عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دعم صادرات الصناعة يحقق التوازن فى سلة العملات الأجنبية

بوابة الوفد الإلكترونية

«اخلق من نفسك شيئاً يصعب تقليده، فليس المهم الرغبة فى النجاح , فكلنا لدينا الرغبة لذلك.. ولكن اختلافك عن الآخرين حتى فى مفهوم النجاح هو المهم» هكذا تقول الحكمة.. وكذلك الرجل بالتخطيط يسعى أن يكون دائمًا الشخص الذى يتمناه.

لا المكان ولا الزمان هما المسئولان عن التغيير بل أنت الذى تغيرهما إلى الأفضل، فالرؤية دون عمل حلم , والعمل دون رؤية لا شىء, وبالاثنين بإمكانك أن تغير العالم..وعلى هذا المبدأ رسم مساره.

محمد محمود إبراهيم نائب العضو المنتدب وعضو مجلس إدارة الكابلات الكهربائية المصرية.. لا ينظر إلى غيره، بل يهتم بنفسه.. أين نحن، وأين نريد أن نكون، كيف نصل.. فلسفة يؤمن بها ويسعى إليها فى العمل، النجاح فى قاموسه تحقيق ما يفوق التوقعات، والطموح لا سقف له، التعثر ليس نقطة ضعف فى مفهمومه وإنما درس للاستفادة، واستكمال المشوار.

يجملون جدران مكاتبهم بالرسومات والأشكال، ولكن أن تكون غرفة مكتبه بطلاء اللون الأبيض، وكذلك مكتبه، فإن لذلك سرًا... مجموعة كتب ومجلدات ترتبط بمجالات عديدة، معظمها يتعلق بفن الإدارة.. أول ما يلفت الانتباه عند مدخل غرفته.

الثقة والهدوء تحت كل الظروف تمنح أفضلية دائمًا لصاحبها، وهكذا انطباعى عن الرجل الأربعينى.. بدأ متحيزًا وداعمًا لقطاع الصناعة، وله مبرراته فى ذلك، فلا مجال أمام الحكومة سوى الاعتماد على الصناعة، والعمل بسياسة الإنتاج من أجل التصدير، وليس بإحلاله محل الواردات، فالمكاسب التى تحققها الصناعة بالجملة سواء فى توفير العملة الأجنبية، أو الميزة التنافسية... ومن هنا بدأ الحوار.

نشأة الرجل فى بيئة تعمل بالإدارة، منحته مميزات المدير الناجح، حينما يستشهد بالصناعة، ودورها فى التنمية، يستند إلى صناعة الكابلات صميم عمله..يقول بأنها «شهدت نشاطًا غير عادي فى الكهرباء، بعدما قفزت الاستثمارات فى المجال خلال 4 سنوات الأخيرة إلى 515 مليار جنيه، بعد تحديد خطة واضحة، ومحددة، وهو مالم تحقق دولة نامية، من هنا يكمن تفاؤلى».

إذن هل يكون المشهد بالاقتصاد كذلك؟

يرد وبدأ أكثر حماسًا «نعم.. فلو سألتنى منذ عامين كانت الإجابة ستختلف، لأن المشهد وقتها كان يسوده الغموض، ولكن الآن تغير الحال، فالاقتصاد يتعافى، رغم اختلاف البعض فى ذلك، لكن المبررات والمشاهد تنحاز لرؤيتى، فالتعافى والتحسن بدأ بخطة واضحة، ويتم تنفيذها بنجاح، بغض النظر عن سرعة تنفيذها من عدمه، فقد بدأت بتحرير سعر الصرف، وضبط آلية الدعم، رغم العبء الذى تحملته طبقات المجتمع، خاصة الطبقة الوسطى».

أقاطعه قائلا...لكن كل ثمار الإصلاحات الاقتصادية تبدو على الورق فقط، ولم يجن ثمارها رجل الشارع.

يجيبنى قائلا بأن « العمل على تحقيق المؤشرات الاقتصادية على أرض الواقع، تتطلب جهدًا كبيرًا، خاصة أن النوايا وحدها لا تكفى، ولكن المهم خطة لتحقيق ذلك، وهو ما تسير فيه الدولة، من خلال الحركة والنمو فى الاكتشافات البترولية، والغاز الطبيعى، وكذلك افتتاح المصانع الجديدة، وحل مشاكل المصانع المتعثرة، وشبكة الطرق والبنية التحتية المنتشرة فى أرجاء المحروسة».

قناعته أن الرأى الواحد، لا يكفى، ولا يصنع نجاحًا متكاملًا، فالتعدد يخدم المصلحة العامة، ونفس الأمر عندما يحلل المشهد فى السياسة النقدية، يحدد الإيجابيات، والسلبيات، للقرارات المتعلقة بهذه السياسة، فعندما يقوم المستثمر بتأسيس مشروع، تجده مضطرًا إلى تمويل هذه المشروعات من البنوك، لان التمويل الجيد، يقوم على تنويع المصادر، إلا أنه يتكشف أسعار الفائدة المرتفعة التى تعوق المستثمرين، ومن هنا مطلوب العمل على خفض معدلات الفائدة، لتشجيع الاستثمار، خاصة أن المناخ بات مناسبًا بعد تراجع معدلات التضخم.

تسائل قائلا: «فى ظل ارتفاع متوسط أسعار الفائدة التى وصلت إلى 20%، من لديه القدرة على التوجه للبنوك كاداة تمويلية، وتحمل هذه الأسعار؟... إلا فى حالة اضطراره إلى زيادة هامش الربحية، والدخول فى موجة تضخم، ويضطر صاحب المشروع إلى التضحية بجزء كبير من هامش الربح، للبقاء فى السوق.

ربما يبدو الشاب الأربعينى غامضًا لمن لا يعرف، لكن عندما يتحدث يتكشف وضوحه، وكذلك الأمر مع السياسة المالية، حيث يراها غير مكتملة، حيث إن الضريبة تفرض على رجل الشارع، ويترقب أن يكون لها عائد من خلال الخدمات المقدمة للمجتمع، إلا أنها مفقودة، ليس ذلك فحسب بل تتحمل فئات بعينها العبء، فيما تتمتع فئات الاقتصاد غير الرسمى بالحرية، فى عدم سداد الضرائب، وهذا يتطلب حزمة إجراءات ليكون هذا الاقتصاد ضمن

المنظومة الرسمية.

تنبأ والده بمستقبله منذ سنوات عمره الأولى، ربما لتصرفاته التى كانت تفوق عمره، ليتعلم فن الإدارة الجيدة، ويحقق بها نجاحات، له وجهة نظر خاصة فى الاستثمار.. يقول إن «الفرصة متاحة أمام الاستثمار لتحقيق قفزات مرتفعة فى الاستثمار الأجنبى فى ظل المحفزات التى يتمتع بها السوق المحلى، لكونه الباب الملكى للدول الأفريقية، بل للمنطقة، ولكن المطلوب من وزارة الاستثمار إتاحة قاعدة بيانات كاملة للمستثمرين، تتضمن كل تفاصيل المناطق، والصناعات التى تناسبها، حتى يتمكن المستثمر من إعداد دراسة جدوى متكاملة عن الصناعة التى يرغب فى الاستثمار بها، خاصة أنه من غير المقبول أن تكون حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة متدنية للغاية ولا تصل إلى 8 مليارات دولار، وهذا يتطلب المزيد من المحفزات، وكذلك ثورة فى نظم المعلومات، ودراسة التجارب الناجحة فى دول المنطقة، لجذب المزيد من الاستثمارات».

يظل الرجل الأربعينى منحازا لقطاع الصناعة، باعتباره قاطرة النمو الاقتصادى، حيث له وجهة نظر خاصة فى هذا الملف تنبئ على إعادة النظر فى ملف دعم التصدير، من خلال الإعفاءات الضربية، أو الدعم النقدى، أو من خلال آلية تسويقية للترويج فى الخارج، حتى تتمكن من منافسة منتجات الدول الأخرى التى تحظى بدعم كامل، مثلما هو متبع فى العديد من الدول فى الصين، والهند، وتركيا، خاصة الدعم بتحمل الدولة جزء من التكلفة بنسبة 20% وسوف يعود ذلك على الصناعة فى السوق المحلى والخارجى بالايجاب.

منهجه يقوم على الموضوعية، وعدم الانحراف عن طريقه، ونفس الأمر فى القطاع الخاص، يعتبره أساسا حقيقيا للتنمية الاقتصادية، وليس شريكا فقط، لكنه يتطلب دعمًا من الحكومة، خاصة أنه تحمل عبئًا ثقيلًا بسبب تعويم العملة المحلية، وعلى الدولة ألا تقوم بدور المنافس أمامه، لانه ليس فى صالحه، بل عليها دعمه بكل المحفزات حتى يتمكن من استكمال دوره.

الرضاء فى فلسفة الرجل يتحقق بالنجاح، وبروح الفريق، مع التخطيط الجيد، وهو ما يحرص عليه ومجلس إدارة الشركة، فاستراتجية الشركة أسست باعتبارها جزءا من استراتيجية الدولة فى مجال صناعة الكابلات الكهربائية، تتكون هذه الاستراتيجية من محورين أساسيين، فى السوق المحلى، بالعمل على تغطية احتياجاته، وكذلك الدخول فى ثلاثة مشروعات باستثمارات 500 مليون جنيه متوقع تسليمها خلال العام الحالى، وأيضا مساعدة الدولة فى تحقيق خطتها الطموحة فى مجال صناعة الكهرباء.

لديه قناعة بأن جنى الثمار لا تكون إلا بالجهد والعمل، وهو ما يسعى إليه مع مجلس الإدارة من خلال غزو الاسواق الخارجية واستهداف 5 أسواق أفريقية خلال العام الحالى.

لا ينظر إلى غيره، له شخصيته الباحثة عن الجديد، يسعى دائما إلى الاطلاع والبحث، مغرم بالقراءة خاصة المرتبط بالإدارة وفنونها، محب للرياضة، وعاشق للالوان البيضاء لأنها سر سعادته، لكن يظل شغله الشاغل الوصول ومجلس إدارة الشركة إلى الريادة فى مجال صناعة الكابلات الكهربائية.. فهل يحقق ذلك؟