عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مستشفى المطرية: صحة المرضى صفر.. وحياة الأطباء على كف عفريت

مرضى يفترشون الأرض
مرضى يفترشون الأرض أمام مستشفى المطرية

لم يكن هؤلاء المرضى يعلمون قدرهم، حتى سقطوا من حسابات مسئولى الصحة داخل المستشفيات ، ما جعل الحصول على الرعاية الصحية حلما بعيد المنال، ويحصد المرض أروحهم، بعد أن فقدوا الأمل في الحصول على أبسط الحقوق فى الخدمة الطبيه.

وتحول دور وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد إلى تصريحات رنانه لا تسمن ولا تغنى من جوع.

 

لا أحد يستطيع أن يصف حالة التردى والأهمال التى تعيشها المستشفيات، تلك الحالة ليست وليدة اللحظة لكنها نتاج عقود من الاهمال الطبي والإدارى مع تعاقب وزراء الصحة،  لدرجة أن بعض المستشفيات والوحدات الصحة فقدت أبسط التجهيزات والمستلزمات الطبية، وتحولت إلى مجرد أماكن تحمل اسم مؤسسة طبية تابعة لوزارة الصحة دون خدمة حقيقة يشعر بها المريض، ويقدمها الطبيب.

 

نكتفى فى هذا الموضوع بعرض أحد نماذج الأهمال وانعدام الرؤية وغياب الضمير  لإحدى المؤسسات الصحية وهي مستشفى المطرية العام المنوطة به برعاية 6 ملايين مصري.

وعملًا بالمثل القائل" الجواب بيبان من عنوانه" تستطيع أن تعرف ما وصلت إليه مستشفى المطرية، بمجرد الدخول من لباب المستشفى، حيث يفترش المرضى الأرض، بلا أسرة أو تجهيزات، وينتشر الباعة الجائلين بالمشروبات، حينها تدرك أنك داخل أسواق عشوائية وليس مكان لراحة المرضى.

داخل ممرات وطرقات المستشفى المكتظة بالمرضى الذين أفترشوا الأرض على أمل إيجاد طبيب يعالج علتهم، ويخفف آلامهم، تجد الحزن يكسو الوجوه داخل الغرف والعنابر التى تحوى العشرات، وأنين المرضى يسمعه الزائرون، دون أن يجدوا طبيب يشرف على علاجهم.

 

لم يقتصر الأهمال على المرضى وحسب؛ بل طال الأطباء أيضًا، حيث عجزت إدارة المستشفى عن توفير مناخ ملائم يدفع الطبيب للقيام بدوره، وهذا ما ظهر عندما لقيت الدكتورة سارة أبو بكر مصرعها نتيجة التعرض للصعق بالكهرباء داخل مبيت الطبيبات بالمستشفى، ما يؤكد عدم وجود صيانة أو متابعة للوصلات والاسلاك الكهربائية المنتشرة داخل الطرقات والممرات دون أهتمام لحماية المرضى والأطباء.

آمال أحمد، سيدة تبلغ من العمر 46 عامًا، تقول إن مستشفي المطرية غير آدمية، ولا يوجد بها مستلزمات أو خدمة طبية تساعد على مواصلة الحياة ، قائلة:" المستشفيات الحكومية فى مصر هى الأسوء على مستوى العالم، ولا نعرف كيف نعالج فى ظل لغلاء والادوية والعلاجات والاهمال وعدم قدرة المستشفى على اعطاء المريض حقة".

 

وبنرة غضب تؤكد السيدة: "أنا مريضة عظام اتردد على مستشفى المطرية للعلاج لأننى لا استطيع تكاليف العلاج فى مستشفى خاص ولكن الأمر لا يختلف كثيرًا، لان كافة الاشاعات والتحاليل يتم أجراؤها على حسابى، فضلًا عن ازدحام المريض والجلوس بالساعات فى إنتظار الطبيب".

 

وقالت داليا محروس، إحدى المرضى، إن عيادة النساء والتوليد داخل مستشفى المطرية دون طبيب، مشيرة إلى أن أغلب الوقت لا تجد ما يساعدك

أو يمنحك العلاج أو التشخيص اللازم من الأطباء.

 

وتابعت السيدة:" الناس حالتها صعبة ورغم ذلك لا تجد ما يشعر بهم داخل المستشفى من اطباء أو القائمين على إدارتها، ننتظر بالساعات حتى يأتى الأطباء، الذى يقتصر دورة على التشخيص الخطأ دون رعاية أو خدمة صحية تليق بالإنسان".

وأكد طبيب بالمستشفى رفض ذكر اسمه، أن المستشفى تعانى من نقص المستلزمات الطبية، وأطقم الأطباء والتمريض، ما يضعف من قدرة المستشفى على القيام بدوره فى رعاية المواطن وتقديم خدمة صحية تليق بالمرضى وتخفف آلامهم.

وتابع المصدر قائلًا:" الأطباء ليس لهم ذنب فيما يحدث داخل المستشفيات، خاصة أن العجز فى عدد الاطباء يؤدى إلى تكدس المرضى أمام العيادات ويقلل من جودة الخدمة المقدمة، فضلًا عن أن الوزارة لا توفر للمستشفى المستلزمات وتسد عجز الأطقم الطبية".

بدوره، نفى الدكتور محمد أحمد صفى الدين، مدير عام مستشفى المطرية، وجود نقص في المستلزمات الطبية أو عجز بالأطباء في المستشفى، مؤكدا أن لديه كافة المستلزمات الطبية والمرضى ليسو بحاجة لشراء مستلزمات على نفقتهم الخاصة.

ووصف الحديث عن عجز أو عدم تواجد الاطباء واطقم التمريض فى المستشفى بأنه كلام لا أسلس له من الصحة، لكن لدينا عجز فى بعض التخصصات ويتم تغطية الأماكن بالاطباء المتواجدين فى القسم بما يكفى حاجة المرضى.

وأشار صفى الدين فى تصريح خاص لـ" الوفد"، إلى أن مستشفى المطرية تضم 22 غرفة عمليات ما يجعل المستشفى تعمل بكفائة عالية لتقديم خدمة طبية فى كافة التخصصات والحراجات، مؤكدً أن المشتفى يحتوى على 12 وحدة عناية مركزة.

وأضاف أن المستشفى يخدم أكثر من 6 مليون مواطن من محافظات مختلفة، بالإضافة إلى استقبال العديد من حالات الطوارى من قبل وزارة الصحة، لافتًا إلى أن أعمال الصيانة الفنية والهندسية للمستشفى تتم بشكل دورى ومستمر.