عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مرضى الإيدز يبحثون عن حل

بوابة الوفد الإلكترونية

فى مصر 11 ألف مريض بالإيدز.. كيف تتعامل معهم المستشفيات؟ السؤال طرح نفسه بقوة خلال الأيام الأخيرة بعد اكتشاف مريض مصاب بالإيدز داخل مستشفى المنيرة بالقاهرة قبل أيام.

ومع ظهور حالة مريض مصاب بالإيدز يضرب القلق والخوف ملايين المصريين، خشية انتقال المرض اليهم..

ويتصور الكثيرون أن مريض الإيدز يجب أن يتم عزله تماماً، فيكون له مستشفى خاص تتولى علاج ما يصيبه من أمراض، وغرفة جراحة خاصة به، ولكن هذا لا يحدث حتى فى أكبر دول العالم ثراء وعلماً.

فالولايات المتحدة الأمريكية ذاتها، والتى يوجد بها 10 ملايين بالإيدز لا تخصص مستشفيات لمرضى الإيدز، ولكنها فقط تحدد شروطاً صارمة فى التعامل مع مريض الإيدز فى حالة تردده على أى مستشفى.

أهم تلك الشروط تتعلق بأدوات يرتديها الطبيب فى يديه، وعلى وجهه عندما يتعامل مع مريض الإيدز وتتعلق أيضاً بتعقيم الأجهزة الطبية التى تعامل معها المريض.

ويبقى السؤال الأكثر طرحاً فى كل المجتمعات هو: ما الإجراءات التى يجب اتباعها فى المستشفيات للتعامل مع مريض الإيدز؟

إجابة السؤال تبدأ بالتأكيد على وجود «4» مستشفيات فى مصر مؤهلة للتعامل مع مرضى الإيدز وهى حميات إمبابة وحميات الإسكندرية وحميات طنطا.

وكانت حالة من الذعر قد سيطرت على الأطباء والمواطنين بعد اكتشاف إصابة مريض بفيروس نقص المناعة والمعروف بالإيدز داخل مستشفى المنيرة قبل أيام، الأمر الذى دعا الأطباء بالمستشفى إلى إغلاق قسم الطوارئ بالكامل.

المريض جاء المستشفى مصاباً بنفجار فى الأوردة بالفخذ أثناء تعاطيه جرعة مخدرات، ولعدم وجود طبيب متخصص فى الأوعية الدموية ظل المريض ينزف حتى تم تحويله إلى مستشفى حميات العباسية التى اتخذت معه الإجراءات اللازمة.

حالة المريض "وائل" فتحت من جديد ملف مريض الإيدز، فمريض الإيدز فى مصر يعامل كالمنبوذ من المواطنين وحتى كبار الأطباء بطريقة قد تدفع البعض للانتحار اما الاطباء فيعملون فى ظروف صعبة ويتقاضون بدل عدوى هزيل قيمته 19 جنيها رغم تعرضهم لمخاطر يوميه نتيجة ممارستهم أعمالهم من وخذ بالابر وإصابات فيروسية قتلت العديد منهم إلى جانب اعتداءات أهالى المرضى أما حالة مريض الإيدز فكشفت عن قضية غاية فى الخطورة تتعلق بكيفية استقبال المرضى بالمستشفيات.

أكثر من 11 آلاف حالة مريض بالإيدز على مستوى الجمهورية معظمهم اصيبوا بالمرض من تعاطى المخدرات أو نتيجة تلوث بدماء مريض مصاب، وفكرة العزل الوقائى للمريض فكرة وهمية ليس لها صلة بالواقع فالمريض يتحرك فى حرية، ويتوجه للعيادات الخاصة دون أن يكشف عن اصابته بالمرض، ومن جانبهم أشاد الأطباء بمبادرة الرئيس بالمسح الشامل لمرضى فيروس سى وطالبوا أن يشمل المسح مرض الإيدز أيضاً للوقوف على عدد المصابين الحقيقى.

الاطباء اجمعوا على تعرضهم للموت يوميا خاصة المعالجين لمرضى مستشفيات الحميات التى يعانى أغلبها ضعف الإمكانيات والتجهيزات الطبية حيث لا تتوافر اى اقنعة أو قفازات واقية من المرض واعتبر بعضهم أن بدل العدوى الذى يتم صرفه وقيمته 19 جنيها هو ما يساوى قيمة وجبه إفطار!

ما حدث داخل مستشفى المنيرة يؤكد مدى الحاجة إلى منظومة صحية متكاملة فالشهر الماضى اعلن علاء عيد رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة والسكان، عن إرسال تعميمات إلى جميع المستشفيات باستقبال مرضى الإيدز وتقديم كافة الخدمات الطبية لهم، على أن يتم مراعاة معايير مكافحة العدوى مع المريض منعًا لنقلها ولكن تلك التعلميات لا تزال حبر على ورق حسب تأكيدات الدكتور سعيد الكيال مدير مستشفى المنيرة الذى صرح بان المريض توجه إلى عدة مستشفيات ورفضت استقباله منها الحميات وقصر العينى ومعهد ناصر.

 

شاهدة عيان

تحدثنا إلى الدكتورة «س.ع» والتى استقبلت مريض الإيدز المحال من مستشفى المنيرة إلى مستشفى حميات العباسية وعبرت عن اسفها الشديد لما يعانيه الاطباء يوميا من حالات يوميه تراه لمرضى الإيدز وصرحت لـ"الوفد" قائلة: «فى البداية هناك حالة ذعر من عند المواطنين لانه مرض ليس لها علاج حتى الآن لكننا نتعامل مع مرضى الإيدز كباقى المرضى، وما أراه يوميا من حالات الإيدز يوميا بالعشرات، ولا توجد لدى أرقام بعدد المرضى».

وتكمل قائلة: نتعامل مع المريض بارتداء القفازات وفى حالة وجود إصابة بأمراض الجهاز التنفسى نرتدى «الماسكات» مع الحرص الشديد فى التعامل مع الحالات المصابة بجروح وتلك الاحتياطات ينبغى على الجميع اتباعها، خاصة وان جميع المصابين اغلبهم من المدمنين كحالة "وائل" مريض مستشفى المنيرة حيث كانت اصابته بإصابة بالفخذ نتيجة ورم بأحد الأوردة، ومن كثرة الحقن داخل الوريد حدث انفجار للوريد، وحينما اتجه لمستشفى المنيرة رفضت استقباله رغم أن وزارة الصحة كانت اعلنت فى بيان لها أن كل المستشفيات تتعامل مع مرضى الإيدز، لذلك نتعرض لضغط كبير بسبب اعداد المرضى وقلة التخصصات لأن معظم المصابين لديهم أمراض نفسية كالإحساس بالاضطهاد وتتكون لديه رغبه فى نقل العدوى للغير وذلك بسبب المعاملة السيئة له حتى من الاطباء خوفا من الاقتراب منه.

واضافت «س.ع» أنه ليس لدينا تخصصات جراحه لمرضى الإيدز، ولكن لدينا عيادة للاسنان داخل مستشفى الحميات خاصة بمرضى الإيدز، لذلك ننوه إلى اتباع الارشادات الخاصة بالتعقيم فى جميع العيادات الخاصة، ولا يمكن كشف المصاب الا بالتحاليل الطبية اما المصاب بالمرض لمدة أكثر من 10 سنوات فلديه علامات تؤكد اصابته.

وواصلت للأسف ليس لدينا قفازات خاصة للتعامل مع مرضى الإيدز أو واقى للوجه يرتديه الطبيب، ونتعامل مع المرضى بالقفازات العادية على عكس الدول الاوروبية التى لديها قفازات خاصة بالتعامل مع تلك الحالات.. وعبرت عن اسفها الشديد للمبلغ الهزيل الذى يتقاضاه الطبيب كبدل للعدوى قيمته 19 جنيها.

وأضاف هناك مصل المضاد للإصابة بمرض الإيدز ياخذ خلال 6 ساعات من الإصابة ولمدة شهر ولا يوجد المصل الا بالحميات فقط اما المصاب بفيروس سى فهناك حقنه أيضاً تأخذ كل 6 ساعات ولكن الموجود الخاصة بالأطفال فقط».

 

مكافحة العدوى

الدكتور خالد سمير عضو مجلس نقابة الأطباء السابق «المفروض اتخاذ إجراءات مكافحة العدوى مع جميع المرضى سواء كانوا حاملين لمرض نقص المناعة أم لا أو ما هو أخطر، والأصل أن الطبيب يتعامل مع المريض بارتداء القفازات الجراحية، اطباء الطوارئ خاصة يرتدوا ماسك واقى بالانف وبالعينين، وأضاف الماسكات ألمانعة للفيروسات والدم غير متوفرة بالمستشفيات لارتفاع سعرها، اما عن غرفة العمليات الخاصة بمرضى الإيدز فلا تختلف عن اى غرفة عمليات عادية ولكن ينبغى توافر قفازات مجهزة وماسكات

شفافة تشبه الزجاج».

ويكمل خالد قائلاً: «أما المرضى فينبغى تحليل صورة للدم والكشف عن الفيروسات، إذا كانت النتيجة إيجابية يتم غلق المكان ويتم اتخاذ إجراءات التحصين، فهناك حالات مصابة بغرغرينة غازية وهذه الحالة يتم اغلاق الطوارئ وتعقيمها لمدة أسبوع كاملاً».

وواصل: ليس لدينا أمصال لمواجهة العدوى، وليعلم المسئولون الخطورة التى يتعرض لها الاطباء يوميا، ويتقاضون بدل عدوى 19 جنيها فقط.

الدكتور مدحت خفاجى أستاذ الجراحة بمعهد الاورام، اكد أن هناك 11 ألف حالة مصابة بالإيدز فى مصر، وليس هناك عزل للمريض، كما يحدث فى الولايات المتحدة الأمريكية فكان هناك 10 ملايين مصاب بالمرض توفى منهم 900 ألف إلى جانب أن ليس هناك عدد كاف من المستشفيات لغزل هذا العدد الكبير، أما الدول العربية وما يتم فى مصر يتم التعامل معهم فى مستشفى الحميات وهناك علاج متوفر لهم فى مصر بمبلغ 900 جنيه وليس لعلاج المرض وانما لبقاء المريض على قيد الحياة وعن الاعراض التى تظهر على المريض فهى أنه يكون نحيفا جدا، إلى جانب ارتفاع الحرارة وتضخم فى الغدد الليمفاوية.وما يتم داخل غرف العمليات نظر لعدم توافر الإمكانيات يتم ارتداء قفازين فقط لمنع تسرب الدم إلى يد الطبيب.

 

المريض شخص طبيعى

الدكتور عبدالهادى مصباح أستاذ المناعة وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة أكد أن المرض تشخيص معملى أن هناك نقصا فى المعلومات لدى المواطنين والافظع أن كثيرا من الأطباء أساتذة الجامعات يرفضون علاج مريض الإيدز، فالمريض شخص طبيعى يحتاج إلى طبيب اسنان أو باطنى، وبالتالى معظمهم يرفضون الافصاح عن اصابته بالمرض.

ويكمل عبدالهادى أن هناك أمراضا أخطر من الإيدز ولم يكتشف أى علاج لها على عكس مرض الإيدز التى يتم علاجه حاليا، واشار إلى أن التعامل مع مريض الإيدز يكون بارتداء قفازات مزدوجة كاحتياطات واجبة لمنع تسرب الدم إلى يد الطبيب، والمفترض أن يعامل مريض الإيدز كمريض فيروس الكبد الوبائى ويجب توعية الاطباء بان المرض ليس بالخطورة المروج لها ولكن انصح بان يكون لهم اماكن للعلاج كوحدات الغسيل الكلوى.

واشار إلى أن على وزارة الصحة التعامل مع مرضى الإيدز بشكل ادمى واحترام مشاعر المريض حتى عن اصابته حتى يتسنى للدولة إعداد إحصائية باعداد المرضى، فهناك مستشفيات ترفض استقبال المرضى نتيجة الخوف على سمعة المستشفى. واكد أن مريض الإيدز لا تظهر عليه أى أعراض إلا فى حالات متقدمة من المرض، وقال «هذه الحالات لم نصادفها».

الدكتور إيهاب الطاهر، عضو مجلس نقابة الأطباء، أكد أن هناك تقريراً صادراً عن منظمة الصحة العالمية، يؤكد أن 50% من الأطباء وأعضاء التمريض، ثبت تعرضهم للوخز بالإبر، وهذه الدراسة اجريت على دول شرق المتوسط، وصولاً إلى باكستان واليمن، وهى الدول المشابهة لنا حيث كشفت الدراسة وجود 10 آلاف حالة إصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائى «B» و35 ألف حالة إصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائى «C»، وأثناء انتشار الوباءات وجدوا أن 70% من الحالات المبلغ عنها هى من العاملين فى القطاع الصحى.

وعن أبرز الأمراض المعدية التى يتعرض لها الاطباء أكد أنها تأتى عن طريق الجهاز التنفسى والرئة والوبائيات مثل مرض «السارس» وأشهر ضحاياه الدكتور أحمد عبداللطيف، نائب العناية المركزة فى طنطا، والدكتورة داليا محرز، من الإسماعيلية، كما أن الطريق الثانى للعدوى هو الوخز بالإبر والمشرط فى حال كون المريض مصاباً بفيروس الإيدز أو الكبد الوبائى وهناك طبيبات أصبن بالعدوى أثناء الحمل ونتج عن الإصابة تشوهات بأطفالهن.

 

أطباء.. وضحايا

الدكتورة منى مينا، عضو مجلس النقابة اعدت قائمة تحمل أسماء 6 أطباء شباب رحلوا بعدما أصيبوا بعدوى من مرضاهم، وهم الدكتور أسامة رشدى، طبيب بالمنصورة، نساء وتوليد، 38 سنة، والدكتور أحمد عبداللطيف، طبيب رعاية مركزة بمستشفى بنها العام، توفى 2013، والدكتور ياسر البربرى، 32 سنة، طبيب بمستشفى القناطر بالقليوبية، توفى فى يناير 2014، والدكتور محمد ياسين، طبيب نساء وتوليد بمستشفى سيد جلال التعليمى، توفى مارس 2016، والدكتورة داليا عبدالحميد ضيف الله محرز، ممارس عام وحدة الشيخ زايد الصحية بالإسماعيلية، 28 سنة، توفيت فى مارس 2016، والدكتورة دعاء إسماعيل، طبيب بالمدرسة الصحية بالدقهلية، مشيرة إلى أن هؤلاء الراحلين ضحايا الواجب والمهنة، والقائمة لم تغلق بعد.