عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أغذية الشوارع.. كوكتيل أمراض فى ساندوتش

بوابة الوفد الإلكترونية

عربات الأكل فى الشوارع وكل المطاعم غير المرخصة خطر كبير على صحة المصريين، خاصة بعد الظروف الاقتصادية الراهنة والتى تدفع البعض لشراء الأطعمة الأرخص سعراً بغض النظر عن جودتها، الخطر يمتد من عربات بيع سندوتشات الحواوشى والكبدة بأسعار ما بين ثلاثة وخمسة جنيهات، وحتى عربات الفول والفلافل، التى تعمل دون رقابة، وتستخدم الكثير من زيوت القلى غير الصالحة ورخيصة الثمن، كما أن بعض من يقومون ببيع أو قلى تلك الأطعمة يفتقدون لأدنى الشروط الصحية، بل أن الكثير منهم يبيعون الأطعمة و«السيجارة» فى أيديهم!

بواقى أكل الفنادق ومخلفات مصانع الحلويات والأغذية، باب ثان من أبواب تسمم المصريين، وفى جولة «الوفد» فى سوق جمال عبدالناصر بالمنيب، رصدنا العديد من بائعى بواقى الطعام من مخلفات المصانع، الجبن السائبة والمصنعة فى مصانع بير السلم، وجميعها تباع دون رقيب أو محاسبة، والكارثة أن هذه الأطعمة تلقى قبولاً من كثير من المواطنين والسر طبعاً هو سعرها الرخيص.

والمثير أن الأغذية الفاسدة لم تعد مقصورة على الشرائح الفقيرة من المصريين بل اكتوى بها مسئولو وزارة الصحة أنفسهم، فتعرض الدكتور محمد زين وكيل وزارة الصحة بأسيوط وأسرته للتسمم، بسبب تناولهم وجبة غذائية فاسدة، واستقبل مستشفى أسيوط الجامعى الدكتور محمد زين وزوجته الدكتورة هايدى وأبنائهما «عمر» 12 سنة، و«ميرنا» 15 سنة، وجميعهم مصابون بحالة تسمم بعد تناول وجبة غذائية فاسدة.

وخلال شهر يناير من العام الحالى، أصيب 55 طفلاً بحالة إعياء شديدة وقىء عقب تناولهم وجبة غذائية بحضانة تابعة لكنيسة عرابة أبوعزيز بدائرة مركز المراغة شمال محافظة سوهاج، تمت إحالة الأطفال المصابين لمستشفى الهلال للتأمين الصحى، وهم فى حالة إعياء شديد.

وتشير أغلب التقارير الطبية، إلى أن حالات التسمم تصل إلى 700 ألف حالة سنوياً، يموت منها سبعة آلاف حالة، كان من الممكن إنقاذها جميعاً إذا توافرت مراكز السموم فى كل المحافظات.

وحذر المعهد القومى للتغذية التابع لوزارة الصحة، من تناول ساندوتشات اللحوم المصنعة بكافة أنواعها مثل السوسيس والبرجر والبسطرمة واللانشون، لتسببها فى الإصابة بالسرطان، مؤكداً خطورتها على صحة الأطفال، مشدداً على ضرورة البعد عن الأغذية المحفوظة والتى تحتوى على مواد حافظة ومكسبات طعم تتسبب فى الإصابة بالسرطان.

وكشف المعهد القومى للتغذية بوزارة الصحة أن عربيات الفول المنتشرة بالشوارع تمثل خطراً كبيراً على الصحة العامة للمواطنين بسبب قيام البائعين بوضع مادة تسمى «إيديتا» بكميات غير محسوبة على الفول أثناء عملية تسويته فتسبب نضج الفول بشكل سريع من خلال تكسير القشرة الخارجية للفول ونضج الفول من الداخل.

وقال المعهد إن مادة «إيديتا» من المواد الكيميائية التى تتماسك وتتمسك بالعناصر المعدنية مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والماغنسيوم، موضحاً أن هذه المادة تجمع هذه المواد داخل جسم الإنسان وتسبب هشاشة العظام والجلطات المفاجئة والأورام السرطانية.

وشدد المعهد على ضرورة فرض حظر بيع هذه المادة التى يقتنيها العطارون، مؤكداً أن استخدامها بكميات غير محسوبة وراء انتشار الأورام، مضيفاً: هذه المادة لها استخدام 2.5 ملى جرام لكل كيلو جرام يومياً، مؤكداً أنه يمكن تفادى الآثار السلبية لهذه المادة بتناول الخضار والفواكه الطازجة بكثرة ويومياً.

وأوضح المعهد أن عربات الكبدة والسمين تمثل خطراً كبيراً بسبب التغيرات الكيميائية الخطرة التى تحدث فى المواد الدهنية التى يتم تسويتها فيها، بالإضافة إلى أن الكبدة المستخدمة جميعها مستوردة ولم يحدد مصدرها للمستهلك أو جهة استيرادها، ويضاف إليها بهارات وتوابل لإخفاء طعمها ورائحتها، وهو ما قد يسبب التهابات بالمعدة وانتقال للسموم حسب البيئة التى كانت تربى فيها الحيوانات المنزوع كبدها، مؤكداً أن الكبد مصدر السموم وهو ما يسبب معه تسمم كبدى وكلوى.

وشدد المعهد القومى للتغذية على ضرورة البعد عن الألبان التى تحمل نكهات والزبادى المحمل بمكسبات الطعم والألوان الصناعية وجميع المغذيات المعلبة التى بها مواد حافظة، نظراً لخطورتها على الصحة العامة وخاصة الأطفال.

 

خبراء تغذية: شديدة الخطورة على صحة المصريين

قال الدكتور أشرف عبدالعزيز، أستاذ التغذية بجامعة حلوان: إنه من المفترض أن كل مكان يبيع أطعمة يلتزم باشتراطات صحية، تشمل النظافة والإضاءة، كما يجب أن يكون هناك شهادة صحية لجميع العاملين فى المكان، تؤكد خلوهم جميعاً من الأمراض المعدية.

وأوضح أن الأطعمة التى تباع خلال العربات المتواجدة فى الشارع دون ترخيص، شديدة الخطورة على صحة المصريين لغياب الرقابة عليها، ولا يوجد أحد يعلم مصدر اللحوم المصنعة التى تبيعها تلك العربات، أو الأدوات المستخدمة فى طهى هذه اللحوم، موضحاً أنه لا يوجد ساندوتش حواوشى بخمسة جنيهات فى الوقت الحالى، ومع ذلك نجد بعض العربات تبيعه بخمسة وثلاثة جنيهات، مؤكداً أن تكلفة رغيف الحواوشى الجيد لا يقل عن عشرين جنيها فى الوقت الحالى.

وعن الثقافة الغذائية لدى المواطنين وقبولهم بأكل سندوتشات رخيصة بهذا الشكل، أكد «عبدالعزيز» أن الظروف الاقتصادية لدى البعض تدفعهم لقبول هذه الأطعمة، وأكد أن الزيوت فى بعض المطاعم دائماً ما تكون مغلية عدة مرات ويحدث لها

تغييرات كيميائية، تتسبب فى تغيرات فى الصور الطبيعية للدهون مما يجعلها سبباً قوياً فى الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين والسرطان، لافتاً إلى أن المخللات التى ترتفع فيها نسبة الأملاح ما يجعل أكليها عرضة لأمراض الضغط والفشل الكلوى.

وأوضح أن عربات الكبدة، تشكل خطراً كبيراً على صحة المصريين، مطالباً بالبعد عنها لكونها سريعة التحلل ولا يعرف مصدرها.. وقال: كثير من الحملات الرقابية كشفت أن هذه الكبدة إما لحيوانات نافقة أو لحيوانات سبعية مثل الكلاب، كما أن الكبد مصدر كبير للسموم وتكون محملة بالمعادن الثقيلة مثل الزئبق والرصاص وهو ما يسبب تسمم كبدى وكلوى، مؤكداً أن البهارات ومكسبات الطعم تعمل على إخفاء العيوب.

وقال الدكتور مجدى نزيه، أستشارى تغذية بالمعهد القومى للتغذية: إن المشكلة الأساسية فى الثقافة الغذائية لدى أغلب المواطنين، الذى يقبلون على الطعام من عربات الأكل بالشارع وهم يعلمون أن هذا الطعام غير صحى ورغم ذلك، مؤكداً أن أغلب المصريين أصبح طعام الشارع الأكل المفضل لهم، لافتاً أن أغلب المصريين يخرجون دون فطار من منازلهم، وأصبحوت يفطرون كل يوم فى عملهم!

وأوضح أن أغلب أكل الشارع فى مصر، لا يوجد رقابة عليه خاصة عربات الأكل المتواجدة فى الشارع، ولكن بالنسبة للغذاء الموجه لفئة معينة سواء بداخل الجمعيات أو المستشفيات فهو الذى لابد من توجيه الرقابة الكاملة عليه، مطالباً المصريين بأن يتناولوا خارج البيت الأغذية فى أضيق الحدود مثل سندوتشات الجبنة الرومى مثلا والبيض المسلوق وأى وجبات من هذا القبيل الذى يكون تدخل البشر فيها قليلا.

وأضاف تأثير المواد المضافة للأغذية يختلف تأثيرها على كل فرد غير الآخر مثل السجائر، ومصر بحاجة لمعامل دقيقة حتى يمكننا تحليل مكونات هذه الأطعمة حتى نطلق عليها مثل هذه الاتهامات.

 

أكلات الـ«أون لاين».. غير آمنة

استغلت كثير من السيدات الإنترنت للترويج لبيع أطعمة مطبوخة جاهزة فى المنازل.

قالت ريم أحمد، موظفة: إن الأكل الأون لاين يحل لها الكثير من الأزمات، خاصة أن العمل يأخذ وقتا كبيراً جداً من وقتها، لافتة إلى أنها دائماً ما تلجأ، لهذا الأكل فى كل العزائم، خاصة مع دخول شهر رمضان، والتى تكثر العزومات ونحتاج إلى أكلات بيتى لتقديمها للضيوف.

وعن ضمان صحة الأكل وهل السيدة التى تقوم بإعداده سليمة صحياً، قالت «ريم»: إنها تتعامل مع سيدة تعرفها، وتعلم أنها سليمة صحيا، مؤكدة أن أكل المنازل أكثر صحة ونظافة من أكل المطاعم، مطالبة كل سيدة تستخدم هذا الطعام أن تعلم كل شىء عن أى سيدة تتعامل معها.

وأكدت عفاف محمد، أن الأكل الذى يباع عبر الإنترنت، يحل أزمات كثيرة لبعض السيدات، خاصة حديثى الزواج، ولكنه فى نفس الوقت غير موثوق فيه، كما أنه مكلف جداً، وغير مضمون فى نظافته وجودته.

وفى المقابل أكد الدكتور أشرف عبدالعزيز، أستاذ التغذية بجامعة حلوان، أن التسمم دائما ينتج عن عدم النظافة فى الطهى، مؤكداً أنه يجب أن يكون هناك ثقافة غذائية وتوعية صحية من خلال وسائل الإعلام، متسائلاً عمن سمح للسيدات التى تبيع الأكل أون لاين عبر الإنترنت، بالعمل وبيع الأكل دون شهادات صحية أو تصريح، مطالباً وزارة الصحة بعمل مبادرة توعية بالثقافة الغذائية، وحصر السيدات التى تبيع الأكل عبر الإنترنت، والكشف عليهن وإعطائهن ترخيصا ببيع الأكل.