكى عضو المكتب السياسى والمتحدث الرسمى لحزب التجمع، ورئيس مجلس إدارة جريدة« الأهالى » فى آخر حوار له قبل رحيله بأيام قليلة روشتة علاج لأزمات كثيرة وكبيرة تعيشها مصر ووصف ما يحدث فى الماضى والحاضر بدقة وكذلك المشهد السياسى وكأنه كان يشعر بأنه فى أيامه الأخيرة .

وأضاف «زكى» فى حواره لــ «أخبار مصر» أنه عانى كثيرا خلال حياته العملية والسياسية وأيضاً الشخصية ، وتم اعتقاله سياسياً عدة مرات فى عهود مختلفة من أجل أفكاره ودفاعاً عن قضايا وطنة وانحيازه الدائم للطبقات المهمة والفقيرة ، ووصف حكم الإخوان أنها صفحة سوداء فى تاريخ مصر.

وكانت آخر رسائل «زكى» للمصريين والتى أدركها وأصبحت تنعش دائما ذاكرته  وهو يقول إبان تغطيتى الصحفية لحرب فيتنام وما شهدت من تدمير الأوطان بسبب الحروب والحمد لله إحنا بعيدين عن ذلك ، أن ندع أصوات الأمل والتفاؤل تطغى على الكآبه والتشاؤم .... وإلى نص الحوار ....

*بداية.. كيف ترى التعددية الحزبية وما تمر به الأحزاب السياسية خلال هذه المرحلة من تاريخ مصر ؟

**البعض يصاب بحالة من الفزع من كثرة الأحزاب المصرية، ولكن أنا شخصيًا أرى أنه لا يسبب أى قلق أو فزع،  لسبب بسيط فيه أحزاب ممكن تكون على الورق  أو لا تمثل إلا مؤسسيها وده وارد ولكن المعيار الحقيقى هو الانتخابات و التى تقرر منح شهادة ميلاد وصكًا لهذه الأحزاب أو شهادة وفاة أيضاً للأخرى وهذا الذى يحدث فى مصر ، فأنا لا يضايقنى أو يثير حفيظتى أن عدد الأحزاب وصل لـ 106 أحزاب، لا يوجد لدى أدنى مشكلة بما أنه يوجد بها أحزاب فعالة ونشطة وتعمل من أجل المواطن وإثراء الحياة السياسية .

والسؤال هنا هل هذه الأحزاب لا تفعل أى شىء من أجل الوطن والمواطن ؟ الإجابة يوجد منها من يعمل ويحاول أن يجتهد وينزل للشارع وعلى سبيل المثال :«كنت حاضرًا لمؤتمرين يمتازان بالضخامة فى العدد، الأول بقرية السنبلاوين بالدقهلية والثانى فى محافظة بنى سويف تحت عنوان «معاً لمواجهة التطرف والإرهاب» ولفت نظرى حضور السيدات بكثرة  ولكن الإعلام للأسف لا يسلط الضوء على هذه الأعمال  والسبب هنا ليس ذنب الأحزاب وإنما ذنب الإعلام، لن أقول إن الأحزاب كلها نشطة ولكن فى تقديرى أن الأحزاب السياسية أحيانا تشعر أنها مهمشة وأنه لا يوجد اهتمام بها رغم أنها القنوات الشرعية للعمل العام .

وفى مناسبات مهمة أرى أن على رئيس الجمهورية ضرورة أن يجتمع مع تلك الأحزاب ذات التمثيل البرلماني، وذلك يعطى قيمة لموقف الأحزاب ودورهم أمام الرأى العام  وأتمنى ضرورى من الرئيس أن يعمل على ذلك لأن الأحزاب وجودها ضرورى لأننا بحاجة للتنوع والاختلاف الذى يفيد الدولة المصرية ودائما الأحزاب كلما كانت محتكة بالقواعد الجماهيرية والشعبية عكست طموحات وآمال وشكاوى الشعب .

*وفق هذه الرؤية ...كيف يرى الكاتب الصحفى المعارضة الآن لما له من تاريخ كبير فيها؟

** أنا ولدت معارضًا ، أول خطوة فى حياتى السياسية كنت أعمل مع شخصية وطنية معارضه مثل مكرم باشا عبيد ، وكان قد أسس حزب الكتلة الوفدية بعد الانشقاق عن حزب الوفد، وكان رأينا أنا ومجموعة من الشباب أن مكرم أخطأ بالانشقاق عن الوفد ولازم يرجع للوفد مرة أخرى، وبالفعل  لما توفى سكرتير عام حزب الوفد، اللى هو خليفة مكرم عبيد فى هذا المنصب كان صبرى باشا أبو علم، وقتها مكرم قال جملة مشهورة تعبر عن أخلاق هذه القامات على قبره « كل شئ ممكن يموت إلا حب مكرم للنحاس..وحب النحاس لمكرم» شيلناه على الأعناق ودخلنا النادى السعدى الخاص بحزب الوفد وكان عندنا آمال فى المصالحة بين الطرفين.

هنا المعارض مكرم عبيد الذى استقال من الحكومة «اللى كان فيها السعديين وحزب الأحرار الدستوريين» فى أربعينيات القرن الماضى بسبب مذبحة كوبرى عباس  التى ارتكبتها الحكومة وعارض اتفاقية حكومة إسماعيل صدقى باشا والتى كانت تمس استقلال الوطن، وبعدها عارض الدفاع المشترك وعارض الملك، ولا أنسى  فى  يوم من الأيام أننى كنت مواظبًا على مناسبتين كان يقام  لهما سرادق  فى ميدان باب الحديد وهما ذكرى سعد باشا زغلول وعيد الجهاد الوطنى ، ولا أحب أن أتخلف عنهما فى فترة شبابى وآخر مرة حضرت هذه المناسبة ومكرم يخطب كان يواجه فكرة تتردد فى الصُحف الملكية أن الملك سيد البلاد، وكان رده بأن الملك ليس سيد البلاد والملك مجرد خادم للشعب وصفق له الجميع بحرارة.

بعد ذلك كان انضمامى لمجموعات اليسار المعارضة للاحتلال الإنجليزى  والمطالبة بالديمقراطية والعدالة الإجتماعية ، واليسار معناه أن تتمسك بالاستقلال الوطنى حتى النهاية وفى الوقت نفسه تطالب بالحريات العامة  ودولة القانون والتعددية والديمقراطية باعتبار أن ده المتنفس للجماهير، وأنا فى ثانوى حذرنى ضابط المدرسة من أن البوليس السياسى طلب عنوانى وكان ذلك عام 1949، ولم أستطع وقتها أن أعرف والدتى أننى مندمج فى العمل السياسى واضطريت أقعد فى البيت لحد ما تم إلقاء القبض عليا وهذه كانت أول مرة يتم القبض عليا أيام الملك فاروق.

وبعد ذلك تم القبض عليا فى مرة أخرى فى مظاهرات 26 يناير 1952 ذكرى حريق القاهرة ، ولكن وقتها كنت اتعلمت الدرس ولذلك لم أبت فى المنزل  و كذلك أزمة عام 1954 هاجموا البيت واستمر هذا حتى عام 1959 وكانت حملة كبيرة ضد المعارضين وهربت من البيت أيضا واتقبض عليا فى نفس العام خلال شهر يونيو وكنت بقابل صديق فى الشارع اتضح أنه جالى وهو مراقب وقضيت فى المعتقل حوالى 5سنوات بلا تحقيق أو اتهام  يعنى كما دخلت كما خرجت.

أنا كنت قبل ذلك بشتغل مدرس فلسفة ، واشتغلت  فى الإذاعة لمدة ثلاثة شهور وأتذكر أول سبق صحفى عملته كنت فى ليلة سهران فى الإذاعة وظهر خبر لوكالة رويترز متعلق بتصريح لوزير خارجية الإتحاد السوفيتى يقول فيه إن الإتحاد السوفيتى مستعد لتمويل مشروع السد العالى الذى كانت الولايات المتحدة قد أعلنت رفض التمويل له بسبب ضعف الاقتصاد المصري.

وعلى الفور أرسلت الخبر للمذيع و خلال اليوم الثانى تفاجأت بأمن الإذاعة يبلغى بأن الدنيا مقلوبة عليا وروحت  قسم الأخبار فتم التحدث معى أن مدير الإذاعة وقتها أمير حماد منتظرنى ، فظننت أن فى الأمر شيئاً إلا أنه طلب منى أصل الخبر الذى تم إذاعته ، وأنا عندى عادة الاحتفاظ بأصول الأخبار المهمة فى جيبى فقام مدير الإذاعة بعمل تليفون وكان للرئيس جمال عبد الناصر يخبره بأن الخبر دقيق وترجمته صحيحة، وبعدين قالى اتفضل وزملائى استقبلونى استقبال الأبطال.

*حدثنا أيضا عن نشأتك..وبدايتك ؟

**أنا والدى كان من قرية ملوى بمحافظة المنيا، لسبب أنا لا أفهمه أو أستعوبه وقتها ، والدى باع كل ما يملك وسافر بالباخرة إلى فرنسا، قعدنا هناك حوالى 12 سنة كان لسبب أيضاً لا أعلمه رجعنا مصر مرة أخرى ، اشتغل رئيس العاملين بإحدى الشركات، ولسبب أيضاً آخر اتجوز والدتى ولكنهم عاشوا حياة سعيدة وكان فيه درس مهم تعلمته فى حياتى وهو الاحترام الشديد بين والدى ووالدتى ولم يكن يخاطبها فى البيت إلا بعبارة«مدام» وبالتالى كانت بيئة متكاملة التى نشأت بها حتى وفاة أختى  الكبيرة وكانت صدمة لوالدى الذى قرر الانتقال بنا للقاهرة ودى كانت بداية المتاعب الصحية ومتاعب  لوالدتى ، ورحلنا فى عز الأزمة بعد الحرب العالمية وذلك حتى المرحلة الثانوية من عمرى وكانت بداية الاهتمام بالمشاركة و الحياة السياسية.

*يتحدث البعض بأن فترة الملكية كانت أفضل ...كيف ترى ككاتب صحفى كبير فترات الحكم فى مصر؟

** للتاريخ لا أستطيع أن أقول إن فترة الملكية كان فيها كل شئ على ما يرام ولكن هى فترة دقيقة جدا فى حكم مصر، والأمية كانت شديدة ووضع الفلاحين ومستواهم الاجتماعى والمادى كان صعبًا ، وطبقة محدودة العدد تتحكم فى كل ثروات مصر سواء صناعة أو تجارة أو زراعة ومحتكرين لمجالات كثيرة ، إذن الوضع فى النهاية كان غير ما الناس حالياً تتخيله أو بعضهم على الأقل ، ولكن حيوية الشعب المصرى هى اللى تقدر تتكلم عنها أنا أذكر أننى فى مدرسة النيل الثانوية كنا بنعمل إضراب كل أسبوع وأحياناً كل يوم وكان يقودنا فى حينها فاروق القاضى والذى أصبح السكرتير البرلمانى لفؤاد باشا سراج الدين زعيم حزب الوفد ثم مستشارًا للرئيس الفلسطينيى ياسر عرفات وبسبب هذه الأعمال والخروج فى تظاهرات طلابية تم تحديد يوم الطلبة العالمى جراء هذه المظاهرات التى تمت ضد الإنجليز فى مصر عام1946.

بالنسبة لفترة جمال عبد الناصر  تتلخص فى موقفه ضد الاستعمار، وتحديه للقوة الاستعمارية العالمية ، وأيضاً الرجعية العربية ، وكل الشعب المصرى أيد مشاركة عبد الناصر فى مؤتمرات تحرير الدول الإفريقية وتنويع مصادر السلاح لأول مرة فى تاريخ مصر، عقب هزيمة العدوان الثلاثى وتأميم قناة السويس ومن ثم الوحدة المصرية السورية والتى كانت أزمة بين اليسار وعبد الناصر، وإحنا كان رأينا مع الوحده ولكن تكون على أساس ديمقراطى حقيقى وليس حل الأحزاب السياسية.

وفى تقديرى الوحدة العربية حلم وإحنا كنا من ضمن الحالمين ولابد من أسس سليمة وديمقراطية ولكن للأسف أطلقت يد عبد الحميد السراج، مدير المخابرات السورية و قام بممارسة سياسة قمعية وطبعا عندما قام عبد الناصر بتأميم الشركات الكبرى فى مصر وسوريا، الرأسمالية انقلبت على

الوحدة وأيضا البعثيين وكذلك الموقف من الثورة العراقية.

أما بالنسبة للرئيس الراحل أنور السادات فتعتبر مرحلته كان بها إيجابيات كثيرة على رأسها أنه أعاد اسم مصر مرة أخرى وهزيمة العدو الصهوينى ،و تحطيم فكرة الحزب الواحد وأنا أتفق مع ذلك وكانت أى انتخابات الكل عارف بيحصل فيها إيه والانحيازات التى كانت تتم لحزب الرئيس بشكل دائم فهو كسر «الحتة دي» ، وبشأن العيوب بعد حرب أكتوبر واحنا كمصريين عملنا حرب رائعة وانتصرنا ولكن كان لينا رأى أن السادات كان يقدر يجنى ثمار أكثر من ذلك بكثير ، وبشكل مختلف عما حدث ، إلا أنه عمل على تنحية القضية الفلسطينية وكان عصبى جدا مع المعارضين فى آخر أيامه وأمر بشن حملات على أحزاب المعارضة وبالذات حزب الوفد و التجمع ورموز سياسية وصحفية أخرى واعتقالات كثيرة زى ما كان الكل متابع وقتها إلى أن تم إغتياله فى حادث المنصة الشهيرعلى يد التنظيمات الإرهابية.

أما بخصوص الرئيس حسنى مبارك، بصراحة يحسب لهذا الرجل أنه لم يكن عميلًا لقوى أجنبية ورجل وطنى ويعشق بلده ، وأى ضابط فى الجيش بيبقى وطنى ، وشارك فى نصر أكتوبر كقائد للقوات الجوية، أيضا حاول عمل فترة استقرار فى مصر شهدت نسبة نمو اقتصادى لم تشهدها مصر فى العصر الحديث ،وحرية رأى وتعبير ، ولكنه له أخطاء حول النظام الحزبى إلى الحزب الواحد والصوت الواحد فى ثوب تعددى وديكورى، والأحزاب  كانت محاصرة داخل مقراتها وتصورى لو كان قعد فى الحكم مدة زمنية أقل من الـ30عامًا كان وضعه وصورته فى التاريخ كانت ستكون مختلفة تماماً، طول المدة أصاب أشياء كثيرة بالجمود.

بخصوص عام حكم الإخوان ، أنا كنت ضحية لهذه السنة وتعد صفحة سوداء فى تاريخ مصر، ومنذ عام 1928 نتلقى الدروس من الإخوان من تفجيرات وتحطيم للنسيج الوطنى وتآمر للقوى الأجنبية بهدف الوصول للسلطة بشتى الوسائل ، وشهادة الرئيس عباس أبو مازن رئيس فلسطين فى أن المعزول محمد مرسى عرض عليه جزءًا من سيناء لعمل دولة مع غزة، وأيضا عرض على السودان ضم حلايب وشلاتين لها ، وده تفريط فى الأرض وخيانة للوطن ، والرئيس السيسى عندما التقى القوى الوطنية قال :«إن الإخوان لا يعرفون معنى الوطن ولا الوطنية وهم أكبر إساءة للإسلام ومش عارفين أن الدنيا اتغيرت بعد 1400سنة من نشر الدين الإسلامى والدين منهم بريء.

*ماذا ترى مفهوم الوطن والوطنية؟

**مفهوم الوطن والوطنية أنك تتمسك بإرادتك الحرة والدفاع عن حدودك والدفاع عن التراب الوطنى وأن تعتبر سياستك الخارجية والداخلية لا تملى عليك من أحد إلا بالمصالح القومية العليا للبلاد ،ومن تملى عليهم الشروط من الخارج هم أعداء للوطن وخونة ومثواهم مزبلة التاريخ.

*رسالتك لشباب الوطن الذى يريد الهجرة للخارج؟

**أقول لهم لن تستريحوا فى حالة الهجرة خارج مصر وأنا سافرت وتعبت خارج مصر جدا ، والغربة قاسية على الذى يحب بلده، و فرص العمل فى الخارج أصبحت محدوده للغاية باختصار الهجرة مجازفة كبيرة ونجاحها ضعيف جدا فى الوقت الحالى.

*فى الماضى كان المسرح والسينما المصرية مؤثرين مما كان له التأثير الإيجابى على قوتنا الناعمة... كيف ترى هذا الوضع الآن؟

**كنا  فى الماضى أمام عباقرة فى هذه المجالات وأيضاً كل ما يطلق عليه قوة مصر الناعمة ، و التى كانت تٌخدم على توجهات الدولة، وذات مرة قال لى فاروق حسنى وزير الثقافة «فيه مشكلة كبيرة أنه مفيش إبداع وأنه بدأ ينحصر  فى مصر»، وأنا أرى أن يتم التغلب على ذلك من خلال قصور الثقافة المنتشره فى كل ربوع مصر وإحياء الإبداع مرة أخرى فى كل المجالات.

*ماذا عن نموذج الشخصية والإنسان التى تحترمها وتريد أن يصبح عليها شباب مصر؟

**أكثر من نموذج ولهم بصمات عديدة منهم الشاعرعبد الرحمن الشرقاوى والروائى يوسف إدريس والمفكر لويس عوض ، مصر محتاجه إعداد جيل جديد من المبدعين من خلال ثورة على كل مناهج التعليم والثقافة والخطاب الدينى والإعلام.

*ماذا عن الحب فى حياتك ومتى بكيت..وماذا يمثل لك التواضع؟

**الحب كان فى حياتى منذ الصغر حتى انتقلت إلى القاهرة وكانت بنت صديق والدي، واستمرت الزيارات وتبادلها حتى انشغلت بالعمل السياسي، وتقابلت مع والدتها وطلبت منى الحضور للمنزل، ونسيت ذلك حتى افتكرته بعد شهرين وذهبت للمنزل وتفاجأت أنهم هاجروا، ولم أرها مرة أخرى حتى الآن، وبكيت على حالة صديق لى إبان ما كنت فى لبنان وكان يريد رؤية والدته وهو من سوريا وممنوع دخولها وحققنا اللقاء سوياً وذهبنا إلى سوريا دون أى معوقات ورأى والدته بعد سنين طويلة وهنا بكيت بشدة .

أما التواضع ، فيجب أن يكون مفروضًا وغير مفتعل وده جزء طبيعى من الإنسان البشرى والواعى وأكتر شئ مستفز هو الغرور والادعاء والتظاهر بما ليس عندك من قدرات وعانيت من ده خلال عملى فى الوسط الصحفي.

*أخيراً .. ماذا تخشى على مصر ورسالتك للمصريين؟

**أخشى على مصر من البيروقراطية التى تعطل أشياء كثيرة فى البلد لأنها تصيب المواطن بالإحباط ، ورسالتى لهم هى رسالة أدركتها إبان تغطيتى الصحفية لحرب فيتنام فى أن ندع أصوات الأمل والتفاؤل تطغى على الكآبة والتشاؤم.

سيرة ذاتية

يذكر أن خلال الأيام الماضية رحل عن عالمنا الكاتب الصحفى الكبير نبيل زكى عضو المكتب السياسى والمتحدث الرسمى لحزب التجمع، ورئيس مجلس إدارة جريدة « الأهالى »، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 83 عاما.

ولد «زكي» فى الخامس والعشرين من أغسطس عام 1934، ودرس الفلسفة فى جامعة القاهرة، والتحق وهو طالب بالحركة اليسارية المصرية، وفصائلها المناضلة ضد الاحتلال البريطاني، وكان واحدا من ألمع المحررين الصحفيين والكتاب والمترجمين فى الشئون الدولية.

وقضى «زكي» ما يقرب من 70 عامًا داخل أروقة العمل السياسي، وعاصر ملكًا و7 رؤساء، وتم اعتقاله فى الحملة على اليسار المصرى عام 1959 حيث قضى فى السجن خمس سنوات، والتحق بعد الإفراج عنه للعمل مع خالد محيى الدين فى جريدة المساء، قبل أن ينتقل للعمل فى صحيفة الأخبار، حيث كان واحداً من ألمع المحررين الصحفيين والكتاب والمترجمين فى الشؤون الدولية ليتولى رئاسة القسم الخارجى بعد ذلك قبل أن ينتقل إلى العمل بجريدة الأهالي..

تولى «زكي» موقع المتحدث الرسمى لحزب التجمع فى السنوات الخمس الأخيرة، بعد أن ترك رئاسة تحرير الأهالى ليتولى موقع رئيس مجلس إدارتها.

ظل نبيل زكى يدافع عبر كتابته وإطلالته التليفزيونية المتميزة، عن حقوق المواطنة وعن مدنية الدولة المصرية، وحق الشعب المصرى فى حياة حرة وعادلة وكريمة.

يعتبر نبيل زكي من المؤسسين الأوائل لحزب التجمع، ضمن مجموعة كبيرة من القيادات اليسارية منهم الراحل حسين عبدالرازق، وفريدة النقاش، وأمينة النقاش، وعبدالغفار شكر، وسيد عبدالعال، وله أكثر من 10 إصدارات .