عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحرب على الإرهاب منظومة متكاملة

بوابة الوفد الإلكترونية

تحقيق - إسلام أبوخطوة:

تواصل قوات الأمن ضرباتها الاستباقية للعناصر الإرهابية والتكفيرية التى تستهدف أمن مصر والمواطنين، ولكن لم تقتصر الحرب على الإرهاب على الناحية القتالية فقط، امتدت للتصدى للفكر المتطرف والذى يستهدف عقول الشباب الذين هم أمل الوطن ومستقبله.

جهود متواصلة بين كافة مؤسسات الدولة تلعب دورًا كبيرًا فى محاربة الفكر المتطرف بحسب ما أفاد به عدد من خبراء الإعلام والحركات الجهادية والتنمية البشرية، وأشاروا إلى أن محاربة الفكر المتطرف تبدأ من مرحلة الطفولة بغرس قيم الإسلام المعتدل بداخله، فضلاً عن دور المواد الإعلامية التى تعد سلاحا رادعا لما تبثه الجماعات الإرهابية عبر وسائلهم، وفى النهاية يكون دور الأسرة والمؤسسات التعليمية فى رعاية الأبناء والشباب وملاحظتهم حتى لا يسقطوا فى شباك الجماعات الإرهابية.

خبير فى شئون الحركات الإسلامية:

3 مفاهيم مغلوطة وراء ظهور التطرف

عمر عبدالمنعم، خبير فى شئون الحركات الإسلامية والجهادية، قال إن معظم جماعات التطرف تستند إلى منهاج فكرى ذى محاور رئيسية ثلاثة، وهى الحاكمية، وتعنى تطبيق أحكام الإسلام على كافة مناحى الحياة، ورفض القوانين الوضعية، ويتضمن ذلك رفض نظام التقاضى أمام المحاكم باعتبار مخالفة لما أنزل الله، كذا تحريم العمل فى مؤسسات الدولة واعتبار ما يأتى من ذلك العمل مالاً محرماً.

وأضاف الخبير فى الحركات الإسلامية: ثانى محور يستند إليه الإرهاب هو الجاهلية والتكفير، وتعنى أن المجتمع يعيش حالة من الجاهلية تماثل ما قبل الإسلام، ومن ثم فهو مجتمع كافر، وقد تبلور فكر التكفير فى حقبتى الستينيات والسبعينيات من خلال كتابات الإخوانى سيد قطب وأبو الأعلى المودودى

ثالث محور يستند إليه الإرهابيون هو العُصبة المؤمنة، وهى ضرورة قيام فئة أو جماعة مسلمة يقع عليها عبء مواجهة المجتمع الجاهلى وإعلاء حاكمية الله.

وأشار خبير الحركات الجهادية إلى أن منهاج التكفير تشمل التأكيد على أن الحكومات فى البلدان الإسلامية قد خرجت عن الإسلام باعتبارها مسئولة عن حالة الجاهلية التى تعيشها مجتمعاتهم «وفقاً لمنظورهم»، وأن العنف الدينى «الجهاد من وجهة نظرهم» هو الوسيلة الوحيدة لإسقاط هذه الأنظمة وإعادة أسلمة المجتمع والدولة.

وتابع «عبدالمنعم» لأجهزة الأمن المصرى تجربة مميزة قبل سنوات فى التعامل مع تنظيم الجماعة الإسلامية والتطورات، أدت لتحوله باتجاه العمل السلمى، ولتوضيح أهمية التجربة وعمق أثرها على الواقع الأمنى نشير إلى طبيعة هذا التنظيم وخلفيات نشأته وأبرز تصحيح المفاهيم أو إعادة التأهيل إلى مرحلتين، أولهما داخل السجون، والثانية خارج السجن، أى عقب الإفراج عن الإرهابيين.

وتابع: داخل السجون يجب تحيزهم على إثبات تحولهم نحو العمل السلمى، وإظهار مواقفهم الجديدة أمام الآخرين، وأن تؤكد متابعتهم داخل السجون سلامة مواقفهم الأمنية، أما الإرهابيون الذين خرجوا حديثًا من السجون فيحتاجون للرعاية النفسية والاجتماعية والمادية، بشكل خاص من أشكال التأهيل الفكرى، باعتبار أن البعد الأيديولوجى يمثل أولوية مطلقة بالنسبة لهؤلاء.

 

 

 

 

 

 

 

أستاذ صحافة: الإعلام المستنير.. أهم الأسلحة فى مواجهة الفكر المتطرف

قال الدكتور عادل صادق، أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة سوهاج، فى وقتنا الراهن يعد الإعلام من أهم الأسلحة فى إدارة القضايا الفكرية ومواجهة الفكر المتطرف والجماعات الإرهابية خاصة مع ازدياد وكثافة انتشار التطرف والعمليات الإرهابية وتعرض الشباب للإغراءات من أجل الانضمام اليها.

وأضاف «صادق» أن الإعلام بمختلف وسائله مطبوعا ومسموعا مرئيا وإلكترونيا له وظيفة تفسيرية، فعليه أن يكون إعلاماً كاشفاً للواقع ومنيراً للجمهور ويتجنب الإثارة وبث الفتن.

عليه أن يكون إعلامًا رشيدًا يبنى المجتمع ويساعد على استقراره، ومن هنا يكون أمام الإعلام بجميع وسائله أن يبصر الرأى العام بقضايا وطنه.

وأشار أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة سوهاج، إلى أن الإعلام الرشيد هو الآلية الوحيدة لتحصين الرأى العام ضد الكتائب الإلكترونية الإرهابية والمتطرفة التى تنشر الأكاذيب، والإعلام الرشيد هو الذى يكشف زيف تلك الأكاذيب ويقترح الحلول لأية أزمة حالية أو مرتقبة وهو الذى يسمو فوق النزاعات والشخصنة حفاظًا على الموضوعية التى ننادى بها، مع الحرص على نشر قيم التسامح والوسطية والتعايش والتصدى للأجندات المتطرفة المشبوهة التى تسعى إلى إثارة الفتن والاضطراب ويقطع الطريق على التطرف والإرهاب وبناء حاجز بينه وبين الشباب يتطلب أن تبدأ سيمفونية مجتمعية كاملة بالعزف على إيقاع مستنير يضمن وصول الرسالة إلى الرأى العام بكل فئاته.

وتابع أستاذ الصحافة والإعلام: الحرب على الإرهاب والتطرف ليست حربًا عسكريًا فقط، ولكنها حرب فكرية تتطلب تماسك المجتمع بكل أطيافه ووقوفه مع قيادته فى حربها مع الإرهاب،

وعلى الإعلام أن يبرز انتصارات الدولة فى مواجهة الفكر المتطرف، كما أن هناك دورا توعويا لإعلام فى توعية أبناء الشعب واستضافة الخبراء للتوعية ضد انتشار الفكر المتطرف والجماعات الإرهابية ولابد من اطلاع المواطنين من خلال وسائل الإعلام على حجم المخاطر الناجمة من انتشار الفكر المتطرف والإرهاب، وتأثيره على المجتمع مع ضرورة نشر المعلومات الصحيحة التى تساعد المواطنين على اتخاذ كافة التدابير الوقائية ضد الفكر المنتشر والإرهابيا.

خبير: تنمية بشرية: ترسيخ الأخلاق ونشر صحيح الدين.. أولى خطوات المواجهة

قالت نهلة عبدالسلام، خبيرة التنمية البشرية، إن الشباب أمل هذه الأمة وهم الركيزة والمحور الأساسى لعملية التنمية فى أى مجتمع ويجب الارتقاء بهم ليكونوا ناجحين ومنتجين، والارتقاء يشمل جميع جوانب الحياة بداية من الجانب الروحانى والصحى والشخصى والعائلى والاجتماعى والمهنى... والمادى.

وأشارت «عبدالسلام» إلى أن الشباب هم الثروة الحقيقية فى أى مجتمع فبعقلهم وإبداعاتهم تتشكل الحضارات الإنسانية وتنميتهم هو أفضل استثمار للشعوب فيجب تدريبهم وإعدادهم وتأهيلهم ليكونوا عناصر فاعلة فى المجتمع وحمايتهم من الانحراف الأخلاقى ومن الفكر السياسى المتطرف، موضحة أن التطرف يهدد الأمن الاجتماعى العام، ويمثل عقبة أمام تقدم الأمة ويؤثر على الإبداع والابتكار لأن حرية التفكير والإبداع مرتبطة بحرية الإنسان الثقافية والاجتماعية والسياسية وليس عن طريق التقليد الأعمى وتغييب العقول.

وأضافت خبيرة التنمية البشرية: مواجهة الأفكار المتطرفة تبدأ بتعليم الطفل مبادئ الدين الإسلامى الصحيح والقيم الراسخة، فعلى الأسرة أن تأخذ بيد أبنائها إلى المساجد ومراكز الشباب وقصور الثقافة التى تمثل خط الحماية الأول فى مواجهة التعصب والتطرف وتقوم بغرس الأفكار السوية فى عقول أبنائها من خلال خلق جو دافئ من الحوار بين الأبناء والإباء حتى تتوافر البيئة الصحية المتوازنة لتصويب الخطأ ونصحهم بانتقاء الصحبة الصالحة وبث فيهم كل القيم النبيلة كالعدل، والإحسان والرفق والحكمة والاستقامة والأمانة والشجاعة والإخلاص.

وتابعت: بعد الأسرة مباشرة يأتى دور المؤسسات التعليمية عن طريق تطوير المناهج الدراسية والأنشطة المدرسية وتعزيز قيم الوسطية والتسامح وتنمية المهارات النفسية والاجتماعية عند الطلاب.

ونوهت خبيرة التنمية البشرية إلى دول وسائل الاعلام المرئية والسمعية وقالت إن لهم دورا مهما جداً لانها تقوم بدور ثقافى وتربوى وتصل لفئة الناس الذين يجهلون القراءة والكتابة بجانب وسائل التواصل الاجتماعى وكل الوسائل الحديثة لنشر ثقافة الوسطية والسماحة وتعاليم الدين الإسلامى الصحيح وتوعية الشباب بأن حياة الإنسان لن يكون لها معنى بدون قيم التسامح والحب والعطاء، لأن الحب هو الطاقة الإيجابية التى تساعدنا على العيش بأمان واستقرار وسعادة، والتسامح هو الشعور بالرحمة ونسيان الإيذاء والألم وهو سلوك فطرى لأن فطرة الإنسان سليمة وسوية.

وأردفت: أما عدم التسامح ومشاعر الكراهية والحقد ما هى إلا سلوكيات مكتسبة من خلال أنماط تربوية خاطئة والتأثر بالمحيط الخارجى، وبالحب والتسامح والعطاء يسعد الإنسان ويعرف كيف يتفاهم مع الناس ويتعلم ويصبر على قسوة الحياة وينال الراحة النفسية بل يصنع المعجزات.